الأربعاء، 23 مارس 2011

الورد اللى فتح فى جناينن مصر : للكاتب الصحفى محسن هاشم

بقلم محسن هاشم
قلبي مع كل ام شهيد بجد اكيد قلوبهم محروقه عليهم
طبعا احنا كمان منقدرش ننسى شهداء الثورة العظيمه
نسأل الله ان يكتبهم من الشهداء وان يرحمهم
الأشقاء الثلاثة خرجوا فى «جمعة الغضب».. «مينا» عاد جثة هامدة وأصيب «سمير».. و«مجدى» استمر فى الميدان حتى أسقط النظام
مينا، وسمير، ومجدى.. ٣ أشقاء خرجوا فى مظاهرات جمعة الغضب، ودعوا والدهم وأخبروه أنهم سيخرجون للتظاهر بحثاً عن الحرية والتغيير، لم يستطع الأب «نبيل هلال» منعهم، فهو يعرف جيداً الظروف التى تمر بها البلد، ودعهم بهدوء وهو يشعر بأن مكروهاً سيصيب أحدهم. انطلق الثلاثة فى شارع الهرم، التحموا بالمحتجين فى المظاهرة وهم يهتفون مع الجميع ويصرخون بأعلى أصواتهم أملاً فى العدالة الاجتماعية وإسقاط النظام،
وعندما وصلوا إلى مدخل كوبرى قصر النيل اشتبك رجال الشرطة مع المتظاهرين، التفوا حول بعضهم لحماية أنفسهم، إلا أن ضابطاً صوب سلاحه تجاه مينا، وأطلق رصاصة مطاطية اخترقت وجهه وأصابته بنزيف داخلى، تسبب فى وفاته، ليطلق الضابط بعدها طلقة ثانية تجاه سمير، فأصابه فى القدم، ووجد مجدى نفسه وحيداً بين جثة شقيقه المتوفى والثانى المصاب.
داخل منزل متوسط الحال فى منطقة فيصل، تعيش أسرة الأشقاء الثلاثة، يخرج الأب للعمل سائق تاكسى، ويعود فى نهاية اليوم.
وقرر الأشقاء الخروج إلى العمل لمساعدته فى تدبير النفقات، ورغم الهدوء الذى كان يسيطر على المنزل الأيام الماضية، انفجرت بداخله الثورة قبل أيام من التظاهرات، بعد أن عاد الأب فى أحد الأيام يضرب كفاً على كف بسبب دفعه رشوة لأحد أمناء الشرطة حتى لا يسحب منه رخصة السير.
ويوم الثلاثاء ٢٥ يناير اتفق الثلاثة على الخروج، استأذنوا والدهم، لم يرفض، ولكنه طلب منهم ألا يفترقوا، وأن يكونوا حذرين، حتى يعودوا إلى المنزل سالمين، نفذ الأشقاء الثلاثة التعليمات جيداً، وعادوا إلى المنزل، ليخبروا الأب «أنهم سيخرجون من جديد يوم الجمعة لإسقاط النظام، ولكن الأب سيطر عليه الخوف هذه المرة، وتردد بعد شعوره بأن أحدهم سيصيبه مكروه، وبعد ساعات وافق أمام إصرارهم، بشرط أن يلتزموا بتعليماته، وفى الموعد المحدد انتظر الأب عودتهم سالمين، فعاد «مينا» جثة، وسمير مصاباً، وظل مجدى فى الميدان حتى يثأر لشقيقيه، وأسقط النظام.
داخل غرفته، جلس الأب ودموعه لا تتوقف، بينما زوجته فى الغرفة المواجهة تصرخ بأعلى صوتها على مينا، جلس الأب ومن حوله بعض صور الشهيد، يمسك واحدة تلو الأخرى، وهو يتذكر تفاصيل متى وأين تم التقاطها.
