الثلاثاء، 8 يونيو 2010

لن تفلت اسرائيل من العقاب هذه المرة

بقلم محسن هاشم
س – الى أي درجة تسهم حادثة الهجوم الاسرائيلي على " اسطول الحرية " في رأب الصدع وتنهي الانقسام الفلسطيني الداخلي خاصة وان الرئيس اشار في خطابه الى ان الرد الفلسطيني على هذا الهجوم سيكون بالوحدة؟
ج – بالطبع هذا ما يجب ان يحدث ولكن لايكفي مجرد الحديث عنه او التنبؤ والتفاؤل بحدوثه وانما يجب القيام بعمل مكثف من اجل تحقيقه. وفي رأي ان حادثة الهجوم الاسرائيلي الاجرامي على " اسطول الحرية " هو علامة فارقة فالعالم بعد هذا الهجوم لن يكون كما كان قبله وستتغير اشياء كثيرة وسيكسر حصار غزة مهما فعلت اسرائيل. المسألة تحتاج الى عمل وجهد ويجب استثمار هذا الحادث لمصلحة القضية الفلسطينية وخاصة في موضوع الوحدة الوطنية الفلسطينية.
س – البداية كانت مع " اسطول الحرية " ومن ثم سفينة ريتشيل كوريز كيف تفسر الموقف الاسرائيلي او ماهو تحليلك للممارسات الاسرائيلية من جهة ومن جهة اخرى الى أي درجة يمكن ان تضعف هذه الممارسات موقف الرئيس محمود عباس فيما يتعلق بالمفاوضات غير المباشرة؟
ج – ان الموقف الاسرائيلي هو موقف غطرسة القوة الذي يضر دائما بممارسيه. ولا يوجد تفسير اخر لان الاسرائيليين يعتقدون انهم يستطيعون القيام بأي شيء وان يفعلوا أي شيء مخالف للقانون الدولي ومخالف لكل الاعراف الدولية التي تحيط باحتلال الشعوب الاخرى والتعامل مع المدنيين في البلدان المحتلة. كل ذلك يدوسه الاسرائيليون باقدامهم بدون عقاب حقيقي حتى الانز ان الحصار جريمة من جرائم الحرب ونوع سام من العقاب الجماعي وهو امر محرم دوليا. لذلك فان غطرسة القوة وهذا الشعور بانهم فوق القانون هو مايجعلهم يفعلون ذلك، ولكنهم يخطئون وخصوصا هذا النوع من الحكومات في اسرائيل التي قد لا تختلف باهدافها ولكنها تختلف في اسلوبها. ان اسلوب اليمين الاسرائيلي المتطرف وخاصة الحكومة الحالية التي هي اكثر حكومة يمينية في تاريخ اسرائيل والتي تتصرف بطريقة تفترض انها قادرة على القيام باي شيء دون ان تتعرض الى عقاب. ان هذا لن يتكرر ولن تكون النتائج كما تريدها اسرائيل. انا اعتقد ان الشعب الفلسطيني سيستفيد من نتيجة ما حدث والمفاوضات غير المباشرة او المباشرة هي في الحقيقة مرتبطة بجملة موازين القوى واعتقد ان عملية " اسطول الحرية " ساهمت في تحسين دورنا في موازين القوى التي ليست فقط عدد المدافع والطائرات والقنابل الذرية، بل تتضمن اعتبارات تتعلق بدور الاطراف الدولية والمصالح المتشابكة لهذه الاطراف فيما بينها. وهنا لابد من الاشارة الى العلاقة الجديدة بين تركيا واسرائيل، فلقد كانت تركيا حليفا رئيسيا لاسرائيل في المجالين العسكري والامني اضافة للمجالين السياسي والاقتصادي. وستتغير العلاقات حتى مع اوروبا ومع امريكا وحتى مع الدول العربية التي وقعت على معاهدات صلح مع اسرئيل، وطالما تلتزم اسرائيل بما ضمنه الرئيس اوباما من عدم قيام اسرائيل بنشاطات استيطانية خاصة في القدس خلال هذه الفترة يمكن ان تستمر ويمكن ان نطرح على الطاولة حقوقنا المعترف بها في كل العالم، واعتقد ان ما حدث لا يضر بموقفنا في المفاوضات.
