الجمعة، 10 فبراير 2017

اسرائيل بصراحة بين الدولة الصهيونية والدولة العبرية /تقرير محسن هاشم مترجم اللغة العبرية

 

اعيد تشكيل دولة اسرائيل (العصرية الحديثة) بموجب العقيدة الصهيونية الثورية التي جاءت كحلٍ دفاعي ينقذ اليهود من الابادة والاضطهاد في مختلف بلدان العالم. وقد مورست الابادة على وجه الخصوص في بعض بلدان اوروبا الشرقية وتحديدا بولونيا، اوكرانيا، لتوانيا، رومانيا وهنغاريا، لكن يهود شرق اوروبا الحريديم هم اكثر من تمسك بتقاليد اليهودية الأرثوذوكسية، مؤمنين الى حد كبير بأنّ الحفاظ على الدين الموسوي الاصيل يتناقض مع بناء دولة عصرية، ومع ذلك فقد جاء كثيرون منهم الى ارض الميعاد وعاشوا فيها. هذه بعض حقائق عن النسيج المجتمعي في اسرائيل اليوم:
juxtaposition-572706_640 (1)يتركز الحريديم اليوم في بضع مدن اهمها اورشليم القدس، وتراهم في كل مكان، حتى أن كثيرا من الإسرائيليين غير الحريديم بدأوا يهجرون المدينة المقدسة الى مدن الشمال خاصة ليعيشوا نمط الحياة الغربية المتحررة دون قيود. هذه حقائق عن وضع الحريديم (الاشكناز) والأرثوذوكس:
 يؤمن الحريديم (الاشكناز)  أن وظيفة اليهود الارثوذوكس في المجتمع هي العبادة والتناسل، وبذا فإن المرأة عندهم مجرد وعاء للإنجاب وتربية الأطفال، وهم بذلك يشكلون مجتمعا مغلقا يرفض الاندماج بالهوية الاسرائيلية، وهذا يشكل تناقضا في مفهوم دولة قومية لليهود. وكتب يديديا شتيرن مقالا في صفحة معهد الديمقراطية في اسرائيل أكد فيه “أنّ المشروع الصهيوني الذي اراد ان يجمع اليهود ويحتوي كل اختلافاتهم في دولة ذات سيادة لم ينجح في حل ازمة الهوية التي تعاني منها بعض المكونات وعلى وجه الخصوص الحريديم الاشكناز” .
 بناء على ذلك استثني رجال ونساء الحريديم تحت هذا الوصف من الخدمة العسكرية. لكن في عام 2014 صدر تعديل تشريعي نص على اجبار الحريديم على الخدمة البديلة (مدنية بدلا عن العسكرية لمساواتهم بنظرائهم ممن بلغوا سن التكليف) ابتداء من عام 2017، على ان يشرعوا في التعايش والتأقلم مع الخدمة البديلة منذ عام 2014. وبخلاف ذلك يحكم على الممتنعين بالسجن لمدة تقابل مدة الخدمة، لكن المجتمع الاسرائيلي يلحظ ان لا احد من الحريديم قد دخل السجن بجرم عدم اداء الخدمة البديلة او الخدمة العسكرية الالزامية!
 يشكل الحريديم نحو 10% من مجمل سكان الدولة. لكن مستوى نموهم السكاني اسطوري، اذا يتجاوز 5% سنويا، وهذا تحدٍ محير للدولة في كيفية التعامل معهم وهم الرافضون للعمل وللخدمة العسكرية. ويعاني جيش الدفاع الاسرائيلي واجهزة الامن من انتشار ظاهرة التدين، ويخشى بعض العلمانيين من أن تدفع المبالغة في الترويج للأفكار الدينية داخل المؤسسة العسكرية الجنود للتساؤل عمن ينبغي عليهم أن يطيعوه: قائدهم أم الرب، حسب تقرير لوكالة أنباء رويترز. وفي رسالة إلى الجيش أوضح جادي أيزنكوت رئيس الأركان الحاجة لتغيير هذا الاتجاه مبينا أن “التغيير مطلوب بهدف الحفاظ على جيش الدفاع الإسرائيلي جيشا لدولة في بلد ديمقراطي يعمل على تنمية ما يوحد بين جنوده.”
 أعلن نحو 52 الف من رجال الحريديم ان عملهم الوحيد هو دراسة التوراه، وهكذا فهم لا يعملون أي شيء ونسبة الفقر تجاوزت نسبة 56% منهم فيما هنا كمحاولة جادة لضم الشبيبة منهم لسوق العمل.
 التفرغ للعبادة الذي يصبوا اليه الحريديم غير واقعي، والدليل ان يهود الترا ارثوذوكس في شتات امريكا واوروبا لا يعيشون متفرغين للعبادة “يشيفا”، بل يمارسون عملهم ويخدمون مجتمعاتهم كسائر الناس.
على الرغم من الخلافات بين التيارين العلماني والحريدي فلا يخلو اي ائتلاف حكومي من الحريديم ووفقا لوثيقة توافق تراعي مطالبهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دفتر الزوار