بقلم محسن هاشم
"حماس بانتظار القاهرة في صفقة الأسرى".. "لماذا لا نعترف بالدولة الفلسطينية؟!" "محاولات للعودة إلى دولة الرفاه في إسرائيل ومنتجي الأجبان يدعون الحكومة لإنهاء المقاطعة".. "الأسد يتهم المخربين ويعد بإصلاحات
شاملة".. "روسيا تعارض التصويت ضد دمشق في مجلس الأمن".. "إسرائيل تصطحب معها مصورين خلال الحملة المقررة ضد أسطول الحرية 2".
هذه العناوين تلخص أبرز ما ورد في الصحافة الإسرائيلية خلال الأسبوع المنصرم، حاملةً معها أهم اتجاهات الاهتمام لدى الرأي العام الإسرائيلي والقضايا التي تشكل هذا الاهتمام في المرحلة الحالية.
وبطبيعة الحال والأهمية؛ فقد احتلت الأوضاع المأزومة لدى الجارة الشمالية الشرقية، سوريا، بجانب قضية الدولة الفلسطينية وصفقة تبادل الأسرى بين "إسرائيل" و"حماس"، والتي ترعاها القاهرة حاليًا، الاهتمام الأكبر للصحف الإسرائيلية، والتي تعكس اهتمامًا مماثلاً لدى الشارع في دولة الكيان الصهيوني.
كما كان من اللافت أنَّ تتصدر القضايا الاقتصادية واجهة الصحف الإسرائيلية؛ حيث أوردت صحف مثل اليديعوت أحرونوت والهآرتس أخبارًا عديدةً حول التحدي الذي يواجه المجتمع الإسرائيلي فيما يخص مجتمع الرفاه، وكذلك قضية الإضراب الذي دعا إليه نشطاء ومواطنون عاديون لمقاطعة منتجات الأجبان الإسرائيلية الصنع، والمطالب التي تقدم بها المنتجون للحكومة للعمل على وقف الإضراب.
كما كان من اللافت في عناوين الصحف الإسرائيلية خلال الفترة الماضية، ذلك التشابه القائم ما بين العناوين الرئيسية لها؛ حيث تكاد تتطابق عناوين الأخبار الرئيسية ومقالات الرأي في اليديعوت والهآرتس والمعاريف.
سوريا ومصير الأسد!!
وكانت التطورات الخاصة بالأوضاع في سوريا هي أبرز مثال على هذا التطابق، الذي إن دل على شيء؛ فإنما يدل على: أولاً، طبيعة الاهتمام الكبير الذي توليه إسرائيل لهذا الملف، ودرجة اهتمام الرأي العام به في الكيان الصهيوني، القلق على وجوده دائمًا، كذلك وجود درجة من درجات التوحد في المواقف بين مختلف القوى وشرائح الرأي العام في إسرائيل في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ هذا الكيان.
فعلى سبيل المثال: كان "المانشيت" الرئيس للصحف الإسرائيلية الرئيسية الثلاث هذه ليوم الاثنين 20-6-2011م عن سوريا، حيث ركزت كل من الـ"هآرتس" واليديعوت أحرونوت على الكلمة التي ألقاها الرئيس السوري، بشار الأسد، صبيحة الاثنين، حول الأحداث في بلاده، والتي اتهم فيها من وصفهم بـ"المخربين والمتطرفين" بالوقوف خلف الأحداث الدموية الحالية في بلاده؛ تناولت المعاريف بعضًا من التطورات القائمة على الأرض في سوريا، وموقف المحتجين في هذا الإطار.
وقالت المعاريف في تغطيتها للأحداث: "إن الرد الذي قدمه الشعب السوري على خطاب بشار هو خروج الآلاف إلى شوارع المدن السورية للمطالبة باستقالة الرئيس السوري الأسد الابن".
كما اهتمت اليديعوت في الإطار، بشكل خاص، بالموقف الروسي من الأحداث في سوريا؛ حيث أعلن الرئيس الروسي، ديمتري ميدفيديف، عن معارضة بلاده لأي قرار يدين سوريا، أو يدعو إلى استخدام القوة العسكرية ضدها كما في ليبيا، في مجلس الأمن الدولي.
اتجاهات الرأي في الصحف الإسرائيلية في هذا القضية كانت تتجه إلى إدانة الجرائم التي يرتكبها الرئيس السوري، بشار الأسد، ضد مواطنيه، ولكن من بين التعليقات اللافتة التي وردت في مواقف وآراء هذه الصحف هو ذلك الذي ورد في افتتاحية صحيفة "المعاريف" يوم الأحد التاسع عشر من يونيو.
فقد قالت الصحيفة في مستهل مقالها الافتتاحي الذي عنونته: "يلقون جثث المتظاهرين على شاطئ اللاذقية": "مع العنف الذي يُمارسه نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد على مواطني سوريا، تتساءل وسائل الإعلام العربية في الوقت الراهن كيف اتفق أن الحكام العرب يغضون النظر ويصمتون عما يُرتكب بحق الأبرياء من ظلم، في الوقت الذي تسعى فيه الدول الأوروبية والولايات المتحدة إلى فرض عقوبات ضد نظام بشار الأسد".
وفي حقيقة الأمر لا أحد يدري الإجابة على هذا السؤال؛ إلا أن المسالة مخجلة حقًّا، خصوصًا إذا ما جاء هذا التنويه من جانب طرف ينتمي إلى العدو الصهيوني.
وتضيف المعاريف في افتتاحيتها المُذِلَّة هذه قائلةً: "بالمقابل، فإن رئيس وزراء تركيا، رجب طيب أردوغان، الذي تقرب جدًّا من الأسد في السنوات الأخيرة، حظي بثناء شديد بعد أن اجتاز الخط الذي توقفت عنده باقي الدول العربية، واتخذ موقفًا فاعلاً حيال ما يجري لدى جارته الجنوبية".
وتزداد مرارة القارئ العربي لمواقف الصحف الإسرائيلية في هذا الجانب، عندما يقرأ ما كتبته اليديعوت أحرونوت، في أحد تقاريرها الإخبارية، عن الوضع في سوريا، تنتقد فيه وعود الرئيس السوري، بشار الأسد، بتطبيق حزمة إصلاحات، بينما قواته تواصل القمع الدموي للمحتجين!!
ملفات فلسطينية شائكة!!
وننتقل إلى القضية الفلسطينية، والتي اهتمت الصحف الإسرائيلية في تغطياتها الإخبارية واتجاهات الرأي فيها بالتعثر الحالي الموجود في موضوع تبادل الأسرى بين "إسرائيل" و"حركة حماس" بعد عودة مصر إلى رعايته.
اليديعوت أحرونوت قالت: "إن حماس تنتظر الموقف المصري لتحديد موقفها إزاء صفقة التبادل المقترحة، وتنقل عن الدكتور موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، قوله: "إن الحركة تنتظر تحركًا مصريًّا لدفع الأمور قدمًا فيما يخص قضية التبادل".
وتشير الصحيفة إلى أن مصر تولت الملف مرة أخرى بعد فشل المسعى الألماني لإتمام الصفقة.
وكانت القاهرة قد وجهت على لسان مسؤول أمني رفيع المستوى، يبدو أنه من فريق جهاز المخابرات العامة، الذي يتولى ملف الأسرى، انتقادات حادة، بسبب ما وصفه بالمماطلة الإسرائيلية في إتمام صفقة التبادل.
هذا هو ما ذكرته الهآرتس" الإسرائيلية، في عددها الصادر الأحد 19 يونيو، وتضيف عليه قول المصدر المصري، الذي لم تذكر اسمه: "السلوك الإسرائيلي، وممارسات المبعوث الإسرائيلي الجديد، ديفيد ميدان، من الممكن أن يؤديا إلى تفجر المحادثات، واختفاء جلعاد شاليط".
وفي ملف فلسطيني آخر، اهتمت الصحف الإسرائيلية بالتفاعلات الراهنة لقضية المسعى الفلسطيني للتقدم إلى مجلس الأمن الدولي لنيل اعتراف الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967م.
وكان أبرز ما اهتمت به الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية في هذا المجال، تصريح رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، يوم الثلاثاء الرابع عشر من يونيو، من أنه يعمل على تجنيد ما بين 30 إلى 50 دولة، تعارض الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة، من بين 192 دولة عضوة في المنظمة الدولية، وذلك خلال لقاء جمع بين نتنياهو ورئيس البرلمان الأوروبي، البروفيسور جيرزي بوزيك.
ملف الدولة الفلسطينية أيضًا ارتبط بتصريحات ومواقف لرئيس دولة الكيان الصهيوني، شيمون بيريز، الذي أكد أولاً على ضرورة استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين "بصورة عاجلة"، كما أنه عبر عن مخاوفه من أن عدم الوصول إلى حل تفاوضي مع الفلسطينيين أساسه حل الدولتين، يهدد مصير الدولة الإسرائيلية، كما نقلت الهآرتس عنه يوم السبت الثامن عشر من يونيو.
ونقلت الهآرتس أن بيريز قال خلال الاحتفال بمرور أربعة أعوام على انتخابه رئيسًا لإسرائيل: "إن الأجواء في مكتبه "محبطة وقلقة على مصير دولة إسرائيل في ظل الجمود السياسي الراهن"، وأضاف: إن لديه "توقعات صعبة وقلقة بشأن مصير إسرائيل"، وأوضح بالقول: "أنا قلق من إمكانية نشوء دولة ثنائية القومية.. نحن على وشك الاصطدام بحائط، فنحن نتجه بسرعة كبيرة إلى حالة سنخسر فيها وجود إسرائيل كدولة يهودية".