يقول الأب لـ«المصرى اليوم»: «أُفضل أن يستشهد ابنى فى المظاهرة، على أن يموت فى المنزل، لست حزيناً ولكنى فخور بما قدمه أبنائى من بسالة فى المظاهرات، فشهود العيان ومن حملوا ابنى مينا إلى مستشفى الهرم، رووا لى كيف كان الثلاثة يداً واحدة يدافعون ويقتحمون الحواجز الأمنية بقوة، كنت أعلم جيداً أن البلد يحتاج إلى انتفاضة،
يحتاج إلى ثورة وإلى شهداء، وأنا قدمت أحد أبنائى للبلد، لن أحزن عليه، ولكنى سأبحث عن حقه، تقدمت ببلاغ للنائب العام اتهمت فيه حبيب العادلى وضباط الأمن المركزى المسؤولين عن كوبرى قصر النيل بالقتل العمد، ولن أرضى إلا عندما يحاكم حبيب العادلى بـ«الخيانة العظمى
المظاهرات سلمية، وألا يقع بين مؤيدى النظام ومعارضيه أى اشتباكات، طبع أوراقاً تدعو إلى التهدئة والتظاهر بشكل سلمى، ووقف بين الفريقين يمنع المتظاهرين من الاشتباك، ولكن رصاصة طائشة أطلقها المؤيدون أنهت أحلامه، تبعثرت الأوراق فى يده، وانتهت حياته بلا نذب اقترفه.
يوم الخميس الماضى، كان الأخير فى حياة كريم، بات ليلة الأربعاء فى الميدان وسط زملائه المعارضين للنظام، طبع منشورات ووزعها على المتظاهرين، دعا فيها إلى السلمية وعدم استخدام العنف، أو رد اعتداء المؤيدين للنظام بالاعتداء، والاكتفاء بمنعهم من الدخول إلى الميدان فقط.
البداية، كانت يوم الثلاثاء ٢٥ يناير، خرج الشهيد كغيره من المعارضين للنظام، والمطالبين بإسقاطه، وعندما وصل إلى الميدان قرر ألا يتركه حتى تحقيق مطالب المتظاهرين، يبات كل ليلة فى التحرير، تاركاً طفلين أكبرهما ٣ سنوات، وزوجة فى منزل أسرته،
نام فى العراء وهو يتمنى أن يسقط النظام بأكمله وليس الحكومة فقط، حتى جاءت أحداث الأربعاء الماضى، ووقف كريم بين المؤيدين للنظام والمعارضين يحاول التهدئة حتى لا يشتبك المصريون فيما بينهم، مر اليوم سالماً وفى المساء قرر طباعة منشورات وتوزيعها على المتظاهرين دعا فيها إلى السلمية وعدم استخدام العنف أو ضرب المؤيدين والاكتفاء بمنعهم من الدخول إلى الميدان فقط.
بات كريم ليلته الأخيرة فى الميدان وهو يدعو الله ألا تتجدد الاشتباكات.. فى ليلة الخميس، لم تر عينه النوم حتى أيقظه صديقه ياسر ليصليا سوياً صلاة الفجر، جلساً سوياً وتناولا إفطاراً بسيطاً ثم انطلقا فى الميدان يوزعان التمر على المحتجين والمتظاهرين حتى تجددت الاشتباكات مرة ثانية، وقف كريم فى الصفوف الأمامية يدافع عن الميدان وبجانبه صديق عمره ياسر، انطلقت رصاصة طائشة تجاهه واستقرت فى صدره، ليسقط شهيداً.
داخل منزله، تجد طفليه عمر ٣ سنوات ومريم سنة يبحثان عنه فى المنزل، يقترب عمر من والدته وهى تبكى وترتدى ملابسها السوداء.
ويسألها: «هو بابا فين.. بابا سافر عند ربنا»، تبكى الأم ولا تستطيع الرد عليه، تقول الزوجة: كريم لم يخرج للتخريب أو النهب، كريم ليس ناشطاً سياسياً، إنما هو مواطن مصرى، خرج بحثاً عن الحرية، كان يريد التغيير، لم أمنعه لأننى أعرف أنه خرج من أجل أبنائنا وأبناء المصريين جميعاً
خرج يبحث عن مستقبل جديد لهم يضمن حياة كريمة دون إهانة أو تعذيب فى أقسام الشرطة أو فساد حكومى أو تزوير انتخابات، كنت أنتظر مكالمته مساء كل يوم يحكى لى فيها عن تفاصيل المظاهرات وكيف قضى ليلته، وما هتفه وما حمله من لافتات، كنت أتمنى أن أنزل إلى الميدان معه، ولكنه كان يرفض ويؤكد لى أنه سيسمح لى بالنزول وقت الاحتفالات بعد رحيل الرئيس.
لن أترك حق زوجى، أنتظر وعد الفريق أحمد شفيق، رئيس الوزراء، بالتحقيق فى الأحداث ومحاكمة من حرض البلطجية على الدخول إلى الميدان والاعتداء على المحتجين، أنتظر حدوث التحقيقات والكشف عن المحرضين وأشاهدهم داخل المحاكم يحاكمون بتهمة القتل والتحريض على القتل،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دفتر الزوار