الجمعة، 10 فبراير 2017

أخلاق اليهود وانكشاف حقيقتها على أعتاب غزة/تقرير محسن هاشم مترجم اللغة العبرية

رجعوا يجرون وراءهم ذيول الخيبة، بعد أن ولَوا مدبرين، رجعوا إلى ديارهم خائفين هاربين، رجعوا مطأطئين رؤوسهم وعليهم مسحة من ذل وهوان، يخفون سواد وجوههم بأيديهم، يخافون من عيونٍ ترقبهم، وألسنةٍ كالسيف مشرعةٍ عليهم.
ماذا سيقولون لأبنائهم؟ فررنا من المعركة!! أم عشنا أيام مخيفة مرعبة!! أم هَزَمَنَا مقاتلي غزة! ربما لا يهم الصهاينة كل ذلك، وما يهمهم حقاً: أنّهم نجوا بأرواحهم من مقاتلين أشداء يحملون الموت الزؤام، ولسان حالهم: قولوا عنا ما تشاؤون، قولوا جبناء خانعين، أو أذلاء مستسلمين، بل صاغرين مهزومين، لكنّنا نجونا بأنفسنا، فلقد كان ملك الموت رابضاً هناك يحصد أرواحهم حصداً، ويسوقهم إلى الجحيم سوقاً، يا يهود لقد فضحتكم غزة، وبان مستوركم، وظهرت عورتكم، وكشفت المقاومة أخلاقكم، فتباً لكم وتعساً، فلقد جُرِدَ اليهودُ زينتهم، وقُهِرَ جيشهم، فما هي سماتهم الأساسية؟ وما هي أخلاقهم الحقيقية؟

أولاً: من الصدق المزعوم إلى الكذب المفضوح

ففي كلِ بيانٍ لهم كذبة جديدة، فلا مصداقية لهم، والكذب عنوان إعلامهم، فحاولوا قلب الحقائق و تشويه المعلومات، وبالمقابل أظهرت المقاومة مصداقية عالية في معلوماتها وأخبارها عن مقتل الجنود وعددهم، فلقد كذبوا على الله من قبل، فكيف على البشر، قال تعالى: {وإن منهم لفريقاً يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون} [سورة آل عمران:78].

ثانياً: من الجيش الذي لا يقهر إلى الجيش الذي لا يظهر

مختبئين في حصونهم، جبن وخوف ورعب من المجاهدين، وفي أول مواجهة حقيقية في المعركة هزموا شر هزيمة، بل لم يستطع بعضهم إطلاق رصاصة واحدة من رشاشه، بل وسُمِعَ بكاؤهم وعويلهم ونحيبهم، وها هي كتائب النخبة في جيشهم تُجَرُ إلى المحاكم لرفضهم الأوامر العسكرية بدخول المعركة.

ثالثاً: من التضحية لأجل وطنهم إلى الخوف على أرواحهم

متترسين في دبابتهم ومجنزراتهم، تراهم لا يُطِلُونَ بأجسادهم، يفت في عضدهم عدد القتلى والجرحى، لن تجد آلية في العالم مصفحة كآلياتهم، وأسلحتهم مصممة وفق حرصهم على الحياة، صاروخ واحد كفيل بأن يغلق مدينة كاملة من مدنهم، ويدخل سكانها في ملاجئهم، كالفئران حين تفر إلى جحورها، قال تعالى: {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} [سورة البقرة:96].

رابعاً: من الوفاء بالعهود إلى الغدر والجحود

فلقد وعدوا مرتزقتهم من المستوطنين بالأمن ولم يوفوا به، ووعدوا الفلسطينيين بالسلام ولم يلتزموا به، فما أعطوا أماناً لمسلمٍ إلا وغدروه فأطلقوا عليه القذائف وقتلوه، وما حصل في مجزرة الشجاعية ورفح لأكبر دليل على ذلك، ووثقته كاميرات الإعلاميين ورآه كل العالم على شاشات التلفاز، فلا يؤمن جانبهم فهم أهل الغدر والمكر، قال تعالى: {أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [البقرة:100].

خامساً: من الحياة والعمار إلى الفساد والدمار

فلم يعتب عليهم حجر ولا شجر، وقتلوا آلاف البشر، حتى الطفولة البريئة لم تسلم منهم، ولم ينجوا منهم حتى الحيوانات والطيور، فالدمار الهائل في أرض غزة يدل على خلقٍ فيهم وهو الإفساد في الأرض، ولقد أظهرت بعض مقاطع الفيديو استمتاعهم بهذا القتل والتدمير، فلقد جعلوا البيوت ركاماً كأنما زلزال شديد وقع، وامتلأت المشافي بالجرحى والقتلى، قال تعالى في حق يهود {...وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [المائدة:64].

سادساً: من حمامة السلام إلى الحقد والانتقام

تبجح اليهود بسلام الشجعان المنتصرين، ثمّ ظهر حقد دفين على المؤمنين، وتنكيل بالأطفال والنساء والمسنين، ولا أدل على ذلك من منع الصلاة في أولى القبلتين، وبان ذلك في قتلهم المصلين، بل وهدمهم عشرات المساجد والمراكز على رؤوس المسلمين، فهم أشد النّاس عداوةً للمؤمنين ،قال تعالى {...لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} [المائدة:82].

سابعاً: من الكتمان والسرية إلى العلانية والجهرية

ولعل أكبر ما افتُضِحَ أمرُهُ في هذه الحرب، تلك العلاقة الوثيقة والعميقة بين اليهود ومنافقي هذه الأمة، فبعد أن كانت العلاقة مستترة خفية، أصبحت ظاهرة جلية، لم يستطع اليهود والمنافقون إخفاءها لحساسية الموقف وحرجه، ولكأن عبد الله بن سلول عاد يدعو أولياءه من اليهود للصبر والصمود في وجه المؤمنين، فاليهود ومن معهم من المنافقين مشتركون في الصفات النفسية والأخلاقية، وهم أحباب وأخوة ما بقيت البشرية، قال تعالى: {ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم والله يشهد إنهم لكاذبون} [الحشر:11].

ثامناً: من الاتفاق والتناصر إلى الاختلاف والتناحر

فظهر مكر اليهود وكرههم لبعضهم، فكلٌ يحمّل مسؤولية الفشل في الحرب للآخر، وهمُّ كل واحد فيهم مصلحته، ويتمنى سقوط غيره، ونجاة نفسه، فهم شعب ممزق، ولم يجمع شتات شملهم إلا عداوتهم للمؤمنين، وفرقة المسلمين، قال تعالى: {بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون} [الحشر: 14].
وختاماً.. ما زالت معركة العصف المأكول شاهد حق على فضائح اليهود الأخلاقية، ولازال أبطال المقاومة في كل يوم يسقطون ورق التوت عن جسد يهود حتى يتعرى ويظهر على حقيقته التي أثبتها القرآن الكريم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دفتر الزوار