الأربعاء، 29 يونيو 2011

الأسرى الفلسطينيون.. أكثر حبا للتعليم في السجون الاسرائيلية للصحفى محسن هاشم

كشفت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية يوم الاثنين 27 يونيو/حزيران ان معظم السجناء في السجون
الاسرائيلية الذين يتلقون الدراسات في الجامعة المفتوحة في اسرائيل، هم من الاسرى الفلسطينيين.
ونقلت الصحيفة عن معطيات قدمتها السجون، ان هناك 270 سجينا في الوقت الراهن يدرسون في الجامعة المفتوحة في إطار برنامج لتقديم فرص التعليم للسجناء، وان 60 منهم فقط أدينوا بارتكاب جرائم جنائية، وهذا يعني ان الطلاب الآخرين في السجون الاسرائيلية تم اعتقالهم لأسباب أمنية وان معظمهم فلسطينون.
وأعادت الصحيفة الى الأذهان ان الحكومة الاسرائيلية سمحت للسجناء الذي أدينوا بارتكاب جرائم جنائية، بالدراسة في الجامعة عام 1978. أما السجناء الأمنيون فلم يحصلوا على هذا الحق الا في عام 1994، وهذا بعد أن أعلن بعض السجناء إضرابا عن الطعام احتجاجا على منعهم من الدراسة.
وذكرت "هآرتس" ان الحكومة الفلسطينية تمول جزئيا دراسة السجناء الفلسطينيين في الجامعة المفتوحة، حيث أطلقت السلطة الفلسطينية في عام 2008 برنامجا تدفع بموجبها نحو 60% من نفقات دراسة الأسرى الفلسطينيين.
وأوضحت الصحيفة ان البرنامج يضم تنظيم محاضرات في السجون، يقدمها أساتذة الجامعة المفتوحة. أما المواد الأكثر شعبية بين السجناء فهي "مقدمة لتاريخ الشرق الأوسط في العصر الحديث" و"الإبادة الجماعية" والتصور الاساسي للعلاقات الدولية" و"المجتمع العربي الاسرائيلي" و"الاسلام: مقدمة لتاريخ الاديان".
وكانت إدارة السجنون قد حاولت منع السجناء من دراسة نحو 30 مادة جامعية بينها المواد السابقة الذكر، الا ان المحكمة الاسرائيلية العليا أكدت على حق السجناء في دراسة كافة المواد، بعد أن رفعت جماعات حقوقية دعوى ضد إدارة السجون بهذا الشأن.

رسالة إنسانية من المخيمات الفلسطينية في لبنان

ترجمة محسن هاشم
قدم الفنان الفلسطيني الشاب عبد الرحمن قطناني أعماله الفنية الجديدة في معرض "أجيال" في بيروت
وقد استخدم قطناني ألواح التوتياء والاسلاك الشائكة وبعض المواد المهملة داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان، جمعها الفنان الفلسطيني عبد الرحمن قطناني، ليصنع منها عملا فنياً فريدا من نوعه يحمل رسالة إنسانية واضحة.
وعبد الرحمن فنان من مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين، لقب بناجي العلي الصغير وبفنان الزينكو، نسبة الى ألواح الزينكو أو التوتياء التي تسقف بها أسطح منازلِ المخيمات.

اسرائيل تمنع الصحفيين بالمشاركة فى اظهار فضائحها للعالم كله

بقلم محسن هاشم
حذرت الحكومة الاسرائيلية الصحفيين الذين سيصطحبون سفن "اسطول الحرية-2" للمساعدات الانسانية الى قطاع غزة من الغاء تراخيص عملهم في اسرائيل وعدم امكانية دخولهم اليها في اقرب 10 سنوات.
وقال بيان تابع لقسم منح التراخيص للصحفيين الاجانب في الحكومة الاسرائيلية انه تم تحذير ممثلي وسائل الاعلام من مشاركتهم في "المبادرة المنظمة من قبل القوى الاسلامية والغربية المتطرفة التي تبدي تأييدا لحماس".
واضاف البيان: "المشاركة في الاسطول ستعتبر خرقا متعمدا للقوانين الاسرائيلية وسيؤدي الى منع الدخول الى اسرائيل للمشاركين في الاسطول لمدة 10 سنوات ولمصادرة اجهزتهم وعقوبات اخرى".
وذكرت منظمة حقوق انسان اوروبية ان سفن الاسطول ستتوجه الى شواطئ غزة يوم الثلاثاء القادم حاملة على متنها مئات الناشطين من اجل السلام من 40 دولة بما فيهم خبراء قانون واعضاء في البرلمان الاوروبي بالاضافة الى 40 صحفيا يمثلون وسائل اعلام دولية. ودعت المنظمة الدول الاوروبية لحمايتها من اي عمل عدواني من قبل اسرائيل.
يذكر انه في 31 مايو/أيار ادى اعتراض سفن اسرائيلية لسفن اسطول الحرية الاول الى مقتل 19 شخصا، من بينهم قبطان السفينة التركية، وجرح العشرات من النشطاء.
هذا وقد اعلنت اسرائيل في وقت سابق عن عزمها اعتراض الاسطول الجديد المكون من 10 سفن والذي سيبحر من السواحل اليونانية.

الحكومة الاسرائيلية تكلف قواتها البحرية بوقف أسطول الحرية 2

بقلم محسن هاشم
كلفت الحكومة الاسرائيلية البحرية الاسرائيلية منع دخول سفن جديدة لأسطول الحرية 2 تحمل مساعدات إنسانية الى سواحل قطاع غزة. وعقدت الحكومة الامنية الاسرائيلية الاثنين، لليوم الثاني على التوالي اجتماعا لاستكمال بحث سبل ايقاف اسطول المساعدات الدولي القادم الى قطاع غزة في الايام المقبلة لكسر الحصار المفروض عليه منذ خمس سنوات.
وأفادت صحيفة "هآرتس" أن المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر أمر وزارة الدفاع باتخاذ اجراءات ثابتة ومتحفظة تجنبا لسفك الدماء. كما كلفت الخارجية الإسرائيلية بمواصلة الجهود الدبلوماسية لمنع السفن الانسانية من خرق الحصار الاسرائيلي لقطاع غزة. وكانت تل أبيب أبلغت القائمين على أسطول الحرية باستعدادها لنقل مساعداته الانسانية إلى غزة إذا وافقوا على تفريغ السفن في ميناء اشدود.
ومن المقرر ان تبحر هذا الاسبوع عشرات السفن من اليونان وعلى متنها ناشطون من 22 دولة كجزء من اسطول الحرية الذي يحمل مساعدات انسانية الى القطاع على الرغم من تحذيرات اسرائيل ومعارضة الامم المتحدة.

إسرائيل تفوض جيشها بمنع وصول "أسطول الحرية - 2" إلى شواطئ غزة

ترجمة محسن هاشم
قبيل توجه سفن "أسطول الحرية - 2" إلى شواطئ غزة، قررت الحكومة الإسرائيلية تفويض جيشها بمنع القافلة الإنسانية من الرسو عند شواطئ القطاع، وهو ما أعاد إلى الأذهان مجزرة أسطول الحرية قبل عام والتي كانت سفينة "مافي مرمرة" التركية إحدى شواهده.

شاعرة أمريكية:إسرائيل" أكبر دولة إرهابية في العالم

بقلم محسن هاشم
وصفت الشاعرة الأمريكية الزنجية، أليس ووكر، إسرائيل، بأنها "أكبر دولة إرهابية في العالم"، وانتقدت الدعم الذي تمنحه الولايات المتحدة لـ"إسرائيل"، والذي قالت: "إن الدولة العبرية تستخدمه في "صناعة هذا الدمار على
الأرض"، في إشارة إلى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة
تصريحات الشاعرة الأمريكية الحاصلة على جائزة البوليتزر المرموقة، جاءت في مقابلة مع مجلة "فورين بوليسي"، تعليقًا على تصريح لسفير "إسرائيل" في الأمم المتحدة، رون برسور، وصف فيه قوافل المساعدات الإنسانية المتجهة إلى قطاع غزة بأنها "مبرر خطأ، مصممة لخدمة المتطرفين، وكلها ينظمها أشخاص لهم صلات مع (حماس) وغيرها".
وتعقيبًا على ذلك قالت ووكر: "أعتقد أن "إسرائيل" هي أكبر دولة إرهابية في هذا الجزء من العالم، وأعتقد بشكل عام أن "إسرائيل" وأمريكا، من أكبر المنظمات الإرهابية، ولو ذهبت لغزة وشاهدت القنابل، ما بقي من التي أسقطت، والدمار العام، فلا تملك إلا أن تقول هذا إرهاب، فعندما ترهبين الأطفال، وتجعلينهم يخافون منك، وتسببين الضرر النفسي والعقلي لهم طوال حياتهم، فهذه الدولة إرهابية".
وردًا على ما أبدته الصحفية الأمريكية من دهشة واحتجاج على وصف ووكر للولايات بالدولة الارهابية، أجابت الشاعرة الأمريكية: "قطعًا، لأن إرهاب أمريكا معروف في كل أنحاء العالم، وقالت: "إن أمريكا قاتلت ضد دول حاولت تغيير حكوماتها، وحاولت بناء أخرى ديمقراطية، وما فعلته أمريكا إلا التدخل كما فعلت في غواتيمالا أو التشيلي".
وتقول: "إن ما هو "غير منطقي، ولا أفهمه، عندما يزعمون في أمريكا أن كل شخص إرهابي، فيما يشعر الناس بالرعب من الطائرات من دون طيار في حرب أفغانستان، إنهم يسقطون قنابل على الأطفال، أليس هذا إرهابًا؟".
وقالت الشاعرة الأمريكية: إنها كانت في غزة في العام 2009م، وقضت وقتًا طويلاً بين ركام مدرسة أمريكية دمرها القصف الإسرائيلي خلال عدوان الشتاء، وشعرت بالحزن لأن الولايات المتحدة "تدفع مالاً كثيرًا من ضرائب المواطنين للأسلحة التي استخدمتها "إسرائيل" لصناعة هذا الدمار على الأرض".
وتحضر الكاتبة للمشاركة في قافلة أسطول الحرية الثاني المتجه إلى قطاع غزة، والتي ستنطلق في غضون يومين، وقالت: "إنها تذهب إلى غزة "مدفوعة بحس أمومي، ولتكون شاهدًا على الاضطهاد" الذي يتعرض له الفلسطينيون هناك.
وعن مبرراتها للمشاركة في القافلة قالت: "إنها عندما زارت قطاع غزة في العام 2009م، بعد العدوان بوقت قصير، شاهدت دمارًا وضررًا "لا يُصدقان"، وإنها تفهم ما يحدث على الأرض هناك، وكيف تم تدمير البنية التحتية للقطاع، وشاهدت كيف تم تدمير الوزارات والمستشفيات والمدارس.
وعن الموقف المصري الذي خفف من القيود على حركة العبور من وإلى غزة من خلال معبر رفح، مما يعني أن قوافل كهذه لم تعد ضرورية، أجابت ووكر: "إن الوضع ليس كما هو مُصور حول التسهيلات الخاصة بالمعبر؛ "لأن العابرين إلى غزة لا يسمح لهم إلا بإدخال حقيبتين".
وأضافت ووكر: "المصريون فتحوا معبر رفح وأغلقوه، وعليه لم يتم حل المشكلة.. الناس يحبون عادة الحديث عن الأمور الإيجابية، لكنه ليس إيجابيًّا بعد، فقد أغلقوه، ويقولون حقيبتين فقط، لا يمكنك إصلاح نظام الصرف الصحي في غزة بحقيبتين" في إشارة إلى احتياجات القطاع من المواد الأساسية ومواد البناء لإعادة إعمار ما دمرته الحرب الإسرائيلية

الأمريكيون والإسرائيليون لن يقفوا متفرجين على الحاصل في مصر

بقلم:-محسن هاشم
أن يكون لإسرائيل جاسوس في مصر فذلك ليس خبرًا. الخبر أن يتم القبض عليه، أما الضربة الأمنية الحقيقية فهي أن يتم ضبط بقية الجواسيس الذين يرتعون في أرجاء مصر منذ فتحت أبواب المحروسة لأمثالهم
عقب توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1979. وليس ذلك اكتشافًا، ولا هو من قبيل الأوهام، لأن التغير الذي حدث في مصر بوقوع ثورة 25 يناير كان ولا يزال يمثل خبرًا كارثيًا لإسرائيل، ولا يزال يعد كابوسًا لم يفق منه قادتها. وأي متابع لما تنشره الصحف الإسرائيلية من تعقيبات، وما يتسرب من تعليمات لرئيس الوزراء تتعلق بالتعامل مع الأوضاع في مصر، ذلك كله يشير إلى أمرين؛ أولهما: التشاؤم والهلع الذي أصاب النخبة بقيام الثورة، وغياب الرئيس السابق (الكنز الاستراتيجي). الأمر الثاني هو الحذر الشديد من جانب نتنياهو الذي منع الوزراء من التعليق على ما يجري في مصر؛ حفاظًا على «شعرة معاوية» مع نظامها الجديد.
كنت قد نشرت في 22 فبراير الماضي، مقالة تحت عنوان: «ماذا يدبـرون للنظام الجديد؟» قلت فيها ما خلاصته أنه من الطبيعي أن تكون الأحداث في مصر بعد الثورة ـ وقبلها أيضًا ـ محل رصد واهتمام، بوجه أخص من جانب الدوائر الأمريكية والإسرائيلية. ليس محبة في المصريين، ولا إعجابًا بسواد عيون المصريات، ولكن لأنهم يدركون جيدًا أن أي تغيير في مصر لابد أن يكون له صداه القوي في العالم العربي، الأمر الذي يعني الكثير بالنسبة لهؤلاء. لأن العالم العربي يترجم في النظر الغربي إلى عنوانين رئيسين هما النفط وإسرائيل، فضلاً عن أنه سوق لترويج البضائع، وإنعاش تجارة السلاح.
قلت أيضًا: إن الأمريكيين والإسرائيليين لن يقفوا متفرجين على الحاصل في مصر، ولكن من الطبيعي أن يكونوا على صلة مباشرة بالحدث إن لم يصبحوا في قلبه، ومؤثرين على اتجاهاته. إضافة إلى أن ذلك استنتاج منطقي يخطر على بال أي مشتغل بالعمل العام، فقد أعدت التذكير بمحاضرة وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي الأسبق، آفي دختر، التي ألقاها في شهر سبتمبر عام 2008، على الدارسين في معهد أبحاث الأمن القومي الصهيوني، وفيها تحدث عن الترتيبات الإسرائيلية لمواجهة أي تحولات «كارثية» ـ من وجهة نظرهم ـ يمكن أن تحدث في مصر. وأشار بوجه أخص إلى أمور خمسة هي:
* إقامة شراكة مع القوى والفعاليات المؤثرة والمالكة لكل عناصر القوة والنفوذ، في دوائر الطبقة الحاكمة ورجال الأعمال والنخب الإعلامية والسياسية.
* إقامة شراكة أمنية مع أقوى جهازين لحماية الأمن الداخلي في البلاد، هما جهاز أمن الدولة والمخابرات العامة.
* تأهيل محطات استراتيجية داخل المدن الرئيسية المؤثرة على صنع القرار، متمثلة في: القاهرة ـ الإسكندرية ـ الإسماعيلية ـ السويس ـ بورسعيد.
* الاحتفاظ بقوة تدخل سريع من المارينز (الأمريكيين) في النقاط الحساسة بالقاهرة (جاردن سيتي ـ مصر الجديدة) إضافة إلى الجيزة. وبإمكان تلك القوة الانتشار خلال بضع ساعات، والسيطرة على مراكز عصب الحياة العامة.
* مرابطة قطع بحرية وطائرات أمريكية في قواعد داخل مصر، خصوصًا في الغردقة والسويس ورأس بيناس.
انطلقت هذه الترتيبات كما ذكر الوزير الأسبق من الاقتناع بضرورة تبني استراتيجية استباقية حيال مصر من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل. وكان تقدير واشنطن ـ والكلام للوزير الإسرائيلي ـ أنها يجب أن تقيم في مصر بعد وفاة عبد الناصر مباشرة وتولي السادات، مرتكزات ودعائم أمنية واقتصادية وثقافية على غرار ما فعلته في تركيا بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة.
لست في موقع يسمح لي بأن أتثبت من أن ما خطط له الإسرائيليون والأمريكيون حدث بالفعل كله أو بعضه، لكن الذي لاشك فيه أنه توفر لهم خلال الثلاثين سنة التي أعقبت توقيع اتفاقية السلام، الوقت الكافي والظرف المواتي لتحقيق ما يريدون، وعند الحد الأدنى فلابد أنهم حاولوا على الأقل زرع وتجنيد شبكة من المتعاونين الذين يمدونهم بما يمكنهم من تثبيت أقدامهم، بما لا يسمح لمصر بأن تتراجع عما تورطت فيه، منذ وقعت معها معاهدة السلام. ولا يستقيم عقلاً أن ينحصر الجهد الإسرائيلي في الجاسوس الذي ألقي القبض عليه أخيرًا (إيلان تشايم جرابيل)، أو غيره ممن ألقي القبض عليهم في ثلاث قضايا تخابر أخرى خلال الأشهر الأربعة الماضية. إذ يظل هؤلاء مجرد نقطة في بحر إذا وضعنا في الاعتبار الأهمية القصوى التي توليها إسرائيل لعلاقتها مع مصر، وخوفها من تنامي الوطنية المصرية

