
حذَّر رئيس (أكاديمية الأقصى للعلوم
والتراث)، ومدير المسجد الأقصى المبارك سابقًا، الشيخ ناجح بكيرات، من خطورة الأنفاق
والحفريات الصهيونية أسفل البلدة القديمة، والتي أصبحت واقعًا يهدد المعالم العربية
والإسلامية.
وأشار بكيرات إلى "وجود خطر من هذه الأنفاق، وهي الممتدة من الجهة
الجنوبية من (عين سلوان) وتصل إلى (باب المغاربة)، ثم تمتد إلى (المصلى المرواني) أسفل
المسجد الأقصى المبارك، وما زالت مستمرة حتى اليوم، وتحفر من أجل الوصول إلى أسفل المسجد
المبارك"، مؤكدًا أن "هذه الأنفاق خطط لها عسكريًّا من أجل حرية دخول وخروج
المسجد الأقصى المبارك، وبالذات الطبقة السفلية منه".
واعتبر بكيرات - في تصريحات له نشرها موقع "المركز الفلسطيني للإعلام"
اليوم الثلاثاء (23/9/2014م) – "حرب الأنفاق وحرب الحفريات أخطر من حرب الصواريخ"،
"فحرب الأنفاق موجودة منذ 47 عامًا، ودولة الاحتلال نبشت محيط المسجد الأقصى المبارك
وداخله، كما امتدت إلى محيط البلدة القديمة والأبواب"، موضحًا أن "هناك نفقًا
يمتد من (باب العامود) ويسير باتجاه (الواد)، وهناك نفقًا آخر من (باب الخليل)".
ورأى أن "الحفريات خطيرة أمنيًّا ونفسيًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا،
وديمغرافيًّا، والخطر الأكبر هو خطر الرواية التاريخية اليهودية المزعومة، وتغيير معالم
(القدس) وأسمائها، فتم استبدال وتغيير قلعة (القدس) لـ "قلعة داوود"، و(عين
سلوان) إلى (عين جيحون)".
وقال بكيرات: "إننا نفتقر إلى باحثين يصلون إلى هذه الأنفاق ويوثِّقون
بالكاميرا وبالتقارير الأثرية هذا الموضوع، وإن وجد؛ فالاحتلال لا يسمح بذلك إلا من
جهته، ولا يسمح للأثريين العرب".
أما عن الجانب القانوني؛ فيؤكد بكيرات أن هذه الأنفاق غير قانونية،
"ونحن نتحدث عنها لنفضح جرائم وممارسات الاحتلال داخل (القدس)، ولتوعية الناس
بخطورتها، والإيضاح للعالم عدم مشروعيتها، واستخدام القانون الدولي ضد هذا المشروع
الصهيوني، وقد صدر قانون في اتفاقية لاهاي عام 1951م، يقضي بأن "على الدولة التي
تحتل أي شعب وأي ثقافة أن تراعي ثقافة المحتل، وألا تغير فيها شيئًا"، مشيرًا
إلى أن الاحتلال الآن يعمل على تغيير ثقافة (القدس)، ومن ضمن الاتفاقية "أنه لا
يجوز لأي دولة محتلة أن تجري حفريات في الأرض التي احتلتها إلا بمشاركة ساكنيها الأصليين"؛
والاحتلال لم يشارك أحدًا".
وأكد أن أكثر من 14 إلى 20 قرارًا صدر من مجلس الأمن واليونيسكو يدين الاحتلال
بالحفريات، وحتى الآن لم يتم تفعيل أي من القرارات بحق الاحتلال، مشيرًا إلى أن مدينة
(القدس) تتعرض الآن للدمار، علمًا أنها سجلت عام 1981 كمدينة محمية في التراث الثقافي
العالمي، ومن التراث المهدد بالخطر.
كما دعا بكيرات المجتمع العربي والإسلامي إلى "التنبه إلى خطورة هذه
الأنفاق، والعمل على إيقافها كما يقف الشعب
الفلسطيني بالضِّفة الغربية والقدس ضد هذه الأنفاق".
واستذكر أن "الأنفاق جاءت مع
بداية الحملة الشرسة على دولة فلسطين، وعلى مدينة (القدس) بالخصوص"، موضحًا
أن "هذه الحملة - والتي جاءت تحت مسمى "صندوق اكتشاف فلسطين عام 1881م"،
وكان اللوبي الصهيوني يخطط فيها لمعرفة الآثار والمواقع والجبال في فلسطين- بدأت مرحلة
الحفريات في محيط المسجد الأقصى المبارك، وفي محيط البلدة القديمة، لكن الأخطر هو وقوع
الجزء الشرقي من مدينة (القدس) - والذي يحتضن المسجد الأقصى المبارك - تحت سلطة الاحتلال، التي شنت حرب الحفريات من خلال
جنرالات عسكريين كان لهم خبرة في جيش الاحتلال، وكان الهدف منها وظاهرها علميا، مثل:
الجامعة العبرية، ووزارة الآثار، ولكن خفاياها كانت جمعيات استيطانية مثل "العاد"،
و"عطروت كوهنيم" و"الجماعات المتطرفة".
وتابع: "توسعت هذه الحفريات، ولم تكتف سلطات الاحتلال بخمسين دونماً
في محيط الأقصى المبارك، مثل القصور الأموية والمدرسة الختنية، بل وصلت إلى باب الخليل
وباب الجديد وباب العامود، ودخلت الآن إلى مغارة الكتان "مغارة سليمان" وباب
الساهرة وباب الأسباط".
وأردف قائلًا: "أصبحت كل أبواب البلدة القديمة مسيطرًا عليها من قبل
الحفريات، وانتقلت الحفريات إلى محيط أوسع، وهي قرية (سلوان)، والتي تقع جنوب المسجد
الأقصى المبارك، لتصل على بُعد حوالي كيلومتر إلى (عين سلوان)".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق