الثلاثاء، 20 نوفمبر 2012

نتنياهو يضرب غزة لاعتبارات انتخابية وفوجئ برد المقاومة :- بقلم محسن هاشم

قال خبراء ومحللون فلسطينيون إن القيادة الإسرائيلية حينما قررت اغتيال أحمد الجعبري نائب القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة المقاومة الاسلامية "حماس"، لم تكن تعتقد أن اغتياله سيتحول الى حرب كبيرة لا تقل عن الحرب السابقة التي تعرض لها قطاع غزة قبل أربعة أعوام، وظنت أن الأمر سيمر مثل أية عملية اغتيال عادية، يتلوها تصعيد لعدة أيام ثم تجديد التهدئة. وأشاروا في تحقيق صحفي نشرته صحيفة "فلسطين" الإثنين 19-11-2012م، إن عملية الاغتيال تحولت عدوان إسرائيلي وصفوه بالمتدحرج بدأ باغتيال الجعبري وقصف عدة مواقع لكتائب القسام، استخدمت فيها الدولة العبرية معظم الأسلحة، وذلك من خلال عدة مراحل كانت بدايتها باغتيال الجعبري كي تفاجئ كتائب القسام وتربك كل حساباتها، ثم توجه عدة ضربات لمواقع قالت إنها مخازن لصواريخ فجر بعيدة المدى. وأضافوا تطورت هذه العملية لتدخل مرحلة ثانية بقصف مقر مجلس الوزراء في غزة وكذلك مقر قيادة الشرطة الفلسطينية في غزة ومواقع أخرى للحكومة الفلسطينية. ثم دخلت العملية العسكرية بمرحلة جديدة من خلال استهداف المكاتب والمؤسسات الإعلامية تلتها عملية قصف منازل قادة "كتائب القسام" ومنازل الفلسطينيين بشكل مباشر لإيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا كما حصل في مجزرة عائلة الدلو، وسيط تهديدات إسرائيلية بشن حرب برية على القطاع. ويقول صالح النعامي الباحث والمختص في الشأن الاسرائيلي: "اعتقد (رئيس الوزراء الإسرئيلي بنيامين) نتنياهو أن توجيه الضربات الخاطفة لقيادات حماس العسكرية وضرب ما يعتبرونه "بُنى تحتية " للمقاومة، تجعل حماس توافق بسرعة على أي عرض يتقدم به الوسطاء للتوصل لتهدئة تضمن تحقيق الهدف الصهيوني، والذي يعني عملياً تسليم المقاومة بحرية العمل لجيش لاحتلال في قطاع غزة". وأضاف النعامي: "على الرغم من أن (وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود) باراك ادعى لدى بدء العملية أن الحكومة الصهيونية منحت جيشها كل الوقت اللازم لتنفيذ العمليات الحربية التي تضمن تحقيق الأهداف؛ لكن كل المؤشرات على أن إسرائيل عندما شرعت في هذه الحرب وضعت في عين الاعتبار ألا تتجاوز الحرب أسبوع؛ لكثير من الاعتبارات". واعتبر أن رد فعل كتائب القسام كان "مفاجئًا للغاية، وتجاوز كل توقعات حكومة نتنياهو، مع العلم أنها (حكومة نتنياهو) قد وضعت في اعتبارها سيناريوهات غير بسيطة". وقال النعامي: "صحيح أن إسرائيل كانت تتحدث دومًا عن لدى المقاومة صواريخ بإمكانها أن تصل تل أبيب؛ ومنطقة "جوش دان"، بشكل عام، التي تتركز فيها أغلبية المستوطنين الصهاينة؛ لكن القيادة الإسرائيلية لم تتصور في الحقيقة أن المقاومة يمكن أن تقدم على هذا الفعل؛ ومما زاد من حالة الإحباط الصهيوني أن صواريخ المقاومة قد وصلت القدس المحتلة، في خطوة تمثل بشكل أساسي ضربة للوعي الجمعي للصهاينة بأسرهم؛ لأنه أظهر إلى أي حد بؤس الرهان على القوة في ترويض المقاومة الفلسطينية وإجبارها على التأقلم مع الخطوط الحمراء التي تحاول إسرائيل إملائها". غياب الأهداف إلى ذلك، أوضح الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، أن تصعيد العدوان على غزة من خلال قصف المنازل السكنية ومجلس الوزراء ومقرات الشرطة سببه هو أن إسرائيل لا تجد أهدافًا ذات قيمة عسكرية حتى تتعامل معها. وقال عوكل: "حاول الاحتلال منذ اليوم الأول والثاني للعدوان على غزة قصف كل ما يشتبه في أنه مواقع لإطلاق الصواريخ أو مخابئ لمنصات الصواريخ؛ فوجد المحتل أن الصواريخ تنطلق فى اليوم التالى مباشرة". وبين ان الاحتلال فى الليل يكثف من غاراته الجوية فيخف من معدلات اطلاق الصواريخ الفلسطينية وفى النهار يستمر القصف الاسرائيلي والسيطرة الجوية فتتكثف عمليات اطلاق الصواريخ الفلسطينية. وقال: "عدم توقف صواريخ المقاومة مع ازدياد الغارات الاسرائيلية، وعدم جدوى ضرب الأماكن الفارغة التي ضُربت لاعتقاد إسرائيل أنها منصات صواريخ؛ جعل إسرائيل تتحول إلى قصف المنشآت والمؤسسات والمنازل السكنية". واعتبر أن الاستهداف المباشر للمنشآت والمنازل السكنية "دليل على أن إسرائيل قامت بهذا العدوان وليس لديها بنك أهداف حقيقي تتعامل معه، والهدف الحقيقي الوحيد هو أن تعود هذه القوات، ويشعر نتنياهو أنه كسب اصوات الناخبين فى المناطق القريبة من فلسطين". وقال عوكل: "لكن هذا لم يحدث، لذلك الارتباك السياسي والعسكرى هو سيد الموقف الإسرائيلي، فهم غير قادرين على التقدم وتصعيد العملية العسكرية، ولا هم قادرون على الانسحاب والتوقف". وأكد عوكل أن هناك حالة تخبط يعيشها الاحتلال "فهم لم يتحدثون عن أهداف واضحة للعملية العسكرية على غزة من أجل جمهورهم على الأقل". وأضاف: "من أتى غزة لكي يكسب أصوات الناخبين؛ لم يقل لسكان إسرائيل أنني أتيت لكي أعرض حياتكم للخطر لإغراض انتخابية والأهداف التى تعلن غير مفهومة من قبل الجمهور الاسرائيلي فهذه عملية عبثية وطريقة الرد الفلسطينية على هذه العملية اوضحت لنتنياهو أنه في ورطة دخل ولم يعد يعلم كيف يتخلص من هذه الورطة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دفتر الزوار