الجمعة، 24 يونيو 2011

مخاوف إسرائيلية من ارتفاع وتيرة معاداة السامية بأوروبا

بقلم محسن هاشم
نشرت صحيفة اليديعوت أحرونوت الإسرائيلية، في عددها الصادر اليوم، الخميس 23/6/2011، تقريرًا مصورًا يحمل العديد من المخاوف الإسرائيلية من التحولات القائمة في مواقف الرأي العام داخل أوروبا تجاه إسرائيل
والذي يشير إلى زيادة وتيرة معاداة السامية والمشاعر المناهضة لإسرائيل في النرويج وبلدان الاتحاد الأوروبي.
وقال معد التقرير، مانفريد جيرستنفيلد: إن مشاعر معاداة السامية والمشاعر المعادية لإسرائيل "مزدهرة" حاليًا في النرويج، التي تعتبر نموذجًا للبلدان الأوروبية في هذا الاتجاه، مما جعل الإسرائيليين يتخوفون من التصاعد القائم في هذه المشكلة، وذلك على الرغم من التطمينات الإسرائيلية، والنفي الحكومي.
ويضيف جيرستنفيلد: "إنه في وقت سابق من هذا الشهر، أظهرت دراسة أجرتها بلدية العاصمة النرويجية أوسلو، إن الطلبة اليهود هم الأكثر استهدافًا بالاعتداء من جانب المراهقين الآخرين في مدارس أوسلو، من بين أبناء الطوائف والديانات الأخرى".
ونقلت اليديعوت أحرونوت أن الدراسة أظهرت أن 33% من الطلاب اليهود يتعرضون لمضايقات من المراهقين في المدارس الثانوية في أوسلو، ما بين مرتين إلى ثلاثة مرات على الأقل، مقارنة مع الطلبة البوذيين الذين يتعرض 10% منهم فقط لهذه الاعتداءات، والمسلمين بنسبة 5.3%، بينما لا تزيد نسبة الاعتداءات على أبناء الطوائف الأخرى عن نسبة 7%.ولا تقتصر المسألة على المجتمع النرويجي فحسب؛ حيث قدم التليفزيون النمساوي اعتذارًا رسميًّا لليهود في النمسا عن قيامه ببث فيلم كارتون بعنوان: "الخنازير الثلاثة الصغار"، قال منتقدون من الجالية اليهودية: "إنه يعزز الصورة النمطية التي كانت سائدة عن اليهود والمعادية للصهيونية في عقد الثلاثينيات الماضية، في إشارة إلى حقبة الحكم النازي في ألمانيا والنمسا.
وفي الإطار دعت الجالية اليهودية في أسلو إلى عقد حلقة نقاشية استغرقت يومَيْن لمناقشة هذه المشكلة، حضرها وزير التربية والتعليم، كريستين هالفورسن، ووزير الخارجية، يوناس جار شتوره، وساهمت الحكومة النرويجية في تمويلها كاعتذار منها عن تنامي ظاهرة الاعتداءات العنصرية ضد اليهود في المجتمع النرويجي، بحسب اليديعوت أحرونوت.
وويقول جيرستنفيلد: إن الحكومة النرويجية هدفت من وراء الدعوة لهذه الحلقة إلى تحسين صورتها وموقفها أمام إسرائيل ويهود العالم بعد هذه الحوادث وغيرها مما هو آخذ في التنامي في المجتمع انرويجي.ولم تقتصر محاولات تحسين الصورة تلك على الحكومة النرويجية؛ حيث بدأت مجموعة من الصحفيين النرويجيين في كتابة سلسلة من المقالات في الصحف المحلية تتمحور رسالتها حول كيف أن النرويج هي مكان جيد لليهود.
ومن بينها سلسلة مقالات كتبها الصحفي مارتن بود في صحفية "أفتنبوستن"، وبود ناشط مدني سبق له أن قام بعدد من الأنشطة في العام 2002م، في مواجهة تيارات معاداة السامية التي كانت قد بدأت تظهر في أوروبا بشكل قوي بعد اندلاع انتفاضة الأقصى الثانية، وجرائم إسرائيل في حق الفلسطينيين خلالها.
ولم يقف الأمر عند حدود النرويج؛ حيث شارك عدد من النشطاء الأمريكيون من اليهود وغير اليهود في الحلقة الدراسية المشار إليها، ومن بينهم نشطاء من مركز سيمون فيزنتال الأمريكي اليهودي، والذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية، وينشط أساسًا في مسألة مكافحة معاداة الصهيونية، وتخليد ذكرى ضحايا ما يعرف بالهولوكوست اليهودي على أيدي النازيين خلال الحرب.
وأطلقت إسرائيل قبل فترة حملة وصفت بالفاشلة من جانب المراقبين من أجل تحسين مستوى الصورة العامة لها في الغرب والعالم، والتي تدهورت في أعقاب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في شتاء 2008/2009م، والذي أودى بحياة 1450 شهيدًا، وأكثر من 5250 جريحًا، والجريمة الوحشية على أسطول الحرية الأول التركي الدولي يوم 31 مايو 2010م، والتي سقط فيها تسعة شهداء، منهم أمريكي من أصل تركي، والباقي أتراك الجنسية.
وزاد من مساحة غضب الرأي العام الأوروبي في هذا الاتجاه المواقف المتصلبة التي يبديها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إزاء استحقاقات التسوية مع الفلسطينيين، مع إصرار نتنياهو على الاحتفاظ بالقدس الشرقية وغور الأردن والمستوطنات الكبرى في الضفة الغربية المحتلة، وعدم عودة اللاجئين إلى فلسطين التاريخية المحتلة في العام 1948م.

غصن الزيتون الفلسطيني.. غصة بحلق المستوطنين

ترجمة محسن هاشم
فوجئ الفلسطيني ماهر صْبيعة بإقدام مجهولين حسب الوصف الإسرائيلي على خلع ِوتقطيع ِمئتين وخمسين شتلةَ زيتون في أرضِه الواقعة بمنطقة "خِربة عَليا" جنوب بيت لحم.
وهي المرة الثانيةُ التي تتعرض فيها أرضه لاعتداء من هذا النوع ففي العام ِالماضي أُحرقت أشجاره وبقي الفاعل مجهولا برغم ِالشكوى التي قدّمها للشرطة الإسرائيلية.

تقرير يظهر ارتفاع معدلات البطالة والتضخم في فلسطين

ترجمة محسن هاشم
أصدرت وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين (الأُنروا) تقريرا يشكك بالنمو الاقتصادي الفلسطيني، ويظهر ارتفاعا في معدلات البطالة أسرع بكثير مما ارتفعت فيه نسبة العـمالة في عام 2010، ويشير إلى أن القيمة الشرائية لمتوسط الأجور قد استمرت بالتراجع مقابل الاستمرار في ارتفاع معدلات التضخم.
وخلافا لما يرد في النشرات الاقتصادية والتقارير الدورية التي تتحدث عن نسب ارتفاع مهمة في الاقتصاد الفلسطيني، فاجأ تقرير الوكالة الجميع، حيث دحض الصورة الوردية عن الاقتصاد الفلسطيني، وقدم قراءة جديدة تفيد بأن نسبة البطالة ازدادت بسرعة اكبر في النصف الثاني من عام 2010 عن نسبة التوظيف في الفترة نفسها. واكد التقرير أن القوة الشرائية للمواطن الفلسطيني في الضفة المحتلة استمرت في الانخفاض في ظل معدلات بطالة عالية وارتفاع اسعار كبير.

اسرائيل كثفت جهودها لمنع أسطول الحرية الثاني من الانطلاق

ترجمة محسن هاشم
قالت حنين زعبي النائبة في الكنيست الاسرائيلي عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي في مقابلة مع "روسيا اليوم" إن حكومة بنيامين نتانياهو كثفت جهودها لمنع أسطول الحرية الثاني من الوصول إلى شواطئ قطاع غزة عبر ضخ الأموال والضغط الدبلوماسي على حكومات الدول المعنية وأصحاب السفن.
وأكدت حنين زعبي ان وزارة الخارجية الاسرائيلية "تبذل أقصى جهودها للطلب من الحكومات أن تمنع السفن من الابحار من الموانئ". واضافت ان "اسرائيل يهمها ألا تنطلق السفن، لأنه طالما انطلقت السفن فهي في نقطة حرجة"، موضحة ان تل ابيب لا تريد ان يتكرر سينايو القتل، لكنها مع ذلك لا تريد ان تمنع السفن من الوصول الى غزة دون قتلى، لانها تعطي بذلك دليلا للعالم بأنها كانت تستطيع ان توقف أسطول الحرية الاول دون شهداء.
وأعربت حنين الزعبي عن اعتقادها بأن مجرد انطلاق سفن أسطول الحرية الثاني هو "ردة فعل جيدة وجدية تدل على أن اسرائيل لم تعد تستطيع أن تفرض قوانين اللعبة السياسية".

الاثنين، 20 يونيو 2011

حكومة إسرائيل تقر بناء ألفي وحدة سكنية بالقدس

ترجمة محسن هاشم
أقرت الحكومة الإسرائيلية بناء ألفي وحدة سكنية جديدة في مستوطنة رامات شلومو في مدينة القدس الشرقية، وفق ما جاء في بيان صادر عن وزارة الداخلية الإسرائيلية.
وجاء في البيان يوم الأحد 19 يونيو/حزيران أنه تم السماح بإضافة غرفة واحدة إلى كل من الوحدات السكنية الألفين، بما يتناسب مع متطلبات العائلات التي تقطنها.
وكان قرار مشروع البناء في رامات شلومو في آذار/مارس 2010 قد أثار خلافات بين حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما. ويتزامن هذا الإعلان مع زيارة تقوم بها كاثرين آشتون المنسقة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي إلى المنطقة

عسكريون صهاينة: يمكن الدفاع عن "إسرائيل" دون الضفة

بقلم محسن هاشم
الحكومة الإسرائيلية مصابة بالهستيريا".. "حدود الـ67 أسطورة غير واقعية".. "يمكن الدفاع عن حدود إسرائيل دون الضفة الغربية".. هذه العبارات ليست لمراقبين عرب، أو حتى كُتَّاب صحفيين صهاينة؛ وإنما هي خلاصة آراء اثنين من أهم المحللين الاستراتيجيين الإسرائيليين ممن عملوا في الجيش الإسرائيلي لسنوات طويلة.
فلقد نشرت صحيفة الـ"يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، على موقعها الإلكتروني على شبكة الإنترنت، مقالاً تحليليًا بقلمي: آفي ييسافيتش ونيسمان دانيال، وكلاهما عرفته الصحيفة على أنه من المحللين المستقلين، وضباط احتياط حاليين في الجيش الإسرائيلي، ولهما الكثير من المشاركات المكتوبة على موقع أصدقاء جيش الدفاع الإسرائيلي الإلكتروني.
ويبدأ المقال بعبارة لافتة؛ حيث وصفا تمسك الحكومة الإسرائيلية الحالية بمبدأ عدم الانسحاب إلى حدود العام 1967م، بأنه "هيستريا لا سبب ولا أساس لها من الصحة"، وأن الجيش الإسرائيلي "يمكنه الدفاع عن إسرائيل من دون الضفة الغربية".
ويوضح المقال سبب طرحه هذا، أن الأفراد الذين يدعون بقدسية حدود عام 1967م، وأنه لا يمكن الدفاع عن إسرائيل بدونها "يتجاهلون النقلة النوعية الشاملة للصراع العربي الإسرائيلي، والتي حدثت على مدى العقد الماضي".
وتقول الصحيفة: إن سبب نشر المقال هو الضجة الرسمية التي ثارت من جانب إسرائيل على خطاب الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، حول سياسة بلاده الجديدة في الشرق الأوسط، الذي ألقاه يوم التاسع عشر من مايو الماضي، ودعا فيه إلى اعتماد حدود الـ67 كأساس للتسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مع إمكانية تبادل للأراضي.
ولقد أدت هذه الضجة التي رافقتها اعتراضات من جانب اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة، إلى أن يعود أوباما عن مواقفه هذه خلال خطابه أمام مؤتمر الـ"AIPAC" الأخير المنعقد في العاصمة الأمريكية واشنطن، ودعا إلى حلول تقوم على أساس مراعاة الواقع السكاني على الأرض، في إشارة إلى الاستيطان.
ويتساءل كاتبا المقال: "هل للقلق بشأن العودة إلى حدود 1967 ما يبرره؟!"، ويجيبان بأنه مؤخرًا، قام عدد كبير من السياسيين وخبراء الأمن والمسؤولون السابقون في وزارة الدفاع الإسرائيلية السابق، وكذلك معلمو الاستخبارات بتقديم العديد من التقديرات التي تشير إلى عدم فاعلية الحجة الأمنية لتبرير مسألة عدم الانسحاب إلى حدود الـ67".
وينقل المقال عن المؤرخ العسكري والاستراتيجي الإسرائيلي البارز، مارتن فان كريفالد، قوله في هذا الشأن: "من الواضح تمامًا أن "إسرائيل" تستطيع بسهولة أن تتخلى عن الضفة الغربية، إن هذا الأمر ممكن الحدوث من الناحية الاستراتيجية، ولا يوجد خطأ يُذكر جراء ذلك".
وكانت مجموعة من كبار المسؤولين السياسيين والأمنيين الإسرائيليين السابقين قد قاموا في الرابع عشر من إبريل الماضي، بتقديم مشروع لمبادرة للسلام مع الفلسطينيين، دعوا فيها إلى إجراء مفاوضات مع الفلسطينيين على أساس حدود 1967، وتبادل طفيف للأراضي.
ويقول المقال: إنه من الصعب القول: إن هؤلاء الأشخاص مخطؤون؛ حيث إنهم على دراية كافية وثيقة بالأوضاع الأمنية المعقدة والوضع السياسي على أرض الواقع، ولم يروا أن خطوة كهذه من شأنها الإضرار بأمن إسرائيل بشكل خطير.
ويذهب جيرشون باسكين، مدير مركز إسرائيل/ فلسطين للبحوث والمعلومات، إلى ذات الرأي؛ حيث إنه، ومن خلال تجربته مع عشرات من المسؤولين العسكريين وضباط حلف شمال الأطلنطي "الناتو"، وجنرالات الجيش، وخبراء الاستخبارات في الموساد والشين بيت؛ فإنه يؤكد على أن السلام الشامل والنهائي، بما يشمله ذلك من انسحاب من الضفة الغربية، هو أكثر الأشياء ضمانة لأمن ووجود إسرائيل.
حقائق مُتغيرة
وتعتبر حدود الـ67 أساسًا للمفاوضات منذ عملية كامب ديفيد مع مصر في أواخر السبعينيات، وكل المحللين السياسيين تقريبًا الذين ينظرون إلى هذا الأمر من منظور موضوعي يُدركون أن دولة فلسطينية قابلة للحياة لا يمكن تحقيقها إلا في إطار هذه الحدود.
ويدحض كاتبا المقال مقولة أن حدود 1967م تضمن الأمن لإسرائيل، من خلال الاحتفاظ بحدود آمنة بعيدة عن قلب الأرض الإسرائيلية، بما يرتبط به ذلك في صدد مسألة ضرورة شن إسرائيل لحروب استباقية ضد الجيوش العربية؛ حيث إن حرب رمضان/ أكتوبر 1973م أثبتت خطأ هذا التقدير.
يضاف إلى ذلك أن الوضع السياسي والعسكري في المنطقة قد تغير بشكل كبير منذ عام 1973م؛ حيث تحولت المواجهات بين إسرائيل والعرب إلى مواجهات مع كيانات دولية وجيوش تقليدية كبيرة، إلى مواجهات مع تنظيمات مسلحة تستخدم أساليب حرب العصابات مع الاحتفاظ بقوات برية صغيرة، وترسانات صواريخ واسعة النطاق، كذلك فإنه حتى في حالة العداء الحالي مع إيران وسوريا؛ فإن التهديد لا يأتي عن طريق غزو بري؛ وإنما من خلال الصواريخ التي تحمل رؤوسًا كيماوية وغير تقليدية.
إلا أن المحللين الإسرائيليين يقولان: إنه بالرغم من ذلك؛ فإن إسرائيل تجد نفسها في بعض الأحيان مضطرة إلى العودة إلى استراتيجية الحرب الوقائية، كما حدث في العام 2006م، ضد حزب الله في لبنان، وفي العام 2008/2009م ضد حماس في قطاع غزة، وكما هو مرجح بحسب المقال، أن يكون ضد إيران أيضًا مستقبلاً.
وينفي الكاتبان ما تروجه بعض الأطراف الإسرائيلية التي تعترض على مبدأ الانسحاب، لتبرير عدم الانسحاب، مثل أن الانسحاب من الضفة سوف يؤدي إلى المزيد من الانتشار "للإرهاب"، ويضيف الكاتبان قائلَيْن: "ولكن.. هذه الحجج سليمة؟!.. بعد كل شيء، سيظل حزب الله كما هو يمتلك بالفعل صواريخ يمكن أن تصل إلى جنوب إسرائيل، في حين يمكن لحماس أن تستهدف تل أبيب بترسانتها الصاروخية".
أما بالنسبة للحجة الخاصة بـ"الإرهاب"، يضيف الكاتبان؛ فإن الحواجز الأمنية التي سوف يقيمها الجيش الإسرائيلي على الجانب الآخر من الحدود في مواقعه الجديدة، سوف تلعب ذات الدور الذي تلعبه حاليًا في الضفة الغربية.
ويضيف الكاتبان: "لقد حصل الجيش الإسرائيلي على خبرة في مجال الحد من عمليات الإرهابيين بدرجة مذهلة من النجاح والدقة، ومن هنا، ونحن نرغب في حشد جميع الضمانات اللازمة لوجود دولة إسرائيل وحمايتها؛ فإننا يجب أن نكون أكثر ثقةً في قدراتنا الدفاعية".
وينتقد المقال في الإطار، ما وصفه بـ"تكيف أعدائنا المبدع مع ساحة المعركة في العصر الحديث؛ حيث أصبحت الأرض، ومن المفارقات، أحد أقل العوامل إضافة للقوة الاستراتيجية لطرف على حساب طرف آخر، في مقابل تمسك إسرائيل بالأفكار القديمة في هذا المجال، مع إصرارها على الاحتفاظ بالضفة الغربية، والتي تحولت إلى السلاح الرئيسي ضدنا في حرب نزع الشرعية، بترسانتها من الأسلحة القانونية والسياسية والاقتصادية والمعنوية، والتي تعتبر أقوى من كل ما هو مخزون في الوقت الحالي في غزة أو في لبنان".
ويختم المقال بالقول: "إن الإسرائيليين بحاجة إلى استقراء الواقع القائم بصورة أفضل، والإجابة عن أسئلة مهمة، مثل هل عزز احتفاظ إسرائيل بالضفة من قدرتها على مواجهة المخاطر الوجودية، وهل يساوي احتفاظ إسرائيل بمستوطنات الضفة، مثل كريات أربع ضمن ما يعرف بـ"الأراضي الاستراتيجية"، الثمن الذي تدفعه إسرائيل من شرعيتها، أو من دعوات المقاطعة المستمرة لها؟!.. لقد حان الوقت لتغيير منظومتنا الفكرية بأكملها!

برلماني صهيوني يدعو إلى إعدام الأسرى الفلسطينيين

بقلم محسن هاشم
دعا ميخائيل بن آري، عضو الكنيست الصهيوني عن الاتحاد الوطني، إلى فرض عقوبة الإعدام على الأسرى الفلسطينيين الذين وصفهم بالمخربين، وفقًا لما نشرته وسائل الإعلام العبرية.
من جانبه، اعتبر عيسى قراقع، وزير شؤون الأسرى والمحررين في حكومة رام الله، دعوة النائب الصهيوني بمثابة إعلان دولة الاحتلال عن دخولها عهد الفاشية.
وأشار قراقع إلى أن ما يجري منذ سنوات بحق الأسرى خاصة المرضى هو تطبيق عملي لهذه الأيديولوجيا المتطرفة، والثقافة العنصرية التي تسود المجتمع الإسرائيلي وحكومته الرسمية.
واعتبر قراقع أن الاستهتار الإسرائيلي بالمرضى الفلسطينيين، وعدم تقديم العلاج لهم بمثابة سياسة إعدام بطيء بحق الأسرى، وأن هناك حالات مرضية خطيرة يجب الإفراج عنها فورًا؛ لأن استمرار احتجازها يعني الحكم عليها بالموت.
وطالب قراقع المجتمع الدولي بإعلان حالة الاستنفار ضد تصرفات "إسرائيل" كدولة فوق القانون، واستهتارها بالمبادئ والقيم الإنسانية، والعمل على توفير الحماية للأسرى الذين يتعرضون على مدار الساعة إلى انتهاكات خطيرة، وعقوبات جائرة تنتهك القانون الدولي الإنساني.
جاءت تصريحات قراقع خلال زيارة تضامنية إلى منزل الأسير الفلسطيني، عاطف وريدات، الذي يخوض إضرابًا عن الطعام منذ سبعة أيام مع أسيرين آخرين هما: ميسري أبو حمدية، ويوسف السكافي، في سجن عسقلان؛ احتجاجًا على نقلهما إلى السجن الذي لا يتحلى بالحد الأدنى من المقومات الصحيّة، مطالبين بنقلهم من هذا السجن.
وحمّل قراقع المسؤولية التامة لحكومة "إسرائيل" عن تدهور الوضع الصحي للأسير عاطف وريدات وزملائه، خاصة أن عاطف قد شرع في الإضراب عن تناول الدواء أيضًا

خطة إسرائيلية لزيادة أعداد المهاجرين اليهود إلى فلسطين

بقلم محسن هاشم
كشف التليفزيون الإسرائيلي أن الكنيست قدم اقتراحًا جديدًا لمؤسسة "الحاخامية الأرثوذوكسية" يقضى بزيادة عدد المهاجرين اليهود إلى فلسطين.
وذكرت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلى مساء أمس، الأربعاء 15-6-2011، أن رئيس لجنة الهجرة والاستيعاب فى الكنيست، داني دانون، قد التقى الأيام الماضية مع الحاخام الأكبر في إسرائيل، شلومو عامير، وقدم إليه اقتراحًا يسمح للوكالة اليهودية أن تتدخل فى عملية تهجير يهود العالم إلى فلسطين؛ حيث إن عملية التهجير تتم فقط عبر مؤسسة الحاخامية الأرثوذكسية المعترف بها في "إٍسرائيل".
وبموجب هذا الاقتراح ستتمكن الوكالة اليهودية من إعطاء الجنسية الإسرائيلية لأي يهودي فى العالم.
من جهته، أعرب رئيس الوكالة اليهودية، ناتان شارانسكي، وهو من حركة شاس القومية المتطرفة، وشريكة الائتلاف الحاكم حاليًا في "إسرائيل"، عن سعادته بهذه الخطوة، وأشار إلى أن هذا التغيير سيسهم فى تسهيل عملية الهجرة لعدد كبير من اليهود الذين يريدون أن يكونوا جزءًا من "إسرائيل".
وكانت محكمة العدل العليا الإسرائيلية قد أصدرت قانونًا يسمى بقانون العودة، يسمح بموجبه للمنظمة الأرثوذوكسية بإعطاء الجنسية الإسرائيلية لأي يهودي في العالم، وتسهيل هجرته إلى فلسطين.
يشار إلى أن الوكالة اليهودية هي الجهاز التنفيذى لحركة الصهيونية العالمية، وتهدف إلى تشجيع هجرة اليهود فى مختلف أنحاء العالم للاستيطان داخل فلسطين.