اللافت للنظر أن هذه المخاوف التي عبر عنه بيريز حول مصير دولة الكيان الصهيوني ليست قاصرةً عليه، أو هواجس خاصة به، فقد كان هناك حالة عامة من الغضب لدى كتاب الرأي الإسرائيليين من تعنت رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في مسألة الحدود واللاجئين، وطالبه أكثر من كاتب ومحلل إسرائيلي بالعمل على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، "قبل أن يفرضها العالم على إسرائيل"، بحسب خبراء قانونيين إسرائيليين ومسؤولين في الجيش في الهآرتس واليديعوت.
ومن بين ما نشرته اليديعوت أحرونوت في هذا يوم الثاني عشر من يونيو مقالة شديدة الأهمية، كتبها روبي سيبل، المستشار القانوني السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية، والخبير في القانون الدولي والسفير الإسرائيلي السابق لدى الاتحاد الأوروبي وألمانيا، آفي بريمور، طالبًا فيه نتنياهو بعدم اعتراض مشروع الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة؛ "لأن لديها بالفعل دعمًا دوليًا"، واعتراض المشروع في مجلس الأمن أو الجمعية العامة يعني المزيد من الإدانة الدولية لإسرائيل، التي تدهورت صورتها في أوروبا بالفعل.
كذلك طالب جدعون ليفي في الهآرتس يوم 19 يونيو بترك قافلة أسطول الحرية الثاني تذهب إلى قطاع غزة، ومدعاة طلب ليفي هذا هو أن إسرائيل سوف تتورط في مأزق قانوني وإنساني لو أصرت على منع القافلة من الوصول إلى قطاع غزة بالقوة العسكرية.
وقال في مقاله عبارة لافتة جدًّا، وجهها إلى "من سيصدون القافلة البحرية"، وقال فيها: "تصرفوا ولو هذه المرة بحكمة بحسب القانون الدولي والعدل البسيط.. يجوز لهؤلاء الناس أن يبلغوا غزة، ولا يجوز لإسرائيل أن تمنع ذلك".
مشكلة "الجبنة"!!
ونختم التقرير كما تعودنا بملف غير سياسي، ويحمل الكثير من الطرافة، وهو الجدال الدائر في "إسرائيل" حاليًا حول الجبنة ومنتجات الألبان؛ حيث قام عدد من نشطاء الفيس بوك بحملة لمقاطعة الأجبان الإسرائيلية، بسبب ارتفاع الأسعار، وهو ما استتبع قيام أصحاب الشركات الثلاث الإسرائيلية الرئيسية المنتجة للجبن، بمطالبة الحكومة بفض هذه المقاطعة الشاملة التي أضرت بمصالحهم.
إلا أنه، وبحسب الهآرتس؛ فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية يتجه إلى فتح باب الاستيراد أمام منتجات الألبان الأجنبية، سعيًا لتخفيض الأسعار.
وإجمالاً، فإننا نرصد عودة الأمور الاقتصادية بالفعل إلى واجهة الاهتمام في الإعلام الإسرائيلي؛ حيث أعلن رئيس حزب العمل الجديد، عمير بيرتس، عن برنامجه الذي من المفترض أنه سيشكل سياساته خلال الفترة المقبلة.
وقالت اليديعوت أحرونوت: "إنه على رأس أجندة بيرتس الذي شغل في الماضي منصب وزير الحرب، قضية استعادة دولة الرفاه في إسرائيل، وحماية متوسطي الدخل، في مواجهة سياسات الحكومات اليمينية التي حكمت "إسرائيل" في السنوات الأخيرة، والتي اتهمها بيرتس بأنها تعمل لصالح الأثرياء في المجتمع الإسرائيلي
خير الناس من فك كفة وكف فكه وشر الناس من فك فكة وكف كفه
الاثنين، 8 أغسطس 2011
عالم إسرائيلي يشكك بوجود أي صلة لليهود بالقدس
بقلم محسن هاشم
شكك عالم الآثار الإسرائيلي إسرائيل فلنكشتاين من جامعة تل أبيب، بوجود أي صلة لليهود بالقدس، وجاء ذلك خلال تقرير نشرته مجلة "جيروزاليم ريبورت" الإسرائيلية توضح فيه وجهة نظر فلنكشتاين.
وأكد للمجلة أن علماء الآثار اليهود "لم يعثروا على شواهد تاريخية أو أثرية تدعم بعض القصص الواردة في التوراة بما في ذلك قصص الخروج والتيه في سيناء وانتصار يوشع بن نون على كنعان".
وأوضح فلنكشتاين أن "الإسرائيليين القدماء تطوروا من الحضارة الكنعانية في العصر البرونزي المتأخر في المنطقة، ولم يكن هناك أي غزو عسكري قاس وأكثر من ذلك حيث يشكك في قصة داوود الشخصية التوراتية الأكثر ارتباطا بالقدس حسب معتقدات اليهود"، مشيراً إلى أنه "لا يوجد أساس أو شاهد إثبات تاريخي على وجود هذا الملك المحارب الذي اتخذ القدس عاصمة له".
وأوضح أن "شخصية داوود كزعيم يحظى بتكريم كبير لأنه وحد مملكتي يهودا وإسرائيل هو مجرد وهم وخيال لم يكن لها وجود حقيقي. كما أن وجود باني الهيكل وهو سليمان بن داوود مشكوك فيه أيضا، حيث تقول التوراة إنه حكم امبراطورية تمتد من مصر حتى نهر الفرات رغم عدم وجود أي شاهد أثري على أن هذه المملكة المتحدة المترامية الأطراف قد وجدت بالفعل في يوم من الأيام وإن كان لهذه الممالك وجود فعلي فقد كانت مجرد قبائل وكانت معاركها مجرد حروب قبلية صغيرة وبالتالي فإن قدس داوود لم تكن أكثر من قرية فقيرة بائسة ، أما فيما يتعلق بهيكل سليمان فلا يوجد أي شاهد أثري يدل على أنه كان موجوداً بالفعل".
من جانبه أوضح رافاييل جرينبرج - وهو محاضر بجامعة تل أبيب - إنه "كان من المفترض ان تجد "إسرائيل" شيئا حال واصلت الحفر لمدة ستة أسابيع غير أن الإسرائيليين في مدينة داود بحي سلوان بالقدس يقومون بالحفر من دون توقف منذ عامين ولم يعثروا على شيء".
وفي الإطار ذاته يرى خبراء إسرائيليون أن "الهدف الرئيس من وراء أنشطة الحفريات هو دفع الفلسطينيين للخروج من المدينة المقدسة وتوسيع المستوطنات اليهودية فيها".
وأكد رافاييل جرينبرج أن "ما تقوم به إسرائيل من استخدام لعلم الآثار بشكل مخل يهدف إلى طرد الفلسطينيين الذين يعيشون في سلوان وتحويله إلى مكان يهودي".
شكك عالم الآثار الإسرائيلي إسرائيل فلنكشتاين من جامعة تل أبيب، بوجود أي صلة لليهود بالقدس، وجاء ذلك خلال تقرير نشرته مجلة "جيروزاليم ريبورت" الإسرائيلية توضح فيه وجهة نظر فلنكشتاين.
وأكد للمجلة أن علماء الآثار اليهود "لم يعثروا على شواهد تاريخية أو أثرية تدعم بعض القصص الواردة في التوراة بما في ذلك قصص الخروج والتيه في سيناء وانتصار يوشع بن نون على كنعان".
وأوضح فلنكشتاين أن "الإسرائيليين القدماء تطوروا من الحضارة الكنعانية في العصر البرونزي المتأخر في المنطقة، ولم يكن هناك أي غزو عسكري قاس وأكثر من ذلك حيث يشكك في قصة داوود الشخصية التوراتية الأكثر ارتباطا بالقدس حسب معتقدات اليهود"، مشيراً إلى أنه "لا يوجد أساس أو شاهد إثبات تاريخي على وجود هذا الملك المحارب الذي اتخذ القدس عاصمة له".
وأوضح أن "شخصية داوود كزعيم يحظى بتكريم كبير لأنه وحد مملكتي يهودا وإسرائيل هو مجرد وهم وخيال لم يكن لها وجود حقيقي. كما أن وجود باني الهيكل وهو سليمان بن داوود مشكوك فيه أيضا، حيث تقول التوراة إنه حكم امبراطورية تمتد من مصر حتى نهر الفرات رغم عدم وجود أي شاهد أثري على أن هذه المملكة المتحدة المترامية الأطراف قد وجدت بالفعل في يوم من الأيام وإن كان لهذه الممالك وجود فعلي فقد كانت مجرد قبائل وكانت معاركها مجرد حروب قبلية صغيرة وبالتالي فإن قدس داوود لم تكن أكثر من قرية فقيرة بائسة ، أما فيما يتعلق بهيكل سليمان فلا يوجد أي شاهد أثري يدل على أنه كان موجوداً بالفعل".
من جانبه أوضح رافاييل جرينبرج - وهو محاضر بجامعة تل أبيب - إنه "كان من المفترض ان تجد "إسرائيل" شيئا حال واصلت الحفر لمدة ستة أسابيع غير أن الإسرائيليين في مدينة داود بحي سلوان بالقدس يقومون بالحفر من دون توقف منذ عامين ولم يعثروا على شيء".
وفي الإطار ذاته يرى خبراء إسرائيليون أن "الهدف الرئيس من وراء أنشطة الحفريات هو دفع الفلسطينيين للخروج من المدينة المقدسة وتوسيع المستوطنات اليهودية فيها".
