السبت، 14 ديسمبر 2013

دور يهود الولايات المتحدة في دعم الحركة الصهيونية 1939–1945 :- بقلم محسن هاشم

رؤية اليهود الأمريكيين لفكرة الوطن القومي من عام 1939 إلى عام 1941"، ليتناول أوضاع اليهود الأمريكيين، وموقفهم من فكرة الوطن القومي في فلسطين، فمع إصدار بريطانيا الكتاب الأبيض عام 1939، رأى قادة الحركة الصهيونية ضرورة الانتقال من مجرد المطالبة بإقامة "الوطن القومي اليهودي" إلى المطالبة بإعلان "الدولة اليهودية"، ومن الاعتماد على النفوذ البريطاني إلى الاعتماد على النفوذ الأمريكي، وبالتالي تم توجيه الجهود صوب الضغط على الإدارة الأمريكية، فتناول بالتحليل الأسباب التي دفعت قادة الحركة الصهيونية للتوجه نحو يهود الولايات المتحدة، على الرغم من إدراكهم لمدى عدم انتشار الفكر الصهيوني في صفوف اليهود الأمريكيين. ومن هنا، فقد تناول في هذا الفصل موقف اليهود الأمريكيين من بعض القضايا المهمة مثل قوانين بيع الأراضي (أنظمة نقل ملكية الأراضي في فلسطين)، والهجرة اليهودية السرية، والخلاف الموجود داخل الطائفة اليهودية الأمريكية حول فكرة الدولة اليهودية، ومجهودات قادة الحركة الصهيونية لتشكيل فرقة يهودية تعمل في صفوف القوات البريطانية، والمجهودات التي قاموا بها من أجل إخراج تلك الفكرة إلى حيز الوجود، وموقف اليهود الأمريكيين من تلك الفكرة، وكذلك الجهود التي قام بها القائد الصهيوني التصحيحي، فلاديمير جابوتنسكي، في الولايات المتحدة؛ لدعم فكرة الجيش اليهودي، ومجهودات خلفه بيتر بيرجسون لدعم تلك الفكرة. "تطور فكرة الوطن القومي في مؤتمر بلتيمور مايو 1942"، الذي يعد تحولاً كبيرًا في مطالب الحركة الصهيونية، فبعد أن كانت مطالبهم منحصرة في "الوطن القومي" أصبحوا يطالبون بإقامة "الدولة اليهودية" بكل صراحة ووضوح، فأصبحت هناك حاجة ملحة لعقد مؤتمر استثنائي لصياغة السياسات الصهيونية الجديدة، ومن هنا فقد شرح الظروف التي أدت لانعقاد هذا المؤتمر في هذا التوقيت بالذات، كما تناول النقاشات التي دارت فيه، وأهم القضايا التى طرحها المؤتمِرون، مثل قضية الفوز بدعم اليهود الأمريكيين، وقضية التقارب العربي- اليهودي، وقضية التحالف مع بريطانيا، وموقف المنظمات الصهيونية المختلفة من هذه القضايا، مع التركيز بالتحليل على الأسباب التي سمحت للأجنحة المتشددة داخل الحركة الصهيونية بالسيطرة على المؤتمر، وما نتج عن ذلك من قررات المؤتمر التي صيغت على هيئة إعلان للمبادئ، والذي عرف باسم برنامج بلتيمور، ثم لأفكار الأطراف المؤيدة والمعارضة لهذا البرنامج. كما تناول أيضًا الحملة الدعائية التي قام بها الصهاينة الأمريكيون بهدف الحصول على تأييد الرأي العام الأمريكي لدعم الأهداف الصهيونية، والوسائل التي استطاع الصهاينة ومؤيدوهم من خلالها كسب تأييد الرأي العام الأمريكي، بالإضافة إلى الدور الذي لعبه مجلس الطوارئ الصهيوني الأمريكي في حشد الرأي العام وراء المخططات الصهيونية. كما رصد كذلك وسائل الصهاينة وعملائهم لكسب تأييد الرأي العام الأمريكي، والتي تمثلت في الصحافة والمطبوعات، والاجتماعات الحاشدة، وتجمعات الاحتجاج، والمدارس اليهودية، والحصول على التأييد المسيحي، بالإضافة