الاحتلال يشرد 300 فلسطيني بالضفة بينهم 70 طفلاً في شهر

بقلم محسن هاشم
كشفت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "أونروا"، عن ارتفاع قياسي في عدد الأطفال الفلسطينيين الذين تعرضوا للتشريد، بسبب سياسة الاحتلال الإسرائيلي في هدم منازل
الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، فيما أطلقت الأونروا حملة على شبكة الإنترنت لتوثيق الجرائم الإسرائيلية في هذا المجال.
وذكر تقرير إحصائي شهري للأونروا، أن عمليات الهدم قد تسببت في تشريد 67 طفلاً في شهر مايو الماضي، وهو أعلى رقمٍ يتم تسجيله حتى الآن في العام الجاري 2011م، مشيرةً إلى أن 64 من أولئك الأطفال من المنطقة "ج" الخاضعة لإشراف الاحتلال الإسرائيلي بموجب اتفاقيات أوسلو، وثلاثة من القدس الشرقية المحتلة.
وبحسب التقرير الذي نشر المركز الفلسطيني للإعلام أجزاء منه، تشير أرقام "الأونروا" إلى أن 304 أشخاص، بينهم بالغون وأطفال، قد تعرضوا للتشريد أو تضرروا بسبب عمليات هدم المنازل في الضفة المحتلة.
وأضاف التقرير أنه بموجب القانون الدولي، وخصوصًا اتفاقيات جنيف الأربع للعام 1949م؛ فإنه يتوجب على الاحتلال ضمان حقوق الأشخاص الذين هم تحت ولايته، بما في ذلك حقهم في السكن والصحة والتعليم والحصول على المياه، وأضاف التقرير في هذا قائلاً: إن "الأونروا تدعو "إسرائيل" لاحترام مسؤولياتها القانونية" في هذا الجانب.
وفي الإطار أطلقت "الأونروا" مبادرة جديدة على شبكة الإنترنت تهدف إلى مراقبة عمليات الهدم التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلية في الضفة الغربية.
جدير بالذكر أنه، وفي إطار السياسة الإسرائيلية لتقسيم المناطق في الأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1967م، يسمح للفلسطينيين بالبناء على ما يقدر فقط بـ13% من أراضي القدس الشرقية، وعلى واحد بالمائة فقط من أراضي المنطقة "ج" بالضفة الغربية كلها، وهي مناطق مكتظة سكانيًّا بالفعل.
وكان موقع الأونروا على شبكة الإنترنت قد نقل قبل أيام عن كريس جانيس، المتحدث باسم الوكالة، قوله: "إن الفلسطينيين لا يتمكنون من الحصول على تصاريح بالبناء، ويضطرون إلى البناء بشكل غير قانوني، ثم يعانون بعد ذلك من الإذلال عندما تدمر السلطات الإسرائيلية منازلهم، أو يجبرون على هدمها بأنفسهم، ويتحملون التكاليف".
وأضاف جانيس: "إن الأطفال عادةً ما يشاهدون عمليات هدم المنازل مع آباءهم، مشيرًا إلى أن المسكن هو مكان أمن وراحة لمعظم أطفال العالم، وأن هدم بيت هو بمثابة هدم للمستقبل!"

من سياسيات التهويد : العبرية طوق يخنق العربية في أراضي 48

بقلم محسن هاشم
مازالت دولة الاحتلال الإسرائيلي تعمل على استهداف اللغة العربية بالتهويد والتطبيع، كما كل شيء فلسطيني، للإلغاء والإسقاط من الوجود؛ لإحكام السيطرة اليهودية، وانتزاع الحقوق بالباطل.
آخر القرارات التي صدرت عن البرلمان الإسرائيلي بالقراءة الأولى مشروع يلزم بكتابة لافتات المتاجر والمطاعم والمؤسسات باللغة العبرية، الأمر الذي اعتبره بعض رجال الحقوق والسياسة العرب استهدافًا مباشرًا للغة العربية، خاصة بعد التهديدات، التي أطلقها الكنيست بسحب الرخص ممن يتخلفون عن اتباع الأوامر.
وكانت اللغة العبرية قد طرقت أبواب الوطن الفلسطيني منذ احتلال الأراضي الفلسطينية، وزادت وتيرة تواجدها بين الفلسطينيين أثناء عملهم، وتعاملهم مع الإسرائيليين داخل الخط الأخضر، ناهيك عن الهيمنة الإسرائيلية على مجريات الحياة العربية في الوطن الفلسطيني، بسبب التبعية للإسرائيليين في مختلف مجالات الحياة، بدءً من الاقتصاد والعمل، وليس انتهاءً بعمليات السفر والتنقل التي يمر خلالها الفلسطيني عبر الحواجز، ويضطر عندها لاستخدام ألفاظ عبرية للتفاهم مع الجندي الذي يعيق حركته وتنقله هناك، أملاً في أن يتراجع عن موقفه، ويتفهم معاناته.
"القدس أون لاين" في التقرير التالي يعرض لأساليب استهداف اللغة العربية، واقتلاعها من ألسنة وأفواه متحدثيها، وإحلال اللغة العبرية مكانها، فقط لأجل التهويد والسيطرة، وانتزاع الهوية العربية الفلسطينية:ـ
بين الهيمنة والإجبار والتقصير والتقارب تراوحت أسباب انتشار اللغة العبرية في الوطن الفلسطيني المحتل، فخلال دراسة أعدها د. خليل عودة، بجامعة النجاح الوطنية، حول الآثار السلبية التي أثمرها الاحتلال الصهيوني على مستقبل اللغة العربية في فلسطين، أوضح أن الهيمنة وإجبار العرب على التعامل، وفقًا للارتباط بين الطرفين، وحاجة كل منهما إلى الآخر، جعلت مفردات التعامل أكثر شيوعًا بين العرب واليهود، وذلك بسبب الاحتكاك اليومي بين العرب واليهود في أماكن العمل والمكاتب الحكومية والجامعات والمؤسسات الخاصة والأسواق والفعاليات والعلاقات الاجتماعية، والتي غالبًا ما تكون لغة الحوار والتفاهم بينهما اللغة العبرية دون العربية اللغة الأصلية للعرب هناك، لافتًا أن التقصير من الجانب العربي، خاصة مجمع اللغويين الفلسطينيين، والمؤسسات الرسمية التي لم تحاول أن تجد مفردات عربية تتلاءم للتداول بين العرب، وتكون مقابلة للمفردات العبرية، ساهمت أيضًا في انتشار اللغة العبرية، ناهيك عن المفردات التي العبرية التي كان يختارها الإسرائيليون بدقة في خطابهم السياسي الموجه للعرب، وشيوع تلك المفردات في الإعلام الإسرائيلي، بالإضافة إلى التقارب بين اللغتين العربية والعبرية، ووجود الكثير من الكلمات المشتركة بينهما، الأمر الذي سهل على العرب أخذ مفردات اللغة العبرية وتكلمها بسهولة.
فيما ألمح د. محمد البع- أستاذ مشارك بقسم اللغة العربية بالجامعة الإسلامية، قسم فروع اللغة- إلى أن السنوات العشرة الأخيرة زادت الخطورة، وبدأ الفلسطينيون يتكلمون العبرية بكثرة حتى في تعاملاتهم مع زوجاتهم وداخل أسرهم، مؤكدًا أن تأثر فلسطينيي الداخل المحتل عام 48 باللغة العبرية أكبر، إذ إنها مفروضة عليه فرضًا، ويعزز ذلك الخطر المشروع الذي أقره الإسرائيليون مؤخرًا بضرورة تغيير اللافتات العربية بأخرى عبرية، ومن لا ينصاع للأوامر يسحب الترخيص منه، وتنتهي مؤسسته إلى زوال.
ويؤكد على ذات الخطورة الأكاديمي الفلسطيني د. عبد الرحمن مرعي قائلاً: إن ارتباط حياة الفلسطينيين في الداخل المحتل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي عام 48 ، جعلهم يختلفون عن باقي العرب في الدول والبلدان العربية الأخرى.
ويؤكد على أن الخطر أقوى وأشد على الفلسطينيين في داخل فلسطين عام 48، فعلى الرغم من المنزلة الرفيعة التي تحظى بها اللغة العربية في نفوس الناس هناك، كونها اللغة الأم، ولغة الدين، ولغة القرآن الكريم والسنة الشريفة، ولغة التراث، ولغة العلم والعلماء في العصور الزاهرة، إلا أن اللغة العبرية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من مخزونهم اللغوي والثقافي أيضًا.
العبرية تخترق الألسنة العربية
طبيعة الاحتكاك اليومي لدى الفلسطينيين مع قوات الاحتلال المتمركزين عند الحواجز، جعلتهم يضطرون إلى استخدام بعض الكلمات العبرية؛ ليستطيعوا التفاهم مع الجنود هناك، ففي قطاع غزة والضفة الغربية اخترقت بعض الكلمات العبرية الألسنة العربية التي تعاني إغلاق المعابر والحواجز، فها هم يستخدمون كلمة "محسوم" لينذروا بعضهم بوجود حاجز عسكري، و"مشمار غفول" للدليل على وجود حرس الحدود، و"سيغر" بمعنى أن الحواجز مغلقة، بينما اخترقت كلمات عبرية مثل "بسيدر"، بمعنى ماشي الحال.
ويعاني المواطنون العرب من غزو مفردات اللغة العبرية لألسنة أطفالهم، يقول المواطن نخلة شقر- من مدينة حيفا-: "وصلت ابنتي سن الروضة، أرسلتها للتعلم، لكنها عادت لي بمفردات عبرية، عندما تسلم علىَّ تقول لي: شالوم. وهكذا إن أرادت شيئًا فإنها تطلبه بالعبرية، والسبب لا يوجد روضات ولا مدارس تهتم بتعليم اللغة العربية، اللغة الأصلية الأم، وبالتالي ينساها الجيل الجديد، ويُتم معاملاته وتعليمه بالعبرية"، ويؤكد شقر أنه عمد إلى تأسيس جمعية تهتم بالعرب وتعليم اللغة العربية والمحافظة عليها كلغة أم وأصلية قائلاً: "أسسنا روضات، ومن ثم نعمد إلى تأسيس مدرسة إبتدائية".
ويؤكد محمد نفاع، الرئيس السابق لمجلس بلدة مجد الكروم في الجليل (شمال)، أن "إسرائيل" تعمل على انتزاع الأسماء العربية من المدن والقرى، واستبدالها بأخرى عبرية، لافتًا أن الداخلية الإسرائيلية عندما ضمت بلدات مجد الكروم والبعنة ودير الأسد مع بعضها، أطلقت عليها اسم "مخباداه"، وبعد رفضنا أطلقنا عليها اسم الشاغور، إلا أنهم يكتبونها بالعبرية "شيغور"؛ لتشويه الكلمة العربية.
مخاوف متعددة
وفقًا لصحيفة "معاريف" العبرية، فإن البرلمان الإسرائيلي مرر بالقراءة الأولى مشروعًا يلزم أصحاب المحال والمطاعم والمؤسسات جميعها باللغة العبرية، ومن يخالف القرار تسحب رخص محله، وأشارت الصحيفة إلى معارضة الكنيست ورفضه لكتابة اللافتات باللغة الإنجليزية أيضًا، وذلك للحفاظ على الطابع اليهودي لدولة "إسرائيل"، لافتة إلى تصريحات إيفي إيتام- من حزب الاتحاد الوطني المفدال- والتى أكد فيها على ضرورة تعزيز منزلة اللغة العبرية؛ باعتبارها دليلاً على استمرار سلالة أجيال يهودية برزت منذ آلاف السنين.
وأثار تمرير مشروع قانون بالقراءة الأولى في البرلمان الإسرائيلي يلزم بكتابة اللافتات التجارية باللغة العبرية مخاوف سياسيين وحقوقيين عرب، اعتبروا أنه يندرج في إطار الحملة التي تستهدف اللغة العربية، وكانت "معاريف" العبرية قد نقلت خبرًا مفاده: أن الكنيست الإسرائيلي وافق مبدئيًا على مشروع قانون يطالب بالكتابة على الواجهات، أو لافتات المتاجر باللغة العبرية الواضحة، وإلا فإن الرخص ستسحب من المتاجر والمطاعم.
فيما اعتبر عضو الكنيست العربي محمد بركة، أن تمرير المشروع الصهيوني الجديد يهدف إلى النيل من اللغة العربية، بإعطائه الأولوية المطلقة للغة العبرية، وأضاف أن عملية استهداف والنيل من اللغة العربية متعددة ومتشعبة، إحداها بتغيير اللافتات التجارية إلى لافتات تكتب بالعبرية، وأخرى بتغيير أسماء الشوارع، وثالثة بتغيير أسماء المدن والقرى الفلسطينية التي هجر منها أهلها وسكانها الأصليون إبان الحرب والنكبة، ما جعل الجيل الجديد لا يعرف أسماءها العربية، مؤكدًا أن اللغة العربية في الأراضي المحتلة عام 48 هي اللغة الرسمية للمواطنين هناك على الورق فقط، وإنما في جل تعاملاتهم اليومية يتكلمون العبرية في المدارس، وتفرض اللغة العبرية لتعليم المناهج، وكذلك كافة التعاملات، مشيرًا أن دولة الاحتلال تنفق ما يعادل 195 دولارًا فقط على الطالب العربي، بينما يحظى الطالب اليهودي بحصة إنفاق تعادلها سبع مرات، أي ما قيمته 823 دولارًا، الأمر الذي يشجع الطلاب العرب للالتحاق بالمدارس اليهودية، ناهيك عن تعليم اللغة العربية في الجامعات، والذي ينطوي على تدريس مساقاتها باللغة العبرية، الأمر الذي يعد انتهاكًا واضحًا وإحلالاً صريحًا للغة العبرية محل اللغة العربية.
استهداف مقصود
مركز "عدالة" الناشط في مجال الحقوق للأقليات العربية في دولة الاحتلال الإسرائيلي، على لسان محاميه عادل بدير، أكد أن المشروع الذي مُرر مؤخرًا وافق عليه الكنيست بالقراءة الأولى، إنما يستهدف الأقليات العربية في الأراضي المحتلة، خاصة سكان القدس الشرقية الذين يكتبون لافتات محالهم التجارية ومؤسساتهم باللغة العربية، إضافة إلى الأقليات في البلدات العربية في أراضي 48، لافتًا أنهم قدموا التماسًا عام 2002، وتم إقرار وضع اللافتات العبرية على الطرق إلى جوار اللافتات العربية في مختلف المدن كحيفا وعكا.
إلى ذلك لفت بدير أنها ليست المعاناة الأولى للأقليات العربية، بل سبقها الكثير من الانتهاكات والاعتداءات على الحقوق، أهمها: إجراءات تسجيل الزواج والعقارات والأوراق الثبوتية، فلا يمكن تسجيلها إلا بعد ترجمتها باللغة العبرية، ناهيك عن رفضهم كتابة أسماء المدن بالعربية، ويقومون بتحويلها إلى العبرية، فعلى سبيل المثال لا الحصر: يكتبون صفد "سفات"، وعكا "عكو"، لافتًا أنه قبل وقت قريب فقط وبعد نضال طويل تم استرجاع اللافتة إلى "عكا

السبت، 18 يونيو 2011

نتنياهو يرشح فريد الديب للدفاع عن الجاسوس

تجمة محسن هاشم
نقلت بوابة الوفد عن ناشط فلسطيني بقطاع غزة أن السفارة الإسرائيلية بالقاهرة قد أرسلت أحد الدبلوماسيين بها إلى مكتب المحامى المصرى فريد الديب محامى الرئيس المخلوع مبارك, وأن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو هو من اقترح بنفسه اسم الديب.
يذكر أن الديب قد اشتهر بدفاعه عن الاسرائيليين منذ حضوره المحكمة للدفاع عن الجاسوس الإسرائيلى عزام عزام أوائل التسعينيات من القرن الماضى.
ورجح محامى مصرى شهير رفض ذكر اسمه أن الديب سوف يرفض ذلك فى
أغلب الظن, كي لا يزداد حنق المصريين عليه, خاصة فى ظل ترافعه عن الرئيس المخلوع, وتصريحاته التى تملأ الصحف ببراءة موكله, والتى تغضب غالبية المصريين

جاسوس التحرير ايلان شتايم أغبى جاسوس فى العالم

بقلم محسن هاشم
انتقدت وسائل الإعلام الإسرائيلية ما قام به الشباب ال
ى بإنشاء صفحات على الفيس بوك، وتعليقات على موقع "تويتر" تصف الجاسوس الإسرائيلى "يلان تشايم" الذى اعتقلته السلطات ال
ية مؤخراً فى القاهرة، بأنه "أهبل وأغبى جاسوس فى العالم".
وذكرت صحيفتا "يديعوت أحرونوت" و"معاريف" والقناة السابعة للتلفزيون الإسرائيلى، إن السخرية اللاذعة والإهانات التى وجهها ال
يون على صفحات الفيس بوك للمواطن الإسرائيلى " إيلان تشايم جاربيل"، يعد عملا "معادى للسامية"، و"المعاداة للسامية" هى تهمة يلصقها الإسرائيليون واليهود إلى أى شخص أو دولة تستنكر ما تقوم به إسرائيل من ممارسات، وتواجه إسرائيل هذا بتوجيه اتهامات المعاداة للسامية وكراهية اليهود.
وفى الصفحات التى أنشأها الشباب ال
ى على الفيس بوك، ظهرت السخرية الشديدة من الجاسوس الإسرائيلى الذى وصفه ال
يون بأغبى جواسيس العالم لافتقاده أدنى مقومات هذا العمل، فكيف يمكن له أن يأتى
وهو يحمل صورا شخصية بزيه العسكرى بالجيش الإسرائيلى، بجانب صفحته على الفيس بوك باسمه الحقيقى ودون التحكم فى إعدادات خصوصية الصفحة، ويضع بها عدة صور له، من بينها صورته الشهيرة جالسا أمام القبلة بأحد المساجد، محددا أن وظيفته هى"داعية إسلامى بالأزهر".
وظهر على الفيس بوك صفحات أخرى باسم "الجاسوس الإسرائيلى إيلان أعبط جاسوس فى العالم"، "إيلان جرابيل جاسوس وأهبل وزيمباوى كمان"، "قصة جاسوس"، وأخيرا "إحنا آسفين يا جاسوس"، التى طرحت استطلاعا ساخرا للرأى على أعضائها حول مدى رضاء أعضاء الصفحة عن أداء الجاسوس فى المرحلة الانتقالية قبل الحكم عليه، وكان رأى غالبية الأعضاء "مش عاجبنى وعايزه يتصور صور أكتر".
وعلى "تويتر" انتشرت مجموعة كبيرة من التعليقات الساخرة من الجاسوس الإسرائيلى ومن الموساد،

مهندس فلسطيني اختطفته المخابرات الإسرائيلية في أوكرانيا

بقلم محسن هاشم

إسرائيل توجه التهم إلى المهندس أبو سيسي
قرر المهندس الفلسطيني ضرار أبو سيسي الذي اختطف في أوكرانيا في فبراير/شباط الماضي رفع قضية ضد السلطات الأوكرانية.
ونقلت صحيفة "كوميرسانت أوكرانيا" عن محامي أبو سيسي يوم الخميس 16 يونيو/حزيران قوله إنه سيتم في القريب العاجل رفع دعوى ضد وزارة الداخلية وهيئة الأمن وحراسة الحدود والنيابة العامة وكذلك، ربما، لوزارة الخارجية التي لم تحتج رسميا على خرق القوانين الأوكرانية والدولية، خاصة معاهدة تسليم المجرمين التي وقعت عليها أوكرانيا وإسرائيل.
وقال المحامي "إذا قامت المخابرات الإسرائيلية باختطاف فلسطيني في أراضي دولة صديقة ودون علم أجهزة الأمن الأوكرانية فذلك مجرد قرصنة".
هذا وكان بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي قد أكد يوم 30 مارس/آذار رسميا ان الموساد قد قام بعملية خاصة في اراضي اوكرانيا، قائلا "ان المهندس الفلسطيني ضرار أبو سيسي مدير المحطة الكهربائية في قطاع غزة تتوفر لديه معلومات هامة".