وأكد رافاييل جرينبرج أن "ما تقوم به إسرائيل من استخدام لعلم الآثار بشكل مخل يهدف إلى طرد الفلسطينيين الذين يعيشون في سلوان وتحويله إلى مكان يهودي".
وكيل الشؤون المسيحية يدين اقتحام شرطة الاحتلال للمسجد الاقصى
بقلم محسن هاشم
استنكر الدكتور حنا عيسى وكيل الشؤون المسيحية بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية قيام مجموعات متتالية من اليهود المتطرفين بالتجوال في باحات المسجد الاقصى المبارك.
وقال الدكتور حنا عيسى ان اقتحام المسجد الاقصى هو أسلوب يدلل على عدم احترام سلطات الاحتلال لحرية العبادة المنصوص عليها في القوانين المحلية للدول و القوانين الدولية بل أكثر من ذلك هو انتهاك صارخ لاماكن العبادة وقدسيتها، حيث بانتهاكها للمسجد تكون سلطات الاحتلال قد انتهكت حرمة المقدسات الدينية وحرية العبادة وتمنع المصلين من الوصول إلى ألاماكن المقدسة لأداء الصلاة فيها مما يشكل انتهاكا خطيرا لحرية العبادة وحق ممارسة الشعائر الدينية التي كفلتها كافة الشرائع والمواثيق الدولية وخاصة الشرعة الدولية لحقوق الإنسان.
وطالب المجتمع الدولي ممثلا بالجمعية العامة ومجلس الأمن بالضغط على سلطات الاحتلال من اجل أن توقف انتهاكاتها لاماكن العبادة وإجبارها على الالتزام بأحكام القانون الدولي الإنساني وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وقت الحرب وتحت الاحتلال, ومواثيق حقوق الإنسان وقرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية أولا وان دولة الاحتلال ليست مطلقة اليدين في استخدام ما تشاء من القوة أو الإجراءات أو السياسات في أدارتها للأراضي المحتلة, ويجب عليها أن تراعي إلى أقصى حد حياة ومصالح السكان المدنيين وحماية ممتلكاتهم الخاصة و العامة, وألا تغير من الوضع القانوني لتلك الأراضي ثانيا.
استنكر الدكتور حنا عيسى وكيل الشؤون المسيحية بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية قيام مجموعات متتالية من اليهود المتطرفين بالتجوال في باحات المسجد الاقصى المبارك.
وقال الدكتور حنا عيسى ان اقتحام المسجد الاقصى هو أسلوب يدلل على عدم احترام سلطات الاحتلال لحرية العبادة المنصوص عليها في القوانين المحلية للدول و القوانين الدولية بل أكثر من ذلك هو انتهاك صارخ لاماكن العبادة وقدسيتها، حيث بانتهاكها للمسجد تكون سلطات الاحتلال قد انتهكت حرمة المقدسات الدينية وحرية العبادة وتمنع المصلين من الوصول إلى ألاماكن المقدسة لأداء الصلاة فيها مما يشكل انتهاكا خطيرا لحرية العبادة وحق ممارسة الشعائر الدينية التي كفلتها كافة الشرائع والمواثيق الدولية وخاصة الشرعة الدولية لحقوق الإنسان.
وطالب المجتمع الدولي ممثلا بالجمعية العامة ومجلس الأمن بالضغط على سلطات الاحتلال من اجل أن توقف انتهاكاتها لاماكن العبادة وإجبارها على الالتزام بأحكام القانون الدولي الإنساني وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وقت الحرب وتحت الاحتلال, ومواثيق حقوق الإنسان وقرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية أولا وان دولة الاحتلال ليست مطلقة اليدين في استخدام ما تشاء من القوة أو الإجراءات أو السياسات في أدارتها للأراضي المحتلة, ويجب عليها أن تراعي إلى أقصى حد حياة ومصالح السكان المدنيين وحماية ممتلكاتهم الخاصة و العامة, وألا تغير من الوضع القانوني لتلك الأراضي ثانيا.
د.الطيبي يزور خيمة "حريش" والعربية للتغيير تندد بقرار ازالتها
بقلم محسن هاشم
قام النائب احمد الطيبي رئيس الحركة العربية للتغيير بزيارة ميدانية لخيمة الاعتصام المقامة في اراضي "حريش" احتجاجا على نية الحكومة الاسرائيلية بناء اكثر من 4700 وحدة سكنية لليهود المتزمتين.
وقال النائب الطيبي "ان هذه الحكومة بالرغم من التظاهرات الجبارة لا تكترث بالمواطنين ومستمرة في نهجها اليميني الاجتماعي والسياسي على حد سواء مشيدا بالنضال اليهودي العربي المشترك في هذه الخيمة لمصلحة الجميع".
اما احمد ملحم رئيس اللجنة الشعبية في وادي عارة فقد اكد على اصرار الاهالي بالاحتجاج مطالبا بزيادة الاهتمام والدعم السياسي للخيمة وطلباتها الشرعية".
كذلك تحدث عدد من النشطاء اليهود الذين اكدوا ان الحكومة تريد ضخ الاف المتدينين اليهود لارغام الاخرين على ترك المدينة في حين انها لا تسمح للمدينة بأن تكون مدينة مفتوحة للجميع.
ونددت اليوم الحركة العربية للتغيير في وادي عارة بشدة بنية السلطات هدم الخيمة بحجة انها غير مرخصة حيث قال محمد عثامنة (ابو فايز) عضو اللجنة المركزية للحركة من كفر قرع "ان هذه خطوة عدوانية وغير ديموقراطية من السلطات التي لم تمس ايا من الاف الخيم الموجودة في كل انحاء اسرائيل بل استهدفت هذه الخيمة اليهودية العربية لاسباب معروفة".
قام النائب احمد الطيبي رئيس الحركة العربية للتغيير بزيارة ميدانية لخيمة الاعتصام المقامة في اراضي "حريش" احتجاجا على نية الحكومة الاسرائيلية بناء اكثر من 4700 وحدة سكنية لليهود المتزمتين.
وقال النائب الطيبي "ان هذه الحكومة بالرغم من التظاهرات الجبارة لا تكترث بالمواطنين ومستمرة في نهجها اليميني الاجتماعي والسياسي على حد سواء مشيدا بالنضال اليهودي العربي المشترك في هذه الخيمة لمصلحة الجميع".
اما احمد ملحم رئيس اللجنة الشعبية في وادي عارة فقد اكد على اصرار الاهالي بالاحتجاج مطالبا بزيادة الاهتمام والدعم السياسي للخيمة وطلباتها الشرعية".
كذلك تحدث عدد من النشطاء اليهود الذين اكدوا ان الحكومة تريد ضخ الاف المتدينين اليهود لارغام الاخرين على ترك المدينة في حين انها لا تسمح للمدينة بأن تكون مدينة مفتوحة للجميع.
ونددت اليوم الحركة العربية للتغيير في وادي عارة بشدة بنية السلطات هدم الخيمة بحجة انها غير مرخصة حيث قال محمد عثامنة (ابو فايز) عضو اللجنة المركزية للحركة من كفر قرع "ان هذه خطوة عدوانية وغير ديموقراطية من السلطات التي لم تمس ايا من الاف الخيم الموجودة في كل انحاء اسرائيل بل استهدفت هذه الخيمة اليهودية العربية لاسباب معروفة".
الشارع الإسرائيلي يضع حكومة نتنياهو على حافة الانهيار
بقلم محسن هاشم
اهتمت الصحافة ووسائل الإعلام في "إسرائيل" في الآونة الأخيرة بقضايا داخلية نوعية لم يسبق لها وأن انشغلت بها في خضم القضايا والملفات الأمنية والسياسية التقليدية التي دأب الإعلام الإسرائيلي على التركيز عليها،
وذلك لارتباطها على الأغلب بقضية الوجود والبقاء.
فقبل أيام اندلعت في "إسرائيل" سلسلة من الاحتجاجات الاجتماعية بسبب ارتفاع أسعار الوقود والمساكن، وسوء السياسات الحكومية في المجالين الاقتصادي والاجتماعي، وهو ما كان أولاً أمرًا مستغربًا في ظل مستويات الدخل الفردي السنوية العالية في "إسرائيل"، والتي تعتبر من أعلى المعدلات في العالم، وثانيًا فتَح مجالاً واسعًا للحديث عن قضايا مثل العدالة الاجتماعية والسياسية، في بلد من المفترض أنه الأكثر ثراء وتقدمًا في الناحيتين السياسية والاقتصادية في إقليمه.
ومن خلال متابعة ما تكتبه أقلام كبار الكتاب الإسرائيليين، ومن بينهم كتاب من وزن جدعون ليفي؛ فإننا ندرك أن "إسرائيل" قد استفاقت على كابوس مخيف، أكثر رعبًا من مجرد الحديث عن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا؛ حيث المشكلة هذه المرة تشير إلى أن الحلم الإسرائيلي ببناء مجتمع الرفاه الاقتصادي والاجتماعي قد سقط سقوطًا ذريعًا تحت أقدام أكثر من 150 ألف متظاهر، وتم لفه في أكفان خيام المعتصمين في شوارع تل ونهاريا!!
كذلك كان هناك مصدر قلق كبير آخر لدى الصهاينة في الآونة الأخيرة، وهي الاستقالة الجماعية التي تقدمت بها قيادات الجيش التركي إلى رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان، وهو ما سوف يسمح لأردوغان بوضع قيادات عسكرية أكثر قربًا من الحكومة على رأس المؤسسة العسكرية التي كانت تُعتبر صديق "إسرائيل" الوحيد في تركيا بعد انقلاب الحكومة والرأي العام في هذا البلد العربي المسلم على الكيان الصهيوني، بسبب جرائمه في غزة، وضد أسطول الحرية الأول في مايو 2010م.
