السبت، 2 أبريل 2011

انظروا الى الصيونية الجديدة بوجه مواكب للعصر

القراءات الصهيونية الجديدة لأحداث الشرق الأوسط
بقلم محسن هاشم
يتابع الخبراء 'الإسرائيليون' باهتمام بالغ تطورات الأحداث والوقائع الجارية في منطقة الشرق الأوسط، حيث تشير المعطيات الجارية إلى أن الأحداث والتطورات سوف تظل تلقي بتداعياتها على كافة الحسابات الاستراتيجية والتكتيكية 'الإسرائيلية'، وعليه، كيف ينظر الإسرائيليين لأحداث منطقة الشرق الأوسط؟ وإلى أي مدى سوف تؤثر هذه الأحداث لجهة تشكيل إدراك صهيوني جديد لجهة التعامل مع واقع المنطقة الذي أصبح أكثر تقلباً؟
استعراض للقراءات 'الإسرائيلية' لأحداث الشرق الأوسط:
سعت الأطراف الرسمية الصهيونية إلى التزام الصمت النسبي المحدود إزاء التطورات الشرق أوسطية الجارية حالياً على خلفية مفاعيل الاحتجاجات الشعبية الجارية في المنطقة، إضافةً إلى ما أفرزته هذه التغييرات في كل من تونس ومصر، وبرغم ذلك فقد سعى العديد من الخبراء الصهاينة إلى إبراز وجهات نظرهم عبر النوافذ الآتية:أجهزة الإعلام والصحافة العبرية: والتي ركزّت على التقارير المكثّفة التي ترصد الوقائع، مع القليل من التحليلات السياسية التي ركزت على المعطيات والأبعاد الشكلية، وكانت صحيفة 'هآرتس' الأكثر نشاطاً لجهة إبراز تطورات المواقف والأحداث. مراكز الدراسات الصهيونية: لم تسع مراكز الدراسات لجهة تقديم الأوراق التحليلية السياسية، واكتفت بتقديم القليل منها، وفي هذا الخصوص فقد برز كل من: مركز 'أورشليم'، ومعهد 'دراسات الأمن القومي الصهيوني التابع لجامعة تل أبيب، في تقديم بعض الأوراق البحثية المختصرة التي سعت إلى تخمين الملامح العامة للمرحلة القادمة في المنطقة.
هذا، ونلاحظ أن دور مراكز دراسات اللوبي الصهيوني، وتحديداً في أمريكا، معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، ومؤسسة 'جيمس تاون'، ومعهد المسعى الأمريكي، وفي بريطانيا وأستراليا، كان الأكثر تركيزاً لجهة القيام بمحاولات التأثير من جهة على مواقف واشنطن، ومن الجهة الأخرى على الموقف الصهيوني، ومن جهة ثالثة لجهة التعامل الانتقائي مع الأحداث والتطورات الشرق أوسطية.
أساس ومفاعيل الإدراك الصهيوني: عين نصف مغمضة وعين نصف مفتوحة:
على أساس اعتبارات حسابات الفرص والمخاطر، فقد ظل هاجس الأمن الصهيوني يمارس حضوره القوي على كافة وجهات النظر والتحليلات 'الإسرائيلية'، وفي هذا الخصوص فقد تشكّل الإدراك 'الإسرائيلي' للتقلبات الشرق أوسطية على أساس الخطط والمحاور الآتية:المحور المصري: التركيز على كيفية درء وإبعاد المخاطر المتمثلة في احتمالات صعود القوى السياسية المصرية الرافضة لاتفاقية السلام المصرية الصهيونى
وبنفس القدر إبعاد القوى الوطنية المصرية التي يمكن أن تحقق النجاح في بناء قدرات الدولة المصرية، وبالتالي، فإن الأولوية الحالية للإسرائيليين تتمثل في دعم صعود طرف مصري يسير بالنظام في نفس توجهات تبعية السياسة الخارجية والداخلية المصرية بما يتطابق مع منظور محور واشنطن ـ تل أبيب.
المحور الخليجي: التركيز على كيفية دعم بقاء واستمرارية الأنظمة الملكية الخليجية الحاكمة، إضافة إلى التركيز لجهة تسويق المزاعم القاتلة بأن أي تغيير سياسي خليجي معناه تعريض أمن إسرائيل للخطر وتعريض المصالح الأمريكية للخطر. طالما أن هذا التقرير سوف يصب في مصلحة إيران. المحور اليمني: التركيز على كيفية إبقاء الصراع السياسي اليمني محتدماً، بما يكشف أبعاد ومعطيات تفضيل 'الإسرائيليين' لسيناريو إشعال الصراع اليمني ـ اليمني. على النحو الذي يهدد أمن واستقرار السعودية ويدفع الرياض لجهة طلب المساعدات الأمريكية بما يفسح المجال للإسرائيليين لجهة الدخول والتغلغل أكثر فأكثر في السعودية ومناطق الجزيرة العربية.
أما بالنسبة للمحور السوري ـ اللبناني، فقد اكتفت التقارير والتحليلات الصهيونية بتغطية الأحداث وفقاً للنماذج المعروفة بـ(الدعاية السوداء) والتي تُركّز على حقن الأحداث بالمزيد من جرعات التضخيم. وفي هذا الخصوص فقد كشفت الحقائق عن المزيد من الدلائل على وجود عملية مخابراتية سرية صهيونية سعت إلى استخدام بلدان الجوار السوري كمنصة انطلاق لجهة تقديم الدعم والإسناد اللازم لإنفاذ عملية نقل تأثير دومينو الثورات إلى العمق المجتمعي السوري.