عباس يدعو الاتحاد الاوربي للاعتراف بدولة فلسطين

بقم محسن هاشم
دعا الرئيس الفلسطينى محمود عباس الاتحاد الأوروبى، اثناء لقاءه بكاثرين اشتون المفوضة العليا لشؤون الخارجية والأمن برام الله يوم الجمعة 17 يونيو/ حزيران ، دعا للاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية سواء بشكل أحادى أو جماعى.
وصرح صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية بمنظمة التحرير الفلسطينية، فى مؤتمر صحفى عقده بعد اللقاء، ان هناك 6 دول أوروبية تعترف بالدولة الفلسطينية وتوجد لدينا سفارات فلسطينية فيها ونحن نأمل أن تعترف الدول ال 21 الباقية بالدولة الفلسطينية المستقلة من أجل تثبيت مبدأ حل الدولتين والحفاظ عليه.
واكد عريقات مطالبة الفلسطينيين الاتحاد الأوروبى بالمساعدة في نيل عضوية فلسطين الكاملة في المجتمع الدولي على حدود عام 1967، من خلال توجيه رسالة إلى السكرتير العام للأمم المتحدة لعرضها على مجلس الأمن الدولى، موضحا ان هذه الخطوة لا تهدف إلى عزل إسرائيل، وإنما إلى تكريس مبدأ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطين على هذه الحدود وعاصمتها القدس كي تعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل.
واوضح عضو اللجنة التنفيذية بانه يجب على المجتمع الدولى تقديم المساعدة لأن استمرار بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى فى سياسة الإملاءات وسياسة الاغتيالات والاقتحامات وفرض الأمر الواقع على الأرض، يثبت أنه ليس شريكًا فى عملية السلام، لذلك فإن المطلوب هو تثبيت مبدأ حل الدولتين على الحدود المذكورة، عبر آلية الاعتراف من ناحية وتثبيت عضوية فلسطين في هذه الحدود.
وقال عريقات بان اشتون اوضحت ان هذا الامر يناقش داخل أروقة الاتحاد الأوروبى، الذي يعتبر أن الأولوية هى لاستئناف عملية السلام
واستدرك عضو اللجنة قائلا: " نحن لم نسمع منها أنها تعارض الذهاب إلى الأمم المتحدة.. ولكن أيضًا لم نسمع منها أنها تؤيد الذهاب إلى الأمم المتحدة.. لكن على الأقل بقى الحوار مفتوحًا معهم وسيكون على أكثر من مستوى حول هذه المسألة".
واكد عريقات على ان الموقف الفلسطيني يتمثل فيما قاله عباس من ان الجانب الفلسطيني يريد اسئناف عملية السلام وسيتم ذلك "عندما نسمع رئيس الوزراء الإسرائيلى يتحدث عن دولتين، ويقبل هذا المبدأ ويوقف الاستيطان خاصة فى مدينة القدس".
وحول الحكومة الفلسطينية قال عريقات ان عباس شدد على أن الحكومة الفلسطينية الجديدة لن تكون حكومة محاصصة، بل ستكون مكونة من شخصيات مستقلة (تكنوقراطية) وبرنامجها سيكون برنامج الرئيس وستعمل على إعادة إعمار قطاع غزة والتحضير للانتخابات الرئاسية والتشريعية وستقوم منظمة التحرير باجراء انتخابات المجلس الوطنى فى نفس الوقت

