الخميس، 13 أكتوبر 2011

فتاوى إسرائيل بديل ضعف أداء الحكومة في ملف "دولة فلسطين

بقلم الكاتب محسن هاشم
كان ملف الدولة الفلسطينية، بطبيعة الحال، على رأس قائمة اهتمامات الإعلام الإسرائيلي خلال الأسبوع المنصرم؛ مع اعتبار دوائر السياسة والإعلام في إسرائيل أن هذا الملف هو أحد أبرز المطبات الصعبة التي تواجه الدولة
العبرية في تاريخها، مع كونه يمس، بحسب الكثير من المراقبين الإسرائيليين، شرعية وجود إسرائيل ذاتها، مع التحفظ على التعبير.
اللافت للنظر أنه من بين الأطر التي طرحتها الدولة والمجتمع في إسرائيل للتعامل مع التطور الجديد من جانب الفلسطينيين، والمتمثل في التقدم لمجلس الأمن بطلب لنيل العضوية كاملة لدولة فلسطينية على أراضي الـ67، في الأمم المتحدة، الإطار الديني؛ حيث أعيد إحياء فتوى يهودية "تحرم" بيع أراضي فلسطين لغير اليهود!!
إلا أنه من جانب آخر، نجد أن الصحافة الإسرائيلية، وخصوصًا اتجاهات الرأي فيها، تركز على أن المأزق الذي تواجهه إسرائيل بسبب التبعات القانونية والسياسية للمسعى الفلسطيني، وفق ما تؤكد عليه مختلف الأقلام وكتاب الرأي في صحف إسرائيل، يعود إلى سوء أداء الحكومة الإسرائيلية.
وبطبيعة الموقف، تراجعت القضايا التقليدية إلى الخلفية، باستثناء ملف تركيا، والذي كان حاضرًا في مقالات الرأي أكثر من الأخبار، وإن مالت الآراء التي تناولت هذا الملف إلى انتقاد الحكومة الإسرائيلية أيضًا، باعتبار أن سياساتها السيئة هي التي قادت إلى هذا الموقف مع دولة كانت الحليف الأكبر لإسرائيل في العالم الإسلامي والشرق الأوسط.
مصر أيضًا كانت حاضرة في الصحافة الإسرائيلية، ولكن من زاوية أمنية؛ حيث اهتمت بالإجراءات الأمنية التي تتبناها القوات الإسرائيلية على الحدود مع مصر، والتي من أبرزها بناء السياج الفولاذي الحدودي الجديد، وإغلاق معبر طابا الحدودي من الجانب الإسرائيلي، للمرة الأولى منذ افتتاحه في أبريل من العام 1982م.
نتنياهو والحاخامات!
من ضمن المتابعات غير التقليدية لملف الدولة الفلسطينية، والمخاوف الإسرائيلية من هذه الخطوة، نشرت صحيفة اليديعوت أحرونوت يوم 25 سبتمبر، تقريرًا عن أحدث فتوى للحاخامات اليهود؛ حيث أرسل 350 حاخامًا يهوديًّا رسالة احتجاج إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، بسبب تصريحاته خلال الأيام الأخيرة بأنه مستعد لتقديم تنازلات سياسية يسلم خلالها أراضٍ جديدة للفلسطينيين من أجل العودة إلى المفاوضات.
الصحيفة قالت إن المفاوضات سوف تؤدي إلى "إقامة دولة فلسطينية داخل أرض إسرائيل"، أما الفتوى فتحرم البيع أو التنازل عن أي جزء من أرض إسرائيل التاريخية، التي هي فلسطين، بما فيها يهودا والسامرة، والتي هي الضفة الغربية المحتلة.,
وقد أستند الحاخامات في فتاواهم إلى نصوص توراتية تحرم على اليهود تسليم أراضي إسرائيل لغير اليهود، وقد برر الحاخامات اليهود موقفهم بعدة مبررات، من بينها "أن المدن والبلدات التي يدور عنها الحديث اليوم لتسليمها إلى الفلسطينيين، ليست مجرد قريبة من الحدود المهددة، وإنما تعتبر حدود أرض إسرائيل"، وأن جيران إسرائيل "يصرحون علانيةً بأنهم يريدون الحصول على مدن كاملة مثل القدس واللد، وكذلك طردنا من نقاط استراتيجية مثل هضبة الجولان".
وختم الحاخامات رسالتهم بـ"أن التجربة تعلمنا بأن تسليم الأراضي الذي تم سابقًا لم يأت لإسرائيل بأكثر من قطعة ورق مكتوبة، ولم يحقق سلام ولا من حقيقي لإسرائيل".
إسرائيل لا تريد سقوط الأسد!
لازلنا مع عدد اليديعوت أحرونوت هذا؛ حيث قالت الصحيفة في تحليل إخباري لها إن الحكومة الإسرائيلية تلتزم الصمت، أو قررت أن تغض الطرف عن مجريات الأحداث في سوريا؛ حيث أعطى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعليمات لوزراء حكومته بعدم التحدث أو أعطاء أي تصريح فيما يخص الأحداث الجارية في سوريا.
