الخميس، 7 مايو 2015

كشف جرائم حرب "إسرائيل" في غزة /بقلم محسن هاشم مترجم اللغة العبرية

 


"كنا نطلق النار على كل شيء، على منازل مشتبه بها، كل شيء مشتبه به، هذه غزة وأنت تطلق النار على كل شيء، لديك سلاح رشاش تطلق منه النار ولديك سلاح خفيف تطلق منه النار، أثناء التقدم وفي حال وجود منزل مشتبه به يمكنك تفجيره باستخدام صاروخ (لاو)، المضاد للدبابات، الكثير من النار من قبل كل القوات وكل ذلك يشكل غطاء كبيرا والحقيقة هي انك تشعر بالأمن نوعا ما" قال احد جنود المدفعية الذي تمركز في شمال قطاع غزة.
من جهته، قال جندي آخر: كان شعورا صعبا، تم إطلاق النار على ناقلة جند وأصيب اثنان من الضباط، ينتابك شعور بالرغبة بالرد، أن تصيبهم، أن تجعلهم يتألمون، ولذا فإن الحصول على إذن إطلاق النار يكون أسهل، بدا الأمر وكأن بإمكاننا أن نطلب تفجير مواقع، والأهداف التي لم يكن بالإمكان المصادقة على استهدافها قبل يومين، يمكن استهدافها الآن".
ويقول جندي آخر: "في اليوم الذي قتل فيه احد أفراد وحدتنا، جاء إلينا القادة واخبرونا عما جرى، ثم قرروا إطلاق النيران وإطلاق 3 قذائف مدفعية تحية للجندي، قالوا نطلق هذه النيران تحية للجندي، وبدا الأمر لي إشكاليًّا للغاية".
هذه هي فقط مقتطفات من شهادات أكثر من 60 ضابطا وجنديا إسرائيليا شاركوا في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة جمعتها منظمة "كسر الصمت" الإسرائيلية في تقرير لها، بحسب صحيفة "الأيام" الفلسطينية، الثلاثاء 5-5-2015م.
وقالت المنظمة في تقريرها: ترسم هذه الشهادات صورة مثيرة للقلق عن سياسة الجيش الإسرائيلي في إطلاق النار العشوائي، ما أدى إلى مقتل المئات من المدنيين الفلسطينيين الأبرياء".
وأضافت: "الشهادات التي جمعتها (كسر الصمت) ترسم صورة مقلقة لتغيير جذري في القواعد القتالية للجيش الإسرائيلي، إن القيم التي توجه الجيش الإسرائيلي مثل (طهارة السلاح)، وهو المبدأ الذي يفرض على الجنود استخدام الحد الأدنى من القوة اللازمة و"الحفاظ على إنسانيتهم حتى في القتال، قد انخفضت وحتى تم التخلص منها من قبل الجيش الإسرائيلي نفسه".
وأشارت إلى أن "قواعد الاشتباك المعطاة للجنود كانت الأكثر تساهلا من أي وقت مضى، وقد شهد جنود أن الأوامر التي تلقوها كانت إطلاق النار لقتل كل شخص يشاهد في المنطقة، وقد أعطيت للجنود معلومات مضللة، تفيد بأن عمليات الجيش الإسرائيلي تجرى في مناطق تم تطهيرها من المدنيين، وفي الواقع، لقد دخلت القوات مناطق تواجد فيها مدنيون أبرياء، بل وأحيانا عائلات بأكملها".
وأضافت، مستندة إلى شهادات الضباط والجنود، "طوال العملية (الحرب)، أطلق الجيش الإسرائيلي الآلاف من قذائف المدفعية غير الدقيقة على الأحياء السكنية، وخلال العملية، ألحق الجيش الإسرائيلي دمارا شاملا للبنية التحتية المدنية والمنازل، وفي كثير من الحالات، حدث هذا الدمار من دون أي مبرر عملي واضح وبعد قيام القوات البرية بالفعل بـ"مسح" المنطقة ومغادرتها".
وتابعت: "تم قصف العديد من المنازل السكنية، من الأرض ومن الجو، من أجل "إثبات الوجود في المنطقة"، أو حتى كنوع من العقاب".
وفي هذا الصدد، قال يولي نوفاك مدير "كسر الصمت": تنشأ، من الشهادات التي أدلى بها الضباط والجنود، صورة مثيرة للقلق عن سياسة إطلاق النار العشوائي الذي أدى إلى مقتل مدنيين أبرياء، يتعين علينا أن نتعلم من الشهادات أن هناك فشلا أخلاقيا واسعا في قواعد الاشتباك للجيش الإسرائيلي، وأن هذا الفشل يأتي من أعلى سلسلة القيادة، وكضباط وجنود، نحن نعلم أن التحقيقات العسكرية الداخلية تجعل من الجنود البسطاء كبش فداء بدلا من التركيز على السياسة".