الخميس، 16 يونيو 2011

الـجـواسـيـس فى عهدرؤسـاء مــصـر


الجاسوسية والاستراتيجيات العسكرية
هنا نتناقش ونستعرض الخطط العسكرية والملاحم البطوليه ,قصص رجال زادو عن اوطانهم وافكارهم فاصبحوا علامات فى التاريخ الـجـواسـيـس فـي عـهـد رؤسـاء مــصـر (ناصر - السادات - مبارك)ـ الجاسوسية والاستراتيجياتMar 2010 جواسيس عـهـد عـبــد الـنــاصــر في عام 1951 وصل إلي مصر أحد كبار العملاء الإسرائيليين، وهو (إبراهام دار) الذي اتخذ لنفسه اسماً مستعاراً هو (جون دار لنج)، وكان (دار لنج) يهودياً بريطانياً من الذين عملوا مع الموساد عقب تأسيس دولة إسرائيل عام 1948.. وقام (دار لنج) بالتخطيط من أجل تجنيد الشبان من اليهود المصريين استعداداً للقيام بما قد يطلب منهم من مهام خاصة . وكان أشهر من نجح (دار لنج) في تجنيدهم وتدريبهم هي فتاة يهودية تدعي (مارسيل نينو) ، وكانت آنذاك في الرابعة والعشرين من عمرها، ومعروفة كبطلة أوليمبية مصرية شاركت في أوليمبياد عام 1948.. كما عرفت بعلاقاتها الواسعة مع بعض ضباط الجيش المصري في أواخر حكم الملك فاروق. وعندما ألقي القبض علي (مارسيل نينو) في أعقاب اكتشاف شبكة التجسس التي نفذت عمليات تفجير دور السينما في القاهرة والإسكندرية والشهيرة بفضيحة (لافون) أو عملية لافون عام 1954 <<و التي سنتحدث عنها بالتفصيل فيما بعد>> حاولت مارسيل الانتحار مرتين في السجن، وتم إنقاذها لتقدم إلي المحاكمة مع 11 جاسوساً يهودياً آخر ضمن الشبكة نفسها.. وحكم عليها بالسجن 15 عاماً، وكان من المقرر أن تنتهي عام 1970.. إلا أن عملية التبادل التي جرت بين القاهرة وتل أبيب بشكل سري عام 1968 أدت إلي الإفراج عن (مارسيل نينو) وعدد آخر من الجواسيس ضمن صفقة كبيرة.. وكان شرط الرئيس جمال عبدالناصر ألا تعلن إسرائيل عن عقد هذه الصفقة في أي وقت من الأوقات، وبالفعل التزمت إسرائيل بهذا الشرط، حتي عام 1975 وذلك عندما شم أنف أحد الصحفيين الإسرائيليين خبراً بدا له غريباً، أو أن وراءه بالضرورة قصة مثيرة.. وكان الخبر عن حضور رئيسة وزراء إسرائيل (جولدا مائير) حفل زواج فتاة في الخامسة والأربعين من عمرها. والسؤال الذي دار في عقل هذا الصحفي الإسرائيلي: لماذا تذهب شخصية في وزن (جولدا مائير) لعرس فتاة عانس، لا تربطها بها أي صلة قرابة؟!.. وتوصل الصحفي إلي القصة، ونشر حكاية (مارسيل نينو) التي كاد المجتمع الإسرائيلي أن ينساها تماماً. ويبقي السؤال: كيف تفاوض الرئيس جمال عبدالناصر مع الموساد الإسرائيلي لعقد هذه الصفقة السرية؟ تؤكد الحقيقة التاريخية، أن إطلاق سراح هؤلاء الجواسيس لم يتم إلا بعد سلسلة طويلة من المباحثات والمفاوضات السرية بين القاهرة وتل أبيب، فبعد إلقاء القبض علي أعضاء الشبكة، صدر حكم المحكمة العسكرية برئاسة اللواء محمد فؤاد الدجوي في 27 يناير 1955 علي أعضاء الشبكة.. حيث صدر الحكم بالإعدام علي كل من : موسي ليتو مرزوق شموئيل باخور عزرا .. والأشغال الشاقة المؤبدة لـ فيكتور موين ليفي فيليب هيرمان ناتانسون .. وبالأشغال الشاقة لمدة 15 عاماً علي كل من: مارسيل فيكتور نين روبير تسيم داسا وبالأشغال الشاقة لمدة 7 سنوات علي كل من: مائير يوسف زعفران مائير شموئيل ميوحاس والإفراج عن 5 آخرين. وعقب انهيار الشبكة وسقوطها في أيدي أجهزة الأمن المصرية، بدأت جهود إسرائيل السياسية في العمل علي جميع المسارات لإطلاق سراح أعضاء الشبكة، وفي أكتوبر 1954 تم تشكيل مجموعة من السياسيين الإسرائيليين وكبار رجال الموساد، للسعي لدي كل حكومات العالم من أجل الضغط علي مصر لإطلاق سراح أعضاء الشبكة.. لكن مصر بدأت في إجراءات محاكمتهم في 11 سبتمبر 1954 بشكل علني. ووقتها، اقترح (بنيامين جبيلي) أحد كبار هيئة الاستخبارات الإسرائيلية العليا، والمسئول عن فشل العملية وسقوط أفرادها، إرسال خطابات سرية إلي الرئيس جمال عبدالناصر في محاولة لإقناعه بأي طريقة يراها لإطلاق سراح الجواسيس الإسرائيليين.. ولكن كل المحاولات باءت بالفشل.. حتي أن (عاميت) رئيس الموساد ـ في ذلك الوقت ـ قام بإعداد خطاب إلي عبدالناصر عرض فيه تقديم قرض مالي إلي الحكومة المصرية قدره 30 مليون دولار مقابل الإفراج عن الجواسيس الستة المحكوم عليهم.. ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي (ليفي أشكول) رفض هذا الاقتراح علي اعتبار أنه سيؤدي إلي تحسين الأوضاع الاقتصادية لمصر(!!).. وتقوية جيشها(!!)، وهو ما يتعارض مع سياسة إسرائيل العدائية تجاه مصر. وظلت إسرائيل تواصل ضغوطها الدولية علي مصر لمدة 7 سنوات كاملة، حتي تم الإفراج عن اثنين من جواسيسها وهما (مائير شموئيل ميوحاس) و (مائير يوسف زعفران) وتسليمهما إلي تل أبيب.. إلا أن عدد الجواسيس الإسرائيليين في القاهرة عاد للارتفاع مرة أخري إلي 14 جاسوساً عقب سقوط 5 شبكات دفعة واحدة في قبضة جهاز المخابرات المصرية. توالي سقوط الجواسيس في عام 1960 سقطت في أيدي أجهزة الأمن المصرية 5 شبكات ـ دفعة واحدة ـ بعد جهد شاق استمر حوالي عامين في العملية الشهيرة المعروفة بـ (عملية سمير الإسكندراني) المطرب و الفنان المصري المعروف << و سنحاول موافاتكم بقصته كاملة مع الموساد فيما بعد >> ، الذي تمكن بالتعاون مع جهاز المخابرات المصرية في إسقاط 10 جواسيس من الوزن الثقيل وهم: جود سوارد رايموند دي بيترو فرناندو دي بتشولا نيقولا جورج لويس (مصمم الفترينات بشركة ملابس الأهرام فرع مصر الجديدة) جورج استاماتيو (الموظف بمحلات جروبي بوسط القاهرة والمصريون: إبراهيم رشيد المحامي ومحمد محمد مصطفي رزق الشهير بـ رشاد رزق محمد سامي عبدالعليم نافع مرتضي التهامي فؤاد محرم علي فهمي (مساعد طيار مدني) وكان وراء هذه الخلايا الخمسة، التي تعمل داخل مصر عدد كبير من ضباط الموساد المحترفين، المرابضين في تل أبيب وروما وباريس وسويسرا وامستردام وأثينا.. يخططون ويدبرون ويصدرون الأوامر والتعليمات والتوجيهات لعملائهم.. يتبادلون الخطابات السرية، ويتلقون المعلومات عبر شبكة اتصالات كبيرة ومعقدة، وكانت تلك العملية التي أحبطتها المخابرات المصرية عملية معقدة ومتشعبة وخطيرة، ولذلك كان سقوطها أيضاً صاخباً ومدوياً.. بل وفضيحة بجلاجل لإسرائيل وجهاز مخابراتها، والذي ترتبت عليه الإطاحة برئيس جهاز الموساد الإسرائيلي من منصبه. وفي عام 1962 توالي سقوط الجواسيس والعملاء الذين يعملون لحساب إسرائيل.. فقد تمكنت أجهزة الأمن المصرية من إلقاء القبض علي الجاسوس الإسرائيلي ليفجانج لوتز وزوجته بتهمة إرسال رسائل ملغمة لقتل خبراء الصواريخ الألمان العاملين في القاهرة.. ليرتفع بذلك عدد الجواسيس المقبوض عليهم في مصر إلي 16 جاسوساً.. وبدلاً من أن تسعي إسرائيل لدي الرئيس جمال عبدالناصر لإطلاق سراح الجواسيس الأربعة الباقين من قضية (لافون) عادت تفاوض من جديد للإفراج عن الـ16 جاسوساً دفعة واحدة. وجاءت نكسة 5 يونيو ،1967 لتضع مصر في مأزق تاريخي، ولتعطي إسرائيل فرصة ذهبية لاسترداد جواسيسها مقابل الإفراج عن الأسري المصريين في تلك الحرب.. ولكن عملية الإفراج عن جواسيس إسرائيل جاءت في سرية تامة بناء علي طلب الرئيس جمال عبدالناصر. وفي 2 يناير 1968 بدأت مصر في الإفراج عن الجواسيس الإسرائيليين، حيث سافر سراً (فيليب هيرمان) إلي جنيف بسويسرا طبقاً للاتفاق، وسافر (فيكتور ليفي) إلي أثينا باليونان.. وفي 13 يناير 1968 كان كل جواسيس فضيحة (لافون) بمصر ومعهم (لوتز) وزوجته، قد تجمعوا في تل أبيب.. وفي نهاية عام 1968 أرسلت مصر ـ بناء علي طلب تل أبيب ـ رفات كل من الجاسوس موسي ليتو مرزوق شموئيل باخور عزرا سراً إلي إسرائيل بعد استخراج رفاتهما من مقابر اليهود بالقاهرة والإسكندرية يعقوبيان جاسوس للمخابرات المصرية دوخ الموساد نتناول هنا رواية إسرائيلية لها حبكتها المخابراتية الخاصة كما رواها يوسي ميلمان أحد المختصين في شئون الجاسوسية الإسرائيلية عن قبورق يعقوبيان المصري الأرمني الذي زرعته المخابرات المصرية في إسرائيل. ولا نعرف عنه شيئاً سوي أنه عاد إلي مصر يوم 29 مارس 1966 بموجب اتفاقية تبادل أسرى أشرفت عليها الأمم المتحدة في حينه. لا نبغي هنا تصديق الرواية الإسرائيلية عن يعقوبيان، إنما نكتفي بنقلها وتكذيبها طالما أن المخابرات المصرية لم تكشف حتي الآن عن شخصية الرجل. يروي ميلمان بالمشاركة مع ايتان هابر في كتابهما الجواسيس والصادر عن يديعوت احرونوت في العام 2003، حكاية يعقوبيان كما حصلا عليها من ملفات المخابرات الإسرائيلية وقد خصصا لها فصلاً كاملاً ، تقول الرواية الإسرائيلية عن يعقوبيان أنه ولد في العام 1938 لعائلة أرمنية عاشت في القاهرة وسط البلد، ولم يكن ناجحا في دروسه. أكمل دراسته الثانوية وتوفي والده وهو في العشرين من عمره. تحمّل متاعب الحياة، وعمل في التصوير من الصباح حتي المساء، لكن أجرته كانت بالكاد تكفيه هو وأمه الأرملة، الأمر الذي جعله يستعمل أساليب النصب والاحتيال لكسب المال، وفي النهاية ألقي به في السجن. وحكمت علية المحكمة بالسجن لمدة ثلاثة شهور. وخلال فتره مكوثه في السجن في ديسمبر العام 1959، وبعد أن قضي شهراً في السجن جندته المخابرات المصرية مقابل شطب إدانته، لم تحك له المخابرات المصرية في حينه عن مهماته المستقبلية .. وافق يعقوبيان فوراً وبدون شروط. إعتبرت المخابرات المصرية يعقوبيان شخصية ملائمة للتجسس في إسرائيل، كانت له قدرة فائقة وموهبة غير عادية في تعلم اللغات، تكلم الانكليزية والفرنسية والعربية والاسبانية والتركية. تدرب يعقوبيان سنة كاملة لانجاز مهمته، حيث تعلم أسس العمل السرى. ويصبح يعقوبيان حسب خطة المخابرات المصرية ابن عائلة يهودية جاءت من تركيا إلي اليونان ومن ثم إلي مصر. وفي الشهادات التي استصدرت له كتب أنه من مواليد سالونيكي في اليونان في العام 1935 وأن اسمه هو اسحاق كوتشوك. ترك والده البيت إلي مكان مجهول وسافرت الأم إلي مصر وماتت هناك ليبقي كوتشوك وحيداً. في ربيع 1961 هاجر كوتشوك-يعقوبيان إلي البرازيل بعد أن انتظر طويلاً. ليصل إلي جينوا عن طريق الإسكندرية ومن هناك أبحر بسفينة كوسان روكي الاسبانية إلي البرازيل. وفي السفينة التقي شابا إسرائيليا يدعي ايلي ارغمان من مستوطنة في النقب. قدم كوتشوك نفسه لارغمان كيهودي من مواليد تركيا، يتيم بعد أن رحلت أمه من الدنيا، قرر الرحيل ليبني مستقبلاً في إحدي دول أمريكا اللاتينية، بعد أن وصل إلي قناعاته انه لا يوجد مستقبل لليهود في مصر. تصاحب كوتشوك وارغمان وقضيا وقتاً جميلاً علي متن السفينة. وخلال اللقاءات بينهما أخرج كوتشوك -يعقوبيان صورة قبر أمه وكشفها لارغمان، فتعاطف الاخير معه، ولم يكشف كوتشوك لصديقه الجديد عن نواياه السفر لاسرائيل. إذ انتظر الاقتراح من ارغمان وهذا ما حصل فعلاً، فقد قال له هذه فرصة أن تعود إلي أرض الآباء في الذكري ال13 لاستقلال إسرائيل. هناك في البرازيل واصل الحياة في أوساط الجالية اليهودية وتعرف أكثر علي ارغمان وعندما غادر ارغمان ريو دي جينيرو عائدا إلي إسرائيل، جاء جاكي كوتشوك ليودعه. بعدها التقي يعقوبيان بسالم عزيز السعيد ممثل الغرفة التجارية في مصر والذي كان بالفعل ممثلاً لإدارة المخابرات المصرية، وبناء علي تعليماته غير يعقوبيان عنوانه إلي سان باولو وحصل علي بطاقة هوية برازيلية. وكتب في بطاقة الهوية أن ديانته يهودية، وعاد بعدها إلي ريو ليعمل في ستوديو للتصوير. و في أواخر العام 1961 تقدم جاكي كوتشوك بطلب إلي مكاتب الوكالة اليهودية للهجرة إلي إسرائيل. لم يمض وقت طويل ووافقت الوكالة علي طلبه. حزم يعقوبيان أمتعته متوجها إلي جينوا في ايطاليا ليلتقي مرة أخرى بسالم عزيز السعيد الذي وصل خصيصا من القاهرة. وكانت تنص التعليمات علي أن يعمل يعقوبيان بالتدريج وببطء كي يتجند في الجيش الإسرائيلى. في نوفمبر العام 1962 تجند جاكي يعقوبيان في صفوف الجيش الإسرائيلى. هناك أرسل إلي سلك النقل، فخاب ظنه، إذ أراد أن ينضم إلي سلاح أكثر أهمية وإفادة لمهمته. تعلم القيادة وأصبح سائقاً شخصياً لضابط كبير برتبة جنرال في قيادة الجيش يدعي شمعيا بكنشتين. كان ينقله من حي افيكا شمال تل ابيب إلي يافا . بعد فترة وجيزة وبالتحديد في اكتوبر من العام 1963 ترك الجيش بعد أن اكتشفت المخابرات المصرية أن مهنته كسائق لهذا الجنرال لا تفيد بشئ. فراح يبحث عن عمل جديد كمصور، وهناك في عسقلان -اشكولون عمل في فوتو موني الذي كان مالكه من أصول مصرية أيضا. وفي ديسمبر العام 1963 حضرت الشرطة ومعها وحدة مخابرات خاصة برئاسة ابراهام شالوم الذي أصبح فيما بعد رئيسا للشاباك، أجروا تفتيشاً دقيقاً ووجدوا رسائل كتب عليها بالحبر السري وأقلاماً مخابراتية ترسل الشفرات. وفي اوائل العام 1964 حكمت المحكمة المركزية في القدس الغربية بالسجن 18 عاماً علي قبورق يعقوبيان. وفي اكتوبر من العام 1965 استأنف للمحكمة العليا وردّت استئنافه.و بقي في السجن حتي اوائل 1966 وعاد إلي مصر بموجب اتفاقية تبادل أسري مع إسرائيليين اعتقلتهم مصر بعد أن اجتازوا الحدود. بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد حاول بعض الصحفيين الإسرائيليين الوصول إلي يعقوبيان ليكشفوا حكايته كما يرويها هو، إلا أن المخابرات المصرية أخفته عن عيونهم ليسدل الستار عليه ================= جـواسـيـس عـهـد الـســـادات في عهد الرئيس الراحل أنور السادات، تم إلقاء القبض علي عدد من الجواسيس المصريين في تل أبيب.. وعدد من جواسيس إسرائيل في القاهرة.. وشهدت هذه الفترة 1970 ـ 1981 مفاوضات سرية عديدة بين القاهرة وتل أبيب أسفر بعضها عن إطلاق سراح بعض الجواسيس، وفشل البعض الآخر. في بداية عام ،1973 وقبل حرب أكتوبر بعدة أشهر ألقت أجهزة الأمن الإسرائيلية القبض علي جاسوس يعمل لحساب المخابرات المصرية في تل أبيب، والجاسوس يدعي آيد ، وقد نجحت المخابرات المصرية في زرعه داخل إسرائيل في عملية دقيقة ومعقدة، حتي أصبح آيد صديقاً لوزير الدفاع الإسرائيلي موشي ديان .. ونجح آيد في اختراق منزل ديان بعد إغرائه بالآثار والنساء الحسناوات التي كان يعشقهما.. وتمكن آيد من تصوير مستندات عسكرية مهمة وخطيرة، عن المطارات الحربية الإسرائيلية في سيناء، والنقاط القوية والحصينة علي خط بارليف، وشبكة مواسير النابالم التي زرعتها إسرائيل في قناة السويس. شككت أجهزة الأمن الإسرائيلية في حقيقة آيد وبعد وضعه تحت المراقبة الشديدة والصارمة، ألقت القبض عليه، لكنها لم تدرك حجم المعلومات التي حصل عليها وبثها لأجهزة الأمن المصرية، بسبب إنكار آيد التهم الموجهة إليه، وصموده أمام عمليات التعذيب التي تعرض لها، وإنكاره التعامل مع المخابرات المصرية.. لكن تل أبيب فوجئت بعد حرب أكتوبر، وتحديداً أثناء مفاوضات الكيلو 101 بطلب الرئيس أنور السادات الإفراج عن العميل آيد والإفراج عن الأسري المصريين مقابل الإفراج عن الأسري الإسرائيليين.. ووافقت إسرائيل علي الفور، وتم عقد الصفقة السرية التي اختصت آيد ، والذي سافر إلي باريس، ومنها عاد إلي القاهرة ليعيش مع زوجته الفرنسية في إحدي ضواحي مصر الجديدة. وإذا كانت صفقة آيد قد نجحت بالفعل، إلا أن هناك صفقات باءت بالفشل.. ومن هذه الحالات الجاسوسة هبة عبدالرحمن سليم عامر الشهيرة بـ عبلة كامل التي قامت السينما المصرية بإنتاج فيلم عن قصتها بعنوان الصعود إلي الهاوية .. وقد رفضت مصر العديد من العروض الإسرائيلية لمبادلتها بجواسيس أو أسري مصريين في إسرائيل.. وتم إعدامها لخيانتها العظمي. وفي عام 1979 رفضت مصر أيضاً عرضاً مستمراً للإفراج عن الجاسوس علي العطفي الذي أدين في القضية رقم 4 لسنة 1979 محكمة أمن الدولة العليا، لارتكابه جريمة التخابر مع إسرائيل.. ورغم أن الرئيس السادات خفف الحكم عليه من الأشغال الشاقة المؤبدة، إلي 15 سنة فقط.. فإنه في الوقت ذاته رفض الإفراج عنه أو مبادلته، رغم إلحاح مناحم بيجين رئيس الوزراء الإسرائيلي بالمطالبة بالإفراج عنه خلال مباحثات كامب ديفيد، وكان علي العطفي مدلكاً للرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ويري البعض أن أية شبهة جنائية في وفاة عبدالناصر، فإنها تتجه إلي علي العطفي فوراً، حيث ادعي البعض أنه وضع مادة سامة في الزيوت التي كانت تستخدم في تدليك جسد الرئيس عبدالناصر.. كما أن علي العطفي كان مقرباً من الرئيس السادات، والمسئول عن العلاج الطبيعي في مؤسسة الرئاسة!! الجاسوس إبراهيم شاهين قصة أخري لتبادل الجواسيس بين القاهرة وتل أبيب، تمت في سرية، ولم يعلن عن تفاصيلها إلا بعد سنوات من حدوثها.. وقعت أحداث القضية عام ،1974 عندما ألقت المخابرات المصرية القبض علي شبكة جواسيس، أفرادها من أسرة واحدة، هي أسرة الجاسوس إبراهيم شاهين وزوجته إنشراح موسى وأولادهما نبيل و محمد و عادل و الذين تحدثنا عن قصتهم من قبل في هذا الجروب ، و قام التليفزيون المصري بإنتاج قصتهم في مسلسل بعنوان (السقوط في بئر سبع). بدأت الشبكة عملها في مصر لحساب الموساد الإسرائيلي منذ عام ،1968 وظلت طوال 7 سنوات كاملة ثبت إلي تل أبيب المعلومات العسكرية والاقتصادية والاجتماعية.. وبعد أن سقطت الشبكة في قبضة المخابرات المصرية، وبعد اعتراف الخونة بارتكاب الجريمة، وضبط وسائل وأدوات التجسس، وبعد المحاكمة السرية التي تمت في القاهرة، صدر الحكم في 25 نوفمبر 1974 بالإعدام شنقاً لكل من إبراهيم شاهين، وزوجته إنشراح، والسجن لأولادهما الثلاثة. وفي ديسمبر 1977 تم تنفيذ حكم الإعدام في الجاسوس إبراهيم شاهين، بينما أوقف السادات تنفيذ الحكم الإعدام في إنشراح ، ووافق علي الإفراج عنها هي وأولادها الثلاثة، وتسليمهم جميعاً إلي تل أبيب بناء علي طلب منها، في صفقة لتبادل الجواسيس بين القاهرة وتل أبيب. سافرت إنشراح وأولادها إلي إسرائيل، وهناك تهودت، وقامت بتغيير اسمها إلي دينا بن دافيد .. أما نبيل فأصبح اسمه يوشي و محمد أصبح حاييم و عادل أصبح رافي !!. وظنت دينا بن دافيد ـ إنشراح سابقاً ـ أنها ذهبت إلي الجنة الموعودة، وأنهم ـ أي الموساد ـ سيحتفي بها، لكنهم في إسرائيل عاملوها أسوأ معاملة، أهملوها، وتخلوا عنها، لأنها خائنة، قبلت علي نفسها أن تخون وطنها.. ومن ثم فلا أمان لها.. ولم تجد أمامها سوي العمل في مهنة كانت بالفعل تستحقها.. فقد عملت عاملة نظافة في دورة مياه عمومية للسيدات في مدينة حيفا.. واضطر ابنها نبيل ـ يوشي حالياً ـ إلي الزواج من فتاة يهودية، وهرب بها إلي كندا، بحثاً عن عمل هناك!! ================= جـواسـيـس عــهـد مـبـــــارك شهد أيضاً عهد الرئيس مبارك حتي الآن عدة عمليات لتبادل الجواسيس بين القاهرة وتل أبيب، وشملت متهمين في قضايا أخري.. وهناك واقعة مهمة يجب ذكرها في هذا السياق. فعقب إلقاء القبض علي الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام في عام ،1996 وما صاحبه من حملات صحفية شنتها الصحف الإسرائيلية علي مصر.. جاء إلي القاهرة الرئيس الإسرائيلي عزرا فايتسمان وبصحبته عدد من الصحفيين الإسرائيليين لإجراء حوار مع الرئيس مبارك، أذاعه التليفزيونين الإسرائيلي والمصري في وقت واحد عام 1997.. وأثناء الحوار سأل أحد الصحفيين الإسرائيليين الرئيس مبارك قائلاً: ومتي سيتم الإفراج عن عزام؟!.. وكان رد الرئيس مبارك يحمل مفاجآت مهمة حول تبادل الجواسيس بين القاهرة وتل أبيب. قال الرئيسالسابق مبارك للصحفي الإسرائيلي: لماذا كل هذه الضجة التي تثيرونها في إسرائيل علي جاسوس تم إلقاء القبض عليه، ويحاكم الآن أمام القضاء المصري.. والقضاء سيقول كلمته، ولا يملك أحد التأثير عليه .. إلا أن المفاجأة التي فجرها الرئيس مبارك جاءت في كلماته التالية.. قال الرئيس وهو يواصل رده علي الصحفي الإسرائيلي: إن السلطات المصرية أفرجت عن 31 إسرائيلياً من السجون المصرية خلال الفترة الأخيرة !. ولم يذكر الرئيس مبارك التهم التي كانت موجهة إلي هؤلاء الإسرائيليين المفرج عنهم.. مما دفع عضو مجلس الشعب ـ ونقيب المحامين ـ سامح عاشور إلي تقديم سؤال إلي المجلس يطلب فيه من الحكومة تقديم توضيح، والإعلان عن أسباب الإفراج عن الـ31 إسرائيلياً سراً ودون أن يعرف أحد.. ولماذا؟!.. وما هي التهم الموجهة إليهم؟! ويبدو أن سامح عاشور، لم يكن يدرك أن عمليات تبادل الجواسيس لا يتم الإعلان عنها، ولا تخضع لأي قوانين أو قواعد محلية أو دولية. شبكة مصراتي وتعتبر عملية مبادلة الجاسوس الإسرائيلي فارس مصراتي وابنته فائقة وابنه ماجد وشريكهم ضابط الموساد ديفيد أوفيتس من أشهر عمليات تبادل الجواسيس بين القاهرة وتل أبيب في عهد الرئيس مبارك.. حيث سبقت هذه العملية عدة اتصالات ومفاوضات عديدة بين المسئولين في البلدين. وكانت أجهزة الأمن المصرية قد ألقت القبض علي شبكة (آل مصراتي) بعد أن ثبت قيامها بعدد من الأنشطة المشبوهة، وتكوين شبكة تجسس داخل مصر.. وأثناء محاكمة (آل مصراتي) في القاهرة، ألقت إسرائيل القبض علي شاب مصري (40 سنة) واتهمته بالتجسس بعد أن اعتقلته دورية تابعة للجيش الإسرائيلي عندما تسلل إلي إسرائيل.. وجاء في لائحة الاتهام أن المواطن المصري متهم بالتجسس وإجراء اتصالات مع ضابط مخابرات مصري كلفه بمهمة جمع معلومات استخباراتية وعسكرية.. وأن المتهم نقل هذه المعلومات بالفعل إلي المخابرات المصرية!! وعقب القبض علي هذا الشاب المصري، أوفدت السفارة المصرية في تل أبيب محامياً للدفاع عنه، وتبرئة ساحته. وبالطبع كانت إسرائيل تقصد من هذه القضية الحصول علي مصري تتهمه بالتجسس، لاستخدامه ورقة في إتمام صفقة للتبادل، والإفراج عن شبكة (آل مصراتي).. وبعد عدة أشهر من محاكمة (آل مصراتي) قامت مصر بالإفراج عنهم وتسليمهم إلي السلطات الإسرائيلية، وتردد وقتها أن مصر بادلتهم بـ18 مصرياً كانوا مسجونين في سجون إسرائيل. وعندما أعلنت إسرائيل عام 1997 عن نيتها في الإفراج عن السجين المصري محمود السواركة اقدم سجين مصري في سجون اسرائيل تردد وقتها أن هناك صفقة لمبادلته بالجاسوس الإسرائيلي عزام عزام.. لكن شيئاً من هذا لم يحدث. فمنذ إلقاء القبض علي الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام عام ،1996 لم تتوقف إسرائيل عن المطالبة بالإفراج عنه، وخلال إحدي هذه المفاوضات، وصل إلي القاهرة في شهر مايو 1997 وفد إسرائيلي يضم قيادات سياسية وقانونية وأمنية، لتقديم اقتراحات لمصر لمبادلة عزام بعدد من المصريين المحبوسين في السجون الإسرائيلية.. وأحضر الوفد الإسرائيلي معه ملفات السجناء المصريين، وبدأت المساومة لتسليم عزام مقابل ثلاثة مصريين.. ثم ارتفع العدد في النهاية إلي 15 مسجوناً مصرياً.. لكن السلطات المصرية رفضت العرض من حيث المبدأ حتي تنتهي إجراءات محاكمة عزام ويقول القضاء المصري كلمته الأخيرة.. وصدر الحكم بسجن عزام 15 عاماً.. ورفضت مصر مقارنة عزام بالسواركة الذي حكمت عليه المحاكم العسكرية الإسرائيلية بالسجن 45 عاماً بتهمة قتل جندي إسرائيلي وإصابة آخرين أثناء الاحتلال الإسرائيلي لسيناء، وعلي اعتبار أن السواركة ليس جاسوساً، ولكنه مصري أدي عملاً وطنياً دفاعاً عن أرضه المغتصبة. وأفرجت إسرائيل عن محمود السواركة دون أن تحصل علي أي وعد من السلطات المصرية بالإفراج عن عزام الذي أدانه القضاء المصري بالتجسس.. وأمضي عزام 7 سنوات في السجون المصرية، حتي تم الإفراج عنه في عام 2007.. في نفس الوقت أفرجت إسرائيل عن الطلبة المصريين الستة الذين تسللوا بطريق الخطأ إلي الأراضي الإسرائيلية، و الذين تم إلقاء القبض عليهم ومحاكمتهم ------------------- شريف الفيلالي جاسوس مصري , أدين في عام 2002 م بالتجسس لصالح إسرائيل مع عميل روسي للمخابرات الاسرائيلية يدعى جريجوري شيفيتش. حيث قام بجمع معلومات عسكرية، ومعلومات عن قطاعي السياحة والزراعة في مصر لحساب اسرائيل.. وحكم عليه بالسجن لمدة خمسة عشر عاما وهو في بداية الاربعينات، بعد ادانته وقد أصدرت المحكمة المصرية عام 2001 م حكما ببراءة الفيلالي ، لكن الرئيس حسني مبارك بصفته الحاكم العسكري وبموجب قانون الطوارئ رفض التصديق على الحكم فأعيدت المحاكمة وصدر الحكم بالإدانة. توفي الفيلالي في سجنه في الأول من يوليو 2007 م. وذكر الطبيب الشرعي الذي قام بتشريح الجثة محمد نبيل: ان الوفاة كانت نتيجة هبوط حاد في الدورتين التنفسية والدموية وتوقف عضلة القلب ولا توجد أي شبهة للوفاة الجنائية, مضيفاً أن الجثة خالية من أي اصابات داخلية أو خارجية ولا شيء يشير الى وجود عنف.. -------------------- محمد سيد صابر اتهمت السلطات في مصر الثلاثاء 17-4-2007 مهندسا في هيئة الطاقة الذرية المملوكة للدولة بالتجسس لحساب اسرائيل بالاشتراك مع اثنين من الاجانب هما ياباني ويدعى شيرو إيزو وأيرلندي يدعى بريان بيتر . وقال المحامي العام الاول لنيابة أمن الدولة العليا هشام بدوي في مؤتمر صحفي ان محمد سيد صابر علي (35 عاما) استولى على معلومات من هيئة الطاقة الذرية في مدينة أنشاص شمال شرقي القاهرة لتقديمها لشريكيه الاجنبيين مقابل ألوف الدولارات. وأضاف بدوي "المتهم الاول تخابر مع من يعملون لمصلحة دولة أجنبية بقصد الاضرار بالمصالح القومية للبلاد بأن اتفق مع المتهمين الثاني والثالث بالخارج على التعاون معهما لصالح المخابرات الاسرائيلية." قالت مصادر لـ"العربية نت" إن المتهم أقر في التحقيقات أنه تخرج في كلية الهندسة النووية بجامعة الاسكندرية عام 1994 والتحق عقب تخرجه بالعمل بهيئة الطاقة النووية، ثم حدثت مشاكل بينه وبين بعض المسؤولين في عمله، فحصل على إجازة من دون راتب، وقدم طلبا للسفارة الإسرائيلية بالقاهرة للحصول على تأشيرة للسفر إلى إسرائيل إلا أن الأجهزة الأمنية المصرية استدعته ونبهته لخطورة ذلك، فسافر للعمل في دولة خليجية في عام 2000. وأضافت أنه عقب ذلك وضع على شبكة الانترتنت بياناته الشخصية، للحصول على وظيفة، وبعدها بخمس سنوات اتصل به المتهم الإيرلندي برايان بيتر هاتفيا، وعرفه بنفسه على انه ممثل شركة متعددة الجنسيات في مجال أبحاث الفضاء، وعرض عليه العمل بالشركة، وطلب منه التقابل سويا في هونج كونج، وهناك تعرف على المتهم الياباني شيرو ايزو الذي عرفه بنفسه على أنه مسؤول قسم الموارد البشرية بالشركة. وأضاف المتهم بالتحقيقات أن الإيرلندي والياباني طلبا منه معلومات عن هيئة الطاقة الذرية ونشاطاتها وتحركات رئيسها، وكذلك تقارير عن مفاعل "إنشاص" النووي والمشاكل التي يواجهها، ومعدل التفتيش عليه من قبل وكالة الطاقة الذرية، وكذلك تجنيد آخرين، وأبلغاه بأن هذه المعلومات ستكون للشركة التي يعملان فيها مقابل 3 آلاف دولار في الشهر، فوافق المهندس المصري. وأوضح في التحقيقات أن المتهمَين يعملان لحساب الموساد تحت ستار شركة أبحاث الفضاء، وأنهما انفقا عليه ببذخ وأعطياه ألفي دولار كمصاريف شخصية أثناء وجوده في هونج كونج، كما أحضرا له العديد من النساء بالفندق الذي أقام فيه، وطلبا منه العودة لعمله بهيئة الطاقة الذرية. وأضاف أنه تمكن في عام 2006 من اختلاس أوراق سرية، وتقرير مهم عن مفاعل أنشاص، وعاد بها إلى هونج كونج، واستلم 17 ألف دولار مكافأة له على هذه المستندات، وحصل من عنصري الموساد على كمبيوتر محمول مزود ببرنامج مشفر لإدخاله في الحواسب الآلية بهيئة الطاقة الذرية، وتم الاتفاق علي البريد الالكتروني الذي سيتم التواصل من خلاله والشفرات المستخدمة. وعاد إلى مصر يوم 18 فبراير الماضي 2007، حيث تم القاء القبض عليه في مطار القاهرة وضبط الحاسب الآلى، والتحقيق معه باشراف طاهر الخولي رئيس نيابة أمن الدولة العليا الذي اصطحبه لأحد البنوك لاستلام مكافأته المحولة إليه من عنصري الموساد. ويقطن المتهم المصري في 16 شارع التيسير من شارع فيصل بمحافظة الجيزة، ورفضت زوجته التحدث مع وسائل لإعلام. و قدحكمت محكمة أمن الدولة على محمد سيد صابر علي، وهو مهندس بهيئة الطاقة الذرية، بالسجن المؤبد لمدة 25 عاما