خارطة طريق نظرية الأمن الصهيوني: الأداء السلوكي الانتقائي
برغم عدم وجود المزيد من الخلافات في المقاربات التحليلية السياسية الصهيونية، فمن الممكن، أن نستعرض الآتي:
1 مقاربة المحلل السياسي الصهيوني، يوسي ألفر: وقد سعى ألفر لطرح مقاربته من خلال عدة تحليلات ركزت على توضيح المخاطر مع ضرورة السعي لجهة القيام بافتتاح المجال من أجل توسيع أفق الحل السياسي. وذلك بما يتضمن أن تسعى تل أبيب لجهة إعادة بناء الثقة مع سلطة عباس عن طريق الحد من توسيع الاستيطان وما شابه ذلك بما يؤدي بدوره إلى إعادة الطرف الفلسطيني لطاولة المفاوضات من جهة ومن الجهة الأخرى يقضي على أي احتمالات لأي مصالحة وطنية فلسطينية تجمع حماس وحركة 'فتح' ضمن إطار سياسي وطني فلسطيني موحدةمقاربة المحلل العسكري، ميشيل هيرتزوغ: سعى هيرتزوغ لطرح مقاربته من خلال التركيز على 3 معطيات، هى نموذج الحالة المصرية: باعتبارها تشكل مؤشراً قوياً لاحتمالات ثلاثة هي تدهور أمن جنوب إسرائيل عبر شبه جزيرة سيناء تدهور العلاقات التجارية المصرية 'الإسرائيلية تدهور التنسيق الأمني والسياسي المصري الصهيونى معايرة السيناريو الإقليمي: وذلك على أساس اعتبارات ضرورة أن تسعى واشنطن إلى بذل كل الجهود الممكنة لجهة إدارة التغييرات الجارية بما يتيح احتواء مخاطرها بشكل مبكر. وذلك على أساس اعتبارات الفرضية القائلة بأن حسابات التكلفة والعائد تسير إلى أن المطلوب من واشنطن هو عدم التردد في تحمل التكاليف الحالية لتدخلها في المنطقة، وذلك لأن واشنطن إذا ترددت الآن فإنها سوف تواجه بتكاليف أكبر وأخطر في المراحل القادمة. تخمين جدوى عملية سلام الشرق الأوسط: وذلك على أساس اعتبارات أن تسعى تل أبيب لجهة القيام بعملية تقييم شاملة لكافة الاحتمالات المتعلقة بعملية سلام الشرق الأوسط، بما يؤدي إلى التوصل لإجابة واضحة للسؤال القائل: ما هو الأكثر نفعاً لإسرائيل هل هو تقديم التنازلات لجهة إحياء المفاوضات. أم تصعيد سقف الاستهدافات لجهة إضعاف هذه المفاوضات. أم ترك الأمر معلقاً ضمن معطيات الوضع الراهن الحالي؟
هذا، وانتهت مقاربة الجنرال ميشيل هيرتزوغ بمطالبة تل أبيب بضرورة الاستمرار في متابعة التطورات الجارية إلى حين اكتمال المشهد ومعرفة الوضع الذي سوف تستقر عليه الأمور، ثم العمل بعد ذلك على وجه السرعة لجهة صياغة بنود الاستراتيجية الصهيونية الشرق أوسطية الجديدة بما يعزز قدرة 'إسرائيل' في استغلال الفرص ودرء المخاطر.
مؤشرات الإدراك السياسي للأحداث المنطقة:
تشير معطيات متغير الإدراك السياسي الصهيوني ومتغير الأداء السلوكي إلى تركيز تل أبيب لجهة تفادي الدخول في أي مواجهات شاملة مرتفعة الشدة في المنطقة، وذلك لإدراك تل أبيب وواشنطن بأن أي عملية عسكرية صهيونية مرتفعة الشدة ضد قطاع غزة أو ضد جنوب لبنان سوف يترتب عليها المخاطر الآتية: تصعيد الاحتجاجات السياسية الدائرة حالياً في المملكة الأردنية الهاشمية. بما يؤدي إلى احتمالات سقوط النظام الملكي. والقضاء على اتفاقية سلام وادي عربة الأردنية ـ الإسرائيلية. اندلاع المظاهرات المصرية المعادية لإسرائيل، بما يؤدي إلى إضعاف نفوذ 'المعتدلين المصريين'. وصعود قوة نفوذ 'المتطرفين المصريين تزايد نفوذ معسكر قوى 8 آذار بقيادة حزب الله اللبناني والتيار الوطني الحر وحلفائهم وإضعاف قدرات قوى 14 آذار. والتي أصبحت ضعيفة بالأساس
وتأسيساً على ما سبق، فمن المتوقع أن تستمر تل أبيب في القيام بمراقبة التطورات الشرق أوسطية الجارية عن كثب، والسعي في نفس الوقت لإنفاذ المزيد من العمليات السرية في المنطقة المصحوب بالابتعاد عن إشعال المواجهات المرتفعة الشدة وذلك إلى حين اكتمال صورة المشهد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دفتر الزوار