الثلاثاء، 7 فبراير 2012

سيناريوا جديد بين ايران واسرائيل

بقلم محسن هاشم
يبدو ان اسرائيل، بغض النظر عما يجري بين ايران ووكالة الطاقة الذرية والعقوبات الاقتصادية التي مازالت تفرض على ايران الواحدة تلو الاخرى، مصممة على التصدي لبرنامج ايران النووي وماضية قدما في خططها "لمنع ايران من تطوير قدرات نووية".
ان زيارة رئيس الاستخبارات الاسرائيلية (موساد) تامير باردو الاحد الماضي الى واشنطن والتي تم الكشف عنها "عرضا" حسب ما ذكرت وسائل الاعلام، واجرائه مباحثات مع المسؤولين الاميركيين "بشان امكانية شن هجوم اسرائيلي على المنشآت النووية الايرانية" والتقائه رئيس الاستخبارات المركزية الاميركية (سي.آي.ايه) ديفيد بترايوس، تظهر مدى الجدية والاهتمام اللذين توليهما اسرائيل للملف النووي الايراني وعزمها للدفع والتحرك بهذا الاتجاه.
قال مدير جهاز الاستخبارات القومية الأميركي جيمس كلابر اول امس إن مجتمع الاستخبارات الأميركي لديه قلق بشأن إمكانية قيام إيران بالتخطيط لهجمات ضد الولايات المتحدة أو مصالح حلفائها في الخارج. وذكر كلابر أن هناك اجتماعات تعقد بانتظام مع الاستخبارات الإسرائيلية (موساد) والقادة الإسرائيليين بشأن ذلك التهديد.
ويعتقد المسؤولون الاسرائيليون من جهتهم إنه يتعين على إسرائيل اتخاذ إجراء عسكري ضد ايران قبل الصيف المقبل إذا أرادت أن يكون مؤثرا.
من جانبه قال قائد الاسطول الاميركي الاميرال جون هارفي امس ان السفينة "يو اس اس بونس"، القادرة على حمل مروحيات من طراز "ام اتش-53" وطائرات دعم، ستصبح جاهزة للابحار لمنطقة الخليج بحلول حزيران (يونيو) المقبل.
وقد يشير هذا الى انه لو كانت هناك نية لتوجيه ضربة لايران فانها لن تحدث في المستقبل القريب لاسباب سياسية ولوجستية عديدة.
اما ايران فلا زالت تطلق التهديدات ضد الغرب واسرائيل وان خفت حدتها في الاونة الاخيرة بل وحاول وزير خارجيتها طمأنة العالم الاسبوع الماضي بالقول ان ايران لا تنوي اغلاق مضيق هرمز. لكن رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني خرج امس الأربعاء ليؤكد إن الشعب الإيراني "سيقطع يد الذين يحاولون القيام بأي مغامرة في الخليج وبحر عمان ومضيق هرمز". وليس من غير المعتاد في ايران ان يصرح مسؤول بشئ ويناقضه مسؤول آخر.
وربما يصدق هذا القول نفسه على اسرائيل. فقد اكد الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز الثلاثاء الماضي مجددا على ضرورة "عدم استبعاد اي خيار ضد البرنامج الايراني الهادف الى حيازة اسلحة دمار شامل". اما وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك فصرَح في وقت سابق بان شن اي هجوم عسكري على ايران ليس ضمن جدول اعمال الحكومة الاسرائيلية. لكنه في الوقت نفسه يعتقد بضرورة توفر الخيار العسكري لدى اسرائيل حسب ما جاء في حوار اجرته معه صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية الشهر الماضي.
بالنسبة الى اسرائيل، حسب باراك، هناك ثلاثة اسئلة اساسية يجب الاجابة عنها قبل اللجوء الى اي عمل عسكري ضد ايران: اوَلاً هل لاسرائيل القدرة على احداث اضرار جسيمة بمنشآت ايران النووية، وهل سيكون الاسرائيليون قادرين على تحمل عواقب اي هجوم مضاد من قبل ايران؟ والسؤال الثاني هل ستضمن اسرائيل تأييد باقي الدول، وخاصة الولايات المتحدة، في حال شنها هجوماً على ايران؟ اما السؤال الثالث فهو هل تم استنفاد كل السبل لتعطيل برنامج ايران النووي الى درجة يكون فيه الهجوم على ايران مبرراً؟.