الأربعاء، 15 يونيو 2011

ملف تبادل الجواسيس من القاهرة و تل ابيب من جهاز المخابرات المصرية

بقلم محسن هاشم
لم يكن »عزام عزام« أول جاسوس إسرائيلي تقوم مصر بتسليمه إلي تل أبيب، قبل أن يقضي المدة الصادرة ضده في السجن.. فقد سبقه كثيرون في عهد الرئيس جمال عبدالناصر، وفي عهد الرئيس السادات، وفي عهد الرئيس حسني مبارك نفسه. ولم يكن إطلاق سراح الطلبة المصريين الستة المحتجزين في إسرائيل بتهمة التسلل إلي الأراضي الإسرائيلية، هي المرة الأولي التي تقوم فيها تل أبيب بالإفراج عن مصريين قبل أن تحاكمهم أو قبل أن يقضوا عقوبة السجن الصادرة ضدهم.. فقد سبقهم كثيرون أيضاً.
هذا الحدث الأخير ـ أي الإفراج عن الجاسوس عزام وإطلاق سراح الطلبة المصريين ـ الذي أثار دهشة الكثيرين من أبناء مصر، جعلنا نفتح ملف تبادل الجواسيس والمتهمين، بين القاهرة وتل أبيب خلال الخمسين عاماً الماضية.
هناك حقيقة مهمة، صنعت هذا التحقيق، وهي أنه عندما يسقط الجواسيس في قبضة أجهزة الأمن.. وتظهر أدوات التجسس، وتفتح ملفات التحقيق.. ويعترف الجواسيس بكل كبيرة وصغيرة.. وتقترب أعناقهم من حبال المشانق.. عندها تبدأ وفوراً الأجهزة في السعي لحماية جواسيسها، واستردادهم بأي ثمن.. وتحت أي مسمي.. وهنا تبدأ المفاوضات لتبادل الجواسيس.
وعمليات تبادل الجواسيس لا تخضع لقواعد أو قوانين أو بروتوكولات محددة.. حتي الاتفاقيات الأمنية المشتركة بين الدول لا تنطبق عليها مثل هذه الحالات.. كما أن الإنتربول الدولي لا يتدخل في هذه المفاوضات من قريب أو بعيد.
والحقيقة أن أجهزة المخابرات تسعي لاستعادة جواسيسها وعملائها الذين سقطوا للتأكيد علي حقيقة مهمة للغاية.. وهي توصيل رسالة غير مباشرة إلي عملائها الآخرين في نفس الدولة، أو في الدول الأخري، بأنها وراءهم دائماً، تحميهم وتساندهم حتي النهاية، وأنها لن تتركهم يواجهون الموت حتي لو اعترفوا علي أنفسهم بعد سقوطهم.
ولا تكتفي إسرائيل فقط بالسعي لاسترداد جواسيسها المقبوض عليهم، ولكنها تسعي لاسترداد جثث الجواسيس، سواء من نفذت فيهم أحكام الإعدام، أو الذين ماتوا خلال فترة تنفيذ العقوبة، أو الذين انتحروا خلال فترة حبسهم علي ذمة التحقيق.
وغالباً ما يتم تبادل الجواسيس في أماكن يتم تحديدها داخل إحدي الدولتين، أو خارجهما، علي أرض دولة محايدة يختارها الطرفان، أو عن طريق وسيط ثالث.
وتعتمد خطة تبادل الجواسيس علي أسلوب التفاوض المتبادل بين أجهزة ودوائر الحكم في البلدين من خلال القنوات الرسمية السرية.. وقد يصعد الأمر إلي حد مناقشة هذا الموضوع علي مستوي رؤساء الدول خلال لقاءاتهم المشتركة.. وقد تتحول القضية إلي أزمة سياسية، تشتعل بين البلدين في حالة فشل المفاوضات.
جواسيس عهد عبدالناصر
في عام 1951 وصل إلي مصر أحد كبار العملاء الإسرائيليين، وهو »إبراهام دار« الذي اتخذ لنفسه اسماً مستعاراً هو »جون دار لنج«، وكان »دار لنج« يهودياً بريطانياً من الذين عملوا مع الموساد عقب تأسيس دولة إسرائيل عام 1948.. وقام »دار لنج« بالتخطيط من أجل تجنيد الشبان من اليهود المصريين استعداداً للقيام بما قد يطلب منهم من مهام خاصة، وكان أشهر من نجح »دار لنج« في تجنيدهم وتدريبهم فتاة يهودية تدعي »مارسيل نينو«، وكانت آنذاك في الرابعة والعشرين من عمرها، ومعروفة كبطلة أوليمبية مصرية شاركت في أوليمبياد عام 1948.. كما عرفت بعلاقاتها الواسعة مع بعض ضباط الجيش المصري في أواخر حكم الملك فاروق.
وعندما ألقي القبض علي »مارسيل نينو« في أعقاب اكتشاف شبكة التجسس التي نفذت عمليات تفجير دور السينما في القاهرة والإسكندرية والشهيرة بفضيحة »لافون« أو عملية لافون عام ،1954 حاولت »مارسيل« الانتحار مرتين في السجن، وتم إنقاذها لتقدم إلي المحاكمة مع 11 جاسوساً يهودياً آخر ضمن الشبكة نفسها.. وحكم عليها بالسجن 15 عاماً، وكان من المقرر أن تنتهي عام 1970.. إلا أن عملية التبادل التي جرت بين القاهرة وتل أبيب بشكل سري عام ،1968 أدت إلي الإفراج عن »مارسيل نينو« وعدد آخر من الجواسيس ضمن صفقة كبيرة.. وكان شرط الرئيس جمال عبدالناصر ألا تعلن إسرائيل عن عقد هذه الصفقة في أي وقت من الأوقات، وبالفعل التزمت إسرائيل بهذا الشرط، حتي عام ،1975 وذلك عندما »شم« أنف أحد الصحفيين الإسرائيليين خبراً بدا له غريباً، أو أن وراءه بالضرورة قصة مثيرة.. وكان الخبر عن حضور رئيسة وزراء إسرائيل »جولدا مائير« حفل زواج فتاة في الخامسة والأربعين من عمرها.
والسؤال الذي دار في عقل هذا الصحفي الإسرائيلي: لماذا تذهب شخصية في وزن »جولدا مائير« لعرس فتاة عانس، لا تربطها بها أي صلة قرابة؟!.. وتوصل الصحفي إلي القصة، ونشر حكاية »مارسيل نينو« التي كاد المجتمع الإسرائيلي أن ينساها تماماً.
ويبقي السؤال: كيف تفاوض الرئيس جمال عبدالناصر مع الموساد الإسرائيلي لعقد هذه الصفقة السرية؟
تؤكد الحقيقة التاريخية، أن إطلاق سراح هؤلاء الجواسيس لم يتم إلا بعد سلسلة طويلة من المباحثات والمفاوضات السرية بين القاهرة وتل أبيب، فبعد إلقاء القبض علي أعضاء الشبكة، صدر حكم المحكمة العسكرية برئاسة اللواء محمد فؤاد الدجوي في 27 يناير 1955 علي أعضاء الشبكة.. حيث صدر الحكم بالإعدام علي كل من : »موسي ليتو مرزوق« و»شموئيل باخور عزرا«.. والأشغال الشاقة المؤبدة لـ»فيكتور موين ليفي« و»فيليب هيرمان ناتانسون«.. وبالأشغال الشاقة لمدة 15 عاماً علي كل من: »مارسيل فيكتور نينو« و»روبير تسيم داسا«.. وبالأشغال الشاقة لمدة 7 سنوات علي كل من: »مائير يوسف زعفران« و»مائير شموئيل ميوحاس«.. والإفراج عن 5 آخرين.
وعقب انهيار الشبكة وسقوطها في أيدي أجهزة الأمن المصرية، بدأت جهود إسرائيل السياسية في العمل علي جميع المسارات لإطلاق سراح أعضاء الشبكة، وفي أكتوبر 1954 تم تشكيل مجموعة من السياسيين الإسرائيليين وكبار رجال الموساد، للسعي لدي كل حكومات العالم من أجل الضغط علي مصر لإطلاق سراح أعضاء الشبكة.. لكن مصر بدأت في إجراءات محاكمتهم في 11 سبتمبر 1954 بشكل علني.
ووقتها، اقترح »بنيامين جبيلي« أحد كبار هيئة الاستخبارات الإسرائيلية العليا، والمسئول عن فشل العملية وسقوط أفرادها، إرسال خطابات سرية إلي الرئيس جمال عبدالناصر في محاولة لإقناعه بأي طريقة يراها لإطلاق سراح الجواسيس الإسرائيليين.. ولكن كل المحاولات باءت بالفشل.. حتي أن »عاميت« رئيس الموساد ـ في ذلك الوقت ـ قام بإعداد خطاب إلي عبدالناصر عرض فيه تقديم قرض مالي إلي الحكومة المصرية قدره 30 مليون دولار مقابل الإفراج عن الجواسيس الستة المحكوم عليهم.. ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي »ليفي أشكول« رفض هذا الاقتراح علي اعتبار أنه سيؤدي إلي تحسين الأوضاع الاقتصادية لمصر(!!).. وتقوية جيشها(!!)، وهو ما يتعارض مع سياسة إسرائيل العدائية تجاه مصر.
وظلت إسرائيل تواصل ضغوطها الدولية علي مصر لمدة 7 سنوات كاملة، حتي تم الإفراج عن اثنين من جواسيسها وهما »مائير شموئيل ميوحاس« و»مائير يوسف زعفران« وتسليمهما إلي تل أبيب.. إلا أن عدد الجواسيس الإسرائيليين في القاهرة عاد للارتفاع مرة أخري إلي 14 جاسوساً عقب سقوط 5 شبكات دفعة واحدة في قبضة جهاز المخابرات المصرية.

الأحد، 12 يونيو 2011

الثورات العربية أنهت الحلم الصهيوني

بقلم محسن هاشم
أكد خبراء إستراتيجيون أن الثورات العربية أحدثت خلخلة في كلِّ المعايير التي كانت تحكم العلاقة البينية بين الدول العربية والإقليمية، موضحين أن ما حدث في مصر جعل كلَّ الأدوار الإقليمية تعود لحجمها الطبيعي، وأثبت تعثر الحلم الصهيوني.
جاء ذلك خلال المؤتمر الذي عُقد صباح الأربعاء 11 مايو بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، وذلك لمناقشة مستقبل جهود التسوية في ضوء المصالحة الفلسطينية.
وأكد الدكتور حسن أبو طالب مدير معهد الأهرام الإقليمي للصحافة، أن الجديد الذي طرحته ورقة المصالحة، والذي تمَّ الوصول إليه بدعم مصري هو ترتيب عام للمرحلة الانتقالية من كيفية تنفيذ بنود المصالحة والانتخابات وغيرها، فهي ورقة ذات طابع تنظيمي، وهي إعادة ترتيب لورقة 2009م.
وأضاف أن الذي أقنع حماس بقبول المصالحة في هذا التوقيت بالذات هو الثورات الشعبية التي نجحت في مصر وتونس، ولم يعرف مصيرها حتى الآن في سوريا وليبيا، كما شكلت هذه الثورات إعادة بلورة إدراك جديد للقيادتين (فتح وحماس)، وشكلت ضغوطًا شعبية عليهما.
وأوضح أن المتغيرات الإقليمية التي تحدث في المنطقة تؤثر على المصالحة الفلسطينية، فبنظرة إقليمية متوقعة نجد النظام السوري لم يسقط وسينتظر في هذه الحالة فترة ليست بالقليلة.
وأشار إلى أن إيران تعاني الآن من حالة تراجع بسبب الخلافات الداخلية فهناك صراع على السلطة، حيث يحضر أحمدي نجاد الرئيس الإيراني للانقلاب على خامنئي، كما تعاني أيضًا من خلل في الاقتصاد؛ بسبب العقوبات الأمريكية فإيران انكشفت وهي بحاجة إلى أن تقفز فوق هذا الانكشاف.
وأكد أن الثورات العربية عامة أحدثت خلخلة في كلِّ المعايير التي كانت تحكم العلاقة البينية بين الدول العربية والإقليمية، وما حدث في مصر جعل كلَّ الأدوار الإقليمية تعود لحجمها الطبيعي، فالدول التي كانت تدعي أن لها دورًا إقليميًّا في المنطقة اختفت الآن تمامًا من المشهد.
وبين أن الثورات العربية والمصالحة الفلسطينية أثبتتا تعثر الخيال الإستراتيجي لدى الكيان الصهيوني، سواء مصريًّا أو عربيًّا؛ فدولة الكيان كانت ترى أن الوضع العربي في حالة جمود وسكون وفلسطين منقسمة، وستستمر في الانقسام، وهذه قناعات حكمت سلوك الكيان في الفترة الماضية وفق قاعدة أن العالم العربي لن يتغير، مؤكدًا أن العالم أمام إعادة بلورة للعلاقات البينية داخل المجتمع الإقليمي بأسره.
وأضاف أن إثبات نجاح المصالحة يتوقف على عدة محاور أهمها: إلى أي مدى سوف يتمسك الفلسطينيون أنفسهم بها؟ وكذلك إلى أي مدى توجد قوى اجتماعية فعالة ولها حضور سياسي سواء في الضفة أو غزة تتمسك بهذه المصالحة وتعمل على إنجاحها؟.
وقال مجاهد الزيات نائب رئيس المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط: إن من أهم أسباب قبول المصالحة الفلسطينية من قِبَل الأطراف المتصالحة أن الدول العربية التي شهدت ثورات مستمرة في الانشغال بشأنها الداخلي لفترة ليست بالقصيرة والدول التي لم تشهد ثورات هناك حديث عن أنها ستشهد إصلاحات سياسية أوسع، فهناك انشغال عربي جماعي كبير بالداخل، وبالتالي تراجع الشأن الفلسطيني من على قمة أولويات الأجندات العربية في الوقت الحالي؛ فقررت الفصائل الفلسطينية قبول المصالحة والاعتماد على نفسها في إدارة شأنها الداخلي.
وأضاف أن التحالفات الإقليمية القديمة اهتزت بعد حدوث الثورات العربية؛ فحدث تباين بين الموقف التركي والقطري بشأن الأزمة الليبية؛ حيث ذهبت قطر بعيدًا في هذا الشأن، وتركيا تعاملت بذكاء مع طرفي الصراع (القذافي والمعارضة)؛ لأن لها مصالح كما حدث خلاف بين الحليفين قطر وسوريا، بعد اتهام سوريا لقطر أنها تقوم بإشعال الموقف وإيران وجدت مأزقًا شديدًا حينما دعمت الثورات العربية زاد حجم الاحتقان بينها وبين دول الخليج، وكذلك حدث توتر بين مصر ودول الخليج، ما ترك آثارًا سلبية عميقة لدى دول الخليج دفعها إلى تخطي مصر، مؤكدًا أننا أمام بيئة إقليمية تتشكل من جديد تؤثر بشكل إيجابي أو سلبي على المصالحة وقريبًا سنرى "شرق أوسط جديد".
وقال إن العامل الدولي عامل مساعد ومهم في فترات الصراع أكثر من فترات التسوية، وهو طرف ثالث في أي موضوع، وذلك إذا لم يستخدم القوى ضد طرف من الأطراف، ولا يمكن التعويل عليه إذا قرر طرفا المصالحة أن لا يلتزموا بها والعامل الإقليمي أكثر تأثيرًا من العامل الدولي، فالأقاليم أصبحت أكثر تأثيرًا في التفاعلات التي تحدث بها وعن تأثير العامل الدولي في الثورات، فمصر وتونس لم يشهدا تأثيرًا للعامل الدولي مطلقًا ولكنه أثر بشدة في الحالة الليبية.
وأكد الدكتور محمد عبد السلام رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية، أنه من المبكر الحكم على مستقبل المصالحة الفلسطينية، فالموقف منها غير واضح ولكن الأهم هو وضع إستراتيجيات للتعامل مع المصالحة في حال الفشل.
وأكد السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لدى الجامعة لشئون فلسطين والأراضي العربية المحتلة، أن الكيان الصهيوني لن يترك المصالحة الوطنية الفلسطينية بين حماس وفتح تمر بسلام وسيقوم حتمًا بأعمال إرهابية لئيمة من قائمة للاعتقالات قد تتسبب في إحداث فرقة، وصولاً إلى احتلال مناطق جديدة وعمل منطقة عازلة في غزة.

مستوطنون صهاينة يهاجمون قرية قصرة قرب مدينة نابلس

بقلم محسن هاشم
مستوطنون صهاينة يهاجمون قرية قصرة قرب مدينة نابلساعتدى "مستوطنون" مساء أمس السبت 11 يونيو على قرية "قصرة" الواقعة جنوب شرقي مدينة نابلس وأحرقوا إحدى المركبات. وكان العشرات من الفلسطينيين قد أصيبوا بالاختناق إثر قمع قوات الاحتلال الصهيوني لمسيرة عراق بورين الأسبوعية جنوب نابلس. وقال مسئول ملف "الاستيطان" بشمال الضفة غسان دغلس في بيان صحافي: "المواطنون الفلسطينيون تمكنوا من صد المستوطنين الذين حاولوا اقتحام القرية والاعتداء على السكان والممتلكات"
وكانت قوات الاحتلال الصهيونية اقتحمت اليوم قرية بلعين غربي مدينة رام الله وسط إطلاق نار كثيف
وقال المنسق الإعلامي للجنة الشعبية لمقاومة جدار الفصل العنصري في القرية راتب أبو رحمة في بيان صحفي إن عدة آليات عسكرية اقتحمت القرية المحاذية لجدار الضم والتوسع العنصري.
وأضاف أن جنود الاحتلال شرعوا بإطلاق النار بشكل عشوائي على سكان المنطقة.
وكانت قوات الاحتلال قد أعلنت اليوم قرية عراق بورين منطقة عسكرية مغلقة ومنعت المركبات من دخولها.

