الجمعة، 11 مارس 2011

בֵּית כְּנֶסֶת

المعبد اليهودى ()
بقلم محسن هاشم
قد يقام المعبد اليهودى في مبنى عادي أو في قاعة فخمة, وإن كان أحيانا في غرفة بسيطة, أو حتى في ملجأ ضد الغارات. والغرض الطقسي الرئيسي في المعبد هو خزانة الاسفار, التي قد تكون بشكل دولاب خشبي بسيط, او خزانة مزخرفة بزخرفات فنية. وتكون خزانة الاسفار عادة في مكان مرتفع, يوصل اليها درج, كما تكون مزخرفة بأشكال للوصايا العشر.
وتوضع خزانة الأسفار الى الحائط (او داخل الحائط) الذي تكون قبلته اورشليم. وتكون وجهتها مكسوة بستارة مطرّزة او منقوشة, مصنوعة عادة من القطيفة؛ واحيانا تكون للخزانة ابواب خشبية مزخرفة. وقد يحتفظ كنيس واحد بعدة ستارات لخزانة الاسفار: ستارة بسيطة للايام العادية, واخرى مطرّزة ومنقوشة لايام السبوت والاعياد, واخرى بيضاء للاعياد التي تتميز بقدسية خاصة.
اهم الادوات الطقسية فى المعبد هي لفيفة التوراة, اي الاسفار الخمسة التي تسرد تاريخ الشعب اليهودي وتحمل رسالة عالمية تشهد بوحدانية الله وتتعلق بالسلوك الاخلاقي. ويُحتفظ بلفيفة التوراة في الخزانة دائما, فيما عدا اوقات التلاوة امام جمهور المصلين. ولفيفة التوراة هي عبارة عن صفحات كبيرة من الرق حيكت معا, وقد يبلغ ارتفاعها ٨٠ سنتيمترا. وتكون اللفيفة مركبة على عصاوين خشبيتين حتى يسهل لفّها ورفعها وحملها. بموجب تقاليد اليهود الاشكناز, تكون مقابض العصاوين مغلفة بتيجان او بقمم مصنوعة من معدن ثمين. وتكون لفيفة التوراة مربوطة بوشاح, من قماش عادي او مطرّز, لا يُنزع الا ساعة تلاوة التوراة على الملأ, كما تغطيها كسوة بشكل ستارة, تكون عادة مطرّزة. ويتدلى من مقابض العصاوين رداء الصدر, الذي يذكر برداء الكاهن الاكبر, ويغطي جزءا من كساء الخزانة. اما لدى يهود الشرق (סְפָרַדִּים), فان لفيفة التوراة توضع في صندوق مخروطي, مصقول ومزخرف, يكسوه عادة وشاح. وتُصنع معظم الصناديق من الخشب, وان كانت هناك نماذج من الفضة والذهب.
التعامل مع لفيفة التوراة يتسم بمنتهى الاجلال, ولا يجوز وضعها في مكان قذر, كما هي الحال بالنسبة للتفيلين. ولا يجوز المسّ بالرق الذي صنعت منه لفيفة التوراة, الا في حالة الضرورة القصوى. ويمسك من يقرأ التوراة بمؤشرة خشبية او فضية, في نهايتها شكل يد, لها اصبع ممدودة.
قد يحتفظ المعبد بلفائف اضافية, مثل نشيد الانشاد, روت, الجامعة, واستير, وهي الاسفار التي تتم تلاوتها على الملأ في الاعياد التالية, حسب الترتيب: عيد الفصح, شافوعوت, سوكوت وبوريم. وتوجد في بعض الكنس خزانة منفردة تحوي لفائف لاسفار التوراة التي تُتلى منها الهفتارا, وهي فقرات اضافية خاصة لايام السبوت والاعياد. واللفيفة الاكثر شيوعا – بعد التوراة – هي استير, التي تسرد قصة بوريم. ونظرا الى انها لا تذكر اسم الله, فانها تعتبر اقل قدسية من غيرها, كما ان نسخها يتطلب مجهودا اقل. لذلك فانها توجد في الكثير من البيوت. وتُحفظ في علبة من الخشب او الفضة, او من مواد اخرى.
يوضع امام خزانة الاسفار مصباح فني مزخرف, يرمز الى "النور الازلي" في الهيكل المقدس في اورشليم. الا ان هذا المصباح ليس من الادوات الطقسية الضرورية في الكنيس.
الشوفار (ج: شوفاروت) هو احد الادوات الطقسية التي يحتفظ بها في الكنيس. وهو قرن كبش, يُنفخ فيه في صلاة الصباح اثناء الشهر الذي يسبق عيد رأس السنة العبرية (روش هشانا), وفي يوم العيد نفسه, وفي يوم الغفران (يوم كيبور). الشوفار لا يكون مزخرفا عادة, ولكن يمكن ان تٌنحت عليه بعض الرسومات, شريطة ان ان تظل الفوهة كما هي.
يمكن تزيين جدران الكنيس بادوات طقسية مختلفة. منها مثلا ما يسمى ب"شيفيتي", وهو صورة فنية للمزامير ١٦:٨ – "جعلت الرب امامي في كل حين" (بالعبرية: شيفيتي), محاطة باطار فني. كذلك قد تٌعلق على الجدران بيانات تخص الكنيس وجمهور المصلين, واشارة تبيّن القبلة نحو اورشليم.
في الكثير من الكٌنس يوجد كرسي مزيّن ومزخرف باشكال فنية منحوتة, يبقى خاليا اثناء طقوس الطهور التي تجري للمولود في يومه الثامن. هذه القطعة من الاثاث تٌعرف باسم "كرسي الياهو هنافي" (كرسي الياس النبي, اي النبي اليشع), طبقا لما ورد في سفر ملاخي ٣:١, وفيه سٌمّي النبي اليشع "ملاك العهد"- بالعبرية: بريت, التي تعني طهور ايضا.
العناية بالادوات الطقسية وكيفية التخلص منها
الادوات الطقسية اليهودية تستعمل في الحياة اليومية, لذلك فانها تبلى. الكتابة على الرق تتلاشى بالتدريج؛ والجلد الذي يصنع منه التفيلين يلتوي ويتلف. كذلك تبلى اهداب الطليت. اما الكتب, خاصة تلك التي تستعمل في الكنيس, فقد تتمزق بعض من صفحاتها.
هذه الادوات هي محط احترام واجلال, لذلك لا بد من التزام الحذر لدى الاستغناء عنها. عندما تصبح غير صالحة للاستعمال, توضع- مثلها مثل اي شيء يحمل اسم الله- في مكان يسمى جنيزا (ارشيف). وحين تمتلئ الجنيزا, تٌدفن محتوياتها في طقوس دينية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دفتر الزوار