الجمعة، 6 مايو 2016

الاحتلال يسعى لجعل "الأقصى" ذا قداسة يهودية/تقرير محسن هاشم

  FacebookTwitterEmail



أكد رئيس أكاديمية الأقصى للعلوم والتراث، الشيخ ناجح بكيرات أن المسجد الأقصى المبارك يمر في أخطر مرحلة من مراحل تاريخه، لافتًا إلى أن الأعياد اليهودية تشكل كارثة عليه وعلى المسلمين، مثل كارثة الاحتلال الإسرائيلي والحصار المفروض على مدينة القدس المحتلة.
وقال بكيرات في حوار خاص مع وكالة "صفا" إن الاحتلال يسعى من خلال الأعياد إلى تثبيت الرموز الدينية اليهودية في المسجد الأقصى سواء من خلال الصلوات التلمودية أو محاولات نقل القرابين إليه، وجعله ذات قداسة يهودية، وهذا ما يؤشر إلى خطر "كبير جدًّا".
وشدد على أن "وضع الأقصى بات يحتضر أمام اللوبي الصهيوني، وزحف القداسة اليهودية، وتجفيف منابع المقدسيين وقمعهم واعتقالهم".
وأشار إلى أن الاحتلال ومنذ بداية العام وهو يحاول ضرب المقدسيين، من خلال خلق قوة طاردة لهم عبر اعتقالهم وإبعادهم عن القدس والأقصى، وفرض الحبس المنزلي والغرامات المالية على بعضهم، بالإضافة إلى القمع الذي ما يزال يمارس على المواطنين.
وحول تصاعد اقتحامات المستوطنين للأقصى، قال بكيرات "من الواضح أن الاقتحامات لها ما بعدها، نظرًا لأن سلطات الاحتلال تصر عليها بهدف تنفيذ مشروعها الاستراتيجي في المسجد الأقصى، ألا وهو بناء الهيكل المزعوم فوق أنقاضه".
وأضاف أن زيادة أعداد المقتحمين خلال فترة الأعياد، وتكريس وجودهم يهدف إلى ضرب الذاكرة العربية والفلسطينية والإسلامية، وصولًا لإحلال القداسة اليهودية مكانها.
ولفت إلى أن الاحتلال يريد تضليل الرأي العام العالمي، وخاصة الدول الأعضاء، وأن من حقهم أن يكونوا في الأقصى، لأنه يريد أن يقول إن سياسة الأمر الواقع ليس ما قبل عام 1967، وإنما فرضت ما بعد انتفاضة الأقصى واقتحام "ارئيل شارون" للمسجد.
وأكد أن الاحتلال يسعى لفرض أمر واقع جديد في الأقصى، وجلب كل اليهود إلى القدس وأرض فلسطين، "لأنه في حال توقف الاقتحامات فإن المشروع الصهيوني قد يتوقف".
الكاميرات
وبشأن القرار الأردني بإلغاء تركيب كاميرات بالأقصى، ثمن بكيرات هذا القرار، واعتبره خطوة في الاتجاه الصحيح، مشيرًا إلى أن هذا الموضوع أغلق تمامًا، بعدما استجابت الحكومة الأردنية لنداءات المخلصين والجادين بهذا الشأن.
وأوضح أن إلغاء مشروع الكاميرات يصب في خانة خدمة المسجد الأقصى، ونحن رفضناه منذ البداية، كونه يشكل كارثة على المسجد والمصلين، وهو بمثابة سلاح مسلط على سكان البلدة القديمة، مؤكدًا أهمية الدور الأردني في حماية الأقصى.
وانتقد بكيرات الصمت العربي والإسلامي إزاء ما يجري في الأقصى، قائلًا "لم نرى أي احتجاجات ولا متابعة عربية أو إسلامية بهذا الخصوص"، متسائلًا "أين جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي مما يحدث".
ولكنه أشار إلى أن الأردن أرسل رسالة احتجاج لإسرائيل حول الاقتحامات، وأوضح أن هناك اتفاق بشأن الوصاية الأردنية على المقدسات الإسلامية، لافتًا إلى أن الاحتلال يتحدى الدور الأردني بخصوص الأقصى.
وحمَّل بكيرات العالم العربي والإسلامي كامل المسؤولية عما يحدث بحق الأقصى، قائلًا إن "الأقصى يستغيث بكم، وعليكم التحرك بشكل عاجل وجدي لإنقاذه، والعمل على محاكمة "إسرائيل" ومعاقبتها على جرائمها واعتداءاتها بحق المسجد والمصلين".
تهويد مستمر
وبخصوص عبرنة العديد من أسماء المواقع الفلسطينية بالقدس، أوضح الشيخ بكيرات أن هناك حوالي 7 آلاف موقع أثري تاريخي في فلسطين تم تغيير أسمائها من العربية الفلسطينية إلى اليهودية، من بينها 1970 موقعًا في المدينة المقدسة وحدها.
وأردف قائلاً: "نحن أصبحنا أمام حرب الراوية، حيث أن الاحتلال يريد تقديم رواية توراتية مزورة، وخلق طابع يهودي في المدينة المقدسة".
وتابع: "نريد أن يكون المسجد الأقصى محميًا ومصانًا بأهله، باعتباره حقًا خالصًا للمسلمين وحدهم، وليس لليهود أي ذرة تراب واحدة فيه، فهو لا يقبل القسمة على اثنين".
وشدد على أن محاولات الكذب وتضليل الرأي العام العالمي من قبل الاحتلال يجب أن يرد عليها بحملات توعية وقرارات استراتيجية واضحة تنقل الرواية الفلسطينية العربية بحق المسجد بشكلها الصحيح.
وأكد بكيرات أن أهل القدس لم يستسلموا رغم الاعتقال والإبعاد، وسيبقوا سدنة وحراس أوفياء للأقصى، فنحن لا نعترف بكل ما تقره سلطات الاحتلال من قوانين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دفتر الزوار