الخميس، 1 أكتوبر 2009

العلاقات الغرامية بين اسرائيليات وفلسطينيين

نار من أجل اليهودية لمنع العلاقات الغرامية بين اسرائيليات وفلسطينيين
بقلم/محسن هاشم
أوردت صحيفة "التايمز" اللندنية على موقعها الإلكتروني يوم الاثنين تقريرا يتحدث عن تشكيل لجان أمنية إسرائيلية غريبة من نوعها في المناطق والمستوطنات القريبة من الأحياء العربية. هذه اللجنة اختارت لنفسها واجبا أمنيا مختلفا ألا وهو مراقبة الشبان والفتيات الذين يخرجون للتنزه في الشوارع والحدائق العامة في ساعات المساء، للتأكد من عدم خروج فتيات يهوديات مع أصدقاء فلسطينيين.
تقول التايمزفي تقريرها: "تجاوزت الساعة العاشرة مساء، وهو الوقت الذي يبدأ فيه عمل اللجنة الأمنية في سيارة الهاتشباك البيضاء في شوارع مستوطنة بسجات زئيف في ضواحي القدس الشرقية، وأثناء تجوال السيارة في الشوارع شبه الخالية، يحدق رجال الدورية في الأزواج"، ويزعمون أنهم خبراء في التعرف على الذين لا يتطابقون من هذه الأزواج.
أحد رجال هذه الدورية يسمي نفسه "ديفيد" وهو ليس اسمه الحقيقي. ينادي قائلا: "أوقف السيارة هنا. أليس هذا عربيا؟ ذلك الشاب ذو البشرة الداكنة... إذا كان الشاب والفتاة يهودا فلا توجد مشكلة، واصل السير!".
منذ أكثر من عشرة أعوام و"ديفيد" هذا يقوم بما يسميه واجبا غير رسمي هو مراقبة الشوارع بحثا عن الشابات اليهوديات اللواتي يخرجن ليلا مع شبان فلسطينيين في مواعيد غرامية.
يقول: "إننا نقوم بحماية شعبنا اليهودي، وتراثنا، وتقاليدنا. بعض الناس يختلطون دون اكتراث. نحن نتحدث إليهم، ونوضح لهم أهمية أن يكون اختلاط اليهود مع اليهود أنفسهم".
اللجنة التي يعمل فيها ديفيد تحمل أسماء عدة منها "نار من أجل اليهودية"، وهي تعمل بالتنسيق مع الشرطة الإسرائيلية وتتألف من 45 رجلا، وتحصل على التمويل من التبرعات من القطاع الخاص. يقول أعضاء اللجنة إنهم يحاربون "وباءً آخذا في الانتشار" وهو المواعيد الغرامية بين العرب واليهود.
وقد تم تشكيل مجموعات مماثلة في مناطق مختلفة بما فيها مدينة بئر السبع في الجنوب، وحيفا في الشمال. أما في بيتاح تكفا في وسط "البلاد"، فقد شكلت البلدية وحدة خاصة مهمتها إحباط العلاقات التي قد تنشأ بين العرب واليهود.
ويسود الاعتقاد بأن تزايد العلاقات من هذا النوع بين العرب واليهود في "بسغات زئيف" ناتج عن تزايد الاستيطان القدس الشرقية.
يضيف "ديفيد" الذي يعمل في لجنة الأمن الخاصة بملاحقة العلاقات الغرامية العربية الإسرائيلية: "المشكلة تكمن دائما في الفتيات اليهوديات اللواتي يواعدن الشبان العرب. يأتي الشبان العرب ويشترون لهن أشياءً ويعاملوهن بلطف، فينطلي ذلك عليهن. إنهن لا يدركن ما يُقدمن عليه".
في المقابل، فتاة إسرائيلية تحدثت إلينا باسم مزيف "سارة" قالت: إن المشكلة تكمن في أشخاص من أمثال ديفيد وليس في صديقها العربي. "لست غبية أو ساذجة، أو أبحث عن المتاعب. أنا فتاة يهودية صادف أن التقيت بشاب أعجبني، وصادف أنه عربي. هذا شأن خاص بي وحدي. نضطر للتواعد إلى مناطق أخرى بعيدا عن أعين هؤلاء الشبان الذين يراقبوننا".
ناطق بلسان اللجنة التابعة لبلدية بيتاح تكفا يدّعي أن عملها يقتصر على ملاحقة العلاقات الغرامية التي تقيمها الفتيات اليهوديات القاصرات مع شبان عرب، ويأتي تدخلنا بناءً على طلب من الآباء. "هذا ليس عملا عنصريا، لأن أولئك الفتيات يقعن في ورطات في النهاية. ونحن نحاول التدخل وتقديم النصح لهن قبل أن يلحق بهن أي أذى، ونستعين بالمرشدين الاجتماعيين. ونحن لا نلجأ إلى القوة مطلقا".
بينما يؤكد ديفيد من بسغات زئيف أيضا أنه لا يلجأ إلى استخدام القوة، تقع عينيه على فتاة إسرائيلية تصعد إلى سيارة يقول إنها مليئة بالشبان العرب. بعد مطاردة السيارة في الطرقات الجبلية، يفشل ديفيد باللحاق بها، ومن ثم يسجل لوحة أرقام السيارة ويتصل بالشرطة. يقول معقبا: "إنني أقوم بهذا من أجل مصلحتها، فهي لا تدرك ما الذي تقدم عليه. لن يقدم لها هؤلاء الشبان مستقبلا زاهرا."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دفتر الزوار