السبت، 19 مارس 2016

إعلاميو فلسطين يحتجون على انتهاكات الاحتلال حرية الإعلام /تقرير محسن هاشم

  

 

أقامت قناة الأقصى الفضائية، الإثنين، 14-3-2016م، خيمة احتجاجية أمام مقر المركز الفرنسي في مدينة غزة؛ احتجاجاً على وقف تردداتها على القمر الصناعي "يوتلسات" استجابة من فرنسا لطلبٍ من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
الخيمة التي ستستمر لثلاثة أيام على التوالي، حسب ما أكّد مدير البرامج في الفضائية سمير أبو محسن لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" أُقيمت بالتزامن مع مؤتمرٍ صحفي عقدته الفضائية، مطالبةً فرنسا فيه بالعدول عن قرارها والسماح بعودة ترددات قناة الأقصى.
وأكد محمد ثريا مدير الفضائية، أنّ الاحتلال يتجبر على الصحفيين ويلاحقهم ويبطش بهم في حين ليس له رادع.
واعتبر ثريا أنّ ما تم بحق قناة الأقصى من وقف تردداتها، وفلسطين اليوم من إغلاق مقراتها بالضفة؛ "قرار سياسي بامتياز".
وعّد مدير قناة الأقصى، أنّ ملاحقة الإعلام المقاوم من قبل الاحتلال يؤكد أنّ الانتفاضة أوجعته، "حيث لم يعد الإعلام هو رأس الحربة؛ بل هو الحربة بذاتها" حسب تعبيره.
وعّبر عن أسفه على حرية الصحافة في العالم الذي يدّعي الحرية والديمقراطية عبر استجابتهم للضغط واللوبي الصهيوني.
وقال ثريا: "نحن لا نعادي لا طائفة ولا جنس وليس لدينا مشكلة مع أحد، وكل مشكلتنا هي احتلال أرضنا"، مطالباً برفع سطوة الاحتلال عن الإعلام والشعب الفلسطيني.
واختتم قوله برسالة للقيادة الفرنسية: "عودوا عن قراركم".
موقف مؤسف
سلامة معروف مدير المكتب الإعلامي الحكومي، استنكر ما وصفة بـ"الهجمة المنظمة" من قبل الاحتلال ضد وسائل الإعلام، موضحاً أنّها زادت وتيرتها منذ بداية انتفاضة القدس.
واعتبر معروف أن الاحتلال واهم إن فكر أنه بملاحقة الإعلام يستطيع أن يوقف الانتفاضة، مؤكّداً أنّ وسائل الإعلام واكبت الانتفاضة وأحداثها، وقدمت رسالة مهنية ووطنية وواجب وطني.
وقال: "أمام المركز الفرنسي نبدي أسفنا أن وقفنا متضامنين مع فرنسا أمام ما تعرضت له من اعتداء"، متسائلاً: "كيف لدولة كفرنسا تدّعي حرية الرأي والتعبير أن تتساوق مع مخططات الاحتلال وتستجيب لضغوط الاحتلال وطلباته".
وعّبَّر مدير المكتب الإعلامي الحكومي، عن أسفه لهذا الموقف الذي ينحاز للموقف الخاطئ، لافتاً إلى أنّ هناك قرارًا من المجلس الوزاري الصهيوني المصغر باستهداف الإعلام الفلسطيني.
وطالب معروف من الكل الفلسطيني أن يحتشد خلف وسائل الإعلام الفلسطينية التي تدحض رواية الاحتلال وتحمي الحقوق والثوابت، مطالباً في الوقت ذاته فرنسا بالتراجع عن قرارها الذي يعكس حالة ازدواجية المعايير والضرب بعرض الحائط قوانين حرية الرأي والتعبير.
كما طالب السلطة الفلسطينية، برفع يدها الثقيلة عن الإعلام، متسائلاً: "كيف للسلطة أن تقبل بأن تكون ضمن دائرة المواجهة مع الإعلام الذي يدافع عن الحق الفلسطيني؟".
الانتفاضة مستمرة
من جهته، أعلن عماد الإفرنجي رئيس منتدى الإعلاميين الفلسطينيين، ما وصفه بـ"الطمأنة لنتنياهو بأنّ إخراس صوت الإعلام لن يوقف الانتفاضة ولن يوقف الرسالة". حسب تعبيره.
وقال: "إعلامنا لا يحرض بل ينقل الحقيقة، وما يجري من إعدامات ميدانية وقتل للأطفال والنساء والشباب الفلسطينيين في الضفة المحتلة".
واستنكر الإفرنجي موقف فرنسا الخاضع لإملاءات نتنياهو، مضيفاً: "فرنسا التي تدّعي حرصها على قيم الحرية والديمقراطية والسلام تخضع لما يريده نتنياهو"، مذكراً إياها بأنّها أول من أقامت مفاعلا نوويا للكيان الصهيوني.
ومضى يقول: "لا أحد من تلك الدول يحدثنا عن قيم الحضارة والأخلاق أمام مظلومية شعبنا الفلسطيني"، مشدداً أنّ الانتفاضة "لن تتوقف وستستمر ولا أحد يستطيع أن يوقفها".
واعتبر رئيس منتدى الإعلاميين، وقف بث قناة الأقصى بمثابة وصمة عار على جبين الحكومة الفرنسية والعالم الذي يدّعي احترامه لحرية الرأي والتعبير، مطالباً إياها بإعادة الترددات والاعتذار لقناة الأقصى؛ بل وتعويضها عما لحق بها من ضرر.

