الثلاثاء، 9 أكتوبر 2012

الطريق إلى تحرير الأقصى بقلم محسن هاشم

الطريق إلى تحرير الأقصى الحمد لله الذي يحي الأرض بعد موتها وإليه المصير، الحمد لله الذي أحيا أمة الإسلام ودلّها كيف المسير،والصلاة والسلام على سيد الخلق والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبع هداه بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد: أيها الناس: يقول الله تبارك وتعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }الإسراء1 فالله في هذه الآية يقرر إسلامية الأقصى وطهارة المسرى، ويربط ما بين الأقصى وما حوله من بلاد الشام (الذي باركنا حوله) فحوله هي جميع بلاد الشام، على رأي بعض المفسرين، فالذي يُستفاد من هذا أن الطريق إلى تحرير الأقصى يمر عبر مراحل لا يُمكن تجاوزها:- أولها: استنفار المسلمين عامة بكل طاقاتهم وإمكانياتهم وأهل القوة فيهم خاصة بأسلحتهم الثقيلة للتحرك الفوري في جميع عواصمهم للتخلص من وصاية الاستعمار بأشكاله المختلفة، فقد ثبت للقاصي والداني أن أمة الإسلام أمة الخير والإحسان، ولا ترضى الظلم والطغيان، وإن طال بها الزمان، فالأمة لا بدَّ لها من استرداد السلطان ومبايعة الإمام، وأهل القوة والمنعة فيها جزء لا يتجزأ منها، وإن تم تضليلهم وحرفهم عن واجبهم الشرعي وعملهم الأصلي، وهو حماية الأمة لا قمعها، ومحاربة الأعداء لا موالتهم، فالجيوش تم تضليها كحال عامة الناس الذين مورس عليهم أبشع أنواع التضليل بل كان عليهم أشدُّ فتكاً. ثانيها: التوجه إلى قصور حكام العرب والمسلمين لخلعهم من مكانهم قبل التوجه إلى فلسطين لتحريرها من براثن الاحتلال، لأنه ثبت بالدليل القاطع والبرهان الساطع أنهم الحُماة الحقيقيون لدولة يهود، والعائق الحقيقي لإعلان الجهاد في سبيل الله، فقد صرح مؤخراً رجل الأعمال السوري (رامي مخلوف) ابن خال الرئيس السوري موضحاً السبب الحقيقي لبقاء هذه الأنظمة العربية وخاصة التي تدّعي دعمها للمقاومة والممانعة قائلاً: (إنه لن يكون هناك استقرار في إسرائيل إذا لم يكن هناك استقرار في سوريا)، فحكامكم تجارٌ غاشون لا رعاة صالحون، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ( ما عدلَ والٍ اتّجر في رعيته ). الأمر الثالث الذي يمر من خلاله تحرير الأقصى: تنصيب خليفة للمسلمين يُقاتل من ورائه ويُتقى به، وليكون القائد الفعلي لجيوش المسلمين، ولتنظيم شؤون الجهاد من أجل قهر الأعداء الكفار بمختلف مشاربهم. فالفتح الإسلامي العمري لبيت المقدس كان يقف على رأسه خليفة عادل، وتحرير بيت المقدس من الصليبيين كان على رأسه قائدٌ يسير بأمر الخليفة، فالله لا يجرى النصر على أيدي الفُرقة المتمثلة في دويلات الضرار، وإنما يكون النصر على أيدي الجماعة المتمثلة بوحدة الأمة تحت راية الإسلام ومبايعة الإمام. فالذي يجب أن نعلمه ونعمل على إيجاده، أن حماية الأقصى تكون بعد تحريره وليس قبله، فالأقصى وما حوله مبارك، فإذا حُرر ما حوله حُرر الأقصى وليس العكس، فتحرير الأقصى يمر عبر العواصم العربية والإسلامية، يمر عبر تونس والقاهرة، وطرابلس وصنعاء، ودمشق وعمان، وجميع العواصم التي ثارت على الظلم والطغيان، والتي نسأل اللهَ لها السداد وحسن الختام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دفتر الزوار