الشعب يريد.. في إسرائيل!!
كان هتاف "الشعب يريد..." هو أحد الأيقونات الأهم في حراك الثورة المصرية والثورات الحالية التي تجتاح العديد من البلدان العربية في ربيعها الحالي، حتى ولو كان صيفها ملتهبًا، فهو بلا فساد أو استبداد.
المهم أن هذا الشعار الآن صار أحد مفردات الحياة العامة في "إسرائيل"، وذلك في تأثير تجاوز بالمطلق تخيل أيٍّ من المراقبين والمتابعين لتداعيات الثورات في مصر والعالم العربي على "إسرائيل"؛ حيث ظن الجميع أن التأثير سو ف يقتصر على الجوانب المتعلقة بالنواحي الأمنية، والعلاقات ما بين إسرائيل وبين مصر وغيرها من البلدان العربية.
ولنأخذ على ذلك نموذجًا لكاتب من أهم الكتاب في إسرائيل، وهو ناحوم برنياع، الذي كتب في اليديعوت أحرونوت مقالاً بعنوان "الشعب يريد عدالة اجتماعية وسياسية"، قال فيه: "إن أكبر إنجاز لحركة الاحتجاج هو دوامها، ففي دولة فتيل صبرها قصير بصورة مؤلمة، نتوقع أن نرى نتائج في بث حي، في الحال بعد الدعايات فإن قدرة هذه الحركة على أن تخرج الى الشارع جموعًا بالسبت الثاني مدهشة جدًّا".
وأضاف: "إن النواة الصلبة من المتظاهرين لم تعد إلى البيت؛ بل عادت إلى أحياء الخيام التي أُقيمت في مواقع مختلفة في البلاد، ومن هناك ستستمر على العمل والتثوير، وأن تقف مثل الشوكة في حلق الحكومة الإسرائيلية".
ويصف المشهد في "إسرائيل" يوم السبت الفائت، فيقول: "إذا جمعنا المظاهرات أمس؛ فقد كانت من المظاهرات الكبرى في تاريخ الدولة، كانت المظاهرات في الماضي من أجل أرض إسرائيل، أو السلام، أو إخفاقات في الحرب، ولكن من كان يصدق أن مائة وخمسين ألف إسرائيلي سيجهدون أنفسهم في الخروج إلى الشوارع من أجل إصلاحات اجتماعية".
ويستطرد: "(الشعب يريد عدالة اجتماعية).. هكذا صرخ المتظاهرون مرة بعد أخرى- ويبدو أن هذا المصطلح، وهو عام وغير ملزم كما هو، يمثل مشاعر أجزاء كبيرة جدًّا من الشعب، فقد توقع منظمو المظاهرة في القدس ألفي متظاهر، فأتى أكثر من عشرة آلاف".
وكان جزء من الشعارات التي رفعها المظاهرون، بحسب برنياع، "متطرفًا"، فقد دعت بعضها إلى ثورة اجتماعية في "إسرائيل"، وإلى تغيير عميق في ترتيب أفضليات الحكومة والمجتمع.
أما جدعون ليفي، فقد كتب مقالاً في الهآرتس بعنوان: لا يُوجد أية إمكانية لسوء الفهم فيه، وهو: "ابقوا في الخيام"(!!)، قال فيه ليفي: "إن الخطاب العام استيقظ من نومه، فثمة كلام وثمة برنامج عمل، وهاتان الظاهرتان جديدتان في سماء حياتنا، وهناك شباب لم يعودوا يكتفون بالسخافات، لقد استيقظ الشعب فجأة في الصباح، وشعر بأنه إنسان، إنسان جدًّا، وبدأ يسير".
ويضيف ليفي: "إن الاحتجاج نقل مركز القوة من الساسة إلى الجمهور، الذي يتحدث الآن، ربما لأول مرة بمصطلحات الفرد والمجتمع؛ لا بمصطلحات الدولة والجيش، ولا تستهينوا بهذا، وقد نقل مركز القوة أيضًا من جماعات الأقلية ذات القوة إلى الأكثرية التي كانت صامتة حتى الآن".
أردوغان.. أتاتورك الجديد!!
افتتاحية الهآرتس المنشورة يوم الأحد 31 يوليو، جاءت بعنوان: "أتاتورك الحديث.. عهد جديد في تركيا"، وتناولت فيها تبعات استقالة قيادات الجيش التركي على الأوضاع السياسية العامة في تركيا، مع مساس ذلك بالاتجاهات العامة للعلاقات ما بين الدولة العبرية وأنقرة.
وكان كل من رئيس الأركان التركي، الجنرال إيشيك كوشانير، وقائد القوات البرية، الجنرال آردال جيلان أوغلو، وقائد القوات الجوية، حسن أكساي، وقائد القوات البحرية، الأميرال أشرف أوغور ياقيت، قد تقدموا باستقالاتهم من مناصبهم قبل بضعة أيام، على خلفية خلاف مع رئيس الحكومة، أردوغان، بسبب استمرار اعتقال أكثر من 160 من العسكريين السابقين والحاليين في قضية تنظيم "أرجينيكون" الانقلابي.
وتقرأ الهآرتس أولاً دلالات هذا الأمر السياسية في تركيا، فتقول: "لأول مرة في التاريخ الحديث لتركيا تكون القيادة العسكرية هي التي تستقيل بسبب خلاف مع الحكومة، وليس الحكومة هي التي تُزاح".وتضيف الصحيفة قائلةً: "أردوغان الذي حظي بأغلبية جارفة في الانتخابات العامة الأخيرة، وينوي القيام بإصلاحات دستورية حظيت بتأييد الأغلبية بين الجمهور في استفتاء شعبي، يستكمل سيطرته على الجيش أيضًا، وهذا يجعله "أتاتورك الحديث"، مثل مؤسس تركيا العلمانية؛ حيث يسيطر من خلال نظام حزب واحد لا معارضة حقيقية له".
سموم أمريكية!!
وفي موضوع آخر، نشرت الهآرتس الإسرائيلية مقابلة يوم السبت الماضي مع نيوت جينجريتش، السياسي الجمهوري المخضرم، الذي أعلن اعتزامه الترشح لانتخابات الرئاسة الأمريكية، قال فيها: "إن انسحاب "إسرائيل" إلى حدود الـ67 هو بمثابة "انتحار".
وشن جينجريتش هجومًا حادًّا على الفلسطينيين وحركة حماس وعلى الإسلام السياسي(!!)، فنجده يقول: "إن الكثير من المحافظين الأمريكيين يرون أن أمن الولايات المتحدة و"إسرائيل" يواجهان التهديد نفسه"، وقال: إنه يعتقد أنه كان من الأفضل لإسرائيل أن يكون إجماع على أن بقاء الولايات المتحدة لا ينفصل عن بقاء "إسرائيل"، وأن "إسرائيل" هي قضية غير حزبية.
وقال أيضًا: "الإسلام المتطرف معادٍ للسامية منذ سنوات العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي، قبل قيام إسرائيل"، وأضاف: "العداء لليهود في فلسطين كان غير عادي".
ووصف حركة "حماس" بأنها مثل الاتحاد السوفيتي السابق "إمبراطورية شر"، بسبب ما قال إنها تصرح به علانية، وتكرره في كافة وسائل الإعلام الممكنة، من أن هدفها هو "قتل اليهود، والقضاء على إسرائيل" بحسب قوله.
كما رفض فكرة إخلاء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة، وقال: إن ذلك يسمح للفلسطينيين بالمزيد من المطالب!!
وأضاف واصفًا الصراع بين الفلسطينيين وإسرائيل بأنه لا يرى الصراع سياسيًّا، وإنما هو "صراع هوية أكثر منه سياسيًّا"!
المأزق الأمريكي!
آلون بنحاس كتب في المعاريف، في الأخير من شهر يوليو، مقالاً بعنوان "اليوم التالي للفيتو"، حول المأزق الأمريكي فيما يخص كيفية التعامل مع المسعى الفلسطيني للتقدم إلى مجلس الأمن الدولي؛ للحصول على اعتراف بدولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو من العام 1967م.
فيشير فيه إلى عدم وضوح الرؤية الأمريكية في هذا الجانب، وأن أيًّا من البيت الأبيض أو وزارة الخارجية الأمريكية لا يوجد لديه أية خطط للتعامل مع تبعات هذا الموقف في حال استخدام الولايات المتحدة لحق النقض "الفيتو" داخل مجلس الأمن.
ويقول بنحاس: "ليس لدى أحد في واشنطن شك في أنه ليس لدى الإدارة الأمريكية فكرة عما ينبغي عمله بعد لحظة، يوم، أسبوع أو شهر من استخدام الفيتو، الإدارة على علم جيد بمعنى استخدام الفيتو، من جهة الولايات المتحدة معنية بالمفاوضات، وبـ"مسيرة" سياسية، وترى أنه لا تُوجد أية جدوى من التوجه الفلسطيني أحادي الجانب إلى الأمم المتحدة".