وللمرة الاولى منذ ان طرح "التهديد النووي" الايراني في اوائل التسعينات، الاجابة عن هذه الاسئلة، وفقا لبعض ابرز القادة في اسرائيل، هو "نعم".
يعتقد باراك ان العالم لو انتظر طويلا فسيصل الى نقطة لن يعود فيها من الممكن عمل اي شئ ضد ايران.
ولا تريد اسرائيل ان تستبق الاحداث لكنها تسعى في نفس الوقت الى ان تكون متقدمة خطوة واحدة الى الامام في اللعبة.
اسرائيل منشغلة بوضع خطط امنية وعسكرية لضرب ايران، فيما تحاول الاخيرة، التي تئن تحت وطأة العقوبات الاقتصادية وينتابها القلق من احتمال فقدان نفوذها في سوريا، اكبر حليف لها في المنطقة، بناء ترسانتها العسكرية والصاروخية للتصدي لاي هجوم طارئ او مستقبلي ضدها.
وقد أعلن قائد قاعدة "خاتم الأنبياء" للدفاعات الجوية في إيران الجنرال فرزاد إسماعيلي قبل يومين أنه سيتم الكشف عن أنظمة صواريخ ورادارات جديدة مصنوعة محليا خلال الاحتفالات بذكرى قيام الثورة الإسلامية عام 1979.
كما اعلن وزير الدفاع الايراني احمد وحيدي الاثنين الماضي ان ايران تمكنت من انتاج ذخائر توجه بالليزر.
وكشفت صحيفة "ذي اندبندنت" البريطانية امس عن أن إسرائيل أنشأت وحدة كوماندوز خاصة مصممة لتنفيذ مهام فى عمق أراضى "العدو"، تحمل اسم "قوات العمق" وتم تنظيمها بهدف تنسيق عمليات الاختراق فى بلدان أخرى. وشكلت الفرقة التى يقودها الميجور جنرال شاي أفيتال، القائد السابق لفرقة استطلاع خاصة، بأمر من رئيس اركان الجيش الاسرائيلي للتركيز على العمل السري. وأصر مسؤولو الدفاع في تل أبيب، بحسب التقرير، على أنها لا تخص إيران تحديداً وأن الهدف منها هو تنسيق عدة مهام.
ولم تعلن اسرائيل رسميا تورطها في عمليات الاغتيال لكن ايران اتهمتها بذلك وتوعدت برد حاسم. وفي هذا السياق افادت تقارير في 13 من الشهر الماضي ان الاستخبارات الاسرائيلية نفذت عملية طارئة لاحباط خطة هجوم مشتركة بين ايران وحزب الله على اهداف اسرائيلية ويهودية في بانكوك. وحسب التقارير فقد قامت قوات الامن التايلندية بعد حصولها على معلومات من جهاز "موساد" باقتحام مخبأ لحزب الله في بانكوك واعتقال احد اعضاء حزب الله الذي "اعترف" في ما بعد بانه كان يخطط مع رفاق له لتفجير السفارة الاسرائيلية هناك وكنيس.
ونقلت صحيفة "ذي اندبندنت" عن وزير المخابرات والشؤون النووية الإسرائيلي دان ميردور قوله أن إسرائيل ستراقب آثار العقوبات بما فيها حظر النفط، والتي فرضها الاتحاد الأوروبي على إيران إلى جانب الإجراءات العقابية المفروضة من قبل الولايات المتحدة.
واعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد امام البرلمان ان ايران زادت موازنة الدفاع للسنة الايرانية المقبلة (اذار/مارس 2012-اذار/مارس 2013) اكثر من الضعف، بحسب تصريحات اوردها موقع الرئاسة الايرانية على الانترنت الخميس.
فهل بدأت فعلا "الحملات الانتقامية" الايرانية التي وعدت بها ايران في اعقاب اغتيال العالم النووي مصطفى روشن الشهر الماضي؟. وهل سنشهد تنفيذ عمليات اسرائيلية ضد اهداف ايرانية في الداخل والخارج، حتى تحين ساعة الصفر المفترضة في النزال الحاسم بين ايران من جهة واسرائيل والغرب من جهة اخرى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دفتر الزوار