الاثنين، 5 يوليو 2010

اسرائيل تهدد الأردن بالحرائق والخنازير

بقلم محسن هاشم
أولا وبل كل شيء ورغم ما هو معلن ومستتر ، فان اسرائيل تنظر الى الأردن كجزء من فلسطين التاريخية محتل يتوجب تحريره ؟! بمعنى أن الأردن بوضعه السياسي الحالي هو عدو لاسرائيل .
رغم الهدوء الذي تتصف به الحدود الأردنية الاسرائيلية وطولها 650 كم ، وتوقيع معاهدة وادي عربة مع اسرائيل عام 1994 ، وما يعني ذلك بالنسبة لشرعية اسرائيل ، ورفض الحكومات الأردنية المتعاقبة الاستجابة لمطالب الشارع الأردني بالغاء هذه المعاهدة وطرد السفير الاسرائيلي واغلاق سفارته في عمان وسحب السفير الأردني من تل أبيب .
كما ان الأردن وبشهادة كافة الأقطاب يصنف على أنه محرك نشط من محركات العملية السلمية الهادفة الى تثبيت أركان اسرائيل في المنطقة ، ومع ذلك فان اسرائيل يمينها ويسارها تنظر الى الأردن كفائض عن الحاجة السياسية ويتوجب الخلاص منه .
هنا تأتي الى التهديد المستمر الذي يقض مضاجع الأردنيين جميعا وهو أن اسرائيل تعمل جادة على تهجير كافة ، الفلسطينيين واعلان الأردن وطنا بديلا لهم ، وبغض النظر عن رفض الفلسطينيين لها المشروع ، الا أننا نجد النوايا الاسرائيلية تتحفز يوميا لتنفيذ هذا المشروع الذي يشكل الحرف الأول في المشروع الصهيوني المتفق عليه " الأرض الفلسطينية لليهود والشعب الفلسطيني للأردن :"
لم تشهد أي مرحلة سياسية حتى مجرد التفكير باغلاق هذا الملف ، بل وجدنا أن العزف على وتر الوطن البديل مستمر حتى في الأوقات التى تتطلب هدوءا في التفكير ، وهذا يعني أن اسرائيل تواصل ضخ المزعجات للأردن وهي تعلم جيدا أن الفلسطينيين لن يقبلوا بالأردن وطنا بديلا ، وأنهم ليسوا معنيين بخرائط ما قيل معاهدة " سايكس بيكو " .
اسرائيل " محراك سوء " بالنسبة للأردن على الدوام ، وبات واضحا أن القيادة الأردنية تدرك أن لا تعايش مع مثل هذه العقلية الناكرة للجميل ، وهذا ما يجعل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني يصرخ عاليا شاكيا من ممارسات اسرائيل ضد الأردن وآخرها تعطيل برنامجه النووي السلمي ، حيث تعمل على ابطال أي اتفاق يوقعه الأردن مع جهة عالمية حول هذا المشروع ، ومؤخرا عرضت المساعدة لتنفيذ المشروع بهدف معرفة تفاصيله لكن الحكومة الأردنية رفضت ذلك العرض .
أما العداء الاسرائيلي للأردن على المستويين الاقتصادي والاجتماعي فهو ملف ضخم ومتشعب يبدأ من السياحة حيث تقوم اسرائيل بتسويق الأماكن السياحية في الأردن ضمن برنامجها السياحي وتقول في اعلاناتها العالمية أنها توفر فرصة لزيارة البتراء ليوم واحد ، وبذلك تبين للسواح أن هذا المعلم هو اسرائيلي وليس أردنيا ، كما انها تستورد العديد من المنتجات الأردنية وتغلفها جيدا وتصدرها الى الأسواق العالمية على أنها منتج اسرائيلي والأنكى من ذلك أنها تعمل جادة على تهجير أهالي منطقة وادي الأردن الذي يعتبر سلة الأردن الغذائية لافقار الأردن وجعل هذه المنطقة جرداء خالية من السكان لضمان أمنها المضمون أصلا .
هذا الملف فيه الكثير من الشواهد ومنها افلات الخنازير بعد تجويعها عمدا لليلتين أو ثلاثة الى الضفة الشرقية لنهر الأردن الذي تحول الى قناة مائية ، لتبدأ هذه الخنازير الجائعة بالتهام المزروعات الأردنية وتخريبها لخلق مشاكل للمزارعين أنفسهم واشكالات بينهم وبين الحكومة .كما تقوم اسرائيل بافلات الفئران البيضاء الجائعة أيضا الى هذه المنطقة لتلتهم اللون الأخضر فيها
المتابع لملف الصراع العربي الاسرائيلي يجد أن هذا الأسلوب ليس جديدا أو غريبا على من يدعون بأنهم شعب الله المختار وأن الله خلق كافة الأكوان الأخرى عبيدا لهم وخدما ، ويحق لهم ممارسة كل فاحشة معهم ، حيث يقول التلمود انه لا يحق لليهودي سرقة اليهودي ولكن ذلك جائز عندما يتعلق الأمر ب" الغوييم " وهم غير اليهود ، كما أنه يمنع على اليهودي ممارسة الزنا مع اليهودية ، لكنه لا يعاقبه عند ممارسته الزنا مع غير اليهودية .
ما أود قوله ان أسلوب التخريب الاسرائيلي استخدم ضد " المحروسة " مصر التى وقعت مع اسرائيل معاهدة كامب ديفيد عام 1979حيث استمرت بالتجسس عليها ، وتخريب اقتصادها الزراعي عن طريق تزويدها ببذور فاسدة مثل بذور البندورة ، والقطن و ملكات النحل المريضة .وما هو أخطر من ذلك أن الأخبار تحدثت عن قيام اسرائيل ليلا بافلات حمولة شاحنات من الخنازير والفئران البيضاء على الحدود المصرية لالتهام مزروعات المصريين.
الوجه التخريبي الآخر الذي تمارسه اسرائيل ضد الأردن كل صيف يتمثل في اشعال الحرائق على الحدود الشرقية لنهر الأردن لحرق ما تخلفه الخنازير و الفئران البيضاء ، أو بالأحرى ما تعجز عنه مثل أشجار الحمضيات وغيرها ، لكن الهدف واحد وهو تخريب الاقتصاد الأردني وخلق بلبلة اجتماعية وسياسية في منطقة وادي الأردن .
قبل أيام قامت اسرائيل باشعال حريق في منطقة تل الأربعين في الأغوار الشمالية الأردنية ، حيث امتد الحريق الى مسافة تزيد عن 20 كم وأتلف أكثر من ست مزارع حمضيات فيها آلاف الأشجار وتعود لخمسة عشر مزارعا .
ما أود قوله هنا أن رسائل اسرائيل واضحة لحفائها قبل أعدائها ، وهي انها لا تريد التعايش مع أحد حتى المنسحقين أمامها وهذا ما يفسر تحرشها الدائم بكل من الفلسطينيين ومصر والأردن ولبنان وسوريا فهل من قاريء حاذق للموقف ؟؟!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دفتر الزوار