الاثنين، 12 أبريل 2010

قلق ورعب اليهود بقلم محسن هاشم

في فبرايرالماضى كشفت صحيفة "معاريف فضيحة مدوية هزت الأوساط الإسرائيلية

أعلنت أن أسرار الصاروخ الإسرائيلي "حيتس" ربما تكون قد وقعت في أيدي المصريين، بعد أن أشرف مهندسون مصريون على معالجة الأخطاء في البرنامج الذي يدير الصاروخ!.
ونقلت الصحيفة عن مسئولون أمنيون قلقهم من تسرب تقنية الصاروخ الاعتراضي للصواريخ البالستية للمصريين.
ووصف هؤلاء المسئولون الحالة بأنها "حماقة غير قابلة للتصديق"، وطبقا لتقرير الصحيفة فقد كان الفرع المصري لشبكة IBM العالمية على اتصال مباشر بنظيره الإسرائيلي للكشف عن وتصحيح الأخطاء البرمجية في برنامج تشغيل الصاروخ!.
وكان "حيتيس" مشروعا مشتركا بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية وتكلف أكثر من 2 مليار دولار، وهو يحتوي على نظام رادار حساس جدا يعطي الصاروخ القابلية لتعقب وإعتراض الصواريخ الباليستية.
أطلقت قوات الجو الإسرائيلية أربعة صواريخ أعتراضية من هذا الطراز بنجاح في تدريب يختبر قدرة البلاد الدفاعية
وأعربت المصادر الأمنية الإسرائيلية بعد هذا التدريب عن اقتناعها بقدرات الصاروخ الذي يسير بسرعة تسع مرات ضعف سرعة الصوت، ويمكنه اعتراض قذائف عدائية قبل ان تصل أهدافها بنحو 50 كيلومتر.
وطبقا لتقرير معاريف، فقد أحال مكتب IBM إسرائيل ارسلت برنامج الصاروخ إلى مكتب القاهرة لمعالجة الأخطاء البرمجية.
وكنتيجة لقلقهم، خصص مسؤولي الأمن فرق كاملة من الخبراء من مؤسسة الدفاع لفحص كل سطر من برنامج الصاروخ خشية أن يكون المصريون قد زرعوا برامج تحكم خفية ، فضلا عن قطع كافة المعاملات بين IBM تل أبيب ومكاتب القاهرة.
خاف المسؤولين في إسرائيل من أن يكون المصريون قد زرعوا ما يمكنهم من تدمير الصاروخ قبل أن يبلغ هدفه.
ومنذ نشر هذا الموضوع تتابعت أصداء الفضيحة علي نحو مثير في إسرائيل، وسعت الحكومة الإسرائيلية للتكتم علي الموضوع، وحاولت إسكاته بأي ثمن، والتغطية عليه، . لكن خاب ظنها و. لقد فتح هذا القرار الباب لانتشار الشائعات بسرعة البرق، وتلقفت الصحف الإسرائيلية الموضوع من خلال مواقعها علي الإنترنت، بدلا من مطبوعاتها الورقية.
وقال عدد من الخبراء لصحيفة معاريف: "أن تصرف الجيش في هذا الموضوع " كان غبيا وعبثيا لدرجة الإهمال الإجرامي فمن المعروف لابسط ضابط اسرائيلي ان مصر ترصد حركة الطيور من والي الحدود الاسرائيلية ولا يعقل ألا يكونوا قد انقضوا علي المعلومات التي توفرت لديهم، عندما كان خبراؤهم يتابعون معالجة الخلل في جهاز الكومبيوتر الاسرائيلي الرئيسي للجيش ولسلاح الطيران. ومما لا شك فيه ان اجهزتهم المتطورة جدا في مجال الكومبيوتر، تمكنت من التقاط المعلومات الغنية التي انزلت الي اجهزتهم من السماء فتلقفوها بتلهف وراحوا يحللونها ويخزنونها ويبنون عليها الخطط والبرامج، وفي ذلك ضرر كبير لإسرائيل".
