الجمعة، 26 ديسمبر 2014

غضب في النقب المحتل بعد تحويل مسجد بئر السبع لمتحف "إسرائيلي" /بقلم محسن هاشم مترجم اللغة العبرية






كشف تقرير لصحيفة "فلسطين"، نشرته على موقعها الإلكتروني، أن حالة من الغضب الشديد، تسود أوساط فلسطينيي النقب جنوب فلسطين المحتلة عام 1948م، وسط تهديدات بتنظيم احتجاجات واسعة ضد قيام بلدية الاحتلال في مدينة بئر السبع، بافتتاح متحف إسرائيلي في المسجد الكبير في مدينة بئر السبع.
ويُعد المسجد من المساجد التاريخية في منطقة النقب وفي الداخل الفلسطيني، وأطلقت البلدية الإسرائيلية عليه اسم "متحف الثقافة الإسلامية وشعوب الشرق" في محاولة من جانب البلدية لخداع مسلمي المدينة.
وقالت مصادر فلسطينية في النقب، إن بلدية الاحتلال افتتحت المتحف الإسرائيلي قبل عدة أسابيع في المسجد ، من دون ضجة أو حفل افتتاح، خوفًا من غضب سكان المدينة المسلمين من ذلك، ورغم مطالب المواطنين المسلمين في المدينة ومنطقة نقب الجنوب بالعودة لاستخدامه للصلاة.
اضطهاد ديني
وقال الناطق باسم مؤسسة النقب للأرض والإنسان سلمان أبو عبيد: "إن تحويل مسجد بئر السبع إلى متحف يأتي في سياق الاضطهاد الديني الذي يتعرض له المسلمون في الداخل الفلسطيني بشكل عام وفي منطقة النقب وبئر السبع بشكل خاص، وإنكار حقنا في هذا المسجد الذي يعتبر أحد معالم الإرث العثماني في جنوب فلسطين".
وأوضح أبو عبيد في تصريحات لصحيفة "فلسطين"، أن قضاة المحكمة الإسرائيلية تغاضوا عن المسجد ومئذنته ومحرابه اللذين لا زالا قائمين في المسجد حتى اليوم، وقرروا تحويله إلى متحف، والذي يضاف إلى الملاحقات التي يتعرض لها المواطنون الفلسطينيون في منطقة النقب.
وأشار أبو عبيد إلى أنه تم بناء المسجد الكبير في بئر السبع في العام 1906م، على أيدي الإمبراطورية العثمانية، بتبرع من العشائر العربية في النقب، وشكل تحفة معمارية رائعة ومعلمًا هامًّا في مدينة بئر السبع التي تُعتبر عاصمة الجنوب الفلسطيني المحتل عام 48، وبقي الفلسطينيون يصلون فيه حتى احتلال المدينة في العام 1948م، وكانت آخر مدينة تسقط بيد الاحتلال.
ومنذ ذلك الحين، بحسب أبو عبيد، أُغلق المسجد ومُنع رفع الأذان فيه، كما مُنع المسلمون من الصلاة فيه، ومر المسجد بمراحل صعبة؛ حيث استُخْدِم المسجد كمعتقل ومقرًّا لمحكمة الصلح الإسرائيلية في المدينة، وملاذًا للشواذ وساحة للفنانين.
كما تم إقامة مهرجانات للخمور في ساحات المسجد من قبل بلدية الاحتلال، قبل أن تقرر بلدية الاحتلال تحويله إلى متحف رغم مطالبات المسلمين بإعادة المسجد للمسلمين للصلاة فيه.
وأكد أبو عبيد أن أهالي النقب على اختلاف عشائرهم وتوجهاتهم وانتماءاتهم متوحدون في المطالبة بإعادة المسجد للمسلمين بهدف افتتاحه مجددًا من أجل الصلاة فيه.
وذكر أن إغلاق المسجد وتحويله إلى متحف، حرم أكثر من 30 ألف مواطن مسلم يعيشون في مدينة بئر السبع من الصلاة وأداء شعائرهم الدينية، إضافة إلى عشرات الآلاف من سكان النقب الذين يزورون المدينة يوميًّا، كونه المسجد الوحيد في المدينة.