إلى الدور الذي لعبه مجلس الطوارئ الصهيوني الأمريكي في حشد الرأي العام وراء المخططات الصهيونية. أثر الإبادة النازية ليهود أوربا على تبني اليهود الأمريكيين لفكرة الوطن القومي في فلسطين"، فأوضح موقف الإدراة الأمريكية، ممثلة في الرئيس الأمريكى روزڤلت، من مشكلة يهود أوربا المشردين، وكذلك مؤتمر برمودا وخطط روزڤلت البديلة لحل تلك المشكلة، وما قابلها من موقف الصهاينة التصحيحيين من هذه المشكلة، والمجهودات التي قام بها بعضهم في هذا الصدد، وأبرز التشكيلات التي قاموا بإنشائها لصالح قضية إنقاذ يهود أوربا، والادعاءات التي وجهها الصهاينة للولايات المتحدة الأمريكية، واتهامها بالتقصير في إنقاذ يهود أوربا، وكذلك تناول أهم النتائج المترتبة على ما عرف باسم "الإبادة النازية ليهود أوربا"، وأثرها على اليهود الأمريكيين، وعلى القضية الفلسطينية بأسرها. ضغوط الصهاينة الأمريكيين على إدارة الرئيس فرانكلين روزڤلت لإقامة الدولة اليهودية في فلسطين"، وفيه استعرض البدايات الأولى لاهتمام الولايات المتحدة بالقضية الفلسطينية، والاتصالات المبكرة بين قادة الحركة الصهيونية وبين الرئيس الأمريكي روزڤلت، كما تناولت خطة الرحالة البريطاني چون فيلبي التي وضعها لتهجير سكان فلسطين، وإحلال اليهود مكانهم، ثم تعرض للضغوط التي قام بها الصهاينة على أعضاء الكونجرس الأمريكي، وكذلك لأثر الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 1944 على القضية الفلسطينية، والنجاحات التى حققها الصهاينة الأمريكيون على هذا الصعيد. كما استعرض كذلك العلاقات بين الملك السعودي عبد العزيز آل سعود والرئيس الأمريكي روزڤلت، واتصالاتهم بشأن القضية الفلسطينية، ثم استعرض التحولات التي طرأت على الإدارة الأمريكية خلال الأشهر الأولى من فترة حكم الرئيس الأمريكي هاري ترومان، ومواقفه المؤيدة للصهيونية خلال مؤتمر بوتسدام، والدوافع التي جعلته يقوم بتشكيل لجنة هاريسون لتقصي حقيقة أوضاع يهود أوربا المشردين، وكيف ربط بين مشكلة يهود أوربا المشردين والمشكلة الفلسطينية. كما تم إلقاء الضوء على لجنة التحقيق الأنجلو- أمريكية، ودوافع الحكومة الأمريكية والحكومة البريطانية من تشكيلها، لينتهي بالإعلان المشترك عن إنشائها في الثالث عشر من نوڤمبر عام 1945. وتضمنت خاتمة الدراسة النتائج التي خرج بها الباحث، ويمكن إجمالها في: تقديمها تفسيرًا لعدم فعالية دور يهود الولايات المتحدة خلال العامين الأولين لاندلاع الحرب العالمية الثانية، وهو مقاومة قادة الصهاينة الأمريكيين لانتقاد بريطانيا خلال الحرب، والخوف من اتهامهم بأنهم يحاولون جر بلادهم إلى صراع فيما وراء البحار، وتخوفهم من انتشار معاداة السامية في صفوف مواطني الولايات المتحدة من جراء مواقفهم تلك. وصححت الدراسة الفكرة الخاطئة عن أن مطلب الدولة اليهودية كان قاصرًا على المنظمات الصهيونية الأمريكية فقط، فعلى الرغم من أن فكرة الدولة اليهودية كانت دائمًا محل انقسام وخلاف ضمن الطائفة اليهودية في الولايات المتحدة، فقد حدث تحول هام بانعقاد المؤتمر القومي من أجل فلسطين في مدينة واشنطن في يناير عام 1941، والذي حضره أكثر من ألفي مندوب عن اليهود