وقالت الصحيفة إن آراء مستشاري نتنياهو تذهب إلى أن سقوط نظام بشار الأسد سيشكل تهديدًا لأمن إسرائيل القومي "لأن الفوضى ستعم على الحدود الإسرائيلية السورية، وربما تتكرر محاولات التسلل التي حدثت لأول مرة في ظل احتفال إسرائيل هذا العام بذكري استقلالها" الموافق لذكرى نكبة 48.
كما إن البعض الآخر يذهب، بحسب الصحيفة، إلى أنه من الممكن أن تقوم سوريا بشن هجوم على إسرائيل لحشد الجبهة الداخلية خلف النظام، إلا أن مستشاري الحكومة الإسرائيلية يرون أن أن حزب الله لن يصعِّد الوضع على الحدود بين لبنان وإسرائيل "فلبنان حاليا بدون حكومة، وما يهم الشعب اللبناني هي السياحة الوافدة في الصيف والوضع الاقتصادي، والشعب غير معني بحرب" بحسب قول اليديعوت أحرونوت.
إلا أن الصحيفة نقلت عن مصادر في الحكومة الإسرائيلية قولها: "ولكن على الجيش الإسرائيلي أن يأخذ هذا الاحتمال بعين الاعتبار، وأن يبقى مترقبًا للأمور".
العرب غالبية في إسرائيل!
في عدد الخامس والعشرين من ستمبر، نشرت الهآرتس تقريرًا عن بحث إحصائي إسرائيل يفيد بأن السكان العرب في إسرائيل يزداد عددهم في المدن المختلفة، في مقابل انخفاض عدد السكان اليهود في تلك المدن، وأن المشكلة الديموجرافية "أصبحت واقع يهدد إسرائيل".
وقالت الدراسة إنه على سبيل المثال في مدينة اللد، سجلت الزيادة العربية نسبة 24% بين أعوام 2003م و2009م، فيما انخفضت نسبة السكان اليهود في مدينة اللد في نفس الأعوام بنسبة 7.86%، كما سجلت في المدن الكبيرة مثل القدس وحيفا وتل أبيب ارتفاعاً في وسط السكان العرب، كما سجِّلت مدينة القدس ارتفاعاً بنسبة تفوُق الـ 8% في عدد السكان العرب، مقابل هبوط بنسبة 4% في عدد السكان اليهود، وفي مدينة حيفا، سُجِّل ارتفاعًا ملموسًا بما لا يقل عن نسبة 10% في عدد العرب، مقابل هبوط بنسبة 2% في عدد السكان اليهود.
ويُلخص البحث نتائجه في أن الغالبية اليهودية في شمال إسرائيل تتقلص في العام بنسبة 3.17%، وفى الجنوب بنسبة 4.3%.
نتنياهو يخفض ميزانة الدفاع
لا زلنا مع الهآرتس، وعدد الرابع والعشرين من سبتمبر؛ حيث أشارت الصحيفة إلى قرار نتنياهو الخاص بتقليص ميزانية الدفاع ابتداء من العام القادم بمبلغ ثلاثة مليارات شيكل سنويًّا؛ حيث وقع نتنياهو اتفاقًا بهذا الشأن مع كبار المسئولين فى وزارة المالية والدوائر العسكرية داخل الدولة، وذلك من أجل دعم الإصلاحات الاجتماعية فى إسرائيل.
وينص الاتفاق على زيادة الشفافية فى ميزانية الدوائر الأمنية والعسكرية مما سيمكن وزارة المالية من الإشراف على هذه الميزانية بطريقة أكبر من ذي قبل.
وقد اعربت وزارة المالية الإسرائيلية عن ارتياحها لهذا الاتفاق مؤكدة أنه سيفسح المجال أمام تحويل أموال لتنفيذ توصيات لجنة تراختنبيرج للإصلاح الاجتماعي والاقتصادي، على إثر الاحتجاجات الاجتماعية التي شهدتها إسرائيل في الأشهر الماضية.
الوضع الأمني مع مصر
صحيفة "إسرائيل اليوم" نشرت يوم 24/9، تقريرًا قالت فيه إن أجهزة الأمن الإسرائيلية تزعم أن هناك تخطيط من جانب فصائل غزة لتنفيذ عمليات ضد أهداف في الداخل الإسرائيلي انطلاقًا من سيناء.
وأفادت الصحيفة بأن أجهزة الأمن والجيش في إسرائيل أعلنت حالة التأهب القصوى فى صفوفها بعد وصول معلومات استخباراتية تفيد بأن حماس والفصائل الأخرى فى قطاع غزة تحاول تنفيذ عمليات ضد المدن الإسرائيلية الجنوبية انطلاقًا من شبه جزيرة سيناء، وبأن حركة حماس والفصائل الفلسطينية بالقطاع تريد تنفيذ عمليات عقب خطاب رئيس السلطة الفلسطينية المنتهية ولايته محمود عباس في الأمم المتحدة الجمعة الماضية.
