الثلاثاء، 20 يناير 2015

الدعوة لإضراب شامل لعرب 48 "احتجاجًا وردًّا على جرائم الشرطة" الإسرائيلية /بقلم محسن هاشم مترجم اللغة العبرية

 



قررت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية أن يكون اليوم يوم إضراب شامل في الوسط العربي في إسرائيل احتجاجا على مقتل شاب برصاص الشرطة الإسرائيلية ووفاة آخر خلال الجنازة في بلدة راهط في النقب.
وقال جمال زحالقة النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي لـ"رويترز" بعد اجتماع اللجنة في راهط: الإضراب خطوة من سلسلة خطوات تم إقرارها للرد على الجرائم الإسرائيلية.
وأضاف: نحن نواجه وضعا خطيرا تقتل فيه الشرطة الإسرائيلية ولا أحد يحاسب أفراد الشرطة وتبقى الجريمة بلا عقاب وغياب العقاب يشجع أفراد الشرطة على قتل العرب.
وروى عطا ابو مديغم نائب رئيس بلدية راهط لـ"رويترز" ما جرى في البلدة خلال الأيام الماضية موضحا ان الشاب سامي الجعار (20 عاما) قتل برصاص الشرطة الإسرائيلية التي دخلت البلدة لاعتقال بعض الأشخاص وأطلقت الرصاص الحي خلال ذلك ما أدى الى استشهاد الشاب سامي الذي كان يقف أمام منزله.
وأضاف: خلال مراسم التشييع (الأحد) تم الاتفاق مع الشرطة على الابتعاد عن مسار التشييع إلا ان الشرطة أخلت بالاتفاق واقتربت من المقبرة، الأمر الذي أدى الى حدوث مواجهات بين الشبان الغاضبين والشرطة.
وأوضح ان الشرطة أطلقت الرصاص المطاطي وقنابل الغار المسيل للدموع على المشاركين في التشييع الذي قدر عددهم بما يقارب 15 ألفا ما أدى الى استشهاد سامي الزيادنة (49 عاما) نتيجة استنشاقه للغاز وجرح عدد آخر بالرصاص المطاطي.
وقال الناطق باسم بلدية راهط مرزوق الكتناني لوكالة فرانس برس، "يوم امس، تم تشييع جثمان الشهيد سامي الجعار في جنازة مهيبة، اذ شارك نحو 30 ألف عربي فيها قدموا من كل أنحاء المنطقة، وكان هناك اتفاق بين الشرطة وبيننا ان لا تتدخل وتبقى عند محاور الطرق ولا تقترب من المقبرة".
وأضاف الكتناني، "اثناء تأبين الشهيد في المقبرة سمعنا صوت اطلاق نار وتبين ان ثلاثة عناصر من الوحدات الخاصة اخترقوا في سيارة مصفحة الحاجز الذي وضعه حراس البلدية بالقرب من المقبرة وبدؤوا يصدمون السيارات الواقفة على جنبات الطرقات، عندها جرت مواجهات بينهم وبين الشرطة التي بدأت اطلاق النار والقنابل المسيلة للدموع".
وتابع الكتناني موضحا ان "25 شخصا اصيبوا بجروح نقلوا الى المستشفى كما أُصيب العشرات بحالات اختناق نتيجة الغاز المسيل للدموع".
وقالت الناطقة باسم الشرطة لوبا السمري، ان قيادة الشرطة قررت تشكيل لجنة داخلية "تحقق في اداء ومجريات عمل قوات الشرطة خلال جنازه المرحوم سامي الجعار التي تخللها اعمال اخلال بالنظام واشتباكات واعتداء على افراد دورية من الشرطة بالحجارة بعد ان وصلت الى المكان من دون تخطيط مسبق".
وقال ميكي رونزفيلد: ان الشرطة الاسرائيلية فتحت النار بعد تعرضها للخطر خلال حملة اعتقالات كانت تقوم بها في راهط.
واضاف: انه تم فتح تحقيق في ظروف مقتله مؤكدا أن الشرطة أخذت الجعار الى المستشفى حيث كانت اصابته خطيرة.
ونفى رونزفيلد أيضا أن تكون الشرطة مسؤولة عن وفاة الزيادنة وقال: توفي لاسباب صحية وليس بسبب استخدام الشرطة لوسائل مكافحة الشغب.
وشهدت بلدة راهط، امس، توافدا للعدد من أعضاء الكنيست العرب وقيادات من الحركة الاسلامية الذين قال عدد منهم في كلمات ألقيت في بيت العزاء انهم لن يدعوا "دماء أبنائهم تذهب هدرا".
وبدا والد الشاب سامي الجعار في الخمسينات من العمر غير قادر على الوقوف لاستقبال المعزين بسبب اعتقاله وتعرضه للضرب، كما قال، من قبل افراد الشرطة وقد لفت يده بجبيرة.
وروى الجعار للحضور في بيت العزاء ما حدث معه بعد اعتقاله بسبب اتهامه للشرطة بقتل ابنه وقال: لقد اعتقلوني واعتدوا علي بالضرب وانا مكبل اليدين.
واضاف دون ان يستطيع ان يحبس دموعه: انا الذي قتل ابني اسجن ومن قتله الطليق لقد بصقوا (الشرطة) علي واسمعوني شتائم بذيئة واعتدوا علي بالضرب حتى أنني لا أستطيع الوقوف.