ويضيف بنحاس قائلاً: "المشكلة هي أن لدى الفلسطينيين توجهًا إلى الأمم المتحدة أطلق بالفعل إلى فضاء العالم، ولإقناعهم بالتراجع عن هذا التوجه لطلب الاعتراف بدولة؛ فانه على البديل الأمريكي الأوروبي أن يكون مغريًا لدرجة أن حكومة (رئيس الوزراء الإسرائييلي بنيامين) نتنياهو لا يمكن لها أن تقبله، وعندها فإن الأمريكيين سيستخدمون مرة أخرى الفيتو على اقتراحهم أنفسهم"، في إشارة إلى التأييد الأمريكي المطلق لإسرائيل في مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة.
مناورات أمريكية إسرائيلية
ولازلنا في إطار العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، فقد ذكرت الجيروزاليم بوست الإسرائيلية، في عددها الصادر يوم السادس والعشرين من يوليو، أن الولايات المتحدة وإسرائيل قررتا إجراء مناورات عسكرية مشتركة في بداية العام المقبل 2012م، وذكرت الصحيفة أن المناورات العسكرية المشتركة التي وصفتها بالكبيرة تحمل اسم "جونيبر كوبرا".
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه المناورات تأتي على خلفية مخاوف مشتركة بين واشنطن وتل أبيب من المساعي الإيرانية لامتلاك سلاح نووي، وقالت: إن المناورة تستهدف بالأساس التنسيق بين الأنظمة الدفاعية الأمريكية الإسرائيلية.
وسوف تشارك في هذه المناورات وحدات من منظومات الدرع الصاروخية "السهم 2"، و"القبة الحديدية" الإسرائيلية، ومنظومة "ثاد" الأمريكية، كما سيستخدم نظام الدفاع الصاروخي الباليستي "إيجس" البحري.
نتنياهو في مأزق!!
يوم الخامس والعشرين من يوليو نشرت اليديعوت أحرونوت تقريرًا في موقعها على شبكة الإنترنت قالت فيه: "إن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، يواجه خطر انهيار حكومته، ودخول انتخابات مبكرة، وقالت: إن الحكومة في بداية مرحلة تفكك، مشيرة إلى أن وزراء نتنياهو بدأوا يشتمون رائحة انتخابات قريبة، "وعليه فهم لا يترددون في شن الهجوم عليه"، كما تقول.
وقالت: "إن كل شيء بدأ ينهار حول نتنياهو، وأن زمام الأمور بدأ يفلت من يده، وبات أعضاء حكومته وكتلته لا يخشون منه، مشيرة إلى أنهم "يرون الغضب في الشارع، ويقرءون العناوين، ويفحصون الاستطلاعات، ويشتمون رائحة "الدم" (في إشارة إلى الانتخابات)، ويوجهون الانتقادات ويسخرون".
وتضيف اليديعوت قائلة: "لقد بدأ موسم الانتخابات التمهيدية في الليكود، وليس من المستبعد أن تكون المعركة الانتخابية القادمة قد بدأت".
وأخيرًا، وفي خبر طريف نشرت صحيفة "إسرائيل هايوم"، أو "إسرائيل اليوم"، يوم 25 يوليو، تقريرًا تحت عنوان: "القاتل يُغدق الثناء على إسرائيل"، قالت فيه: "إن النرويجي، أندروز برايبيك، الذي نفذ المذبحة الأخيرة التي راح ضحيتها 75 شخصًا في العاصمة النرويجية أوسلو، يؤيد إسرائيل، وقال: إنه يُكنّ كراهية شديدة للعرب والمسلمين، وخصوصًا عرب 48"!!
اهتمت الصحافة ووسائل الإعلام في "إسرائيل" في الآونة الأخيرة بقضايا داخلية نوعية لم يسبق لها وأن انشغلت بها في خضم القضايا والملفات الأمنية والسياسية التقليدية التي دأب الإعلام الإسرائيلي على التركيز عليها،
وذلك لارتباطها على الأغلب بقضية الوجود والبقاء.
فقبل أيام اندلعت في "إسرائيل" سلسلة من الاحتجاجات الاجتماعية بسبب ارتفاع أسعار الوقود والمساكن، وسوء السياسات الحكومية في المجالين الاقتصادي والاجتماعي، وهو ما كان أولاً أمرًا مستغربًا في ظل مستويات الدخل الفردي السنوية العالية في "إسرائيل"، والتي تعتبر من أعلى المعدلات في العالم، وثانيًا فتَح مجالاً واسعًا للحديث عن قضايا مثل العدالة الاجتماعية والسياسية، في بلد من المفترض أنه الأكثر ثراء وتقدمًا في الناحيتين السياسية والاقتصادية في إقليمه.
ومن خلال متابعة ما تكتبه أقلام كبار الكتاب الإسرائيليين، ومن بينهم كتاب من وزن جدعون ليفي؛ فإننا ندرك أن "إسرائيل" قد استفاقت على كابوس مخيف، أكثر رعبًا من مجرد الحديث عن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا؛ حيث المشكلة هذه المرة تشير إلى أن الحلم الإسرائيلي ببناء مجتمع الرفاه الاقتصادي والاجتماعي قد سقط سقوطًا ذريعًا تحت أقدام أكثر من 150 ألف متظاهر، وتم لفه في أكفان خيام المعتصمين في شوارع تل ونهاريا!!
كذلك كان هناك مصدر قلق كبير آخر لدى الصهاينة في الآونة الأخيرة، وهي الاستقالة الجماعية التي تقدمت بها قيادات الجيش التركي إلى رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان، وهو ما سوف يسمح لأردوغان بوضع قيادات عسكرية أكثر قربًا من الحكومة على رأس المؤسسة العسكرية التي كانت تُعتبر صديق "إسرائيل" الوحيد في تركيا بعد انقلاب الحكومة والرأي العام في هذا البلد العربي المسلم على الكيان الصهيوني، بسبب جرائمه في غزة، وضد أسطول الحرية الأول في مايو 2010م.
الشعب يريد.. في إسرائيل!!
كان هتاف "الشعب يريد..." هو أحد الأيقونات الأهم في حراك الثورة المصرية والثورات الحالية التي تجتاح العديد من البلدان العربية في ربيعها الحالي، حتى ولو كان صيفها ملتهبًا، فهو بلا فساد أو استبداد.
المهم أن هذا الشعار الآن صار أحد مفردات الحياة العامة في "إسرائيل"، وذلك في تأثير تجاوز بالمطلق تخيل أيٍّ من المراقبين والمتابعين لتداعيات الثورات في مصر والعالم العربي على "إسرائيل"؛ حيث ظن الجميع أن التأثير سو ف يقتصر على الجوانب المتعلقة بالنواحي الأمنية، والعلاقات ما بين إسرائيل وبين مصر وغيرها من البلدان العربية.
ولنأخذ على ذلك نموذجًا لكاتب من أهم الكتاب في إسرائيل، وهو ناحوم برنياع، الذي كتب في اليديعوت أحرونوت مقالاً بعنوان "الشعب يريد عدالة اجتماعية وسياسية"، قال فيه: "إن أكبر إنجاز لحركة الاحتجاج هو دوامها، ففي دولة فتيل صبرها قصير بصورة مؤلمة، نتوقع أن نرى نتائج في بث حي، في الحال بعد الدعايات فإن قدرة هذه الحركة على أن تخرج الى الشارع جموعًا بالسبت الثاني مدهشة جدًّا".
وأضاف: "إن النواة الصلبة من المتظاهرين لم تعد إلى البيت؛ بل عادت إلى أحياء الخيام التي أُقيمت في مواقع مختلفة في البلاد، ومن هناك ستستمر على العمل والتثوير، وأن تقف مثل الشوكة في حلق الحكومة الإسرائيلية".
ويصف المشهد في "إسرائيل" يوم السبت الفائت، فيقول: "إذا جمعنا المظاهرات أمس؛ فقد كانت من المظاهرات الكبرى في تاريخ الدولة، كانت المظاهرات في الماضي من أجل أرض إسرائيل، أو السلام، أو إخفاقات في الحرب، ولكن من كان يصدق أن مائة وخمسين ألف إسرائيلي سيجهدون أنفسهم في الخروج إلى الشوارع من أجل إصلاحات اجتماعية".
ويستطرد: "(الشعب يريد عدالة اجتماعية).. هكذا صرخ المتظاهرون مرة بعد أخرى- ويبدو أن هذا المصطلح، وهو عام وغير ملزم كما هو، يمثل مشاعر أجزاء كبيرة جدًّا من الشعب، فقد توقع منظمو المظاهرة في القدس ألفي متظاهر، فأتى أكثر من عشرة آلاف".
وكان جزء من الشعارات التي رفعها المظاهرون، بحسب برنياع، "متطرفًا"، فقد دعت بعضها إلى ثورة اجتماعية في "إسرائيل"، وإلى تغيير عميق في ترتيب أفضليات الحكومة والمجتمع.
أما جدعون ليفي، فقد كتب مقالاً في الهآرتس بعنوان: لا يُوجد أية إمكانية لسوء الفهم فيه، وهو: "ابقوا في الخيام"(!!)، قال فيه ليفي: "إن الخطاب العام استيقظ من نومه، فثمة كلام وثمة برنامج عمل، وهاتان الظاهرتان جديدتان في سماء حياتنا، وهناك شباب لم يعودوا يكتفون بالسخافات، لقد استيقظ الشعب فجأة في الصباح، وشعر بأنه إنسان، إنسان جدًّا، وبدأ يسير".
ويضيف ليفي: "إن الاحتجاج نقل مركز القوة من الساسة إلى الجمهور، الذي يتحدث الآن، ربما لأول مرة بمصطلحات الفرد والمجتمع؛ لا بمصطلحات الدولة والجيش، ولا تستهينوا بهذا، وقد نقل مركز القوة أيضًا من جماعات الأقلية ذات القوة إلى الأكثرية التي كانت صامتة حتى الآن".
