الاثنين، 24 يناير 2011

القدس بين الوعد الحق والوعد المفترى

بقلم محسن هاشم
يعرض هذاالمقال للطائفة المسيحية في الغرب المؤيدة للصهيونية، التي نجحت في التحكم في بعض الأنظمة السياسية للقوى الكبرى بل في النظام الدولي الجديد، وهذه الطائفة تسعى بحسب المؤلف إلى السيطرة على المقدسات الإسلامية في فلسطين من أجل هدمها وإقامة الهيكل اليهودي مكانها، ولكنها لم تنجح بفضل الصحوة المباركة التي أقبلت على تصحيح العقيدة، وتقويم المسار، وربط كل قضية بأصل الدين، والإيمان وحقيقة العبودية.
وكان الدافع الرئيس من تأليف المقال هو مؤتمرات السلام التي لن تؤدي إلى إرجاع الحقوق العربية، وإنما تفتح بابًا لأخطار عديدة مثل فتح الحدود الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، وإعلان فتح القنوات السياسية بين العرب و"إسرائيل" إلى أن يصبح يهود "إسرائيل" في الشرق الأوسط كيهود نيويورك في أمريكا، وتصبح ثروات المسلمين ركازًا لهم، وجامعاتهم ومؤسساتهم الثقافية أوكارا لمفكريهم، ومراكزهم التجارية مراكز لبنوكهم، ويصبح عامة الشعوب العربية عمالاً كادحين لخدمة البراون اليهودي الربوى.
ويشير المقال إلى أن ما حدث ويحدث هو بقدر الله الذي لا يرد وله فيه الحكمة لحظة واحدة أن النصر للإسلام وأن كيد اليهود هابط خاسر، وأحداث المقاومة هي إشارة بولادة أمة الحق المؤمنة بالوعد الحق والمجاهدة في سبيل الحق.
صراع وعدين
وينطلق المقال من البعد الديني لقضية القدس وفلسطين بالقول: إن هذه الأرض قد وعدها الله سبحانه وتعالى نبيه وخليله إبراهيم عليه السلام ووعد به صالح ذريته من بعده، ويلتقي عند هذا الوعد الآن الأديان الثلاثة، المسلمون عندهم من هذا الوعد دعوى ثابتة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، واليهود والنصارى عندهم فهمهم لهذا الوعد الذي افتروه على الله (سبحانه وتعالى).
ومن ثم فإن هذا الصراع في أصوله ليس بين قوتين أو بين عنصرين، وإنما هو صراع بين وعدين الوعد الحق والوعد المفترى، وبالتالي فهو صراع بين عقيدتين وهما عقيدة التوحيد التي جاء بها نبي الله إبراهيم وجددها رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وسيجدها آخر الزمان سيدنا عيسى بن مريم عليه السلام، وبين دعوة الشرك والخرافة ابتداء بحاخامات الصهاينة، وبعض المسيحيين المتصهينين وانتهاء بهرتزل، وعندما يلتقي المسيحان المسيح ابن مريم عليه السلام والمسيح الدجال، ويذوب المسيح الدجال كما يذوب الملح في الماء لولا أن المسيح يقتله عندها تنتهي هذه المعركة الطويلة بين هذين الوعدين.
وبناء عليه فإن كل دعوة للسلام مع اليهود - حسب المؤلف - لن تقود إلى الصلح والسلام، ولكنها إيمان بالوعد المفترى، وتكذيب بالوعد الحق، وهذا هو جوهر القضية وأساسها.
الوعد المفترى
ويسوق الكتاب نص توارتي يستند إليه اليهود فى إيمانهم بالوعد المفترى، وذلك في سفر التكوين في التوراة المحرفة، ويزعم أن نوحًا كان فلاحًا وغرس كرمًا، وشرب من الخمر وسكر وتعرى داخل جنته فأبصر حام أبو كنعان عورة أبيه، ولكنه خرج دون أن يفعل شيئًا؛ فأخذ سام ويافث الرداء ووضعاه على أكتافهما ومشيا إلى الوراء وسترا عورة أبيهما ووجهاهما إلى الوراء فلم يبصرا عورة أبيهم، فلما استيقظ نوح من خمره علم ما فعل به ابنه الصغير؛ فقال ملعون أبو كنعان يكون عبدًا لأخويه، وقال: مبارك الرب إله سام، وقال: ليكن كنعان عبدًا لهم، يفتح الله ليافث فيسكن مساكن سام، وليكن كنعان عبدًا لهم.
وهذا النص بما فيه عن سوء الأدب والافتراء يمثل مفتاح الدراسة في عدد هائل من المدارس الإنجيلية في الولايات المتحدة. وتقول التوراة أيضًا: "قال الرب لأبرام اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أريك، فأجعلك أمة عظيمة أباركك، وأعظم اسمك وتكون بركة، وأبارك مباركيك، ولاعنك ألعنه، وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض واجتاز إبراهيم في الأرض إلى مكان شكيمي.. وكان الكنعانيون حينئذ في الأرض والرب لإبرام، وقال: لنسلك أعطِ هذه الأرض" (الإصحاح 12).
واستغل اليهود العهد القديم (التوراة) الذي يؤمن به اليهود والنصارى معًا لدعوة المسيحيين للإيمان بهذا الوعد المفترى، وهو ما تحقق بالفعل حيث رفعت بعض المنظمات والطوائف البروتستانتية شعار العمل لتحقيق إسرائيل الكبرى، وهدم المسجد الأقصى لبناء الهيكل المزعوم مكانه، وذلك حتى يتحقق هذا الوعد بعودة المسيح ونزوله إلى الأرض ليقتل كل من لا يدين بدينهم في معركة هرمجدون.
وبدأ هؤلاء في إعداد الخطط للسيطرة على الإدارة والمجتمع في الولايات المتحدة الأمريكية، ونجحوا في ذلك بالفعل؛ بدءا من عهد الرئيس كارتر الذي دعا في يناير 1985 زعماء الأصولية الإنجيلية، وأخبرهم أنه مؤمن مثلهم بضرورة إعداد العالم لصورة ملك الملوك وسيد الأسياد، ويعني بذلك المسيح عليه السلام.
الوعد الحق
وفي مقابل هذا هناك الوعد الحق الذي أعطاه الله تعالى لهذه الأمة الإسلامية الموحدة بأن ترث هذه الأرض كما في التوراة نفسها، وقد روى الإمام أحمد والترمذي وصححه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله عز وجل اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من نبي إسماعيل كنانة، واصطفى من قريش كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم".
ويبشر القرآن الكريم بظهور الإسلام وتمكينه، أما اليهود فوعد الله فيهم واضح جلي، حيث قال تعالى: "وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم" (الأعراف 167).
كما وعد الله تعالى ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب والجهاد القائم جزء من هذا الوعد وسوف ينتهي بتدمير (إسرائيل) بإذن الله فيقول تعالى: "فإذا جاء وعد الآخرة ليسؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا" (الإسراء 7-8) أي في أي مرحلة يعودون سيعود عقاب الله تعالى، ولهذا بشر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود حتى يقول الشجر والحجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي ورائي فتعال فاقتله".
وليس هذا فقط الوعد الحق بل يؤمن المسلمون بنزول المسيح عليه السلام ليقتل المسيخ الدجال، ويكسر الصليب ويقتل الخنزير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دفتر الزوار