الخميس، 13 يناير 2011

هجوم اسرائيلي مدمر على قطاع غزة

بقلم محسن هاشم
تصاعدت وتيرة التهديدات الاسرائيلية اليومية المباشرة منها والغير مباشرة حول امكانية قيامها بهجوم شامل على قطاع غزة الامر الذي يجعل المراقب يتساءل عن مدي الاهمية القادرة على دفع اسرائيل بالقيام بتلك الضربة وما هي الاهداف الكامنة وراء تلك التهديدات والاهداف الكامنة ايضا عن نتائج هكذا حرب وما الجدوى وراء تلك الحرب المدمرة للبنية التحتية لقطاع غزة سواء من حيث الممتلكات الشخصية للمواطن او حتى الممتلكات العامة للسلطة الفلسطينية رغم عدم سيطرة السلطة على القطاع
نتساءل ويتساءل العديد من ابناء شعبنا الفلسطيني هل ستقوم اسرائيل بضربنها تلك ام ستترك الامور على ما هي الان .. ولو نظرنا بعين المصالح الآنية لوجدنا انه المصلحة الاسرائيلية البحتة تبين لنا انه من المستحيل قيام اسرائيل بتلك الحرب نظرا للهدوء المطلق بين القطاع واسرائيل ونظرا لقيام حماس بتطبق مصالح اسرائيل على الارض وبتصريحات قادة اسرائيل انفسهم ان اسرائيل وفي عام 2010 كان من اكثر الاعوام هدوءا بالنسبة للصراع الاسرائيلي الفلسطيني وان الوضع مناسب لبقاء حماس على الارض في القطاع وبقاء السلطة مسيطرة سيطرة مطلقة على الضفة الفلسطينية ليبقى الصراع محتدم بين قطبي السلطة وتبقى اسرائيل متفرجة على ما يحدث ومتابعة الخطوات الفلسطينية عن قرب
من هنا كيف يمكن لنا قراءة ما يمكن ان يحدث على الارض بالنسبة لقطاع غزة وهل هناك حرب ام لا وهل ستكون تلك الحرب مدمرة ام ضربة تاديبية للقائمين على الحكم بالقطاع ومن متابعتنا للسياسة الاسرائيلية والمأزق القائم بينها وبين السلطة الفلسطينية ووقف عملية التفاوض والهجوم الدولي على السياسة الاسرائيلية يملي على اسرائيل القيام بشيئ يغير مسار الوضع القائم بين اسرائيل والسلطة
ومن هنا ننظر الى الوضع بعين المتشائم اكثر منها بعين المتفائل لنطرح امام الجميع موضوعان لا ثالث لهما لتغيير مسار الوضع الفلسطيني الاسرائيلي القائم الا وهو 1/ اما الاتفاق مع الدولة المصرية على اعادة سيطرة مصر على قطاع غزة بعد انهاء حكم حماس وكسر شوكة كافة التنظيمات الفلسطينية على الارض وتمهيد الطريق امام مصر في السيطرة المطلقة على القطاع ومع رفض القاهرة تلك المقترحات الا انها واردة خاصة في ظل المخطط الاسرائيلي على عمل الاردن الوطن البديل للشعب الفلسطيني واضافة ما تبقى من مدن فلسطينية بالضفة الغربية للاردن وتسليم الحكم في القطاع لمصر ويبقى الوضع القائم في داخل اسرائيل كما هو الحال عليه الا
2/ اما الحل المطروح الثاني هو اتفاق ثنائي بين السلطة الفلسطينية واسرائيل مع بعض التنازلات من كلا الطرفين لانهاء عملية الصراع وبتوافق دولي وحماية دولية على الارض وحماية على الحدود الذي يجعل اسرائيل قادرة على توجيه ضربة مدمرة للقطاع تكون حاسمة قادرة على تصفية التنظيمات الفلسطينية بشكل كامل لتكون الارض والواقع مهيأ لاقامة دولة فلسطينية مقطعة الاطراف وبصلاحيات محدودة على الارض
كلا الطرحين تم رفضهما سواء من القاهرة او حتى من قبل السلطة الفلسطينية لكن التاثير الدولي والامريكي على السلطة وعلى الواقع العربي المريض والمهلهل يجعل من الممانعة العربية ضعيفة امام ما يمكن ان يتجدد في الوضع الفلسطيني ولكن اسرائيل الوحيدة القادرة على تغيير مسار الوضع القائم على الارض ان لم يكن سياسيا فسيكون حتما عسكريا وهنا يتاكد لنا ان الحرب على القطاع قادمة لا محالة في حال تم الاتفاق تحت الطاولة على احدي الامرين السابقين
ربما تكون الحرب القادمة على القطاع حرب انفاق مدمرة بامتياز والدليل على ذلك الضربات المتكررة للطائرات الاسرائيلية على مناطق غير مأهولة بالسكان وكأن اسرائيل تريد التاكيد للمتتبع ان تلك الهجمات اليومية تحذيرية ولكن الامر الاساسي من وراء تلك الهجمات هو زعزعة الاركان الاساسية لتلك الانفاق المتشعبة في اراضي القطاع ومعرفة مداخل ومخارج كافة الانفاق وكيفية التعامل معها مستقبلا وخوفا من المفاجأءت الغير متوقعة من ردة فعل حمساوية غير محسوبة.
وعلى جميع الاحوال فان الضربة على القطاع قادمة لا محالة ولكن مدي قوة الضربة تتحكم فيها تطورات الاتفاقات الاسرائيلية العربية ومسارات الاتفاقيات الفلسطينية الاسرائيلية سواء مع حماس او حتى مع السلطة .. نظرة تشاؤمية ولكن مسار الوضع الفلسطيني العربي من جهة والاسرائيلي الامريكي من جهة اخرى يجعل الامور سياسيا وعسكريا تتجه الى ذاك المسار المرعب لنا وللشعب الفلسطيني والذي سيكون الخاسر الاوحد من وراء كل تلك التحليلات والتوقعات التي نتمنى من الله ان لا تحدث ويكفي لشعبنا ما قدمه من خسائر سواء كانت بشرية او ماديه....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دفتر الزوار