الخميس، 13 أكتوبر 2011

إسرائيل تنتقد غباء نتنياهو

بقلم محسن هاشم
انشغلت الصحافة الإسرائيلية خلال الأسبوع المنصرم بالتقرير الذي نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية السبت الماضي، الأول من أكتوبر، في صدد تنفيذ الكونجرس الأمريكي لتهديدات سابقة له بقطع المساعدات المالية
عن السلطة الفلسطينية، حال تقديمها طلب العضوية الكاملة لدولة فلسطينية على حدود الـ67 إلى مجلس الأمن؛ حيث عرقل الكونجرس مؤخرًا تحويل مبلغ مئتي مليون دولار كانت مقررة سلفًا كمساعدات للسلطة.
كذلك انشغلت الصحف الإسرائيلية بما وصفته غباء وقصر نظر رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وهذه الأوصاف ليست لصحف أو وسائل إعلام عربية؛ ولكنها لعدد من الكُتَّاب الإسرائيليين وافتتاحيات الصحف العبرية، التي رأت في سياسات نتنياهو "غباء" و"قصر نظر" أوقعا إسرائيل في مشكلات كبيرة مع الجوار الإقليمي، والمجتمع الدولي.
الصحف الإسرائيلية ركزت على قرار بناء 1100 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة "جيلو" في القدس الشرقية المحتلة عام 1967م، وفشله في إحراز تقدم فيما يتعلق بمحادثات السلام مع الفلسطينيين.
الانتقادات الأشد لنتنياهو جاءت من جانب الهآرتس؛ حيث وصفت نتنياهو بأنه قصير النظر، بينما قال الكاتب الإسرائيلي، إلياكيم هاتزيني، في "اليديعوت أحرونوت": "إن غباء نتنياهو وحكومته أديا إلى زيادة العزلة الإسرائيلية في ظل ربيع الثورات العربية الحالي، مع تعطيله لعملية السلام مع الفلسطينيين".
كذلك احتل ملف الجاسوس الأمريكي الإسرائيلي المعتقل في مصر حاليًا، إيلان جرابيل، اهتمام الصحف العبرية، خاصة مع وجود تقارير تشير إلى أن وزير الدفاع الأمريكي، ليون بانيتا، الذي بدأ الاثنين 3/10 جولة شرق أوسطية، سوف يطلب من مصر الإفراج عن جرابيل، وأن السلطات المصرية بالفعل عدلت التهمة الموجهة لجرابيل من "التخابر لحساب دولة أجنبية" إلى "التظاهر غير القانوني"، من أجل تبرير الإفراج عنه أمام الرأي العام المصري.
نتنياهو الغبي!
البداية من صحيفة "اليديعوت أحرونوت" التي نشرت مقالاً ناريًّا للكاتب الإسرائيلي، إلياكيم هاتزيني، وجه من خلاله انتقادات حادة للحكومة الإسرائيلية وبنيامين نتنياهو، "الذي أثبت فشلاً ذريعًا في إحراز تقدم بشأن محادثات السلام مع الفلسطينيين."
وقال هاتزيني: "إن ربيع الثورات العربية الحالي "أثبت أنه من المستحيل أن تعيش إسرائيل في السلام الذي تحلم به مع جيرانها من الدول العربية والإسلامية"، مضيفًا: "الشارع الإسرائيلي يستشعر فشل حكومته، خاصة في ظل المتغيرات التي تجتاح المنطقة".
وأشار الكاتب الإسرائيلي إلى أن الثورات في مصر وتونس وليبيا، بالإضافة إلى تنامي دور تركيا الإقليمي، وهو ما اعتبره هاتزيني "محاولة من تركيا للعودة إلى عصر الإمبراطورية العثمانية"، بالإضافة إلى السياسات التي تتبناها حكومة نتنياهو "أفقدت إسرائيل أصدقاءها وحلفاءها في منطقة الشرق الأوسط، وذلك بسبب غباء الحكومة الإسرائيلية الحالية".
ويعقب الكاتب الإسرائيلي على تصريحات لوزير الدفاع الأمريكي، ليون بانيتا، التي أكد فيها قبيل زيارته الحالية للمنطقة، على أن الثورات العربية أدت إلى عزلة إسرائيل، وأن التفوق العسكري الإسرائيلي وحده بات لا يكفي لضمان استقرار الأوضاع بإسرائيل في المنطقة.