وقال علماء آخرون لمعاريف، ان الضرر الحاصل لاسرائيل من جراء هذه العملية، هو في احسن الاحوال مجرد وصول المعلومات الي مصر. لكنه في حالة تفعيل عقلية التنافس واستغلال المعلومات، فان بامكان مصر الاستفادة منها بدرجة خطيرة مدمرة.؟ وقال أحدهم: "تعالوا نتصور ان تقوم دولة ما، عربية او غير عربية، باطلاق صاروخ يحمل رؤوسا كيماوية او غازية وغيرها من اسلحة الدمار، باتجاه اسرائيل فالمفروض ان صاروخ "حيتس" ينطلق لتفجير ذلك الصاروخ وهو في الجو. الآن، يخشي ان تكون مصر قد اطلعت علي المعلومات الكافية لجعل صاروخ "حيتس" مثلا يحيد عن هدفه بضعة سنتيمترات. فيضيع هدفه. ويصل الصاروخ المعادي الي هدفه في اسرائيل".
وكانت صحيفة "عنيان ميركازي" الإليكترونية أكثر جرأة في اختراق أمر حظر النشر، وغمزت القيادات الإسرائيلية التي طالبت بالتكتم علي الفضيحة. وأكدت تفاصيل الموضوع المنشور بمعاريف، وحيت الصحفي بن كسبيت الذي كشف تفاصيل فضيحة أمنية، كان من الممكن أن تستمر، او تكتشف ويتكتم عليها العسكريون.
وفي المقابل رصدت صحيفة "العربي" المصرية الموضوع في منتديات الحوار بمواقع الانترنت الإسرائيلية، وبخاصة موقع صحيفة معاريف صاحبة السبق الصحفي، فلاحظت بوضوح، ودون مبالغة انخفاضا واضحا في المعنويات، وهجوما علي المؤسسة الحاكمة والقيادة العسكرية، والأخيرة تعتبر بمثابة بقرة مقدسة لم يجرؤ الناس علي مهاجمتها، إلا بعد هزيمتهم في أكتوبر 1973، التي سميت بالعبرية "المحدال" أي التقصير، وهو نفس الوصف الذي اطلقته صحيفة عنيان ميركازي علي فضيحة الصاروخ حيتس.
فبين الذهول، وعدم تصديق ما حدث، رصدت الصحيفة بعض تعليقات الزوار، فنقلت عن شاب إسرائيلي سمى نفسه باسم (درور) قوله: "أنا لا أنام خوفا من أن تتوقف الصورايخ عن الانطلاق في يوم الحساب، وساعتها لن أغفر لجنرال برمجيات، قوله أنه أخطأ في التقدير وأن المصريين فعلا نجحوا في زرع برنامج تافه عطل منظومة الدفاع الصاروخي بأكملها. هناك أشياء لا يصح التهريج فيها"
وقال شخص يرمز لنفسه بالاسم الكودي (إنسان يخاف علي أمن إسرائيل): "إلي كل الإسرائيليين الثرثارين، وإلي كل زوار المنتدي الذين لا يجيدون سوي توجيه النقد اللاذع سواء للصحفي أو الصحيفة، لكن الحقيقة أن أيا منكم لا يعرف شيئا عما يتكلم عنه، ولا يمكن أن يدعي واحد من جنرالات التحليل في هذا المنتدي البائس، أنه يعرف بالضبط ماذا فعل المبرمجون المصريون في برنامج الصاروخ "حيتس"، ما هي الشفرة التي عملوا علي إصلاحها، وما هو مدي أهميتها، وخطورتها. الذي نعرفه أن المبرمجين الإسرائيليين واجهوا مشكلة مستعصية في البرنامج، وطلبوا مساعدة الشركة التي صنعته أصلا. لكن لماذا تستعمل هذه الشفرة في برنامج الصاروخ "حيتس" أنا لا أعلم، ولا أظن أن أحدكم يعلم، فلا تدعوا الحكمة، لأن الأمر ليس بهذه السهولة".
وهنا قال (منشي) وهو جندي بالجيش: "أعرض علي كل العالم دولة للبيع، لقد تحولنا من دولة مشهورة بأنها تملك أقوي جهاز مخابرات في العالم، إلي أكبر دولة مغفلة في العالم، لا عجب، إذن أن الفلسطينيين وحزب الله حولونا إلي سيرك. المصريون لا يستطيعون زرع شفرة طروادة في منظومة تشغيل الصاروخ فقط، تلك الشفرة التي يمكن أن تعرقل تشغيل الصاروخ وتضر به، لكنهم أيضا يستطيعون حل الشفرات المكتوبة بالعبرية، وبالتالي يرصدون أية أوامر تصدر بالانتقال إلي وضع الاستعداد للضرب، ويتسببون في حمل زائد علي الجهاز يدمر المنظومة الدفاعية بالكامل.