تواطؤ دولي
وأبدى داود شهاب الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي، امتعاضه لهذا القرار الفرنسي، وقال: "رسالة فرنسا في هذا القرار يعني أنهم يريدون من الضحية أن يُضرب ويقتل ويُذبح دون أن يتكلم أو يصرخ".
وعدّ شهاب القرار الفرنسي بمثابة "تواطؤ دولي لاستهداف الإعلام الفلسطيني".
وأضاف: "المطلوب منا أن نكون على ثقة تامة بأن الرسالة ستستمر، وسيبقى الإعلام الوطني الحر المقاوم يحافظ على الوعي".
ودعا إلى ضرورة ألا يتحول أبناء شعبنا من أشبال وشباب وأبطال الانتفاضة إلى أيتام، مطالباً الإعلام الفلسطيني بالتكاتف واستحضار كل عوامل التضامن والمؤازرة.
من جهة أخرى؛ تساءل صلاح البردويل القيادي في حركة "حماس"، عن الدور الذي تلعبه فضائية الأقصى وفلسطين اليوم، ليجيب: "فقط لتكشف حجم المظلومية وحجم الإساءة التي يواجه بها الشعب الفلسطيني".
وأضاف: "في اليوم الذي ننتظر فيه العدالة نُجلد بهذا الشكل وتُخرس أصواتنا ومنابرنا، ولكن نقول أننا شعب لم يتعود على السكوت ولم يتعود على الاستسلام ولن نخضع لا لقرار فرنسي أو أمريكي".
ومضى يقول: "نحن شعب نحترم من يحترمنا ولا نسيء لأحد، ولا نعتز بثقافة وتاريخ ورؤية غير ثقافتنا وتاريخنا ورؤيتنا"، مشدداً أنّ الشعب الفلسطيني لا يقبل أن يكون ضحية لمن لا يفهمون الحضارة إلا أنه نوع من المجاملة لكيان مجرم.
وأشار البردويل إلى أنّ قناة الأقصى وأخواتها من القنوات لن تموت أبداً ولن تسكت أبداً من خلال إسكاتها بهذا الشكل، معبراً عن رفضه لهذا القرار داعياً القيادة الفرنسية للتوقف العاجل عن استمرار هذا القرار.
ودعا القيادي في "حماس"، إلى رفض واستنكار ما وصفه بـ"السلوك الشائن" الذي لا يعكس حقوقا إنسانية ولا حضارة بشرية ولا حرية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دفتر الزوار