أردوغان.. أتاتورك الجديد!!
افتتاحية الهآرتس المنشورة يوم الأحد 31 يوليو، جاءت بعنوان: "أتاتورك الحديث.. عهد جديد في تركيا"، وتناولت فيها تبعات استقالة قيادات الجيش التركي على الأوضاع السياسية العامة في تركيا، مع مساس ذلك بالاتجاهات العامة للعلاقات ما بين الدولة العبرية وأنقرة.
وكان كل من رئيس الأركان التركي، الجنرال إيشيك كوشانير، وقائد القوات البرية، الجنرال آردال جيلان أوغلو، وقائد القوات الجوية، حسن أكساي، وقائد القوات البحرية، الأميرال أشرف أوغور ياقيت، قد تقدموا باستقالاتهم من مناصبهم قبل بضعة أيام، على خلفية خلاف مع رئيس الحكومة، أردوغان، بسبب استمرار اعتقال أكثر من 160 من العسكريين السابقين والحاليين في قضية تنظيم "أرجينيكون" الانقلابي.
وتقرأ الهآرتس أولاً دلالات هذا الأمر السياسية في تركيا، فتقول: "لأول مرة في التاريخ الحديث لتركيا تكون القيادة العسكرية هي التي تستقيل بسبب خلاف مع الحكومة، وليس الحكومة هي التي تُزاح".وتضيف الصحيفة قائلةً: "أردوغان الذي حظي بأغلبية جارفة في الانتخابات العامة الأخيرة، وينوي القيام بإصلاحات دستورية حظيت بتأييد الأغلبية بين الجمهور في استفتاء شعبي، يستكمل سيطرته على الجيش أيضًا، وهذا يجعله "أتاتورك الحديث"، مثل مؤسس تركيا العلمانية؛ حيث يسيطر من خلال نظام حزب واحد لا معارضة حقيقية له".
سموم أمريكية!!
وفي موضوع آخر، نشرت الهآرتس الإسرائيلية مقابلة يوم السبت الماضي مع نيوت جينجريتش، السياسي الجمهوري المخضرم، الذي أعلن اعتزامه الترشح لانتخابات الرئاسة الأمريكية، قال فيها: "إن انسحاب "إسرائيل" إلى حدود الـ67 هو بمثابة "انتحار".
وشن جينجريتش هجومًا حادًّا على الفلسطينيين وحركة حماس وعلى الإسلام السياسي(!!)، فنجده يقول: "إن الكثير من المحافظين الأمريكيين يرون أن أمن الولايات المتحدة و"إسرائيل" يواجهان التهديد نفسه"، وقال: إنه يعتقد أنه كان من الأفضل لإسرائيل أن يكون إجماع على أن بقاء الولايات المتحدة لا ينفصل عن بقاء "إسرائيل"، وأن "إسرائيل" هي قضية غير حزبية.
وقال أيضًا: "الإسلام المتطرف معادٍ للسامية منذ سنوات العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي، قبل قيام إسرائيل"، وأضاف: "العداء لليهود في فلسطين كان غير عادي".
ووصف حركة "حماس" بأنها مثل الاتحاد السوفيتي السابق "إمبراطورية شر"، بسبب ما قال إنها تصرح به علانية، وتكرره في كافة وسائل الإعلام الممكنة، من أن هدفها هو "قتل اليهود، والقضاء على إسرائيل" بحسب قوله.
كما رفض فكرة إخلاء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة، وقال: إن ذلك يسمح للفلسطينيين بالمزيد من المطالب!!
وأضاف واصفًا الصراع بين الفلسطينيين وإسرائيل بأنه لا يرى الصراع سياسيًّا، وإنما هو "صراع هوية أكثر منه سياسيًّا"!
المأزق الأمريكي!
آلون بنحاس كتب في المعاريف، في الأخير من شهر يوليو، مقالاً بعنوان "اليوم التالي للفيتو"، حول المأزق الأمريكي فيما يخص كيفية التعامل مع المسعى الفلسطيني للتقدم إلى مجلس الأمن الدولي؛ للحصول على اعتراف بدولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو من العام 1967م.
فيشير فيه إلى عدم وضوح الرؤية الأمريكية في هذا الجانب، وأن أيًّا من البيت الأبيض أو وزارة الخارجية الأمريكية لا يوجد لديه أية خطط للتعامل مع تبعات هذا الموقف في حال استخدام الولايات المتحدة لحق النقض "الفيتو" داخل مجلس الأمن.
ويقول بنحاس: "ليس لدى أحد في واشنطن شك في أنه ليس لدى الإدارة الأمريكية فكرة عما ينبغي عمله بعد لحظة، يوم، أسبوع أو شهر من استخدام الفيتو، الإدارة على علم جيد بمعنى استخدام الفيتو، من جهة الولايات المتحدة معنية بالمفاوضات، وبـ"مسيرة" سياسية، وترى أنه لا تُوجد أية جدوى من التوجه الفلسطيني أحادي الجانب إلى الأمم المتحدة".
ويضيف بنحاس قائلاً: "المشكلة هي أن لدى الفلسطينيين توجهًا إلى الأمم المتحدة أطلق بالفعل إلى فضاء العالم، ولإقناعهم بالتراجع عن هذا التوجه لطلب الاعتراف بدولة؛ فانه على البديل الأمريكي الأوروبي أن يكون مغريًا لدرجة أن حكومة (رئيس الوزراء الإسرائييلي بنيامين) نتنياهو لا يمكن لها أن تقبله، وعندها فإن الأمريكيين سيستخدمون مرة أخرى الفيتو على اقتراحهم أنفسهم"، في إشارة إلى التأييد الأمريكي المطلق لإسرائيل في مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة.
مناورات أمريكية إسرائيلية
ولازلنا في إطار العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، فقد ذكرت الجيروزاليم بوست الإسرائيلية، في عددها الصادر يوم السادس والعشرين من يوليو، أن الولايات المتحدة وإسرائيل قررتا إجراء مناورات عسكرية مشتركة في بداية العام المقبل 2012م، وذكرت الصحيفة أن المناورات العسكرية المشتركة التي وصفتها بالكبيرة تحمل اسم "جونيبر كوبرا".
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه المناورات تأتي على خلفية مخاوف مشتركة بين واشنطن وتل أبيب من المساعي الإيرانية لامتلاك سلاح نووي، وقالت: إن المناورة تستهدف بالأساس التنسيق بين الأنظمة الدفاعية الأمريكية الإسرائيلية.
وسوف تشارك في هذه المناورات وحدات من منظومات الدرع الصاروخية "السهم 2"، و"القبة الحديدية" الإسرائيلية، ومنظومة "ثاد" الأمريكية، كما سيستخدم نظام الدفاع الصاروخي الباليستي "إيجس" البحري.
نتنياهو في مأزق!!
يوم الخامس والعشرين من يوليو نشرت اليديعوت أحرونوت تقريرًا في موقعها على شبكة الإنترنت قالت فيه: "إن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، يواجه خطر انهيار حكومته، ودخول انتخابات مبكرة، وقالت: إن الحكومة في بداية مرحلة تفكك، مشيرة إلى أن وزراء نتنياهو بدأوا يشتمون رائحة انتخابات قريبة، "وعليه فهم لا يترددون في شن الهجوم عليه"، كما تقول.
وقالت: "إن كل شيء بدأ ينهار حول نتنياهو، وأن زمام الأمور بدأ يفلت من يده، وبات أعضاء حكومته وكتلته لا يخشون منه، مشيرة إلى أنهم "يرون الغضب في الشارع، ويقرءون العناوين، ويفحصون الاستطلاعات، ويشتمون رائحة "الدم" (في إشارة إلى الانتخابات)، ويوجهون الانتقادات ويسخرون".
وتضيف اليديعوت قائلة: "لقد بدأ موسم الانتخابات التمهيدية في الليكود، وليس من المستبعد أن تكون المعركة الانتخابية القادمة قد بدأت".
وأخيرًا، وفي خبر طريف نشرت صحيفة "إسرائيل هايوم"، أو "إسرائيل اليوم"، يوم 25 يوليو، تقريرًا تحت عنوان: "القاتل يُغدق الثناء على إسرائيل"، قالت فيه: "إن النرويجي، أندروز برايبيك، الذي نفذ المذبحة الأخيرة التي راح ضحيتها 75 شخصًا في العاصمة النرويجية أوسلو، يؤيد إسرائيل، وقال: إنه يُكنّ كراهية شديدة للعرب والمسلمين، وخصوصًا عرب 48"!!
الداخلية الاسرائيلية توافق على برنامج بناء 900 مستوطنة بالقدس الشرقية
بقلم محسن هاشم
افادت وكالة "فرانس برس" نقلا عن عفرات اورباك المتحدثة باسم وزارة الداخلية الاسرائيلية ان الوزارة وافقت يوم الخميس 4 اغسطس/اب على برنامج لبناء 900 وحدة استيطانية في حي هار حوما بالقدس الشرقية.
وقالت المتحدثة ان البرنامج تم وضعه قبل عامين، ووافقت عليه الداخلية بعد ادخال بعض التعديلات عليه.
كما نقلت "فرانس برس" عن موقع صحيفة "يديعوت احرونوت" قول ايلي يشاي وزير الداخلية الاسرائيلي ان هذا المشروع الجديد تم اقراره ردا على مظاهرات تشهدها منذ اسبوعين عدة مدن اسرائيلية، بما في ذلك القدس، يحتج المشاركون فيها على غلاء اسعار السكن. وقال يشاي ان هذا المشروع سيساعد على توفير المساكن المنخفضة الثمن للاسرائيليين.