السبت، 11 يونيو 2011

الجمعيات الصهيونية والتدعيم الإعلامي التعبوي لبناء الهيكل

بقلم محسن هاشم
على مدار سنوات احتلالها للمدينة المقدسة عمدت الحكومات الصهيونية المتعاقبة، وآخرها الحكومة اليمينية المتطرفة إلى تحقيق حلمها التاريخي المزيف ببناء الهيكل المزعوم، ودأبت الجماعات اليهودية المتطرفة
إلى تكريس شتى إمكانياتها من أجل تحقيق ذلك الحلم الأسود، وذلك عبر عدة ممارسات وإجراءات كان أهمها إقامة حملات تعليمية ومحاضرات تلمودية ترسخ في الوعي الصهيوني تعظيم بناء الهيكل، مع تحفيز مادي لكل من يقوم بالاشتراك في اقتحام المسجد الأقصى، إلى جانب نصب شمعدان الهيكل الذهبي، ومجسم كبير للهيكل الثالث قبالة المسجد الأقصى، حتى إذا ما حانت الفرصة الملائمة- على حد زعمهم- أتموا عملية إدخالهم إلى المسجد الأقصى.
محاولات عديدة من قبل المتطرفين اليهود والمسيحيين المتصهينين لاقتحام المسجد الأقصى لأداء شعائر دينية، وطقوس تلمودية، وشعائر ما يسمى بـ"مراسيم الهيكل" داخل المسجد الأقصى المبارك، وذلك عبر حراسة مشددة من قوات الشرطة الصهيونية، ناهيك عن نصب شمعدان الهيكل الذهبي، ومجسم كبير للهيكل الثالث قبالة المسجد الأقصى، حتى إذا ما حانت الفرصة الملائمة أتموا عملية إدخالهم إلى المسجد الأقصى.
"القدس أون لاين" في سياق التحقيق التالي يرصد تأثير دور الجمعيات الصهيونية المتطرفة، ووسائلها المختلفة، على الوعي الصهيوني، وما يترتب عليه من ممارسات على الأرض، تزيد من حالة الأخطار التي تحيط بالأقصى.
دعوات اقتحام الأقصى
في السادس عشر من مارس 2010 كانت المناداة الأضخم من قبل جماعات يهودية متطرفة لاقتحام المسجد الأقصى، لكنهم ما استطاعوا اقتحامه، وتتجدد هذه الدعوات بين الحين والآخر، مع تعاظم دورالجمعيات "العصابات" الصهيونية، وزيادة عددها، وتعدد وسائل إضرارها بالمسجد الأقصى كالدعوة للاقتحام، وتنظيم دروس ومحاضرات وأيام دراسية حول الهيكل داخل المسجد الأقصى، وذلك في إطار احتفالاتهم بكل مناسبة صهيونية، كما الأخيرة في عيد الحاكونا العبري– عيد الأنوار أو ما يسمى بعيد تطهير الهيكل- حيث عمدت تلك الجماعات كعاداتها إلى تحفيز المجتمع الصهيوني على اقتحام المسجد الأقصى عبر الإعلان عن تقديمها وجبة من الطعام والشراب لكل من ينجح في اقتحام المسجد الأقصى، بالإضافة إلى إعلان جماعات الحريديم حملات أخرى تعليمية ومحاضرات تلمودية تحت عنوان شعائر الهيكل مع تحفيز مادي لكل من يقوم بالمشاركة باقتحام المسجد الأقصى لتنفيذ الحملة بقيمة 50 شيكلاً، فيما نشرت جماعات أخرى على مواقعها الإلكترونية، أن سبب انحباس المطر يكمن في عدم الصعود إلى جبل الهيكل، وعدم الاهتمام ببنائه، فيما دأبت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة الموالية للأحزاب اليمينية المتطرفة إلى بث دعوات للجماهير الصهيونية للمشاركة في حملة التعلم التلمودية، والتي تستمر على مدار أيام عيد الحانوكا من 2/12 وحتى 9/12/2010، حيث أشار باروخ بن يوسف إلى وجود دورات تعليمية في المسجد الأقصى تابعة للحركة الإسلامية الشمالية تضم 200 طالب، وأنهم سيقومون بالمقابل بتعليم أولادهم التلمودية، مؤكدًا أنهم سيحشدون الآلاف للصعود إلى جبل الهيكل خلال الحانوكا، وذلك بحراسة مشددة من قبل الشرطة.
دعم رسمي وحزبي
ووفقًا لتقرير صادر عن مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، فإن العصابات الصهيونية المتطرفة تبث عدوى تحقيق حلمها الأسود ببناء الهيكل الثالث المزعوم لدى فئات المجتمع الصهيوني، خاصة النساء والأطفال والشباب، وذلك عبر إقناعهم بعدد من الآراء والفتاوى والتعاليم الدينية اليهودية التي تعد مرجعيات دينية بالنسبة لهم، وتشدد عبر دعواتها على ضرورة اقتحام المسجد الأقصى المبارك، والقيام بالشعائر الدينية، والطقوس التلمودية خاصتهم داخل باحاته، كما وتقوم بتحفيزهم وتشجيعهم على تكرار الاقتحام للمسجد الأقصى، وإقامة الطقوس التلمودية عبر تقديم الجوائز والحوافز القيمة لهم، وغرس فكرة ضرورة تسريع بناء الهيكل المزعوم في نفوسهم، وكذلك تعمد إلى إيجاد المزيد من المنظمات والجمعيات والعصابات اليهودية التي تؤمن بضرورة الإسراع في بناء الهيكل المزعوم، وتمنحها الدعم السياسي الرسمي والحزبي والشعبي، سواء بشكل صريح معلن، أو بشكل تعاطفي عبر الصمت والدعم السري، وأشار التقرير إلى أن عددًا من الأحزاب السياسية اليهودية شاركت خلال الآونة الأخيرة في اقتحامات المسجد الأقصى، واجتهدت في عقد وتنظيم أيام دراسية وبحثية في الكنيست بخصوص هدم المسجد الأقصى، وبناء الهيكل الثالث المزعوم، وبيّن التقرير أن المؤسسة الصهيونية، وفي إطار دعمها لفكرة بناء الهيكل المزعوم، عمدت إلى إنشاء وبناء مرافق الهيكل بمحيط المسجد الأقصى، فقامت وفقًا للمعلومات الواردة في التقرير بالتحضير لبناء "حديقة الملك داود" في بلدة سلوان التي واجهت خلال العامين الماضيين أقسى عمليات التهويد والطرد والهدم للسكان والمنازل، ناهيك عن التدعيم الثقافي والإعلامي والتعبوي صهيونيًا وعالميًا لفكرة بناء الهيكل المزعوم عبر افتتاح الدورات والمراكز العالمية الداعية إلى بناء الهيكل الأسطوري المزعوم.
تنفيذ مخطط الهدم
من جهته، يؤكد المحلل السياسي، برهوم جرايس، من الأراضي المحتلة عام 48 أن الجماعات اليهودية المتطرفة التي تعمد بين الحين والآخر إلى تنظيم حملات مسعورة لاقتحام المسجد الأقصى، وتجهز لهدمه وبناء الهيكل الثالث المزعوم بمثابة عصابات إرهابية تدعمها السلطة الحاكمة في دولة الكيان الصهيوني بشكل تلقائي، وذلك لتنفيذ مخططاتها الخبيثة، وتحقيق أحلامها الأسطورية في بناء الهيكل المزعوم، وشدد على أن تلك العصابات الإرهابية كانت على مدار عقدين أو ثلاثة عقود سابقة على هامش السياسة الصهيونية، إلا أنها وفي ظل الحكومات اليمينية المتطرفة التي تحمل ذات أفكارها وأحلامها أخذت في دعمها وتقويتها، ولكن بشكل سري، فهم- على حد تعبيره-: "يتعاطفون بالصمت، ويدعمون بالسر".
وفيما يتعلق بتأثير دعم تلك المخططات، بل وتنفيذها على مدينة القدس وتاريخها وحضارتها، أكد جرايس أن التأثير بلا شك سيكون كبيرًا وخطيرًا، إلا أنه شدد على ضرورة عدم الانسياق وراء التكهنات بما سيحدث، خاصة وأن التكهنات برأيه لن تخدم القدس ولا المسجد الأقصى، ودعا إلى ضرورة النظر إلى سير الأمور في المدينة المقدسة، والعمل على مقاومتها ومجابهتها فعليًا، وليس بالتوقعات ووضع الفرضيات، والسبب برأيه أن أحدًا لا يعرف المخططات المبطنة للكيان الصهيوني في مدينة القدس والبلدة القديمة، وأضاف جرايس قائلاً: "الاعتداءات على الحرم القدسي الشريف في كل النواحي خطيرة جدًا، سواء من حيث الحفريات أو الأنفاق، وأعتقد أن جهودنا يجب أن تتركز في مجابهة تلك الاعتداءات بدلاً من أن نضع فرضيات"، واستكمل: "إن المخططات الصهيونية التي تسعى إلى تنفيذها العصابات الإرهابية بدعم من حكومة الكيان اليمينية المتطرفة بحاجة إلى يقظة وترقب؛ لنتمكن- وفق قوله- من النضال والتصدي للمؤامرات الصهيونية التي تتجدد في كل عام منذ احتلال مدينة القدس في العام 1967".
وأوضح جرايس أن الجمعيات العربية- في المقابل- عليها دور كبير في التصدي للعصابات الصهيونية ومخططاتها لهدم المسجد الأقصى، وبناء الهيكل الثالث المزعوم، مؤكدًا أن المسجد الأقصى ومدينة القدس عامة بمقدساتها الإسلامية بحاجة إلى نضال مكثف من كافة الأقطار العربية والإسلامية لمواجهة الاعتداءات التي تقوم بها دولة الكيان الصهيوني وعصاباتها، قائلاً: "إن المدينة المقدسة لها أهمية دينية وروحانية لدى كافة المسلمين في أقطار العالم الإسلامي، بالإضافة إلى أهميتها الوطنية"، وشدد أن تلك المكانة من شأنها أن تحرك العالم الثابت على موقفه الخجول تجاه المدينة المقدسة والأقصى، لافتًا إلى أنه لا يمكن للعالم العربي والإسلامي الاستمرار في الصمت والثبات على المواقف الخجولة لحين رؤية مدينة القدس، وقد غابت من ملامحها قبة الصخرة المشرفة، أو طبع صورة رمزية لمدينة القدس وقد خلت من صورة المسجد الأقصى، مؤكدًا أن أحدًا عندها لن يعرف أن تلك الصورة تتحدث عن مدينة القدس، وبمزيد من الحماسة الغاضبة أكد د. جرايس أن معركة العصابات الصهيونية على هدم المسجد الأقصى هي معركة على المدينة المقدسة جميعها، داعيًا إلى ضرورة المحافظة على الأقصى حتى ولو عزل أهله عنه؛ لأن إلغاء وجوده إلغاء لوجود المدينة على خارطة العالم العربي والإسلامي، واستكمل قائلاً: "يجب أن يكون الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى كاملاً متكاملاً، وأن يكون متداخلاً بين الديني والدنيوي والحياتي واليومي".
تبادل أدوار
ويؤكد الدكتور صالح النعامي- الخبير في الشؤون الصهيونية- على وجود تبادل أدوار بين الحكومة والجمعيات والعصابات الصهيونية، مما يجعلها تعمل في ظل بيئة سياسية حاضنة ومشجعة ومتبنية لأفكارها ومعتقداتها، لافتًا إلى أن وزير الخارجية في الحكومة اليمينية المتطرفة الحالية ليبرمان يدعو إلى فرض السيطرة التامة على المسجد الأقصى، باعتباره جزءًا لا يتجزأ من المقدسات اليهودية
من ناحية أخرى، أكد النعامي على أن تأثير الجمعيات والعصابات الصهيونية، ونشر معتقداتها في المجتمع الصهيوني خطير، خاصة وأنها تهدف إلى نزع الشرعية عن بقاء الأقصى كوجود، لافتًا إلى اعتقادهم بأن المسجد الأقصى مقام على أنقاض الهيكل، وأن عزة الكيان الصهيوني لن تتم إلا ببناء الهيكل الذي يتطلب هدم المسجد الأقصى، وشدد النعامي على أن المناداة باقتحام المسجد وهدمه كانت في وقت سابق تقتصر على جمعية أمناء من أجل الهيكل، إلى أن تكاثرت تلك الجمعيات التي تحمل ذات الأهداف والمخططات، سواء داخل القدس والكيان الصهيوني أو خارجه في الجاليات، والتي تقدم دعمًا ماديًا ضخمًا لتنفيذ مخططاتها. وأشار النعامي إلى أن أحد الأثرياء اليهود في أمريكا قام بتمويل صنع حامل كتب التوراة بملايين الدولارات؛ ليتم استخدامه في حال هدم الأقصى، وبناء هيكلهم المزعوم، وأوضح النعامي أن محاولة الجمعيات والعصابات الصهيونية لنزع شرعية وجود المسجد الأقصى تقودهم إلى محاولة تهويد محيط الأقصى، سواء الأراضي أو العقارات، وذلك بدعم من جمعيات يهودية أمريكية تقوم بإرسال التبرعات إلى الجمعيات في الكيان الصهيوني، مشددًا على أن تلك التبرعات من الضرائب، الأمر الذي يشير برأيه إلى عملية التواطؤ الأمريكي مع الكيان الصهيوني، وأضاف: إن خطورة تأثير تلك الجمعيات أنها جعلت أمر المس بالمسجد الأقصى طبيعي وممكن، عبر محاولاتها المتكررة، وأنه يتماشى مع المنطق اليهودي الذي يبيح تدمير المسجد الأقصى، وهو ما لم يكن موجودًا من قبل، ناهيك عن التحول الكبير في التعاطي مع الجمعيات والعصابات المتطرفة الداعية إلى هدم المسجد الأقصى، وبناء الهيكل المزعوم، لافتًا إلى أن الحاخامية اليهودية بعد احتلال القدس عام 67 أصدرت فتوى تحظر على اليهود الصلاة في القدس، بسبب أن تراب الأقصى مخلوط بدماء وأشلاء اليهود الذين بني المسجد الأقصى عليهم، مما يوجب عدم الصلاة إلا بعد إقامة الهيكل، وتطهير المكان، وقد التزم بها كل الحاخامات إلى أن ظهرت فتوى من ثلاثة عقود تبيح لليهود الصلاة في المسجد الأقصى وداخل الحرم.
سرقة التاريخ
فيما تحدث الباحث في مركز الدراسات المعاصرة، صالح لطفي، للقدس أون لاين، عن مدى تأثير تلك الجمعيات التي تنادي يوميًا باقتحام المسجد الأقصى لهدمه، تمهيدًا لبناء الهيكل الثالث المزعوم، ودورها في المجتمع الصهيوني، مؤكدًا أنها تعمل لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسة تتعلق في واقع ومستقبل الدولة العبرية، سواء كانت تلك الجمعيات مسجلة بشكل قانوني في وزارة الداخلية الصهيونية، أو تلك المؤسسات والجمعيات الناشطة غير المسجلة قانونيًا، والمنبثقة عن الحركات السياسية والأحزاب، وبشيء من التفصيل أوضح لطفي الأهداف الرئيسة الثلاثة، فأولها- وفق قوله- يكمن في تثبيت يهودية الدولة عبر خلق رموز وترميزات جديدة ذات بعد تاريخي، خاصة ما يتعلق الفترة التوراتية والتلمودية، مشيرًا إلى أن تلك العصابات والمنظمات الإرهابية تعمد إلى نبش ذلك التاريخ بالآثار التوراتية التي تعود إلى العهد القديم، مما يجعلهم يتوجهون، بحسب رأيه، إلى المعابد والمساجد والمقامات والتكايا والزوايا والأوقاف الإسلامية، بشكل عام، في فلسطين التاريخية، من أجل السيطرة عليها وسرقتها وتحويلها إلى مقامات يهودية، فيما يتعلق الهدف الثاني حسب لطفي بارتفاع التوجه الديني في المجتمع الصهيوني، سواء كان من خلال خلط الفكر الصهيوني العلماني بالفكر الديني القومي، أو من خلال ارتفاع عدد المتشددين، أو ما يطلق عليهم "الحريديم" في المجتمع الصهيوني، مشيرًا إلى أن هناك مدنًا بأكملها اخترقتها العصابات الدينية.
ولفت إلى أن الشخصيات الدينية المنتشرة في المدن تسعى من خلال السيطرة على الأوقاف الإسلامية الموجودة في بلادها، وتجعلها ذات أبعاد دينية يهودية تشكل لهم رافدًا تاريخيًا وقوميًا، ويثبتهم على الأرض، الأمر الذي يحقق هدفهم الثالث الذي يكمن في بقاء دولة الكيان الصهيوني من خلال البعد الزمني والمكاني المتعلق بالمقدسات الإسلامية، خاصة المسجد الأقصى المبارك، لافتًا إلى أن تلك العصابات عمدت قبل ساعات من حديثه معنا إلى منع المصلين ممن دون الأربعين من الدخول إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة العصر، وفي المقابل سمحوا لليهود بالصلاة في ساحاته الشريفة بمناسبة عيد الحانوكا.
مقارنة ضعيفة
وفيما يتعلق بمقارنة هذه الجمعيات التي هي بمثابة عصابات صهيونية وجهودها في الاستيلاء على المسجد الأقصى وهدمه، تمهيدًا لبناء هيكلهم المزعوم مع الجمعيات العربية التي تعمل على مناهضة مخططات الاحتلال الصهيوني، من حيث العدد والجهود، أشار لطفي إلى أن المقارنة ضعيفة جدًا، فالعصابات الصهيونية تملك الملايين من الدولارات لتنفيذ مخططاتها سواء من قبل الدعم الخارجي عبر الجاليات اليهودية في الخارج، وبالذات الجاليات اليهودية في جنوب إفريقيا وأستراليا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا، أو من خلال المؤسسات الرسمية الحكومية أو الأحزاب النافذة في الائتلاف الحكومي، مؤكدًا أن معظم الجمعيات والمنظمات والعصابات الصهيونية الناشطة في القدس والبلدة القديمة وساحات المسجد الأقصى المبارك جمعيات منبثقة عن الأحزاب الموجودة في الائتلاف الحكومي، الأمر الذي يمنحها، بحسب تقديره، قوة في وجودها وعملها، وارتفاع عدد المنتسبين إليها، وأشار أنه في المقابل يتوجب على الجمعيات الإسلامية سواء في الداخل الفلسطيني أو في الخارج أن تعمد إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك، خاصة من الداخل الفلسطيني، ورفع وتيرة المعرفة والثقافة المتعلقة بالمقدسات الإسلامية في فلسطين التاريخية، ناهيك عن مطالبة العالم الإسلامي بالتبرعات السخية للحفاظ على الأوقاف والمقدسات الإسلامية.
تحذير من مخاطر الدعوات
ولم تملك في المقابل الجماعات الإسلامية في القدس المحتلة والداخل المحتل إلا إطلاق التحذيرات من مخاطر الدعوات التي نشرتها العصابات اليمينية المتطرفة على مواقعها الإلكترونية، وعلى الجماهير عبر القنوات الإعلامية، حيث أطلق نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل صرخاته المنددة بدعوات العصابات الصهيونية، خاصة وأنها تنعم بغطاء رسمي من أحزاب الائتلاف الحكومي، وشدد الخطيب على أن الإغراءات المادية والمحفزات التشجيعية التي صرحت بها الجماعات والعصابات المتطرفة كتقديم الطعام والشراب، ومنح خمسين شيكلاً لمن يشارك في اقتحام المسجد الأقصى، من شأنها أن ترفع أعداد المقتحمين لساحات المسجد الأقصى، وأضاف: إن المحاولة ليست الأولى من نوعها، ولن تكون الأخيرة، والهدف منها تدنيس المسجد الأقصى، مؤكدًا أنهم سيواجهونها بكل قوتهم للدفاع عن المسجد من تدنيس اليهود والمتطرفين.

