الأربعاء، 20 فبراير 2013

جرافات إسرائيل تدمر الأراضي الزراعية لعرب النقب / بقلم الصحفى محسن هاشم مترجم اللغة العبريى وعضو نقابة الصحفيين

أقدمت جرافات زراعية تابعة للاحتلال وبحراسة عدد كبير من قوات الاحتلال على تدمير آلاف الدونمات الزراعية التي تعود لمواطنين عرب في قرية وادي النعم في النقب المحتل جنوب فلسطين المحتلة عام 48، بحسب صحيفة "فلسطين"، الثلاثاء 19-2-2013م. وقال رئيس المجلس الإقليمي للقرى العربية غير المعترف بها في النقب: "إن عددا من الجرارات الزراعية الإسرائيلية وبحراسة المئات من أفراد شرطة الاحتلال وحرس الحدود والوحدات الخاصة الذين بثوا الرعب والخوف في قلوب الأطفال والنساء ، اقتحمت الأراضي الزراعية في الساعة السادسة من صباح اليوم الثلاثاء، وبدأت بتدمير آلاف الدونمات الزراعية في منطقة قرية وادي النعم والتي تعود لمواطنين عرب ، محولة الأراضي الخضراء إلى أراض قاحلة". وأضاف الأعسم في تصريحات خاصة للصحيفة، أن الأراضي مزروعة بزراعة فصلية كالقمح والشعير، حيث كان فضل الشتاء هذا العام وفيرا، إلا أن الدولة العبرية أبت إلا أن تلاحق عرب النقب في أرزاقهم. وتابع قائلاً: "لقد كانت المناظر صعبة والجرارات تقوم بتدمير المزروعات التي تعب عرب النقب في زراعتها، ولا يمكن وصف حالة الدمار التي حلت بالأراضي والمزروعات، ولا تجد دولة في العالم يمكن أن تقوم بمثل هذه الأعمال الإجرامية والإرهابية والتخريبية إلا الدولة العبرية". وأشار إلى أن سلطات الاحتلال تتذرع بأن هذه الأراضي، حكومية وان عرب النقب استولوا عليها بالقوة، وهذا ادعاء كاذب فمن أين حصلت الدولة العبرية على هذه الأراضي ومن ملكها إياها، فنحن موجودون على هذه الأراضي قبل قيام هذه الدولة، وما زلنا عليها حتى اليوم، والادعاء بأننا استولينا عليها بالقوة، يثير السخرية فما هي القوة التي نملكها وهل لدى عرب النقب العزل قوة أكبر من قوة الدولة العبرية حتى يحتلوا هذه الأراضي، هذه ادعاءات واهية وباطلة، لأن التاريخ يشهد منذ مئات بل آلاف السنين أننا هنا، وأن دولة الاحتلال هي من يريد أن يستولي على أراضينا بالقوة. ونوه إلى أن الدولة العبرية تستغل عدم وجود وثائق بحوزتنا تثبت مليتنا للأرض، لأن البدو لديهم عادات وتقاليد قديمة تورث الأرض من الأجداد والآباء إلى الأبناء والأحفاد، ولم يدعي أحد من عرب النقب ملكية أرض لمواطن عربي آخر، فكل منا يعرف حدود أرضه، وهذا ما كان أيضا في عهد الدولة العثمانية والانتداب البريطاني، حتى أن الدولة العثمانية اشترت الأراضي من عرب النقب لإقامة مدينة بئر السبع. وأضاف أن عملية حراثة الأراضي وهدم المنازل جزء من مخطط لتفريغ النقب من المواطنين العرب الفلسطينيين، فثبات مقولة أرض بلا شعب وشعب بلا أرض، وهذا هو ما تخطط له سلطات الاحتلال وتنفذه على أرض الواقع. وأشار الناشط الفلسطيني في النقب إلى أن سلطات الاحتلال تقوم في كل عام بحراثة آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية لعرب النقب، لكن منذ بداية عام 2013 وسعت سلطات الاحتلال من حجم عمليات تخريب وتدمير الأراضي الزراعية واتسعت رقعة عملياتها الإجرامية بشكل كبير، كما تصاعدت عمليات تدمير المنازل، كبداية لتطبيق مخطط "برافر" وتوصيات بني بيغن لترحيل عشرات القرى العربية في النقب وتهجير مئات الآلاف من المواطنين العرب. وضرب مثلاً قرية وادي النعم والتي يبلغ عدد سكانها (14 ألف نسمة)، حيث تخطط سلطات الاحتلال لترحيل سكان القرية وطردهم إلى مناطق أخرى، وما قامت به من تدمير لأراضيها الزراعية هي مقدمات لعمليات الطرد والتهجير، كما تخطط لنقل مدارسها إلى مناطق أخرى كجزء من المخطط الترحيلي. ولفت إلى أن عرب النقب وإن كانوا لا يملكون القوة لمواجهة هذه الهجمة والعلميات الإرهابية والتخريبية الإسرائيلية، فإنهم يملكون قوة الصبر، وسيقاومون ويناضلون، حتى لو هدموا كل بيوتنا ودمروا كل أراضينا فلن نرحل، لقد حرمونا من كافة الخدمات، من الكهرباء ومن الشوارع ومن الماء، وصبرنا على ذلك من اجل المحافظة على أرضنا ولن نرحل ولن نغادرها مهما فعلوا. من جهته اعتبر النائب العربي في البرلمان الإسرائيلي، طلب أبو عرار، زيادة وتيرة الحراثة، وتخريب المزروعات، والهدم في القرى العربية في النقب عامة وفي قرية وادي النعم البالغ عدد سكانها قرابة 14 ألف نسمة، هو تنفيذا فعليا لمخطط " غولدبرغ ،برافر- بيغن" والذي ينص على ترحيل سكان وادي النعم، وقرية السر، وهذه مقدمات لنقل ثلاثة مدارس من قرية وادي النعم من اجل الضغط على السكان لمغادرة المنطقة. وأضاف النائب أبو عرار: "هذه الإجراءات التعسفية لن تثني أهلنا في وادي النعم وفي القرى غير المعترف بها عامة عن الاستمرار بالتمسك بالأرض والمسكن، والحيز، حيث أن الأهل في هذه المنطقة موحدون وهدفهم البقاء في قريتهم وعلى أرضهم، مشيرا إلى أن الحراثة والهدم، والنية بنقل المدارس لن تساهم في تنفيذ ولو ذرة من المخططات الحكومية الهدامة، مناشدا عرب النقب بالوحدة، والتمسك بالأرض والمسكن والحيز، والمشاركة الفاعلة في الفعاليات الجماهيرية ضد المخططات الحكومية الإسرائيلية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دفتر الزوار