الثلاثاء، 30 يونيو 2009

هجرة يهود اليمن من جحيم الفقر إلى جحيم إسرائيل


بقلم / محسن هاشم
في إسرائيل لا يكفي أن يحمل 'المواطن'، أيا ما كانت قوميته، جواز سفر يؤكد أنه يهودي، حتى يصبح مواطنا، فالمواطنة هناك أصبحت درجات ورتب، يحصل عليها الوافدون إلى إسرائيل، بحسب الأقدمية، وبهذه الطريقة، سيكون أمام 17 يهوديا يمنيا هاجروا إلى إسرائيل هذا الشهر، ما يقرب من 60 عاما حتى تعترف الاجيال الأقدم بحقهم في المواطنة، فهنالك توجد أجيال انتظمت لسنوات طويلة، داخل مجتمع يقوم على افترض أن ما يجمع أفراده هو الدين، حتى لو فرقت بينهم الثقافة والتاريخ.
لم تكن قد مرت سوى أيام قليلة فقط، على وصول بعض أفراد الطائفة اليهودية اليمنية إلى إسرائيل، حتى بدأت الحرب ضدهم في الداخل، ربما ليدركوا أن سريعا، أن إسرائيل لن تكون جنتهم، حتى لو كانت اليمن هي الجحيم بالنسبة لهم، وحتى لو كانوا قد هربوا من جحيم نظام ديكتاتوري إلى نظام ديمقراطي، فقد استقبل الحاخام الإسرائيلي 'إبرهام شارمن'، الوافدين الجدد بحملة هجوم شرسة ضدهم، يمكن تلخيصها في تصريح واحد له، وصف فيه القادمين الجدد إلى إسرائيل، بأنهم 'وثنيون وكفار'، واتهمهم بأنهم يدعون اعتناق اليهودية لتحقيق مصالحهم الشخصية، وكشف 'شارمن' في كلمة ألقاها خلال اجتماع للحاخامات اليهود في مدينة القدس المحتلة، عن وجود حوالى 320 ألف إسرائيلي غير يهودي، ولا يجوز تهوديهم نهائيا، ومع ذلك تقوم محاكم خاصة بتهويدهم، برعاية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وهو ما يشير ربما إلى أغراض سياسية من جانب نتنياهو، الذي يسعى أولا إلى حشد مؤيدين له، وثانيا إلى ملأ المستوطنات 'الخالية'.
بعد ساعات قليلة من إصدار محكمة يمنية حكما بالإعدام، ضد قاتل أحد أبناء الطائفة اليهودية في اليمن، انطلقت الدفعة الأولى من المهاجرين اليهود إلى إسرائيل، عبر الأراضي الأردنية، ورغم أن عدد المهاجرين لم يتعد الـ17 يمنيا، وهم من ابناء محافظة عمران، إلا أن العدد رغم ضعفه، يفنح الباب أمام 30 أسرة يهودية اخرى في اليمن، تضم ما يقرب من 300 فرد، للهجرة إلى إسرائيل، والغريب أن هناك مؤشرات، حول وجود دعم قومي من الحكومة اليمنية لهم، حتى يهاجروا إلى إسرائيل، التي بدات منذ نحو 5 سنوات حملة منظمة، تروج فيها إلى ما يتعرض له يهود اليمن من اضطهاد، أكدته سياسات حكومية غير عادلة بالنسبة لجميع الطوائف، دفعت سكان جنوب البلاد إلى المطالبة بالإنفصال مرة أخرى.
الترويج الإسرائيلي للمخاطر التي تتعرض لها الجاليات اليهودية في العالم، لم يكن أسلوبا جديدا، ورغم ذلك نجح عن جدارة في كل التجارب السابقة، من مصر إلى تونس وأثيوبيا والسودان والعراق، وأخيرا اليمن، التي كانت هاجر منها نحو 50 ألف يهودي في الفترة من 1948 إلى 1950، ومؤخرا بدأت الصحف الإسرائيلية في الترويج لما أطلقت عليه الخطر الحوثي على اليهود في اليمن، وفي النهاية انتصرت السلطات الإسرائيلية، وفرح يهود اليمن بالهروب من جحيم الديكتاتورية والفقر في بلادهم، لما يعتقدوا أنه ستكون واحد الديمقراطية بالنسبة لهم.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دفتر الزوار