تهويد مناهج التعليم بالقدس.. أحدث مخططات طمس الهوية

بقلم محسن هاشم
تسارع دولة الاحتلال الصهيونية منذ احتلالها لمدينة القدس إلى طمس معالمها العربية والإسلامية والتاريخية عبر استصدار جملة من القرارات والقوانين من أجل تهويدها، والقضاء على الوجود الفلسطيني في المدينة.
وتعددت تلك القوانين، منها قانون الولاء، وقانون اعتبار دولة الاحتلال عاصمة لكل يهود العالم، وقانون اعتبار القدس أولوية وطنية، وقانون الاستفتاء، وقانون عبرنة الشوارع المقدسية، وقانون أملاك الغائبين، وغيرها من القوانين.
ضمن أشكال تهويد المدينة المقدسة التي ينتهجها الاحتلال بشكل متواز: تهويد مناهج التعليم للطلبة الفلسطينيين، فعمدت من خلال وزارة المعارف الصهيونية إلى إصدار عدد من القرارات لتحقيق أهدافها لفرض واقع جديد على المدينة، فألغت في العام 1967 البرامج التعليمية الأردنية بشكل نهائي، واستبدلت بها برامج تعليمية أخرى تطبق بالمدارس العربية في الأراضي المحتلة عام 48، وزيادةً في استهداف التعليم، وتهويد عقول الجيل النشء لتحقيق "عبارة الكبار يموتون، والصغار سينسون"، عمدت إلى استمرار تطبيق البرامج التعليمية الصهيونية في الصفوف الابتدائية فقط، بينما اعتمدت مرجعيات متعددة من المناهج الصهيونية والأردنية في الصفوف التعليمية الإعدادية والثانوية، لكنها سرعان ما عزفت عن تطبيق المناهج التعليمية الصهيونية للمرحلة الابتدائية، بعد أن منع الأهالي أبناءهم من الوصول إلى المدارس، وأعادت المناهج الأردنية المطبقة في الضفة الغربية، وأبقت فقط على حصة لتعلم اللغة العبرية لجميع المراحل.
لكنها وبعد أن فرضت قيم الصهيونية والعنصرية على الطلاب الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 48، بجملة من القرارات الخاصة بالتعليم العربي هناك؛ كإزالة مصطلح النكبة من كتب التعليم، وفرض النشيد الصهيوني، وتعليم الأعياد، والمحرقة، وإبراز الشخصيات الفاشية القاتلة كأبطال قوميين، تسعى الآن إلى فرض ذات القيم على أبناء القدس في إطار جهودها الرامية إلى محو الهوية الثقافية للمدينة، وتزوير تاريخها، واستهداف الوعي الفلسطيني، وتهويد التعليم فيها، وذلك من خلال قرار بلدية القدس الصادر في السابع من مارس 2011 بإلزام المدارس الحكومية بالتقيد بشراء الكتب المطبوعة من قبل إدارة البلدية، وعدم السماح لهم بشراء الكتب المدرسية المنهجية من مصادر خارجية أخرى.
"القدس أون لاين" في سياق التقرير التالي يرصد واقع التعليم في القدس، ومحاولات التهويد المتتالية التي تتبعها دولة الاحتلال ضده، ويبصر الأثر الذي سيخلفه القرار الأخير على ثقافة الأجيال القادمة، وارتباطها بالحق الفلسطيني في الأرض والوطن والهوية، تابع معنا.
لقد عمدت قوات الاحتلال الصهيوني على امتداد سنوات احتلالها للقدس إلى عدم إغفال أي جانب في تهويد المدينة، وطمس تاريخها ومعالم حضارتها الإسلامية العريقة، وفي كل عام كانت تنتهج ممارسات تجعلها أقرب إلى صبغ المدينة بالطابع اليهودي بداية من اقتلاع المقدسيين من بيوتهم، بحجة البناء غير المرخص، وليس انتهاءً بعزلهم خارج حدود المدينة بجدار العزل العنصري، مرورًا بجملة من القوانين التي تعزز يهودية المدينة على حساب تاريخها وجغرافيتها، وطابعها العربي الإسلامي العريق، ومثَّل التعليم عاملاً مهمًا في تهويد المدينة، وطمس تاريخها، فاستهدفته بشتى الطرق من خلال فرض مناهج تعليمية مزيفة، وإحكام سيطرة الإشراف على المدارس العربية في القدس الشرقية؛ لضمان تعزيز المفاهيم اليهودية، والتاريخ المزور عن المدينة في عقولهم، ما يؤدي إلى اقتناعهم بيهودية المدينة.
تطور مراحل استهداف التعليم
يؤكد الباحث طاهر النمري في دراسة له بعنوان "إضاءات على التعليم الفلسطيني في القدس"، أن دولة الاحتلال سعت في البداية إلى تهويد التعليم عبر القرار 564 لعام 1969، الذي يؤكد على حق وزارة المعارف الصهيونية بالإشراف على التعليم بالمدينة المقدسة وكافة مؤسساتها الرسمية وغير الرسمية، وبيَّن النمري أن الاحتلال يعتمد على هذا القانون في تبرير كافة القرارات التالية، والتي يهدف منها إلى تهويد جهاز التعليم الفلسطيني، والسيطرة عليه بشكل كامل، وبشيء من التوضيح أشار النمري، في دراسته، إلى مراحل تطور السيطرة الصهيونية على جهاز التعليم الفلسطيني بالقدس، لافتًا إلى أنه وبعد اتفاقية أوسلو وخاصة في حزيران 1997، قامت دولة الاحتلال بفرض برامجها التعليمية على المدارس العربية في القدس، بهدف إنهاء تدخل السلطات الفلسطينية في النظام التربوي، بالإضافة إلى حظر البرامج التعليمية الأردنية في مدارس القدس الشرقية، وإبدالها برامج صهيونية، معقبًا بأن رئيس بلدية القدس وقتها صرح لوكالة "فرانس برس"، أن القرار من أحد القرارات الهامة، ودعا إلى تشكيل لجنة لوضع منهاج للمدارس العربية بالقدس الشرقية يشبه المنهاج المطبق في المدارس العربية بالأراضي المحتلة عام 48، وأشار النمري إلى أن مجابهة المقدسيين والتربية والتعليم الفلسطينية للقرار، وعدم اعترافهم بالقانون الذي تبرر به دولة الاحتلال كافة إجراءاتها بتهويد التعليم، دعا دولة الاحتلال إلى التراجع عن فرض برامجها التعليمية في القدس الشرقية في تاريخ السادس عشر من يونيو لعام 1998، حيث أكدت صحيفة القدس على ذلك، وأوردت أن رئيس الحكومة وقتها، بنيامين نتنياهو، أخذ بعين الاعتبار في التراجع عن القرار تحذيرات الأجهزة الأمنية، التي توقعت حدوث أعمال عنف إذا طبق الاحتلال مشروعه بالسيطرة على جهاز التعليم بالقدس، وأكد النمري على أن رفض القرار من الجانب الفلسطيني كان بسبب إعطاء البرامج التعليمية الصهيونية الجديدة مكانًا طاغيًا للتاريخ اليهودي، بالإضافة إلى إجبار التلاميذ على تعلم اللغة العبرية دون ذكر للتاريخ الفلسطيني، وبيَّن النمري في دراسته أن المناهج الصهيونية التي كانت ستفرض على العرب في القدس الشرقية تشوه الثقافة العربية، لافتًا إلى أن مادة الأدب العربي كانت تُغيب دراسة الشعر العربي المتحدث عن البطولات العربية وعن فلسطين، وتعتمد مواد خاصة من الأدب الصهيوني؛ كقصص وراويات صهيونية عن المحرقة، بينما في مادة التاريخ، وفق ما يشير النمري، يتم تقسيم المنهاج إلى قسمين؛ الأول يتعلق بالتاريخ العربي، ويتم تدريسه برؤية صهيونية من وجهة نظر الكتاب والمؤرخين الصهاينة، والثاني يخصص للتاريخ العبري اليهودي، مؤكدًا أن ذلك يطمس ملامح التاريخ الفلسطيني، ويعزز الفكر اليهودي لدى الأجيال، ويحقق في النهاية انسلاخ الأجيال الناشئة عن تاريخها، خاصة في ظل اعتماد تلك المناهج على تحريف أسماء المدن الفلسطينية من العربية إلى العبرية، لتعلق في أذهان الناشئة العرب، وينسوا مدنهم الأصلية العربية.
طمس الهوية الفلسطينية
ويرى د. خليل حماد، في حديث خاص مع "القدس أون لاين"، أن إقدام دولة الاحتلال على تهويد المناهج الفلسطينية، وفرض تعليم قضايا تاريخية زائفة لأبناء القدس، كما فرضتها على أبناء الأراضي المحتلة عام 48، يأتي ضمن سلسلة الإجراءات الصهيونية لطمس الهوية الفلسطينية، ومحو ملامح الدولة، ونهب مقدرات وثروات الشعب الفلسطيني، وسرقة العقول، وكسر الإرادة الفلسطينية، مؤكدًا على أن المنهاج الذي سيُقدم من قبل الصهاينة سيقلب الحقائق، ويُزيّف التاريخ.
وأضاف د. حماد: إن المنهاج الصهيوني الجديد سيُحاول أن يثبت أن الأرض المقدسة ليست لأصحابها الشرعيين من وجهة نظرهم المغلوطة، وشدد على أن تلك النتائج السلبية ستنعكس على الأجيال الفلسطينية المتعاقبة، لافتًا إلى أنها ستنشأ غير متمسكة بالثوابت والقيم والحقائق الفلسطينية، ولا بالقيم الإسلامية والعادات والتقاليد الفلسطينية، وبيَّن د. حماد أن تأثير تلك المناهج سيتعدى ذلك إلى إلغاء مباحث بأكملها، وتزييف الحقائق، كالتاريخ والجغرافيا والتربية الوطنية، موضحًا أن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية في الكتب والمناهج، خاصة تلك التي تتحدث عن الحق في المقاومة والجهاد من أجل استرداد الحقوق ستُلغى، وسيكون هناك منهاج مسخ لا يتناسب مع البيئة الفلسطينية، وصورة مشوهة لمنهاج لا أساس له من الصحة.
وفيما يتعلق بموقف التربية والتعليم من المنهاج الذي تسعى دولة الاحتلال إلى فرضه على أبناء القدس، قال د. حماد: "نحن نرفض البتة التعامل مع هذه المناهج، ولن نسمح بأي حال من الأحوال الالتزام بها في المدارس المقدسية، أو مدارس الأراضي المحتلة عام 48"، وأضاف: "إن الأجيال الفلسطينية ستبقى متمسكة بالحق الفلسطيني في الأرض والهوية والتاريخ العريق والحضارة الإنسانية، مشددًا على أن العبارة التي طالما رددها الاحتلال "بأن الكبار سيموتون، والصغار سينسون" أثبتت خطأً فادحًا، موضحًا أن الواقع الفلسطيني يؤكد على أن الصغار يتمسكون بالحق أكثر مما تمسك به الكبار سالفًا، وأوضح د. حماد أنه في حال فُرض المنهاج، فإن ثورة وانتفاضة جديدة ستندلع في أراضي 48، داعيًا إلى ضرورة التراجع عن هذا القرار، معتبرًا أن تطبيق منهاج من هذا القبيل بمثابة احتلال من نوع آخر أشد ضراوة من الاحتلال العسكري، إذ يسعى لاحتلال العقول، مؤكدًا على أن احتلال العقول من الصعب التخلص منه، بينما الاحتلال العسكري والاقتصادي أثبتت الأيام أنه من السهل التخلص منه، على حد تعبيره.
تهويد القدس عبر التعليم
وكان بيان صادر عن الائتلاف الأهلي للدفاع عن حقوق الفلسطينيين بالقدس وشبكة المنظمات الأهلية- وصل "القدس أون لاين" نسخة عنه- قد أوضح أن القرار الذي أصدرته بلدية القدس يهدف إلى إلزام دائرة المعارف للمدارس المقدسية الخاصة، بشراء الكتب عن طريق إدارة بلدية القدس ودائرة معارفها، مؤكدًا أنها تقوم بحذف أجزاء من الكتب الفلسطينية، باعتبار أنها تحمل قيمًا ومعاني تحريضية، وذلك من أجل العمل على إعاقة التعليم الفلسطيني في القدس، وعدم السماح للمدارس في المدينة المقدسة باتباع البرامج التعليمية الفلسطينية المقررة في الأراضي الفلسطينية بالضفة الغربية وقطاع غزة
وأشار البيان إلى أن القرار الأخير يأتي استكمالاً لجملة من القرارات والقوانين التي سبق وسنتها وشرعتها دولة الاحتلال للتضييق على الفلسطينيين، والقضاء على الوجود الفلسطيني في المدينة كقانون الولاء، وقانون اعتبار دولة الاحتلال عاصمة لكل يهود العالم، وقانون اعتبار القدس أولوية وطنية، وقانون الاستفتاء، وقانون عبرنة الشوارع المقدسية، وقانون أملاك الغائبين، وغيرها من القوانين، وشدد البيان على أن دولة الاحتلال تسعى حاليًا إلى تهويد القدس من خلال التعليم، مشيرًا إلى أن دولة الاحتلال استهدفت المناهج التعليمية في القدس منذ احتلالها في العام 1967، واستمر بعد توقيع اتفاقية أوسلو، محذرًا من تداعيات تقصير الفلسطينيين، خاصة في ظل عدم وجود رؤى وبرامج تجاه قضية التعليم في القدس، داعيًا إلى ضرورة مجابهة قرار الاحتلال، وعدم اقتصار التصدي على دائرة المعارف الصهيونية، بل العمل على إيجاد رؤى واضحة ومرجعيات محددة وواحدة في التعليم بالقدس، بالإضافة إلى وضع استراتيجية وطنية لدعم التعليم في القدس، والاجتهاد في حل مشاكل تلاميذ القدس، حيث يواجه أكثر من عشرة آلاف تلميذ الانسلاخ عن أطر التعليم، بسبب ممارسات الاحتلال؛ إما بالجدار، أو الهوية، وشدد البيان على ضرورة وضع خطط للتحرك الفعلي القادم لمواجهة مخاطر التعليم، وحمايته من التهويد.
إرساء مفاهيم ومضامين الاحتلال
وشدد الشيخ كمال الخطيب، في حديث خاص مع "القدس أون لاين"، على أن قرار الاحتلال الأخير يسعى إلى مسخ الهوية الفلسطينية، وإرساء مفاهيم الاحتلال ومضامينه، سواء على الأرض أو الإنسان، لافتًا إلى أن حزمة القوانين التي يشرعها الاحتلال من أجل مسخ هوية الشاب الفلسطيني والجيل الفلسطيني تصب في مراحل سعيه الحثيثة، ومخططاته المتوالية لتهويد الأرض والإنسان.
وبيَّن الشيخ الخطيب أن أبرز تلك المخططات قانون "المئة مصطلح"، الذي يلزم الطالب الفلسطيني بدراسة مئة مصطلح بالصهيونية، مقابل منع الطلاب من دراسة قضية النكبة الفلسطينية، بالإضافة إلى قانون إلزام الطالب الفلسطيني بإجراء امتحانات تتضمن مادة عن المحرقة "الهولوكوست
وفي معرض رده على السبيل للتعامل مع تلك القوانين الإلزامية، أكد الشيخ الخطيب أنهم يعتبرون تلك القوانين خطرًا كبيرًا على مفاهيم الأجيال الفلسطينية، داعيًا إلى مجابهتها بالتثقيف الفلسطيني المضاد لتلك الأكاذيب؛ لتكون صمام الأمان، وجهاز مناعة يرفض أن تتسرب إليه المصطلحات الصهيونية، والمضامين التي تسعى إلى تشويه فكره وعقله.
من ناحية أخرى، تطرق الشيخ الخطيب إلى الأهداف البعيدة من قرارات الاحتلال لتهويد التعليم، موضحًا أنها تهدف إلى تشويه مفاهيم النشء الفلسطيني، وإحداث حالة بلبلة وتخبط لديه، بين قناعاته وما يتم تدريسه له في المناهج المدرسية، مؤكدًا أن التاريخ أثبت أن تلك المشاريع فاشلة، وترتد بشكل عكسي على أصحابها، لافتًا أن النهضة العربية والإسلامية التي يشهدها العالم اليوم أكبر دليل على أن تلك الشعوب واجهت مسارات الانحراف الصهيونية عن قيمها وتاريخها الإسلامي والعربي، وأفشلت الجهود التي بذلوها من خلال إصرارهم على العودة إلى الجذور، ونفي ولفظ كل المفاهيم الغربية التي حاولوا تصديرها لنا.
بطلان القرار قانونيًا
وبالتعريج على الحالة القانونية للقرار الصهيوني الأخير، يشير المستشار القانوني لمؤسسة الحق، ناصر الريس، إلى بطلان القرار، معتمدًا في ذلك على وقوع مدينة القدس تحت نير الاحتلال، وأوضح خلال ورشة عمل بعنوان "المناهج التعليمية في القدس بين إجراءات التهويد والاستئصال"، عقدها الملتقى الوطني في المؤتمر الشعبي للقدس، أن بقاء مدينة القدس بعد احتلالها من قبل الصهاينة محكومة بالقواعد الخاصة بحماية الأماكن المقدسة، بحسب القانون الدولي، يجعل أي إجراءات تشريعية أو إدارية تقوم بها دولة الاحتلال، بهدف تغيير واقع المدينة المقدسة باطلة، واعتبرها انتهاكًا لأحكام القانون الدولي، داعيًا إلى ضرورة توحيد الجهود الوطنية نحو القدس بالعموم، وقضايا تهويد التعليم فيها على وجه الخصوص، وعدم اقتصار المجابهة على ردود الأفعال فقط، مؤكدًا أن ذلك يخلق انتهاكًا جديدًا يجب الابتعاد عنه، إلى العمل على تدويل القضية الفلسطينية، وعدم حصرها بالثنائية الفلسطينية الصهيونية. وشدد الريس على ضرورة التحرك على المستوى المحلي والعربي والعالمي لمواجهة مخططات الاحتلال، التي تحرص على طمس ملامح الهوية الفلسطينية في المدينة المقدسة، بإضفاء الصبغة الصهيونية على مناهج التعليم فيها.

هذا هو دور مصر دائما وابدا لمساعدة الاشقاء الفلسطيينين :مصر تستعد لإمداد غزة بالكهرباء والغاز بدلاً منا

بقلم محسن هاشم
ذكرت القناة السابعة للتلفزيون الإسرائيلى فى تقرير لها، أن مصر تستعد لإمداد قطاع غزة باحتياجاته الأساسية من الطاقة، بما فى ذلك الكهرباء والغاز الذى توقف تصديره من مصر إلى إسرائيل عقب انفجار الأنبوب الموصل للغاز، وعقب مطالب الحكومة المصرية بضرورة رفع أسعار الغاز المصدر لتل أبيب.
و نقلت القناة السابعة للتلفزيون الإسرائيلى عن مصادر فلسطينية مطلعة تأكيدها على أن مصر بحثت مع عدد من المسئولين الفلسطينيين فى غزة دعم القطاع بالكهرباء والغاز، من خلال ربط القطاع بشبكة الكهرباء المصرية، على أن يتم تمويل هذا المشروع من البنك الإسلامى للتنمية بتكلفة 50 مليون دولار.
وأوضحت المصادر أن دعم مصر لاحتياجات قطاع غزة جاء نتيجة لسقوط النظام السابق برئاسة حسنى ومبارك، ولنجاح المصالحة بين الفصائل الفلسطينية برعاية مصر التى وعدت بتحسين الأوضاع المعيشية المتدهورة التى يعانى منها الفلسطينيون فى قطاع غزة نتيجة للحصار الكامل التى تفرضه إسرائيل على القطاع منذ أكثر من 3 سنوات.
الجدير بالذكر أن التنسيق المصرى لدعم قطاع غزة باحتياجاته من الطاقة يأتى فى الوقت الذى تحاول فيه إسرائيل إقناع القاهرة بعدم رفع أسعار الغاز المصدر لها، لذلك أرسل رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو وفداً إسرائيلياً أول أمس إلى مصر ليناقش مع المسئولين المصريين عدة قضايا تخص الجانبين، على رأسها قضية أسعار الغاز المصرى المصدر لتل أبيب.

دفتر الزوار