الأمريكيين، وأعلنوا تأييدهم لإنشاء كومنولث يهودي في فلسطين. وأوضحت الدراسة أن اليهود الأمريكيين قد لعبوا دورًا هامًا في مؤازرة مقترح الجيش اليهودي، على الرغم من عدم اشتراكهم في هذا الجيش بشكل فعلي، فقد ساهموا بالضغط السياسي على حكومة الولايات المتحدة لكى تطلب من بريطانيا أن تسلح يهود فلسطين، ولم يقتصر دورهم على محاولة دعم مقترح الجيش اليهودي سياسيًا فقط، بل لعبوا دورًا هامًا في توفير الأموال اللازمة لشراء الأسلحة والمعدات العسكرية لهذا الجيش أيضًا. وأكدت الدراسة أن مؤتمر بلتيمور يعتبر أول مؤتمر يهودي يُعقد في الولايات المتحدة بعد بيرل هاربور يخرج فيه اليهود الأمريكيون عن حذرهم التقليدي، ويطالبون بإنشاء الدولة اليهودية بشكل واضح، فقبل هذا المؤتمر كانت جميع المؤتمرات الصهيونية تقصر مطالبها على المطالبة بالوطن القومى، ولم يصدر عن أي منها مطالبة صريحة بالدولة اليهودية. وأثبتت الدراسة أن مؤتمر بلتيمور قد أحدث تغييرًا جذريًا في العلاقات بين يهود فلسطين والعمال العرب، فقد تجاهلهم تمامًا، وأصبحت الحركة الصهيونية ترى أن أي اتفاق بينها وبين العرب غير ضروري. فقبل هذا المؤتمر كانت هناك جهود تُبذل من أجل تحقيق درجة من القبول العربي، أو على الأقل تقليل المعارضة العربية. وأكدت الدراسة أن مؤتمر بلتيمورالصهيوني عام 1942 أسفر عن حدوث تحول في ميزان القوى لصالح بن جوريون، وبروزه كقائد صهيوني منافس لحاييم وايزمان، الصديق المخلص لبريطانيا، مما جعل القرار الصهيوني يبتعد نوعًا ما عن التأثير المباشر لبريطانيا ورغباتها في المنطقة، وجعله مرتبطًا بسياسة بن جوريون. كما أوضحت الدراسة الأهمية التاريخية لمؤتمر بلتيمورالاستثنائي، باعتباره مؤتمرًا تأسيسيًا لا يقل في دوره وتأثيره عن المؤتمرالصهيوني الأول في بازل، كما أسفر عن انتزاع يهود الولايات المتحدة لقيادة الحركة الصهيونية العالمية. وكشفت الدراسة النقاب عن أن الأداء الدعائي للحركة الصهيونية في الولايات المتحدة خلال سنوات الحرب العالمية الثانية، استطاع تحقيق أعظم النجاحات في أوساط اليهود الأمريكيين، فقد استطاعت الوسائل الدعائية المتنوعة للصهاينة الوصول إلى فئات المجتمع اليهودي على اختلاف مشاربه؛ ولذلك ارتفعت العضوية في المنظمة الصهيونية الأمريكية حتى وصلت إلى مائة وستة وثلاثين ألف عضو عام 1945، بالمقارنة بثمانية آلاف وتسعمائة عام 1933، ولكن على الرغم من هذا النجاح على صعيد الرأي العام اليهودي، إلا أنهم فشلوا في إقناع إدارة الرئيس الأمريكي روزفلت باتخاذ مواقف مؤيدة للصهيونية. وقدمت الدراسة تفسيرًا لصمت اليهود الأمريكيين تجاه أنباء الإبادة النازية التي تعرض لها أبناء عمومتهم من يهود أوربا، وتجاه القيود التي فرضتها الحكومة الأمريكية على الهجرة إلى الولايات المتحدة، وأسباب تأييدهم لفتح أبواب فلسطين أمام الهجرة اليهودية، فقد أدرك يهود الولايات المتحدة أن الحكومة الأمريكية لن تسمح بإدخال اليهود المشردين إليها، ولذلك ظنوا أنهم عندما يطالبون بفتح أبواب فلسطين أمام هؤلاء، فإنهم يقومون بإنقاذ إخوانهم من الموت، وفي الوقت نفسه لا تتعرض أوضاعهم الاجتماعية للاضطرابات. وأثبتت الدراسة أن الوكالة