الخميس، 16 ديسمبر 2010

ضباط الجيش الاسرائيلي يتلقون بطاقات عليها صورة طفل ميت تسألهم كيف تفسرون هذا أمام الله

بقلم محسن هاشم
في أعقاب نشر قائمة باسماء وعناوين وبيانات العسكريين الاسرائيليين الذين شاركوا في العدوان الاسرائيلي على غزة في اواخر العام 2008 واوائل العام 2009، نشرت صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية مقالا ذكرت فيه ان هؤلاء الضباط من افراد الجيش الاسرائيلي تلقوا رسائل مصدرها اسبانيا تحمل سؤالا واحدا هو "كيف يمكنك ان تفسر هذا امام الله؟".
وتنقل الصحيفة عن عقيد في صفوف الاحتياط الاسرائيلي قوله "اصبحت معتادا على تلقي اللعنات، الا ان وصول مثل هذا الامر الى عتبات منزلك يثير القلق والانزعاج".
وكان العقيد المتقاهد بن تسيون غروبر، نائب قائد احدى كتائب الجيش الاسرائيلي، في احد مراكز التدريب الاسبوع الماضي عندما اتصلت به زوجته لتبلغه انه تلقى رسالة من اسبانيا، وهو ما لم يثر في نفسه اي رد فعل مقلق. ولكن عندما فتحت زوجته المغلف، اصيبت بالصدمة.
وقال غروبر للصحيفة الاسرائيلية انه "من سوء الحظ انني اصبحت معتادا على اللعنات والكلمات الجارحة التي توجه لي، ولكن عندما تتلقى شيئا من هذا القبيل في منزلك فان الامر يثير القلق والانزعاج".
وتقول "يديعوت احرونوت" ان غروبر ليس الا واحدا من الضباط الذين تسلموا بطاقات تهديد من اسبانيا بعد ان ورد اسمه على موقع نشر اسماء الجنود الاسرائيليين الذين شاركوا في عملية "الرصاص المسكوب" باعتبارهم مجرمي حرب.
والبطاقة تحمل صورة طفل صغير دفن في الرمال. ولا يظهر منه شيء الا رأسه بعد ان ظهر انه ميت. وتُظهر الصورة ايضا يدان في الخلفية يبدو انهما تعودان الى جندي اسرائيلي تشيران الى الطفل. وكُتب على البطاقة "كيف يمكنك ان تفسر هذا امام الله؟".
وقد ارسلت البطاقة داخل مغلف من مدريد الى مسكن غروبر ومساكن عدد اخر من ضباط الجيش الاسرائيلي من بينهم قائد المنطقة الوسطى أفي مزراحي ومدير المخابرات العسكرية السابق أموس يادين. وحملت بعض البطاقات صورة لفتيات صغيرات موتى
او جرحى يمسك بها جندي، وقد كتبت عليها الجملة ذاتها.
ولا يدري الجيش الاسرائيلي في هذه المرحلة العدد الصحيح للرسائل المرسلة الى منازل الضباط. ذلك ان الموقع نشر العشرات من اسماء وعناوين الضباط الاسرائيليين، وان كان من المعتقد ان كثيرين منهم استلموا رسائل مماثلة.
وقال غروبر "عندما ابلغتي زوجتي ما تحتويه الرسالة، تملكتني مشاعر محزنة". وكان غروبر ضابطا في سلاح المدرعات الذي قام بدور فعال في العدوان على غزة بسبب منصبه الرئيسي. وقال "انه يثير الاشمئزاز. كما انه يتسبب في الشعور بالانزعاج عندما يصل شيء مثل هذا الى منزلك. لكنه لا يمنعني من التوقف عن القيام بما علي من واجبات".
ومنذ انتهاء العدوان على غزة، القى غروبر اكثر من 150 محاضرة في دول عديدة عن فعاليات الجيش الاسرائيلي وقانونه الاخلاقي. ويعترف انه ووجه بلعنات وبلوحات كتب عليها "مطلوب" في بعض الحالات.
وقال "اعتدت على هذه المواقف في بعض الاماكن.. لكن يصعب كثيرا التعامل مع مثل هذه الرسالة".
وقد ظهر عنوان منزل غروبر على الموقع الذي شطبت منه القائمة في وقت لاحق. وقد وقع على الرسالة شخص يدعى "رودريغز"، وكتب العنوان على المغلف بخط اليد.
وقال ضباط الاحتياط الاسرائيلي انه "لا شك بان الامر يمكن ان يتحول الى الاسوأ. فقد يتطور الى الحاق اذى حقيقي باحد الضباط. وقد فكرتُ كثيرا في الامر. ومن المفروض ان اسافر الى الولايات المتحدة لالقاء سلسلة من المحاضرات، وهذا أمر لا يمكن اغفاله، انه يثير القلق الشديد".
وفي اعقاب عدوان "الرصاص المسكوب" فرض الجيش الاسرائيلي حظرا على الكشف عن هوية قادة الكتائب العسكرية خشية ملاحقتهم قضائيا، الا ان الحظر الغي لاحقا وبقي الشعور بالخشية من سوء استخدام المعلومات.
ويسعى الجيش الاسرائيلي لمعرفة ما اذا كانت البيانات التي نشرت على الموقع جاءت من مصدر عسكري، وان كان الضباط يعتقدون ان المعلومات تم جمعها على الموقع ولم تصدر من داخل صفوف الجيش.
وقال ان "ظاهرة تصنيف ضباط الجيش الاسرائيلي على انهم مجرمو حرب غير مقبولة، واسوأ من ذلك استهداف مساكن واقارب الضباط. وعلينا ان نبذل قصارى جهدنا لمساندة هؤلاء الضباط، في الوقت الذي نعمل فيه على التقليل من هذه الظاهرة".
من ناحية اخرى، أعربت والدة الصبي الفلسطيني الذي أجبره جنود اسرائيليون على فتح أكياس مشتبه بها عن خيبة أملها من الحكم المخفف الذي صدر ضد هؤلاء الجنود، وقالت "انها فضيحة تشجع اخرين على الاستمرار في ممارسة هذه التصرفات".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دفتر الزوار