ويقع حي هار حوما على أعلى تل في جنوب غربي القدس، وحسب التأكيدات الاسرائيلية، ضمن الحدود البلدية للمدينة على الرغم من قربه من مدينة بيت لحم في الضفة الغربية. ولا تعتبر اسرائيل البناء في القدس الشرقية نشاطا استيطانيا، لانها اعلنت المدينة بأكلمها عاصمة للدولة العبرية.
هذا ومن المعروف ان النشاط الاستيطاني الاسرائيلي يثير انتقادات حاد من قبل فلسطين والمجتمع الدولي وحتى الولايات المتحدة، لان قضية الاستيطان لا تزال بمثابة حجر العثرة في طريق عملية السلام بالشرق الاوسط.
افادت وكالة "فرانس برس" نقلا عن عفرات اورباك المتحدثة باسم وزارة الداخلية الاسرائيلية ان الوزارة وافقت يوم الخميس 4 اغسطس/اب على برنامج لبناء 900 وحدة استيطانية في حي هار حوما بالقدس الشرقية.
وقالت المتحدثة ان البرنامج تم وضعه قبل عامين، ووافقت عليه الداخلية بعد ادخال بعض التعديلات عليه.
كما نقلت "فرانس برس" عن موقع صحيفة "يديعوت احرونوت" قول ايلي يشاي وزير الداخلية الاسرائيلي ان هذا المشروع الجديد تم اقراره ردا على مظاهرات تشهدها منذ اسبوعين عدة مدن اسرائيلية، بما في ذلك القدس، يحتج المشاركون فيها على غلاء اسعار السكن. وقال يشاي ان هذا المشروع سيساعد على توفير المساكن المنخفضة الثمن للاسرائيليين.
ويقع حي هار حوما على أعلى تل في جنوب غربي القدس، وحسب التأكيدات الاسرائيلية، ضمن الحدود البلدية للمدينة على الرغم من قربه من مدينة بيت لحم في الضفة الغربية. ولا تعتبر اسرائيل البناء في القدس الشرقية نشاطا استيطانيا، لانها اعلنت المدينة بأكلمها عاصمة للدولة العبرية.
هذا ومن المعروف ان النشاط الاستيطاني الاسرائيلي يثير انتقادات حاد من قبل فلسطين والمجتمع الدولي وحتى الولايات المتحدة، لان قضية الاستيطان لا تزال بمثابة حجر العثرة في طريق عملية السلام بالشرق الاوسط.
وزير الأمن الداخلى الإسرائيلى يرجح شن عملية عسكرية في قطاع غزة
ترجمة محسن هاشم
أكد يتسحاق أهرونوفيتش وزير الأمن الداخلى الإسرائيلى ضرورة شن عملية عسكرية جديدة في قطاع غزة ردا على استمرار القصف الصاروخي للأراضي الاسرائيلية. وقال أهرونوفيتش للصحفيين في مدينة بئر السبع اثناء قيامة بجولة في المناطق الجنوبية للبلاد يوم الثلاثاء 2 اغسطس/آب "إنه يتعين على إسرائيل القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق على قطاع غزة".
يذكر ان هذه التصريحات جاءت بعد يوم من إصابة مستوطنة إثر سقوط صاروخ أطلق من غزة بساحل عسقلان. وردا على هذا القصف أغار الطيران الحربي الإسرائيلي فجر يوم 2 أغسطس/آب على هدفين في قطاع غزة، مما أسفر عن إصابة شخصين بجراح طفيفة وإلحاق أضرار مادية بالممتلكات.
أكد يتسحاق أهرونوفيتش وزير الأمن الداخلى الإسرائيلى ضرورة شن عملية عسكرية جديدة في قطاع غزة ردا على استمرار القصف الصاروخي للأراضي الاسرائيلية. وقال أهرونوفيتش للصحفيين في مدينة بئر السبع اثناء قيامة بجولة في المناطق الجنوبية للبلاد يوم الثلاثاء 2 اغسطس/آب "إنه يتعين على إسرائيل القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق على قطاع غزة".
يذكر ان هذه التصريحات جاءت بعد يوم من إصابة مستوطنة إثر سقوط صاروخ أطلق من غزة بساحل عسقلان. وردا على هذا القصف أغار الطيران الحربي الإسرائيلي فجر يوم 2 أغسطس/آب على هدفين في قطاع غزة، مما أسفر عن إصابة شخصين بجراح طفيفة وإلحاق أضرار مادية بالممتلكات.
اسرائيل تعيد نشر منظومة القبة الحديدية لمواجهة الصواريخ الفلسطينية
بقلم محسن هاشم
افادت الإذاعة الاسرائيلية العامة يوم الجمعة 5 اغسطس/اب بقيام السلطات الاسرائيلية بإعادة نشر منظومة "القبة الحديدية" الدفاعية في منطقة عسقلان في النقب الغربي للتصدي للصواريخ المنطلقة من قطاع غزة.
واشارت الإذاعة الى أن هذا القرار جاء في أعقاب ازدياد أعداد الصواريخ المحلية الصنع المنطلقة من غزة باتجاه اسرائيل، وأن القرار اتخذ بعد الرسائل التي بعث بها رؤساء السلطات المحلية في المنطقة المستهدفة بالصواريخ الفلسطينية إلى رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وفي مقدمتهم رئيس بلدية عسقلان "بني فعاكنين".
وكان الجيش الاسرائيلي قد اكد انه رد بشن ضربات جوية على اهداف في غزة بعد اطلاق نشطاء فلسطينيين عدد من صواريخ غراد يومي الاربعاء والخميس الماضيين سقطت في عدة مناطق من اسرائيل دون ان تصب احدا.
واعلن مسؤولون طبيون في غزة ان ثلاثة مدنيين فلسطينيين اصيبوا جراء الضربات الجوية في الجزء الشمالي من القطاع فجر الجمعة وان اثنين منهم في حالة خطرة.
وذكر شهود ان الطيران الحربي الاسرائيلي قصف يوم الخميس معسكرين للتدريب لحركة حماس دون ان يسفر القصف عن اصابات.
وتقول حماس ان من يطلق الصواريخ هم بعض النشطاء ممن يرفضون الالتزام باتفاق وقف اطلاق الصواريخ على اسرائيل.
واكد الجيش الاسرائيلي من جانبه انه منذ بداية عام 2011 سقط فوق الاراضي الاسرائيلية اكثر من 340 صاروخا وقذيفة مورتر تم اطلاقها من قطاع غزة.
افادت الإذاعة الاسرائيلية العامة يوم الجمعة 5 اغسطس/اب بقيام السلطات الاسرائيلية بإعادة نشر منظومة "القبة الحديدية" الدفاعية في منطقة عسقلان في النقب الغربي للتصدي للصواريخ المنطلقة من قطاع غزة.
واشارت الإذاعة الى أن هذا القرار جاء في أعقاب ازدياد أعداد الصواريخ المحلية الصنع المنطلقة من غزة باتجاه اسرائيل، وأن القرار اتخذ بعد الرسائل التي بعث بها رؤساء السلطات المحلية في المنطقة المستهدفة بالصواريخ الفلسطينية إلى رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وفي مقدمتهم رئيس بلدية عسقلان "بني فعاكنين".
وكان الجيش الاسرائيلي قد اكد انه رد بشن ضربات جوية على اهداف في غزة بعد اطلاق نشطاء فلسطينيين عدد من صواريخ غراد يومي الاربعاء والخميس الماضيين سقطت في عدة مناطق من اسرائيل دون ان تصب احدا.
واعلن مسؤولون طبيون في غزة ان ثلاثة مدنيين فلسطينيين اصيبوا جراء الضربات الجوية في الجزء الشمالي من القطاع فجر الجمعة وان اثنين منهم في حالة خطرة.
وذكر شهود ان الطيران الحربي الاسرائيلي قصف يوم الخميس معسكرين للتدريب لحركة حماس دون ان يسفر القصف عن اصابات.
وتقول حماس ان من يطلق الصواريخ هم بعض النشطاء ممن يرفضون الالتزام باتفاق وقف اطلاق الصواريخ على اسرائيل.
واكد الجيش الاسرائيلي من جانبه انه منذ بداية عام 2011 سقط فوق الاراضي الاسرائيلية اكثر من 340 صاروخا وقذيفة مورتر تم اطلاقها من قطاع غزة.
غزة تصنع أكبر فانوس رمضاني في العالم
ترجمة محسن هاشم
دخلت غزة موسوعةَ "غينيس" للأرقام ِالقياسيةِ عبرَ صناعتِها أكبرَ فانوسٍ رمضاني ٍفي العالم.
وأصبح الفانوسُ الذي يبلغ ارتفاعُه 15 مترا و40 سنتيمترا رمزا ليس للشهرِ المبارك فحسب، بل ولكونِه دعوةً للذهابِ باتجاه مصالحةٍ جديدة تحت نور هذا الفانوس الضخم.
دخلت غزة موسوعةَ "غينيس" للأرقام ِالقياسيةِ عبرَ صناعتِها أكبرَ فانوسٍ رمضاني ٍفي العالم.
وأصبح الفانوسُ الذي يبلغ ارتفاعُه 15 مترا و40 سنتيمترا رمزا ليس للشهرِ المبارك فحسب، بل ولكونِه دعوةً للذهابِ باتجاه مصالحةٍ جديدة تحت نور هذا الفانوس الضخم.