وأخيرا قال (نون)، وهو شخص قدم نفسه علي أنه خبير برمجيات مشهور لا يحب ذكر اسمه، وأنه يحب أن يعرِف زوار المنتدي بأبعاد وخطورة فضيحة الصاروخ "حيتس" فقال: "بما أنني خبير في البرمجيات، ومتخصص في أمن المعلومات أريد ان أقول أن تدخل المصريين في برنامج (MOTIF)، حتي لو كان برنامجا كل وظيفته تشغيل المنظومة بالعبرية مع الحفاظ علي الشكل الجرافيكي لها، هو أمر خطير بكل المقاييس، وتدخلهم هذا قد يسفر عن مخاطر واضرار لا حصر لها لجميع أجزاء منظومة الدفاع الصاروخي، سواء برنامج التشغيل، أو برنامج التحكم المركزي في بطاريات الصواريخ، ومنظومة الرادار الملحقة به.
ورد عليه (دافيد) وهو مبرمج آخر مؤمنا علي كلامه، ومضيفا أن الجيوش عادة تستخدم برنامج تشغيل واحدا في كل أجهزتها ووحداتها العسكرية، وأن الأمر قد يقتضي تغيير منظومة البرمجة في الجيش بأكمله.
وعلي صعيد آخر فإن فضيحة الصاروخ حيتس التي نشرتها معاريف فتحت في المنتدي جملة فضائح إسرائيلية أخري، فيما يمكن أن نسميه بالثقب التكنولوجي الإسرائيلي، الذي تتسرب منه أشد المعلومات حساسية، فقد نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن القناة العاشرة وهي قناة إخبارية خاصة استطاعت، أن تلتقط بهوائي عادي بث سري لتجربة إطلاق الصاروخ حيتس أيضا، رغم أن هذا البث الإليكتروني كان من المفترض أن يكون مؤمنا لأنه يجري داخل دائرة تليفزيونية مغلقة تضم موقع اطلاق الصاروخ، ومقر وزارة الدفاع الإسرائيلية، أما صحيفة معاريف فقد كشفت عن فضيحة أخري لاختراق أجهزة الكومبيوتر في البنك "الوطني" الإسرائيلي وسحب كميات هائلة من أرصدة العملاء. ولم ينتبه العاملون بالبنك إلا بعد انتهاء العملية. ولم تغفل بالطبع الإشارة إلي الفضيحة الأخيرة التي فجرتها بشأن الصاروخ حيتس.
كل هذه المعطيات جعلت عددا لا حصر له من زوار المنتدي يلعنون الحكومة والدولة والجيش المقدسات الثلاثة في إسرائيل، فيسال احد اليهود "ماذا حدث لإسرائيل - نحن نسير من فشل إلي فشل".
ويرد علية "لا شك أن مجموعة من المغفلين تحكم إسرائيل".
ويعيب (يانيف) علي بن كسبيت محاولته طمأنة الناس عندما قال ان وزاة الدفاع بدأت تحقيقات مكثفة بهذا الشأن ويقول: "هل يعني ذلك أن نشعر بالاطمئنان، وننام مرتاحي البال لأن التحقيق يتم بواسطة محققي وزارة الدفاع، ما هذا العبث، لا نهاية للحمق، والعبث!! يجب تحييد رجال الجيش عن أي عملية تحقيق جادة".
أما أظرف الردود فجاءت من شخص رفض كتابة اسمه واكتفي بالإشارة لنفسه بالرقم (15)، وقال: "هذه هي دولتنا القوية، اقترح خصخصة وزارة المالية، وتعيين وزير دفاع مصري".
ويقول (يعقوب): "سمعنا من فترة، أن مناقشات سرية دارت بشأن الصاروخ حيتس، التقطت بإريال عادي في التليفزيون، ويحتمل أن تكون تفاصيل حساسة وصلت لأيدي المصريين، يجب أن نكف عن شغل الهواة، والسذج، لأننا لا نمتلك سوي دولة واحدة، وكل خطأ ضخم بهذا الحجم يشكل كارثة علينا وعلي أبنائنا".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دفتر الزوار