اليهودية كانت تعلم بأنباء الإبادة، ولم تصمت عنها فحسب، بل أسكتت أولئك الذين كانوا يعرفون، ولم تحاول التدخل حيال تلك الأزمة، وأكدت على أن المجهودات التي بذلها الرئيس الأمريكي، فرانكلين روزفلت، من أجل إنقاذ يهود أوربا المشردين، والتي قوبلت بالرفض الشديد من جانب ممثلي الحركة الصهونية في الولايات المتحدة، الذين حاولوا إفشال أي مخطط لإنقاذ اللاجئين اليهود عن طريق جلبهم إلى الولايات المتحدة أو أي مكان آخر غير فلسطين. واتضح من خلال الدراسة أنه كان يمكن ليهود الولايات المتحدة أن يقوموا بدور هام في إنقاذ يهود أوربا لو أرادوا، لكنهم تحت ضغط صهاينة الولايات المتحدة ضحوا بإخوانهم من أجل حلم الدولة في فلسطين من جهة، ورغبتهم في عدم الاصطدام بالحكومة الأمريكية والكونجرس من جهة أخرى؛ حتى لا يتم اتهامهم بالولاء المزدوج. وأوضحت الدراسة أسباب المعارضة الشديدة التي قوبلت بها أنشطة الصهاينة التصحيحيين في الولايات المتحدة من جانب صهاينة الولايات المتحدة، رغم نجاحهم في الحصول على تعاطف فئات عديدة من المجتمع الأمريكي لصالح قضية يهود أوربا، وهي موافقتهم على أن تكون فلسطين مجرد ملجأ مؤقت، فقد خشي الصهاينة الأمريكيون من أن تؤثر خطة التصحيحيين على مجهوداتهم في الحصول على قرار مؤيد لإنشاء الكومنولث اليهودي في فلسطين من الكونجرس الأمريكي. وبينت الدراسة أن أزمة يهود أوربا لعبت دورًا كبيرًا في توحيد المجتمع اليهودي في الولايات المتحدة وخارجها، فعندما تكشفت فظائع معسكرات الاعتقال النازية، أيد اليهود الأمريكيون- بشبه إجماع- فكرة إقامة دولة يهودية بفلسطين، على الرغم من أنهم كانوا منقسمين حول هذه الفكرة من قبل، فقام اليهود في الولايات المتحدة وأماكن أخرى بتنحية خلافاتهم جانبًا حتى يتم التركيز على دعم هذه المهمة. وأوضح الباحث في دراسته أن الإبادة ساهمت في تطور آخر، ألا وهو بروز الصهاينة الأمريكيين كأقوى مجموعة صهيونية بعد صهاينة فلسطين، نتيجة انعكاس سياسة الإبادة في إضعاف المجموعة الأوربية، وأن سياسة الإبادة النازية ساهمت في إحداث تغير هام داخل الحركة الصهيونية، تمثل في زيادة قوة الجناح المطالب بفلسطين من "النهر إلى البحر"، والذي كان على رأسه بن جوريون، والحاخام أبو هليل سيلفر، وضعف "الجناح المتواضع" بزعامة وايزمان وجولدمان الذي اكتفى بجزء من فلسطين. وأوضحت الدراسة أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تر في يوم من الأيام أن فلسطين قضية بريطانية، بل اختلفت مع بريطانيا حول منطقة الشرق العربي على صعيد السياسات الاستراتيجية، فقد عمل روزفلت بشكل منفرد عن بريطانيا في فلسطين، وبذل ما وسعه لإنشاء "وطن قومي لليهود" فيها، فقد فكر روزفلت ابتداء من صيف عام 1936 في إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، خاصةً بعد أن لاحظ ازدياد الرفض الشعبي لمحاولة توطينهم في الولايات المتحدة. وبينت الدراسة مدى نجاح صهاينة الولايات المتحدة فى استخدم "الصوت اليهودي" لأول مرة كوسيلة ضغط للحصول على تأييد الحزبين الديمقراطي والجمهوري، من خلال إجبارهما على تبني برامج مؤيدة للصهيونية خلال المؤتمرات القومية لتلك الأحزاب، وقد ظهر ذلك