الاثنين، 10 أكتوبر 2011

تدهور الأوضاع الصحية للأسرى المضربين

بقلم محسن هاشم
دخل الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي يومهم الرابع عشر في إضرابهم المفتوح عن الطعام، مع تدهور الأوضاع الصحية لعدد كبير منهم، ومن بينهم الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أحمد سعدات، والأسير الحمساوي، جمال أبو الهيجا، وسط اتهامات للاحتلال بممارسة الخداع الإعلامي للرأي العام الخارجي، بحسب وكالة "فلسطين اليوم" الإخبارية، الاثنين .
ونقلت الوكالة عن الأسير السابق والباحث المتخصص في شؤون الأسرى، عبد الناصر فروانة، قوله: إن الأوضاع الصحية للأسرى المضربين عن الطعام تزداد سوءًا، وتتدهور بشكل خطير، وتتناقص أوزانهم، نتيجة لسوء ظروف الاحتجاز، وقسوة زنازين العزل الانفرادي، وامتناعهم عن تناول الطعام، وإهمالهم طبيًّا من قبل إدارة السجون الإسرائيلية، وعدم تقديم العلاج لهم.
وأضاف فروانة: "حياة الأسرى في خطر، ويثير ذلك فينا مشاعر القلق عليهم في ظل استمرار عزل العشرات منهم، وانقطاع أخبارهم"، وأوضح بأن مصلحة السجون الإسرائيلية تحاول من وراء ذلك العزل وانقطاع الأخبار "التسبب في إيلامهم أكثر؛ بهدف إضعافهم نفسيًّا، وإنهاك قواهم الجسدية، وإضعاف معنوياتهم وإرادتهم؛ للضغط عليهم لإنهاء إضرابهم وإفشاله".
وأشار فروانة إلى موقف وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق، تساحي هانجبي، في تعليقه على إضراب سابق للأسرى، في العام 2004م، حينما قال: "بإمكانهم أن يضربوا يومًا، شهرًا، أو أن يضربوا حتى الموت"، وأصدر وزير الصحة الإسرائيلي وقتها، داني نافيه، أوامره للمستشفيات الإسرائيلية بعدم استقبال الأسرى المرضى المضربين عن الطعام، وعدم تقديم العلاج لهم.
وقال فروانة بأن هناك تشابهًا كبيرًا بين موقف وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عام 2004م، وموقف وزير الدفاع الإسرائيلي الحالي، إيهود باراك، الذي عبر عنه في السابع والعشرين من سبتمبر الماضي، "فالأول قال: إنه لا مرونة إزاء المطالب التي يطرحها الأسرى، والحالي قال لهم بأنهم لا حقوق لهم، ومن قبله أعلن (رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين) نتنياهو، وحكومته المتطرفة الحرب على الأسرى".
ورأى فروانة بأن هذه المواقف التي تلاقت فيها تصريحات الأطباء مع رجال الأمن والسياسة "تعكس العقلية الانتقامية الإسرائيلية في تعاملها مع الأسرى المضربين، والاستهتار بحياتهم، مما يستدعي التحرك الجاد لمساندتهم على كافة المستويات".
وفي السياق ذاته، رأى فروانة بأن حملة التحريض عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية تجاه الأسرى في الأيام القليلة الماضية، والادعاء بأن الأوضاع الصحية للمضربين لا تدعو للقلق "إنما تهدف إلى خداع الرأي العام المحلي والدولي، في ظل تزايد الأنشطة المسانِدة، واتساع رقعة التضامن مع الأسرى على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية".
وطالب فروانة إدارة السجون الإسرائيلية "إذا كانت صادقة في طرحها، وهي لم ولن تكون صادقة في يوم من الأيام، بأن تفتح أبواب سجونها ومعتقلاتها، وتسمح لوسائل الإعلام العربية والأجنبية، وللجان الطبية الدولية بزيارتها، والاطلاع عن كثب على أوضاع الأسرى عمومًا، وأوضاع الأسرى المضربين في زنازين العزل الانفرادي خصوصًا".
ودعا وسائل الإعلام المحلية والعربية بمختلف مسمياتها وأشكالها إلى دحض ادعاءات وسائل الإعلام الإسرائيلية من خلال تسليط الضوء على حقيقة ظروف وأوضاع ومعاناة الأسرى والأسيرات والأطفال عمومًا، وما يتعرض له الأسرى المضربين من إهمال طبي ومضايقات وإجراءات انتقامية بشكل خاص.
إلى ذلك، حملت وزارة الأسرى والمحررين سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسيرين: جمال أبو الهيجا، وأحمد سعدات، بعد تدهور صحتهما بشكل فجائي، بحسب "فلسطين الآن".
وقالت الوزارة، في بيان لها: إن محامي الشيخ أبو الهيجا أكد بأنه في ظروف صحية "صعبة للغاية"، وهو عاجز عن الوقوف على قدميه من شدة الإعياء، بعد استمراره في الإضراب لليوم الرابع عشر على التوالي؛ احتجاجًا على ظروف عزله القاسية.
وأشار البيان إلى أن الوحدات الخاصة الإسرائيلية اقتحمت الزنزانة الانفرادية للشيخ أبو الهيجا، بعد رفضه وقف إضرابه عن الطعام مع الأسير أحمد سعدات، وصادرت القوات كل الأدوات الكهربائية والملابس الخاصة من الزنزانة، وتعمدت تركه دون علاج.
يشار إلى أن أبو الهيجا مختطف لدى الاحتلال منذ العام 2002م، ومن حينها يقبع في زنازين العزل الانفرادي، وممنوع من زيارة ذويه، ويعاني من عدة أمراض؛ نظرًا لكبر سنه، علمًا بأن يده اليسرى مبتورة، ويقضى حكمًا بالسجن المؤبد 9 مرات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دفتر الزوار