الأحد، 7 أغسطس 2011
مناورة "إسرائيلية" جديدة
بقلم محسن هاشم
حدث أن تجاهل إسحاق شامير طلبات متكرّرة من واشنطن لتجميد الاستيطان، وكان أن هددت واشنطن بتجميد منح “إسرائيل” عشرة مليارات دولار أسميت ضمانات قروض، وهي في الحقيقة هبات ومكافآت لكل ما تفعله “إسرائيل”
لمصلحتها ولخدمة الأهداف الأمريكية ضمنًا، وعلى حسابنا فلسطينيين وعربًا، أرضًا ومقدّسات. يومها صرخ شامير غاضبًا في وجه الأمريكيين: إذا كنتم تحمون “إسرائيل” بأموالكم، فنحن نحمي مصالح أمريكا بدماء أبنائنا، أي بالعربي الشعبي “لا تربحونا جميلة”، وهكذا استمر الاستيطان، واستمر تدفق المليارات “قروضًا” وهبات وأسلحة ذكية وغبية. ومع ذلك تمسّك فريق التسوية بالرهان على المفاوضات طريقًا وحيدًا إلى أي شيء .
وحدث أن أدار بنيامين نتنياهو ظهره لباراك أوباما رغم مبالغات الأخير في إظهار الولاء لـ“إسرائيل” حد الانحناء على عتبة رئيس وزرائها الذي قال: “لا” كبيرة في وجه أوباما داخل بيته الأبيض، وفعل ذلك دونما أي مستوى من الخجل، وهذا ما يحتاج إليه بعضنا عندما يتعلّق الأمر بقضايا شعوبنا.
نتنياهو نفسه هدّد ذات يوم أواسط التسعينات بإشعال النار في البيت الأبيض إذا لجأت إدارة بيل كلينتون، في حينه، لممارسة الضغوط السياسية على “إسرائيل”. ومن يعرف بعض فنون اللغة يدرك أن لـ “إشعال النار” هنا معنى مجازيًا، وكانت الترجمة الواقعية للنص المجازي أن أشعل البيت الأبيض وبيت كلينتون الخاص بعود ثقاب اسمه مونيكا لوينسكي. بعدها سارت الأمور، أمريكياً تجاه “إسرائيل”، على خير ما يرام، وها هي هيلاري التي أجبرت بيل على المبيت على الأريكة، عقابًا له، باتت اليوم وزيرة خارجية في إدارة أوباما التي سخرت ذات يوم منه، وطعنت في أهليته لقيادة أمريكا، وكل ذلك إبان الحملة الاستهلاكية الانتخابية.
“إسرائيل” هذه الأيام تخرج علينا، أو على المصدّقين بشراكتها على مائدة “السلام” بالإعراب عن استعدادها للتفاوض مع القيادة الفلسطينية على أساس خطوط 1967 كما اقترح باراك أوباما في مايو/ أيار الماضي، ذلك إذا غيّروا رأيهم، ولحسوا خطة التوجه إلى الأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول المقبل لطلب انضمام فلسطين إلى المنظمة الدولية.
واضح أن هذا الكلام التضليلي يأتي في وقت تحاول القيادة الفلسطينية، ومعها أطراف لجنة المتابعة العربية، وضع اللمسات الأخيرة على صيغة طلب الانضمام إلى الأمم المتحدة.
نعرف أن “إسرائيل” لم تهدأ طيلة الشهور الماضية، ولم تترك باب حارة سياسية إلا وطرقته بحثًا عن موقف داعم لها في إحباط التحرّك الفلسطيني، وإبقاء القيادة الفلسطينية في “زنقة” سياسية لا تخرج منها إلا من البوابة التي تفتحها لها “إسرائيل” .
الغريب أن الفلسطينيين يتوجّهون إلى الأمم المتحدة مستندين لكلام أوباما، و”إسرائيل” تعلن “مبادرتها” المضادة باستعدادها للتفاوض على أساس كلام أوباما، علمًا بأن الرجل قال كلامين مختلفين خلال يومين. في الكلام الأول دعا للتفاوض على أساس حدود الـ67، وعندما صدرت ضده انتقادات لاذعة من “إسرائيل” وأعضاء في الكونغرس، أعلن أنه يعني أن التفاوض سيدور حول حدود مختلفة عن تلك التي كانت قائمة في 4 يونيو/ حزيران 1967، وعلى أساس الأخذ بالاعتبار “الحقائق الديموغرافية الجديدة على الأرض”، وهذا يعني بقاء المستوطنات.
إذا أصر الطرفان على اعتبار أوباما مرجعية تفاوضية، سيكونان أمام أوبامين، وسيبقى التفاوض يدور في حلقة مفرغة، كما كان على الدوام، ولن تكون محطّة سبتمبر/ أيلول استثناء، هذا إذا لم تحدث ضغوط قاسية معتادة تثني القيادة الفلسطينية عن تحرّكها، وهذا ليس مستبعدًا.
حدث أن تجاهل إسحاق شامير طلبات متكرّرة من واشنطن لتجميد الاستيطان، وكان أن هددت واشنطن بتجميد منح “إسرائيل” عشرة مليارات دولار أسميت ضمانات قروض، وهي في الحقيقة هبات ومكافآت لكل ما تفعله “إسرائيل”
لمصلحتها ولخدمة الأهداف الأمريكية ضمنًا، وعلى حسابنا فلسطينيين وعربًا، أرضًا ومقدّسات. يومها صرخ شامير غاضبًا في وجه الأمريكيين: إذا كنتم تحمون “إسرائيل” بأموالكم، فنحن نحمي مصالح أمريكا بدماء أبنائنا، أي بالعربي الشعبي “لا تربحونا جميلة”، وهكذا استمر الاستيطان، واستمر تدفق المليارات “قروضًا” وهبات وأسلحة ذكية وغبية. ومع ذلك تمسّك فريق التسوية بالرهان على المفاوضات طريقًا وحيدًا إلى أي شيء .
وحدث أن أدار بنيامين نتنياهو ظهره لباراك أوباما رغم مبالغات الأخير في إظهار الولاء لـ“إسرائيل” حد الانحناء على عتبة رئيس وزرائها الذي قال: “لا” كبيرة في وجه أوباما داخل بيته الأبيض، وفعل ذلك دونما أي مستوى من الخجل، وهذا ما يحتاج إليه بعضنا عندما يتعلّق الأمر بقضايا شعوبنا.
نتنياهو نفسه هدّد ذات يوم أواسط التسعينات بإشعال النار في البيت الأبيض إذا لجأت إدارة بيل كلينتون، في حينه، لممارسة الضغوط السياسية على “إسرائيل”. ومن يعرف بعض فنون اللغة يدرك أن لـ “إشعال النار” هنا معنى مجازيًا، وكانت الترجمة الواقعية للنص المجازي أن أشعل البيت الأبيض وبيت كلينتون الخاص بعود ثقاب اسمه مونيكا لوينسكي. بعدها سارت الأمور، أمريكياً تجاه “إسرائيل”، على خير ما يرام، وها هي هيلاري التي أجبرت بيل على المبيت على الأريكة، عقابًا له، باتت اليوم وزيرة خارجية في إدارة أوباما التي سخرت ذات يوم منه، وطعنت في أهليته لقيادة أمريكا، وكل ذلك إبان الحملة الاستهلاكية الانتخابية.
“إسرائيل” هذه الأيام تخرج علينا، أو على المصدّقين بشراكتها على مائدة “السلام” بالإعراب عن استعدادها للتفاوض مع القيادة الفلسطينية على أساس خطوط 1967 كما اقترح باراك أوباما في مايو/ أيار الماضي، ذلك إذا غيّروا رأيهم، ولحسوا خطة التوجه إلى الأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول المقبل لطلب انضمام فلسطين إلى المنظمة الدولية.
واضح أن هذا الكلام التضليلي يأتي في وقت تحاول القيادة الفلسطينية، ومعها أطراف لجنة المتابعة العربية، وضع اللمسات الأخيرة على صيغة طلب الانضمام إلى الأمم المتحدة.
نعرف أن “إسرائيل” لم تهدأ طيلة الشهور الماضية، ولم تترك باب حارة سياسية إلا وطرقته بحثًا عن موقف داعم لها في إحباط التحرّك الفلسطيني، وإبقاء القيادة الفلسطينية في “زنقة” سياسية لا تخرج منها إلا من البوابة التي تفتحها لها “إسرائيل” .
الغريب أن الفلسطينيين يتوجّهون إلى الأمم المتحدة مستندين لكلام أوباما، و”إسرائيل” تعلن “مبادرتها” المضادة باستعدادها للتفاوض على أساس كلام أوباما، علمًا بأن الرجل قال كلامين مختلفين خلال يومين. في الكلام الأول دعا للتفاوض على أساس حدود الـ67، وعندما صدرت ضده انتقادات لاذعة من “إسرائيل” وأعضاء في الكونغرس، أعلن أنه يعني أن التفاوض سيدور حول حدود مختلفة عن تلك التي كانت قائمة في 4 يونيو/ حزيران 1967، وعلى أساس الأخذ بالاعتبار “الحقائق الديموغرافية الجديدة على الأرض”، وهذا يعني بقاء المستوطنات.
إذا أصر الطرفان على اعتبار أوباما مرجعية تفاوضية، سيكونان أمام أوبامين، وسيبقى التفاوض يدور في حلقة مفرغة، كما كان على الدوام، ولن تكون محطّة سبتمبر/ أيلول استثناء، هذا إذا لم تحدث ضغوط قاسية معتادة تثني القيادة الفلسطينية عن تحرّكها، وهذا ليس مستبعدًا.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)