وللمرة الأولى بالفعل منذ افتتاحه في أبريل 1982م، أغلقت السلطات الإسرائيلية معبر طابا أمام حركة الإسرائيليين وعرب 48.
توقيف سفينة إيرانية محملة بالغازات السامة في مصر
أفادت الصحيفة إن سفينة إيرانية محملة بالغازات السامة قد تم توقيفها في أحد الموانئ المصرية عندما كانت متجهة إلى سوريا، وسط تكتم إعلامي شديد، ولم يتم إلى الآن الحصول على أي معلومات إضافية حول هذا الحادث
نتنياهو وأوباما و"السلام"!
خلال الفترة التي يغطيها التقرير، اهتمت الصحف الإسرائيلية برصد العديد من الأجواء التي أحاطت بالمشهد في الأمم المتحدة، على خلفية المسعى الفلسطيني لنيل عضوية كاملة في المنظمة الدولية من خلال مجلس الأمن الدولي.
صحيفة اليديعوت أحرنوت نشرت في الرابع والعشرين تقريرًا عما وصفته برؤية نتنياهو للسلام في المنطقة، والتي أعاد فيها التأكيد على أن السلام مع الفلسطينيين لن يتحقق إلا من خلال المفاوضات المباشرة "مع مراعاة الترتيبات الأمنية الفعالة".
اللافت أن نتنياهو أشار إلى أن الخطر الحقيقي على السلام الإقليمي والعالمي يأتي مما وصفه بـ"التطرف والارهاب الإسلامي"، وقال في هذا الشأن: "هذا التيار متواجد في لبنان وقطاع غزة" في إشارة إلى حزب الله وحركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية الإسلامية، وأضاف أن "هذا الخطر" "سيتحول إلى كابوس إذا ما امتلكت إيران القنبلة النووية".
صحيفة المعاريف، نشرت يوم الثالث والعشرين من سبتمبر، تقريرًا ذكرت فيه أن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان قد وجه الشكر إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما على كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ حيث لم يذكر فيها مصطلح حدود 67 عند تناوله مسألة حل الدولتَيْن، وقالت الصحيفة إن هذا يدل على أن أوباما "حليف إسرائيل الأقوى".
وتقول الصحيفة إن لسان حال الوزير الإسرائيلي كان في رسالة شكره لأوباما: "أنا أقول شكرًا جزيلاً لك أوباما، فالجميع يعلم ما هي الخطوط الحمراء لإسرائيل، وإن مرر الفلسطينيون خطوة أحادية الجانب؛ سيترتب على ذلك تداعيات وخيمة عليهم".
وأكد ليبرمان على أنه لن يوافق على وقف الاستيطان "ولا ليوم واحد"، ردًّا على الخطوة الفلسطينية بالذهاب إلى الأمم المتحدة.
كما وصف نتنياهو خطاب الرئيس الأمريكي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بأنه "وسام شرف للرئيس أوباما على صدر الإسرائيليين"، ووجه له الشكر على "وقوفه إلى جانب إسرائيل ودعمه لها"
وأخيرًا، نشرت صحيفة هاآرتس يوم 22 سبتمبر تقريرًا عن فوز الصحفية الإسرائيلية شيلي يحيموفيتش برئاسة حزب العمل، بعد أن فازت في الجولة الثانية من الانتخابات الداخلية التي أجريت قبل ذلك بيوم واحد، بينها وبين وزير الدفاع الأسبق عمير بيرتس.
وحصلت يحيموفيتش على نحو 56% من الأصوات في الاقتراع الذي جرى بعد حوالي عشرة أيام من الجولة الأولى للانتخابات الداخلية للحزب، متفوقة على منافسها المباشر وزير الدفاع السابق عامير بيرتس الذي حصل على باقي الأصوات، وهي المرة الثانية في تاريخ حزب العمل الإسرائيلي التي تنتخب فيها امرأة رئيسة له بعد رئيسة الوزراء السابقة جولدا مائير.
ويحيموفيتش من مواليد العام 1960م في كفار سابا، ونشأت في مستوطنة رامات هاشارون، وحاصلة على شهادة جامعية أولى في مجال علوم النفس من جامعة بن جوريون، وكانت ناشطة خلال دراستها الجامعية في جمعية حقوق المواطن الإسرائيلية.
عملت يحيموفيتش كصحفية مدة طويلة، كما إن لها كتابات أدبية، من ضمنها روايتان قبل أن تنخرط في العمل السياسي، الذي بدأت مشوارها فيه منذ نهاية العام 2005م، بعد ثلاثة أسابيع فقط من انتخاب عامير بيريتس رئيسًا لحزب العمل المرة الماضية، وخلال هذه السنوات ازداد مركزها قوة في الحزب إلى أن قررت التنافس على رئاسة الحزب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دفتر الزوار