الأربعاء، 19 سبتمبر 2012

اليوم العالمى للترجمة بقلم الصحفى والاعلامى محسن هاشم

ما لا شك فيه ،إن تقدم حضارة أي امة يقاس بمدى تطور الفكر وكمية ما تنتحه من علم وأدب وفن، وبنوعية ما تنتجه ومدى تأثيره داخل المجتمع وفي المجتمعات الأخرى. ولا شك أن وعاء حفظ الانتاج الفكري وما تراكم من الثراث المتنوع لم بعد اليوم مقتصرا على الكتب والمجلات والرقائق،بل اضيفت لها وسائل عليمة وتكنولوجية أخرى ظهرت حديثاً، واضيف الى التسميات - دور الحكمة- أو -دور العلم- أو -دور الكتاب- أو - خزائن الكتبات ..الخ من الارشيافات ارشيف المعلوماتية-ما يجعل المخزون في متناول العالمين. واذا رجعنا الى تاريخ المكتبات ودور الكتب في حواضر الحضارة العربية الاسلامية كـ "بغداد والشام والقاهرة والقيروان.. وغيرها" أن ازدهار المكتبة في العراق عامة وبغداد خاصة لم يكن وليدة العصر الإسلامي الجديد وحده، فقد انشأ العراقيون المكتبات : - بابل وآشور والكلدان –بوسائل ذلك العصر، قبل أن يعرف الانسان صناعة الورق والعبر. وهو ما سمح بالتوسع المعرفي والازدهار الفكري وساعد على الاطلاع على التراث ودعم الاكتشافات التي يعود تاريخها الى الألفية الثالثة قبل الميلاد على الأقل ،واطلاع الغرب على مستجدات العرب. والمعلوم أن التقدم الكبير الذي حققته الحضارة المعاصرة ينصب ( بتشديدالصاد) فن الترجمة كضرورة اساسية في توطيدالعلاقات الدولية والدور الكبير الذي تلعبه علوم الاتصالات والمواصلات الحديثة في التقارب بين الشعوب والترابط والتشابك بين مصالحها المشتركة،ما يجعل معرفة اللغة الاخرى، جانبا من الحياة اليومية للانسان المتحض،واصبحت الترجمة كنشاط إنساني تشكل جسرا للتواصل والتفاعل والتلاقح بين اللغات،وملتقى الثقافات،ولو أن الكثير يرى أنالترجمة لم تعد على منصة المثاقفة،كاستراتيجية لتوليد الاختلاف وفسح مجال الحوار بين الثقافات والحضارات...،بل سقطت في تيار العولمة الكاسحة التى تعلي كل الخصوصيات " اللغوية والهوية الثقافية والشخصية الحضارية للأمم، وتدحض فكرة التوازن لصالح الهيمنة والاختراق وتكريس الثقافة الواحدة؟ " ويطرحون السؤال:كيف تستطيع الترجمة،مد الجسور بين الثقافات، في ظل تحديات العولمة وهي نفسها تروج لأسطورة الثقافة العالمية الواحدة؟. وهو ما يوحي بنية الاختلاف اللغوي واشياء اخرى...وهو ما يطرح عدة اسئلة. ونتيجة لتعاظم خطورة الترجمة والمسؤلية الملقاة على عاتق المترجمين في نقل الرسائل الفكرية بين اللغات والثقافات والمخاطر التي يتعرض لها المترجمون انشيء الاتحاد الدولي للمترجمين الذي يضم في عضويته 80 اتحاداُ ومؤسسة من اكثر من 60 دولة، ويمثلون اكثر من 60000مترجم ولغوي معتمد،قد تسألني لماذا جعل يوم 30 سبتمبر كـ عيد عالمي للترجمة ؟ ومتى بدأ الاحتفال به؟،والسؤلان مرتبطان طبعا ويصبان في سياق واحد يهذف الى ضبط القصد وهو ما ليس من السهولة بمكان. فمنذ تأسيس الاتحاد الدولي للمترجمين عام 1953 م بدأ يشجع الاحتفال بدكرى يوم موت"القديس" جيروم 30 سبتمبر سنة 420م ببيت لحم. والذي ولد ببلدة سترايدون عام 347م، وهي منطقة تقع على حدود بانونيا ودالميشيا. جيروم يعتبر - وفقاً للمفهوم الغربي- أحد أكثر الآباء الغربيين الرومان الكاثوليك علماً واوسعهم ثقافة. وقد اعتبر الراعي للمترجمين والمكتبيين والموسوعيين والأثريين وعلماء الكتاب المقدس،وأما شهرته "فترجع إلى قيامه بترجمة الكتاب المقدس TheBible من اليونانية والعبرية إلى اللاتينية،وكان من المدافعين عن العقيدة النصرانية" وفي صيف 388م عاد إلى فلسطين، واستقر هناك بقية حياته في صومعة ببيت لحم،وكان معه بعض أصدقائه، بما فيهم بولا وأوستوكيام. وفرت له بولا سبيل العيش ما ساعده على تنمية مجموعة الكتب لديه، والتمكن من حياة نشطة من حيث الإنتاج الأدبي التي منها: ترجمة الكتاب المقدس- وأفضل تفسير له - وحوار ضد البلاجيوسيين- و- الاعتذارية في الدفاع عن العقيدة النصرانية. و في عام 1991 م طرحت لجنة العلاقات العامة باتحاد المنرجمين فكرة اليوم العالمي للترجمة لتحتفل به كل الاتحادات والمؤسسات المنضوية تحت لواء الاتحاد الدولي للمترجمين وطلبت منهم الترويج لمهنة الترجمة في دولهم خلال هذا الاحتفال واظهار الفخر والاعتزاز بها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دفتر الزوار