السبت، 6 فبراير 2016

معاناة الأسيرات في سجون الاحتلال /تقرير محسن هاشم مترجم اللغة العبرية


للشتاء حكاية مختلفة مع الأسيرة المحررة فاطمة الزق، وكلما ازدادت موجات البرد أصابها من الآلام الجسدية والنفسية ما تسببت به سجون الاحتلال على مدار 6 سنوات.
أمراض لازالت تعانيها الأسيرة المحررة "الزق"، وذاكرة تحتفظ بحال الأسيرات اللاتي ترتجف أجسداهنً دون أن يجدن أي معنى لكلمة دفء.. هذا ما يزيد من معاناة الأسيرة المحررة كلما حل فصل الشتاء.
أوضاع صعبة
تحكي الأسيرة فاطمة لمراسلة "المركز الفلسطيني للإعلام"، أنها عاشت 6 سنوات مرارة الأسر، ووجع مخاض الولادة، وهي مكبلة بالحديد، حرمت خلالها من أبسط حقوقها الإنسانية.
وتقول وهي تتحدث عن معاناة الأسر: "معاناة الأسيرات صعبة للغاية، وتزداد هذه المعاناة حينما تكون الأسيرة حاملاً أو لديها رضيع".
وأضافت: "حينما أشعر بالبرد أجد نفسي أبكي على حال الأسرى والأسيرات؛ فقد عشت معاناة الأسر بكل تفاصيلها، فكانت تزداد المعاناة خاصة في فصل الشتاء؛ حيث لا نجد أبسط الأشياء، لنحصل على الدفء"، مبينة أنها جراء البرد الشديد في الأسر، أصابها التهاب الأعصاب الذي يرفع من شعورها بالألم خاصة في الشتاء.
وذكرت أن الأسيرات لا يجدن البطانيات الكافية، ولا يتم تزويدهن بأغطية ثقيلة، ويحرمن من الحصول على ملابس شتوية، الأمر الذي يجعل معاناتهن في زيادة.
وأشارت إلى أنه رغم البرد الشديد في سجون الاحتلال إلا أنه حينما تأتي أسيرة جديدة يتم اقتسام الغطاء معها، ويتم كذلك تقسيم الملابس مع بعضهن البعض.
وتؤكد على أن الأسيرات، بحاجة لوقفة جادة من كافة المستويات؛ فمعاناتهن أكبر من كلمات يمكن أن تقال؛ حيث إنهن محرومات من أبسط حقوقهن الإنسانية.
حياة معدومة
وتتابع في حديثها عن معاناة لازالت عالقة في ذاكرتها وجسدها: "كنا 8 أسيرات نعيش في غرفة صغيرة لا يوجد بها إلا نافذة صغيرة جدًّا تغلقها قضبان من الحديد، وكنا نحرم من أشعة الشمس، الأمر الذي يجعل الرطوبة عالية فتكون الغرفة مثل الثلاجة من شدة البرودة".
وأوضحت أنه لا توجد أي وسيل تدفئة في الغرفة، وكل ما هو موجود عبارة عن قرص كهربائي صغير مصنوع من حديد تعرضت بسببه لصعقة كهربائية أكثر من مرة كادت تموت بها.
وأشارت إلى أن الأسيرات محرومات من الحصول على طعام جيد أو حتى شراب دافئ، وتقول: "إن إدارة سجون الاحتلال كانت تقدم لـ 8 أسيرات حبتين من الطماطم فقط، ورغم ذلك كانت الأسيرات تقدمن حصتهن القليلة من الطعام لي لأنني كنت حاملاً، وبحاجة للطعام من أجل الجنين".
وبيَّنت أنهنّ كنً يشتهين تناول أي شيء أخضر حتى وإن كانت ورقة نعنع أو أي شيء يمكن أن يأكل، ويكون لونه أخضر، وأنه إذا تم الاحتفاظ بقطعة من الطعام لوقت آخر كنً يجدن الصراصير تسرع إليها.
وأوضحت أن إدارة السجون كانت تتعمد، وخاصة في البرد الشديد، باقتحام الغرف والتفتيش، الأمر الذي يزيد من معاناتهن.
ولفتت إلى أن الأسيرات يحرمن من الحصول على العلاج فكثير منهن كُنً يعانينً من أمراض بسيطة زادت معاناتهنً وأُصبن بأمراض أخرى؛ حيث كانت إدارة سجون الاحتلال تجعل من الأسيرات حقل تجارب للأدوية.
وتمضي في حديثها: "ورغم حاجة المريضة للدواء إلا أنه مهما اختلف المرض، فغالبًا ما يقدم لهن "أكامول"، وهو مسكن خفيف للألم".
وتابعت: "كثيرًا ما طالبت الأسيرات بوجود طبيبة نسائية، لكن للأسف إلى الآن لا توجد رغم الحاجة الماسة لها بسبب معاناة الأسيرات من الأوجاع والأمراض التي تجعلهن بحاجة ملحة لها".
وتذكر أنها عندما حان موعد ولادتها تم تكبيل يديها وقدميها بالحديد ولم يتم إزالة الحديد من قدميها إلا أثناء الولادة فقط، ولم يتم معاملتها بأي نوع من المعاملة الإنسانية رغم وضعها الصعب.
وأشارت، إلى أنها لم تحصل على طعام جيد بعد الولادة  ذلك جعل الأسيرات يقدمنها دائمًا بالطعام حتى تستطيع أن ترضع طفلها "يوسف".
وأوضحت أنها كانت تستعمل القرآن والدعاء في علاج طفلها؛ حينما يمرض، خاصة أنه لا يوجد طبيب أطفال، ولا يوجد أي عناية من قبل إدارة السجون بوجود طفل رضيع، فالجميع بالنسبة لها هم أسرى وأسيرات.
وأُطلق سراح فاطمة يوم 30 سبتمبر 2009م، بموجب اتفاقٍ يقضي بإطلاق سراح 20 أسيرة فلسطينية مقابل معلومات عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي كان في قبضة المقاومة في ذلك الوقت.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دفتر الزوار