نفس المعنى أكدت عليه افتتاحية صحيفة الهآرتس الإسرائيلية الصادرة الأحد 2/10؛ حيث أشارت إلى أن ما طرحه نتنياهو لتبرير بناء الوحدات الاستيطانية الجديدة في مستوطنة "جيلو"، باعتبار أنها ليست مستوطنة، وأنها جزء من مدينة القدس الموحدة، إنما يعبر "عن قصر نظر" لنتنياهو وحكومته.
وربطت الصحيفة بين سلوك نتنياهو وبين فشل خطط استئناف محادثات السلام، وخصوصًا المبادرة التي طرحتها اللجنة الرباعية الدولية المعنية بعملية السلام في الشرق الأوسط.
وأكدت الصحيفة على أن مسألة البناء في المستوطنات "لا تزال تشكل عقبة رئيسية في عملية السلام"، لافتة لتصريحات لرئيس السلطة الفلسطينية المنتهية ولايته، محمود عباس، بأن وقف إسرائيل للأنشطة الاستيطانية هو الشرط الرئيس لاستئناف المفاوضات بين الجانبين.
يشار إلى أن نتنياهو أعلن يوم الاثنين 3/10، قبوله مبادرة الرباعية الدولية، ولكن البعض يرى في إسرائيل أن موافقة نتنياهو مجرد مناورة من جانبه لتفادي الانتقادات الموجهة إليه، لأنه يعلم أن السلطة الفلسطينية لن تستأنف المفاوضات في ظل استمرار الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية.
جرابيل سيخرج!
علقت الصحف الإسرائيلية على المساعي الأمريكية للإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي الأمريكي المعتقل في مصر، إيلان جرابيل، في مقابل مساعدات مالية وفنية أمريكية ذات طابع عسكري وسياسي لمصر.
وكتب روي نحمياس في الهآرتس 2/10 يقول: "إن مسؤولاً مصريًا رفيع المستوى ذكر أن السلطات المصرية عدلت من الاتهامات الموجهة لجرابيل المعتقل منذ أربعة أشهر، من "التخابر لحساب دولة أجنبية" إلى "التظاهر غير القانوني"؛ لتسهيل الإفراج عنه، وسط توقعات بالإفراج عنه.
ونقلت الهآرتس عن تقرير نشرته وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية، بالقاهرة، ذكرت فيه أن السلطات تفكر في الإفراج عن جرابيل البالغ من العمر 27 عامًا، في مقابل الحصول على "دعم سياسي ومالي أكبر من الولايات المتحدة".
وقال مسؤول مصري رفيع لصحيفة "الحياة" اللندنية، لم تذكر الصحيفة هويته: إنه من المقرر أن يزور وزير الدفاع الأمريكي، ليون بانيتا، مصر يوم الثلاثاء 4/10، متطلعًا إلى اصطحاب جرابيل معه في نهاية الزيارة!!
القنبلة الديموغرافية مجددًا
وفي ملف آخر، يُعتبر أحد أبرز الملفات التي تهتم بها الدوائر الإسرائيلية بشكل عام، وهو ملف نمو الزيادة السكانية للعرب في إسرائيل مقابل اليهود، نشرت الهآرتس 27/9 تقريرًا حديثًا للمكتب المركزي للإحصاء الإسرائيلي حول عدد سكان إسرائيل، أفاد بأن عدد سكان الدولة العبرية وصل إلى حوالي 7.8 مليون نسمة، من بينهم حوالي 5.87 ملايين يهودي، في مقابل 1.6 مليون عربي، و323 ألف شخص من غير العرب، من المهاجرين الذين لم تعترف السلطات الإسرائيلية بهم كيهود.
التقرير أفاد أيضًا أن نسبة نمو سكان إسرائيل زادت خلال العام 2010 م بنحو 1.9% عن العام 2009م؛ وذكر أن عدد المهاجرين إلى إسرائيل خلال عام 2010 م وصل إلى نحو 16 ألفًا، و633 مهاجرًا بنسبة زيادة 14% مقارنة بعام 2009م، قدم معظمهم من روسيا والولايات المتحدة وفرنسا وأوكرانيا وإثيوبيا، وهي نسبة زيادة أقل من مثيلاتها الطبيعية لدى عرب الداخل أو فلسطينيي الـ48.
تفجيرات خط الغاز المصري "كارثة"
لازلنا مع صحيفة اليديعوت أحرونوت، عدد السابع والعشرين من سبتمبر؛ حيث نشرت الصحيفة تقريرًا عن واقعة تفجير خط الغاز الطبيعي الموصل إلى الأردن وإسرائيل في العريش للمرة السادسة.
