الثلاثاء، 27 يوليو 2010

إسرائيل تشرع في تنفيذ مخطط تهويد طرق وأزقة البلدة القديمة

بقلم محسن هاشم
أعلن الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية الدكتور حسن خاطر اليوم الإثنين, أن سلطات الاحتلال شرعت فعليا في تنفيذ مخطط خطير يتعلق بتهويد كافة شوارع وطرق وأزقة البلدة القديمة, وفقاً للمخطط الذي كشفت عنه مؤخراً الهيئة الإسلامية المسيحية قبيل انعقاد القمة العربية الأخيرة بالجماهيرية الليبية.
وقال خاطر في بيان صحفي إن الصور تؤكد أن سلطات الاحتلال بدأت فعلا في تنفيذ هذا المخطط ابتداء من باب الخليل حيث تقوم بوضع السواتر وإجراء أعمال الحفر على مستويات كبيرة وعميقة وفي المقابل تمنع دخول المواطنين المقدسيين إلى المكان باستثناء من يمتلك إذن إقامة أو دخول .
وأكد الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية أن هذا المشروع الذي نشرت الهيئة صورة غلافه الخارجي ونماذج خاصة منه باللغة العبرية يعتبر من مشاريع التهويد الخطيرة التي تستهدف تهويد التفاصيل الدقيقة لجميع طرق وأزقة وممرات البلدة القديمة دون استثناء والبالغ عددها (215) طريق وزقاق إضافة إلى (54) معلما اخر .
ويرى الدكتور خاطر انه وبعد عشرات السنين من العبث الإسرائيلي تحت الأرض في البلدة القديمة يأتي هذا المخطط ليفتح الباب أمام سلطات الاحتلال للعبث الخطير والكبير بكل ما هو فوق الأرض من أسواق وبيوت ومعالم ومقدسات .
وحذر من أن الشروع في تنفيذ هذا المخطط من شانه ان يؤدي الى اغلاق اجزاء كبيرة من البلدة القديمة لفترات طويلة قد تمتد الى اكثر من عشر سنوات بموجب قانون الاثار الاسرائيلي لعام 1978م والذي يمنح دولة الاحتلال امكانية وضع اليد على اي مكان يتم الكشف فيه عن اثار، ومعلوم ان البلدة القديمة هي 'خزانة أثرية' حقيقية .
كما أن تنفيذ هذا المخطط حسب الدكتور خاطر يعني تحويل حياة المقدسيين إلى جحيم فوق الجحيم الذي يعيشونه أصلا ، وذلك جراء ما سيؤدي إليه من إغلاق للعديد من الشوارع والأزقة وتحويل الطرق الموصلة إلى كثير من البيوت والحارات ، إضافة إلى إغلاق عشرات المحال التجارية الموجودة داخل الأسواق، لان الشروع في أعمال على هذا المستوى سيجعل العلاقة بالبلدة القديمة صعبة ومعقدة ،وهو الأمر الذي سيؤدي إلى شل الحركة السياحية والدينية ، وهذا من شانه أن يدفع بالمقدسيين إلى الهجرة نحو الضواحي والى ازدياد نسبة الفقر بين المقدسيين والتي وصلت اليوم الى 72% ،ويعد هذا كله جزء من الأهداف الإستراتيجية لهذا المشروع .
وأعلن الأمين العام للهيئة ان ما يجري هذه الأيام في باب الخليل وبالقرب من قلعة داود لا يترك مجالا للشك ان سلطات الاحتلال قد وضعت هذا المخطط موضع التنفيذ ، إضافة إلى أن هناك ترتيبات متقدمة للشروع في أعمال مشابهة في منطقة باب العمود وطريق الواد .
وبين الدكتور خاطر أن هذا المخطط مخالف لجميع المواثيق والقرارات الدولية الخاصة بالمدينة المقدسة بما فيها قانون 'الستاتيكو' المعمول به منذ أيام تركيا وبريطانيا والأردن .
وطالب الدكتور خاطر القيادة الفلسطينية وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي بالتحرك السريع والفاعل على كل المستويات الدولية لإيقاف هذا المشروع الخطير والذي سيؤدي في حال استمراره إلى إدخال البلدة القديمة في نفق خطير ومظلم قد يؤدي إلى تهجير معظم أهلها وتهويد مقدساتها ومعالمها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دفتر الزوار