س – دعني ابدأ من حيث انتهيت فيما يتعلق بالعلاقات الاسرائيلية – التركية فواضح من تداعيات الحادثة حصل تغير في المواقف الدولية حيث شهدنا تضامنا عربيا مع الموقف التركي. هل تعتقد ان من ضمن التحولات القادمة سيكون لتركيا دور اكثر فعالية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والوساطة بين اسرئيل والسلطة الفلسطينية بل وحتى بين فتح وحماس؟
ج – بين اسرائيل والسلطة اشك في ذلك لان العداء الذي تشكل قلل من قدرة تركيا على التوسط ولكنه زاد من قوتها على التأثير. المسألة يمكن ان تتغير اذا ما دفعت اسرائيل ثمنا باهضا لاستعادة صداقة تركيا بعد الذي حصل. ان حكومة نتينياهو ليست تلك الحكومة القادرة على عمل ذلك. ان دور تركيا سيكبر في العلاقات العربية العربية والفلسطينية الفلسطينية ولن يزيد دور تركيا في العلاقات الاسرائيلية – الفلسطينية وانما قد يزداد التأثير التركي في جملة عناصر القوى بالمنطقة.
س – هناك معلومات عن زيارة وثيقة للرئيس محمود عباس الى قطاع غزة، مدى صحة هذه المعلومات ومن جهة ثانية انه سيزور واشنطن حاملا مجموعة من التوصيات والرسائل الى اوباما. هل لك ان تعطينا بعض التفاصيل؟
ج – في البداية اشير الى ان الرئيس سيبدأ زيارته الى واشنطن بزيارة تركيا وهذه اشارة جديدة الى الدور التركي والى الاعتراف الفلسطيني بالجميل التركي لما حدث وهو ايضا محاولة لمساندة الدور التركي ليزيد من دعمه لنا فنحن بحاجة الى الدور التركي. كما ان هذه الزيارة تحمل علامة سياسية مع ان لا احد يستطيع التخلي عن الدور الامريكي الذي يفرض وجوده في المنطقة ولا احد ينفي احتمال دور اكثر ايجابي للرئيس اوباما الذي لم يكن واضحا واخذ وقتا طويلا حتى تشكلت عناصره الاولى. وسيعرض الرئيس ابو مازن المطالب الفلسطينية التي مازلنا ملتزمين بها والخاصة باقامة سلام عادل وقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس تحل مشكلة اللاجئين حلا عادلا هذا ما سيطرحه امام الرئيس اوباما اضافة الى محاولته تطوير موقف الرئيس الامريكي في الوصول الى هذا الهدف. لذلك ارى ان الزيارة اتت في الوقت المناسب خاصة بعد تراجع نتنياهو عن مقابلة الرئيس اوباما وعودته الى تل ابيب بعد حادثة " اسطول الحرية ".
س – هل ستقف السلطة مكتوفة الايدي امام الهجوم الاسرائيلي؟ وهل ستنفذ اسرائيل بجلدها هذه المرة ايضا ام ان هناك خطوات عملية على مستوى دولي لوقف الاعتداءات الاسرائيلية التي وصلت اقصاها في الاعتداء على متضامنين اجانب؟
ج – لا لن تفلت اسرائيل هذه المرة. لان العالم بعد الحادثة ليس العالم قبل الحادثة وسيشكل موقف دولي وموقف امريكي للضغط على اسرائيل وان مايحدث الان هو شيء ايجابي وتطور الموقف الامريكي ولو بعض الشيء حيث رفض الامريكان في البداية العليق على الحادثة ثم اعلنوا بعد اجتماع مجلس الامن الدولي ان اسرائيل ستقوم بالتحقيق وانهم يثقون بذلك وتغير هذا الموقف الان ايضا، حيث من الممكن تشكيل لجنة دولية للتحقيق في الحادث. وهناك موقف اكيد لكسر الحصار المفروض على غزة. فهل هناك عقاب اكثر قسوة على اسرائيل اكثر من ذلك؟ هذا ماستكشفه الايام المقبلة. اننا نرى الان في تركيا وفي دول اوروبية عديدة استعداد لرفع دعاوى على المسؤولين الاسرائيليين والذهاب الى محكمة الجنيات الدولية، كما ان هناك اجماع دولي على ان هذه الجريمة لايمكن ان تمر دون عقاب. وحتى داخل اسرائيل تظاهر الناس بالامس احتجاجا على هذه الجريمة. عموما نحن في موقف ايجابي ليس بسبب جريمة اسرائيل بل تبنينا لاسلوب النضال الشعبي باشكاله المختلفة والمضي قدما في حشد دعم دولي لهذا النضال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دفتر الزوار