وقالت الصحيفة: إن التفجيرات المتكررة لخط الغاز المصري المصدر لإسرائيل "تعد كارثة حقيقية على إسرائيل؛ حيث إن مصر توفر 40% من استهلاك إسرائيل للغاز".
وفي نفس القضية، ولكن من زاوية تناول أخرى، نشرت "الهآرتس" يوم 29/9 تقريرًا عن وجود مساع إسرائيلية لاستبدال الغاز الطبيعي المصري بنظيره القطري، بعد وضوح رفض المصريين، بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، لوصول الغاز المصري لإسرائيل مرة أخرى، وهو ما رفضه بعض المسؤولين الإسرائيليين.
وذكرت الصحيفة أن عددًا من رؤساء السلطات المحلية في إسرائيل أعلنوا رفضهم لمشروع مجمع الغاز الطبيعي القطري، والذي سيقام بمدينة عكا، باعتبار أنه يشكل مخاطر صحية وبيئية على المنطقة "التي ستكون أشبه بقنبلة موقوتة في حالة إنجاز المشروع"، بحسب الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن بعض هؤلاء المسؤولين قولهم: "ستشمل المواد التي سيتم تخزينها (في المجمع) موادَّ قابلة للاشتعال والانفجار، خصوصًا وأنه سيقام بالقرب من المناطق الصناعية والسياحية، ولن يكون بعيدًا عن الأحياء السكنية، كما أنه يهدد بمصادرة الآلاف من الأراضي، وسيمس بشكل كبير بالزراعة والطبيعة".
أردوغان واللعب بالنار!
يوم 2/10، حفلت الصحف الإسرائيلية بالعديد من التحليلات التي تناولت الخسائر الاستراتيجية التي مُنيت بها إسرائيل على المستوى الإقليمي، ومن بينها خسارة تركيا كحليف استراتيجي كان الأهم بالنسبة لها في العالم الإسلامي، وإن تباينت وجهات نظر المحللين الإسرائيليين حول ما يجب عمله بين استعادة تركيا، أو المزيد من التباعُد معها، في ظل سياسات رئيس وزرائها، رجب طيب أردوغان، العدائية ضد إسرائيل.
"اليديعوت أحرونوت" نشرت مقالاً بعنوان "أردوغان يلعب بالنار!"، لمحللها العسكري، أليكس فيشمان، ذكر فيه أن التصعيد بين تركيا وإسرائيل "اتخذ مؤخرًا طابعًا عسكريًّا تجاوز الخيط الرفيع الفاصل بين التصعيد الكلامي، وبين الانزلاق إلى مواجهة عسكرية".
وقال فيشمان: "إن الرجل (أردوغان) الذي أدار، بشهادة الجميع، معركة سياسية مخططة ومنظمة ضد إسرائيل، ووضع لها أهدافًا واضحة، هذا الرجل بدأت عواطفه تقوده، وأخذت العوامل النفسية تغلب المنطق لديه".
ويشير المحلل الإسرائيلي، في مقاله، إلى ما وصفه بجملة تحركات عسكرية تركية استعراضية، والتي من بينها خروج قوة بحرية تركية في مهمة تنقيب عن الغاز مقابل الشواطئ القبرصية، وهي معززة بفرقاطات وغواصات "وكأنها في مهمة عسكرية"، وعن زيادة وتيرة الحركة العسكرية التركية البحرية والجوية في البحر المتوسط، بالإضافة إلى إعلان وزارة الخارجية التركية أن الطيران الحربي التركي أرغم أكثر من مرة طائرات إسرائيلية كانت على مقربة من الأجواء السورية على الفرار.
ويقول فيشمان: "بغض النظر، إذا كان الحديث يدور عن أنصاف حقائق، أو مجرد فانتازيا، فالشيء الواضح أن اللهجة التركية قد انتقلت من الشتائم إلى ألاعيب الحرب، وأن أردوغان بدأ يلعب بالنار، وفي وضع كهذا، فإن المسافة الفاصلة بين شعور أحد الطيارين الأتراك أو الإسرائيليين بالتهديد، والضغط على الزر الذي يطلق الصاروخ، ليست بعيدة، وأن المسافة بين التحرش وبين الانفجار الإقليمي ليست بعيدة أيضًا".