وأوضح الجعار أن مشاركة الآلاف في تشييع جثمان ولده كان لها اثر طيب في نفسه ودعا اعضاء الكنيست الى عدم السماح بافلات الجناة من العقاب حتى لا يتكرر ذلك.
وقال زحالقة في كلمة له في بيت العزاء: إن لجنة المتابعة اجتمعت اليوم في راهط وقررت الاضراب الشامل غدا (اليوم) وسنغلق الشوارع لمدة ساعة اضافة الى اننا سنرسل رسالة الى الدولة نطالبها بتشكيل لجنة تحقيق محايدة للتحقيق في مقتل 51 شخصا منذ أكتوبر 2000.
وأضاف: نحن اليوم اقوى من اي وقت مضى.. موحدون من النقب حتى الجليل والمثلث وما هذه الاعداد الكبيرة التي شاركت في الجنازة الا دليل على ذلك ولن تذهب دماء أبنائنا هدرا.
وقال محمد بركة النائب العربي في الكنيست الاسرائيلي: إنه لم يعد مجديا المطالبة بالتحقيق أو اقامة لجان تحقيق مستقلة لأن الشرطة والجهاز القائم عليه لديه الاجوبة الجاهزة وهي تبرئة المجرمين وعدم البحث في جذر الجريمة.
وأضاف في بيان له: وعليه بات من المجدي التفكير والاستعداد للتوجه الى جهات حقوقية عالمية للتحقيق في تكرار هذه الجرائم الاسرائيلية ضد جماهيرنا العربية الباقية في وطنها.
وتظاهر، امس، العشرات من الطلاب العرب في جامعة بئر السبع، على مدخل الجامعة تنديداً بقتل الشهيدين سامي الزيادنة وسامي الجعّار على يد قوّات الشرطة الإسرائيلية.
ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية وصور الشهيدين الجعار والزيادنة، بالإضافة إلى العديد من الشعارات المكتوبة التي تندّد بقتل الشهيدين وتعتبر الشرطة الإسرائيلية شرطة عنصرية، وبأن الشهيدين قتلوا لأنهم عرب.
كما دعت العديد من الحركات الشبابية واللجان الشعبية في معظم المدن العربية داخل إسرائيل الى القيام بسلسلة تظاهرات غضب واحتجاج.
وتركزت التظاهرات في مواقع: طمرة، والجديدة – المكر، وجامعة بئر السبع، والجامعة العبرية في القدس، وجامعة حيفا، ومدينة شفا عمرو، والناصرة، وحيفا، وأم الفحم، وعرابة، وفي قرية مجد الكروم، وقرية الرينة، وفي جامعة تل أبيب اليوم (الثلاثاء) على مدخل الجامعة.
من جهتها، طالبت المؤسسة العربية لحقوق الإنسان بتحقيق نزيه ومحايد في جريمتي استشهاد الجعار والزيادنة، وبعدم الاكتفاء بالتحقيقات التي ينفذها قسم التحقيقات في الشرطة، الذي أثبت بشكل قاطع انحيازه وعدم مصداقية تحقيقاته، التي شكلت حتى اليوم غطاء قانونيا لحماية أفراد الشرطة وعدم ملاحقتهم قانونياً.
واعتبرت المؤسسة في بيان صحافي ما جرى ‹استمرارا للثقافة السائدة، والتي وما زالت تتعامل مع العرب كأعداء للدولة، لا كمواطنين يحق لهم الحياة بأمن وأمان›.
وأدانت هذه الجرائم الأخيرة للشرطة الإسرائيلية داخل أرضي العام 1948، مستذكرة تصرفات الشرطة في جريمة قتل الشاب خير حمدان من كفر كنا قبل عدة أشهر، وتصريحات القيادة السياسية الإسرائيلية التي قدمت التبريرات للجريمة، ودافعت عن أفراد الشرطة المتورطين بها.

وقالت المؤسسة: "إن محاولات الشرطة تبرير عملية القتل بمختلف الحجج وتقديم التبريرات لها، حتى قبل إنهاء التحقيق الجاري، يؤكد أن وجهة الشرطة وقيادتها الميدانية والسياسية لا زالت توفر الغطاء السياسي، والدعم الكامل وتشجع استمرار الشرطة بعدوانها وممارساتها العنيفة المنافية لأبسط حقوق الإنسان، ومعايير عمل الشرطة المتعارف عليها عالميا".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دفتر الزوار