بوضوح خلال الانتخابات الرئاسية في نوفمبر عام 1944. وقدمت الدراسة تفسيرًا للأسباب التي دفعت روزفلت لمنح الوعود المزدوجة للعرب واليهود، فيبدو أنه لكي يستطيع أن يوفق بين الأهداف الصهيونية، وعدم إلحاق الضرر بالمصالح النفطية الأمريكية في الشرق العربي، لجأ إلى التحدث بطريقتين مختلفتين مع العرب والصهاينة، وبخاصة بعدما رُسمت السياسة الأمريكية تجاه المنطقة؛ بهدف تحقيق الهيمنة الاقتصادية والعسكرية الكاملة عليها، وبعد ما أثبتت الحرب العالمية الثانية أن النفط سيكون من الناحية الاستراتيجية العنصرالأهم في السياسات الدولية اللاحقة، فقد اتبع روزفلت سياسة ذات وجهين، فهو لأسباب انتخابية معروفة تملق زعماء الصهاينة في الولايات المتحدة، إلا أنه ـ حرصًا على مصالح بلاده المتزايدة في العالم العربي- تعهد بعدم اتخاذ قرار حاسم بصدد المشكلة الفلسطينية إلا بعد التشاور مع العرب، وخاصةً بعد أن أوضح له موظفو مكتب الشرق الأدنى بوزارة الخارجية الأمريكية ضرورة عدم إغضاب العرب، الذين تقع في أراضيهم ذات الأهمية الاستراتيجية آبار النفط وأنابيبه. وأزاحت الدراسة الستار عن أسباب إرسال الرئيس الأمريكي، هاري ترومان، للجنة هاريسون، وأرجعتها إلى الضغوط التي مارسها يهود الولايات المتحدة عليه، خاصةً بعد تسرب أنباء عن سوء الأوضاع المعيشية في معسكرات المشردين في أوربا، وقد شارك في تلك الضغوط معظم قادة يهود الولايات المتحدة، أمثال: إيمانويل سيلر، والحاخام ستيفن وايز، وناحوم جولدمان، وروبرت مورجنتاو، وزير الخزانة، الذين طالبوا بإجراء تحقيق عاجل، ونجحوا في إقناع ترومان بإرسال إيرل هاريسون في يوليو 1945؛ لكي يستعلم عن أوضاع الأشخاص المشردين في ألمانيا واحتياجاتهم. وأوضحت الدراسة أن موقف الرئيس الأمريكي، هاري ترومان، المؤيد للحركة الصهيونية لم يكن ناتجًا عن تعاطفه مع مآساة يهود أوربا المشردين فحسب، وإنما لإداركه أيضًا أهمية الصوت اليهودي لحزبه خلال الانتخابات. وكشفت الدراسة النقاب عن الأسباب الحقيقية التي دعت البريطانيين لتشكيل لجنة التحقيق الأنجلو- أمريكية، وهي التهرب من المسؤولية أمام الولايات المتحدة من جهة، ومن ضغط الحركة الصهيونية من جهة ثانية، وبالتالي الحفاظ على المصلحة المادية والاقتصادية التي تجنيها بريطانيا من الولايات المتحدة، ثم الحفاظ على استراتيجيتها السياسية، ووعودها المزدوجة للطرفين العربي والصهيوني. تكونت لجنة المناقشة والحكم على الرسالة من الأستاذ الدكتور عمر عبد العزيز عمر، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، ونائب رئيس جامعة الإسكندرية الأسبق مشرفًا ورئيسًا؛ والأستاذ الدكتور جمال محمود حجر، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر وعميد كلية الآداب جامعة الإسكندرية السابق مشرفًا، والأستاذ الدكتور علي محمد شلبي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب جامعة المنصورة مناقشًا؛ والأستاذ الدكتور السيد علي فليفل، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر وعميد معهد الدراسات الإفريقية جامعة القاهرة السابق مناقشًا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دفتر الزوار