أما المحلل السياسي بن كاسبيت، فقد كتب في المعاريف وجهة نظر مغايرة مفادها: أنه على إسرائيل محاولة استعادة الأرض التي فقدتها في علاقاتها مع تركيا، لأن البديل غير متاح أمامها في العالم الإسلامي.
ويوضح بن كاسبيت فيقول: "خيارات إسرائيل ليست كثيرة، وأن عليها أولاً وأخيرًا أن تختار بين إسلام تركيا وإسلام إيران، أو بين أردوغان و(الرئيس الإيراني محمود) أحمدي نجاد"، ويضيف: "تركيا مفضلة على إيران، لأنها دولة غربية تقريبًا، نصف أوروبية، منفتحة على العالم الديمقراطي، عضو في حلف شمال الأطلنطي (الناتو)، لا تدعو للقضاء على إسرائيل، لا تعمل على إنتاج أسلحة دمار شامل، وتعيش مع أمم العالم بسلام نسبي".
ويرى بن كاسبيت أن أردوغان "يعاني من عدم استقرار نفسي، أو هو واقع تحت تأثير وزير خارجيته المتشدد إسلاميًّا (أحمد داود أوغلو)، وهو يعاني حالة تمزق بين الشرق والغرب"، كما يقول بن كاسبيت.
مصر وتحولات ما بعد الثورة
المحلل السياسي، إيتان هابر، كتب في المعاريف 2/10، عن التحولات الاستراتيجية الراهنة في المنطقة وأثرها على إسرائيل، وخصوصًا فيما يتعلق بخسارة إسرائيل لأصدقائها في المنطقة، بحسب قوله، وخسارتها أيضًا لقوة الردع في مجالات متعددة، وليست العسكرية فحسب.
ويوضح هابر بالقول: "أصبحت إسرائيل هي المُرتدَعة في مختلف هذه المجالات، سياسيًّا وعسكريًّا واقتصاديًّا، والدليل على ذلك رسالة القاهرة الأخيرة التي ردعت إسرائيل عن التحرك العسكري ضد قطاع غزة، علما أن إسرائيل كانت قد خرجت في الماضي بحربين ضد لبنان وضد غزة دون أن تتلبد سماء القاهرة".
ويذكر كذلك أن ضابطًا كبيرًا في الجيش الإسرائيلي "صاحب صولة في المعارك" لم يتمكن من الهبوط من الطائرة في لندن، عندما انتظره شرطيان في نقطة تفتيش الجوازات، أما اقتصاديًّا فيشير هابر إلى أن عشرات الشركات الإسرائيلية لا تعلن عن هويتها خشية تضرر مصالحها.
عسكريًا، يقول هابر: "هناك على مقربة من دمشق في سوريا، أو على ضفاف الليطاني في لبنان، أو في زقاقات رفح، هناك يستطيع أي شخص أن يضغط على زر التشغيل، لتعرف إسرائيل أنها واقعة تحت هجمة صاروخية، وعندها لا يؤثر على نتيجة الحرب كثيرًا تدمير كتيبة دبابات على الجبهة، لأن ما سيحسم الحرب هو الدمار والخراب الذي سيصيب العمق الإسرائيلي، ناهيك عن أن الجيوش من حولنا تمتلك السلاح الأمريكي العصري، ولذلك فإن الحرب القادمة ستكون طويلة وعلى أرضنا".
شالوم: الاستيطان في القدس غير قابل للنقاش!!
يوم الثاني من أكتوبر، نشرت صحيفة الجيروزاليم بوست خبرًا عن تصريح لوزير الخارجية الأسبق والنائب الحالي لرئيس الوزراء الإسرائيلي، سيلفان شالوم، قال فيه: "إن الاستيطان الإسرائيلي في القدس أمر غير قابل للنقاش".
وقال شالوم: "هناك دائمًا معارضة لبناء المستوطنات في القدس، لكن المدينة كانت دائمًا خارج أي قرار يتعلق بتجميد البناء فيها"، مضيفًا أنه يتعين مناقشة جميع القضايا المتنازع عليها بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني في نفس الوقت، بدلاً من البدء في مناقشة قضايا الحدود والأمن"، كما تقترح اللجنة الرباعية الدولية.
ورأى شالوم أنه إذا حصل الفلسطينيون على كل مطالبهم في مسألة الأراضي، "فإنه لن يكون هناك ما يدفعهم إلى قبول حل وسط في قضايا أخرى تشكل أهمية لإسرائيل، مثل: اللاجئين، والقدس، والأماكن المقدسة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دفتر الزوار