الخميس، 25 نوفمبر 2010

اسرائيل تهديد دائم لتركيا والشرق الاوسط

بقلم محسن هاشم
أقرّ مجلس الأمن القومي التركي (يجمع القيادتين السياسية والعسكرية برئاسة رئيس الجمهورية)، امس النسخة الجديدة من "الدستور السري"، أو ما يسمى "الكتاب الأحمر" الذي يُعَدّ الوثيقة الرسمية الأهم في تحديد الاستراتيجيات العريضة التركية الخارجية والداخلية لخمس سنوات مقبلة.
كثير من العناصر الجديدة أُدخلت إلى النص، لكن أبرزها على الإطلاق هو تصنيف إسرائيل بأنها "تهديد رئيسي لتركيا". ففي الفصل المخصَّص للتهديدات الخارجية لتركيا وعلاقاتها الخارجية، وردت العبارة الآتية: "يجدر التركيز على أن انعدام استقرار المنطقة بسبب النشاط الإسرائيلي، وسياساتها (الدولة العبرية) التي قد تسبّب بسباق تسلُّح في المنطقة، هما تهديد لتركيا".
ويعتبر هذا تطورا جديدا طرأ على العلاقات التركية ــ الإسرائيلية، قد يكون أشد خطورة من جريمة «أسطول الحرية» في 31 أيار الماضي وما تلاها من تأزّم.
وتوقّفت الصحف التركية طويلاً عند هذه العبارة "التاريخية"، على اعتبار أنها المرة الأولى في سيرة العلاقات التركية ــ الإسرائيلية منذ 1949 التي تُذكَر فيها إسرائيل كتهديد خارجي بالنسبة إلى تركيا. وأكثر ما كان لافتاً هو أن هذا التصنيف لم يُربَط بجريمة أسطول الحرية، بل بمسألة أخطر من موقعة "مرمرة»"، وهي السياسات العبرية التي تزعزع استقرار الشرق الأوسط، وتشجّع على انطلاق سباق تسلُّح في المنطقة.
يذكر أنّ النسخة الجديدة من "الكتاب الأحمر السري للغاية"، أزالت سوريا وإيران (بالإضافة إلى اليونان جزئياً، وبلغاريا وجورجيا وأرمينيا) من لائحة الدول التي تُعَدّ تهديداً خارجياً لتركيا، ولو أنّ عبارة "يجب أن يكون الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووي" بقيت موجودة في النص (في إشارة إلى إيران)، حتى من دون ذكر الجمهورية الإسلامية بالاسم. وهذه الجمهورية كانت في نسخة عام 2005 (التي انتهى مفعولها رسمياً أول من أمس) مصنَّفة على أنها "التهديد الأول" لتركيا على خلفية نظام حكمها الإسلامي وقدراتها النووية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دفتر الزوار