وتمنع بلدية الاحتلال منذ احتلال المدينة إقامة مساجد للمسلمين في المدينة بهدف تهويد المدينة وطمس طابعها العربي الفلسطيني، وخوفا من عودة المزيد من الفلسطينيين للسكن فيها وإحداث تغيير ديمغرافي في المدينة على حساب المستوطنين اليهود، الذين قد يضطرون للهجرة من المدينة بسبب تزايد النفوذ الفلسطيني فيها.
ونوه أبو عبيد إلى وجود مسجد آخر في المدينة كان يسمى بمسجد بئر السبع الصغير، وتم تحويله إلى متجر ولم يتبق من آثاره شيء.
وأكد أن بلدية الاحتلال نصبت حاليًا داخل المسجد بعض التماثيل والأشكال التي تتناقض مع قدسية المسجد، مشيرًا إلى أن اتصالات تجري مع المؤسسات التركية التي تهتم بالإرث التركي في فلسطين للضغط على سلطات الاحتلال لإعادة المسجد إلى المسلمين، كونه جزءًا من الميراث العثماني في فلسطين، إضافة إلى وجود مقبرة بجانب المسجد تضم قبورصا لجنود وسياسيين أتراك، وتعاني هي الأخرى من وضع مزرٍ.
وأكد الناشط الفلسطيني في منطقة النقب، أن عام 2014، شهد استهدافًا للمساجد في منطقة النقب؛ حيث جرى هدم عشرة مساجد في النقب كان آخرها قبل عدة أيام حين هدمت سلطات الاحتلال مسجد الراشدين في بلدة تل عراد في النقب.
من جهته، استنكر النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي، رئيس جمعية مقدسات بئر السبع، طلب أبو عرار، تحويل سلطات الاحتلال مسجد بئر السبع إلى متحف، مشددًا على أن المسجد للمسلمين وليس للبلدية أو أي مؤسسة إسرائيلية أي حق فيه.
وقال أبو عرار: "سنستمر في نضالنا حتى نسترد المسجد من أيدي الغاصبين المحتلين، وليس من خلال القضاء الذي لم نتوقع في يوم من الأيام أن ينصفنا وخصوصا في موضوع مقدساتنا الإسلامية".
وأضاف أبو عرار أن بلدية الاحتلال لا تريد أن ترى عربًا في المدينة وتريدها مدينة خالصة لليهود، مشيرًا إلى أن القانون الإسرائيلي نفسه نص على حرية العبادة، ومنع الاعتداء على المقدسات ، وتحويلها إلى أغراض غير تلك التي خصصت لها، ومع ذلك لا يحترمون قانونهم عندما يتعلق الأمر بمقدسات المسلمين، فحولوا الكثير من المسجد إلى متاحف وبارات وتربية الحيوانات وأمور أخرى.
واتهم أبو عرار بلدية الاحتلال في بئر السبع، بالسعي إلى طمس المعالم العربية والإسلامية في المدينة، في إطار مخطط شامل للمؤسسة الإسرائيلية يهدف إلى تهويد النقب وتهجير أهله وهدم بيوتهم والسيطرة على أراضيهم، بهدف إحضار مزيد من المستوطنين من منطقة الشمال والمركز للاستيطان في النقب من خلال تقديم الإغراءات المادية لهم والتي تصل إلى حد منحهم منازل مجانا في الوقت الذي تهدم فيه منازل العرب في النقب، ويمنعوننا من بناء المساجد.
وقال: "نحن لا نريد بناء مساجد جديدة في المدينة ولكن على الأقل أن يحافظوا على المساجد القائمة والتي أقيمت قبل احتلال المدينة، مشددا على أن المساجد أماكن عبادة يجب استثناؤها من كل الأوضاع العنصرية".
وأشار أبو عرار إلى أنه "لو جرى تحويل كُنَيِّس يهودي إلى مسجد، لقامت الدنيا ولم تقعد، بينما مساجدنا مطية سهلة للعنصريين".
وأضاف متسائلاً: "ماذا يقلقهم أن يكون لنا مسجد في بئر السبع، إلا أن العنصريين يقلقهم سماع "الله أكبر" ورؤية المسجد الذي يؤكد الهوية الفلسطينية لهذه الأرض".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دفتر الزوار