وأضاف: "يجب أن يعرف الجمهور ما هي المهمات التي يتم إرسال الأبناء إليها، والقواعد التي يعمل الجيش الإسرائيلي بموجبها باسمهم، نحن ندعو إلى إنشاء لجنة تحقيق من خارج الجيش الإسرائيلي، للتحقيق في السياسة خلف قواعد الاشتباك المطبقة خلال الحرب".
وكتبت المنظمة ان "المبدأ العسكري التوجيهي القائم على الحد الأدنى من المخاطر لقواتنا حتى لو كان ذلك على حساب الحاق الأذى بالمدنيين الابرياء بالإضافة الى الجهود المبذولة لردع وتخويف الفلسطينيين، خلف أعدادا كبيرة من الضحايا بين السكان المدنيين وأدى الى الحاق أضرار غير مسبوقة وواسعة النطاق بالبنية التحتية المدنية في قطاع غزة".
وفي إحدى الشهادات التي وردت في تقرير "كسر الصمت" اكد جندي من وحدة المشاة لم يكشف اسمه ان "قواعد الاشتباك التي قدمت للجنود على الأرض كانت قائمة على إطلاق النار، إطلاق النار في كل مكان، المسألة المسلم بها منذ البداية انه منذ اللحظة التي ندخل فيها (قطاع غزة في المرحلة البرية من العملية) فإن كل من يتجرأ على رفع رأسه هو إرهابي".
ويتحدث جندي آخر عن رصد وقتل امرأتين فلسطينيتين كانتا تسيران في بستان فقط لأنهما كانتا قريبتين للغاية من الخطوط الإسرائيلية. وبعد معاينة جثتيهما، وجد الجنود ان المرأتين لم تكونا تحملان أي أسلحة.
وقال الجندي: "تم رصدهما كإرهابيتين، وتم إطلاق النار عليهما. ولذلك بطبيعة الحال فإنهما كانتا إرهابيتين".
وفي شهادة أخرى، قال جندي إنه تم توجيه أوامر للدبابات بقصف أهداف ومبان عشوائية لأنها تشكل خطرًا نظريًّا.
وبحسب الجندي، فإنه "عندما تنظر الى الصورة الكاملة فإن ذلك أمر كنا نقوم به طوال الوقت. كنا نطلق النار بشكل متعمد كل اليوم".
ويصف جندي في شهادة رابعة قيام وحدته بقتل رجل فلسطيني مسن بعد اطلاق النار عليه واصابته بدون قتله بعد ان تناقل الجنود اخبارا عن امكان تفخيخ المدنيين المسنين.
ويوضح: "شاهد الجندي الذي كان يحرس الموقع مدنيًّا وأطلق النار عليه، ولكنه لم يصبه إصابة مميتة، واستلقى المدني هناك وهو يتلوى من شدة الألم، ولم يرغب أحد من المسعفين بالذهاب لمعالجته".
وبحسب الجندي فإنه "كان واضحا للجميع أن أحد الأمرين سيحدث: إما أن نتركه يموت ببطء وإما نقتله لنريحه من البؤس، وفي نهاية المطاف، قتلناه لنريحه من الألم ثم جاءت جرافة مدرعة وألقت كومة من الانقاض عليه وبهذا انتهى الأمر".
وذكر التقرير انه تم السماح لجنود برتب متدنية باعطاء اوامر من المفترض ان يقوم ضباط اعلى رتبة منهم بتوجهيها.
وتحدث أيضا عن هدم مبان باكملها بناء على مخاطر نظرية فحسب. بالاضافة الى قيام الجنود بالنهب وتخريب منازل مدنيين فلسطينيين.
وكرر الجيش الاسرائيلي في بيان، امس، التزامه "بالتحقيق في كل الادعاءات ذات المصداقية التي طرحتها وسائل الاعلام والمنظمات غير الحكومية والشكاوى الرسمية حول سلوك الجيش الاسرائيلي خلال عملية الجرف الصامد باكبر قدر من الجدية".
ولفت الجيش الى انه طلب من منظمة "كسر الصمت" تزويده ادلة او معلومات حول شهادات الجنود التي تم نشرها بدون ذكر اسمائهم ليتمكن من اجراء تحقيقاته الخاصة. وقال ان المنظمة رفضت ذلك ما يجعله يشكك في نواياها.
ولكن يهودا شاؤول وهو احد مؤسسي المنظمة اكد لوكالة فرانس برس ان "كسر الصمت" وجهت بالفعل رسالة الى رئيس هيئة الاركان الاسرائيلي في 23 اذار الماضي وطلبت الاجتماع به.
وقال شاؤول، "كنا واضحين للغاية اننا سنكون اكثر من سعداء بأن نتشارك المواد عند تحديد اجتماع ولكن ويا للاسف لم نسمع اي رد منهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دفتر الزوار