الثلاثاء، 26 يناير 2010

حوار نتياهو مع الطيبي

نتانياهو:اقول للطيبي اريد مفاوضات بلا شروط مسبقة لاقامة دولة منزوعة السلاح
بقلم محسن هاشم
ألقى النائب أحمد الطيبي, نائب رئيس الكنيست ورئيس كتلة القائمة الموحدة والعربية للتغيير, خطاب المعارضة في جلسة الكنيست بكامل هيئتها وبحضور رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو, وهي المرة الأولى التي يقوم فيها عضو كنيست عربي بهذه المهمة بإفتتاح الجلسة بعد توقيع 40 عضو كنيست على رسالة تلزم نتنياهو بالرد على اتهامات المعارضة بفشل حكومته.
وقال الدكتور أحمد الطيبي في خطابه : " صراع البقاء " هو ما تعيشه حكومة اسرائيل الحالية, حتى أن سلامة الإئتلاف الحكومي نتنياهو – ليبرمان – براك أهمّ لديها من مطالب الرئيس الأمريكي بوقف الاستيطان والتداول في المواضيع الجوهرية لحل الصراع الحالي. ان طريق حكومة نتنياهو هي طريق الى " لا مكان " , والهدف المرجو لديها هو " مكانك سِر".
عندما يتحدث رئيس الحكومة عن العملية السياسية أتساءل هل هو يقصد عملية سياسية ستحدث هنا على وجه الأرض, ولأي هدف.؟ فبالنسبة له العملية هي الهدف وليست الوسيلة, عملية لانهائية, أبدية لا تفضي إلى أي شيء.
وتابع الطيبي خطابه قائلاً : ان اي حكومة يتم انتخابها بناء على خطة معينة, سياسية وجدول أعمال وأهداف في مجالات الحياة المختلفة. أما صراع البقاء فهو ليس جدولاً ولا برنامجاً. فإن كان لدى الحكومة برنامج سياسي فمن الواجب طرحه أمامنا, وإلا.. فاكشفوا حقيقتكم السياسية المعكرة والمعوجة بعدم وجود اي بشرى سواء في المجال السياسي او غيره من مجالات الحياة. قولوها بصراحة : لا توجد لدينا خطط ! ولا توجد لدينا أحلام ! ولا أهداف وكل ما نفعله هو تمرير الوقت
ثم توجه الطيبي الى نتنياهو مباشرة : مع عودتك الى رئاسة الحكومة بعد عشر سنوات لم تتغير رؤيتك, ونتنياهو الجديد لا يختلف عن يتسحاق شمير القديم.
هذه ايام سيئة من الجمود والرفض والفشل, اما الدعم الذي تلاقيه الحكومة من مؤيديها هو من منطلق اليأس ليس إلا.
ثم تطرق الطيبي إلى الشأن الفلسطيني : هذه آخر دول العالم التي لم تخرج من حقبة الاستعمار بعد, تستمر في الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية, حكومة تتكلم عن حل الدولتين ولكنها من جهة أخرى تحطم هذه الرؤيا وتدفنها تحت جرافات الإحتلال. انه أكبر مشروع تاريخي للإستلاء على الأراضي وسرقتها. وبسبب سياسة نتنياهو السيئة فإن من لا يقبل بحل الدولتين سيصل به الأمر في نهاية المطاف إلى حل الدولة الواحدة ثنائية القومية لأن العالم لن يقبل تعميق سياسية الفصل العنصري في المناطق المحتلة وسيضطر الى اتخاذ خطوات عملية.
وتناول الطيبي المواضيع المدنية : جميع مجالات الحياة في البلاد في تراجع وانهيار, التحصيل العلمي في انخفاض, الرفاه الاجتماعي يتراجع, تكاليف الخدمات الصحية في ارتفاع , العنف المستشري, حوادث الطرق, شبيبة تتناول الكحول حتى الموت, أشخاص بدون مأوى.. انه مجتمع في مرحلة تحلل.. والمجال الوحيد الذي ينمو هو الجيش والمستوطنات.
وبالنسبة للمواطنين العرب في إسرائيل, ما زالوا يشعرون بالإقصاء وقِيَم المواطنة والمساواة توفيت منذ زمان. نحن العرب نشكل 20% من مجمل السكان ولكن فقط 6% من نسبة العاملين في القطاع العام. عشرة آلاف غرفة دراسية تنقص جهاز التعليم العربي. لم يتم بناء أي مستشفى في البلدات العربية وتنعدم المصانع والمناطق الصناعية.
ثم أجمل الدكتور الطيبي خطابه : اعضاء هذه الحكومة ملتصقون بالكراسي, وهذه الحكومة تدخل الى كل الطرق عديمة المخرج لكي تهرب من السلام. ونحن نقول : لا توجد طرق للسلام.. وانما السلام هو الطريق !
هذه الحكومة لا تقدم لنا أي بشرى بل تقودنا إلى اليأس الذي سيكون أعظم وأكبر في الأيام القادمة
وبعد خطابات المعارضة ألقى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو رده بالقول : انه يعمل بإتجاه ضمان النمو الاقتصادي لإسرائيل لتمويل احتياجاتها الأمنية, وتباهى بتمرير الميزانية لعامين اثنين. كما استعرض التهديد الذي تتعرض له إسرائيل من الصواريخ رافضاً حرمانها من حق الدفاع عن النفس.
وفيما يتعلق بالعملية السياسية قال نتنياهو ان برنامجه يشمل تسوية دائمة للسلام, بما في ذلك إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعترف بدولة اسرائيل كدولة يهودية. وقال ان الطريق الوحيدة لذلك عبر المفاوضات مدعياً انه لم يجد في الجانب الفلسطيني تجاوباً بل وجد شروطاً للتفاوض.
ثم توجّه للنائب الطيبي بشكل مباشر : اقول لك اني أريد مفاوضات بلا شروط مسبقة لإقامة دولة منزوعة السلاح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دفتر الزوار