الجمعة، 3 فبراير 2012

البضائع الإسرائيلية تفترش الشوارع والمحلات التجاريه بمدينه العريش

بقلم محسن هاشم
فى ظاهرة لافتة، انتشرت الأسبوع الماضى بمدينة العريش البضائع الإسرائيلية، خاصة الغذائية.
وامتدت الظاهرة إلى عدة مدن بشمال سيناء، حيث افترش الباعة الجائلون الأسواق بتلك المنتجات فى غياب الرقابة.
وأكد المواطنون أن البضائع الإسرائيلية معروضة بكثافة ملحوظة، وبأسعار زهيدة مقارنة بأسعارها فى إسرائيل نفسها.
«الأهرام» تتبعت مسار تلك البضائع، وكيفية انتشارها، واستطلعت آراء المسئولين بالمحافظة، إضافة إلى التجار والمواطنين.
- انتشرت، وبشكل ملحوظ خلال الأسبوع الماضي، البضائع الإسرائيلية الغذائية بمدينة العريش، وافترش الباعة الجائلون هذه المنتجات وسط الأسواق لبيعها دون رقابة من أحد.
بدأ العديد من المواطنين يتساءلون: كيف وصلت هذه البضائع إلى هنا؟ ولماذا انتشارها بكثافة، خاصة فى مثل هذه الأيام التى تشهد فيها مصر تحولا كبيرا فى جميع المتغيرات؟، الأمر الذى يثير الدهشة أيضا أن جميع البضائع أسعارها رخيصة الثمن مقارنة بأسعارها فى إسرائيل نفسها، والأغرب من ذلك هو أن التاريخ الموضح للإنتاج هو تاريخ البيع نفسه.
«الأهرام» تتبع دخول هذه البضائع وانتشارها، وآراء المسئولين والتنفيذيين بالمحافظة والتجار والمواطنين.
فى البداية توجهنا إلى منطقة الأنفاق برفح المصرية، وشاهدنا قدوم هذه البضائع عن طريق الأنفاق المتصلة مع قطاع غزة، وأكد لنا أحد المواطنين المقيمين بالمنطقة أن هذه المنتجات بدأت تأتى بكثافة إلى مدينة العريش ورفح عن طريق الأنفاق، وهى تملأ مدينة رفح والشيخ زويد، ويقوم ببيعها الباعة الجائلون، وللأسف هناك إقبال من المواطنين على شرائها اعتقادا منهم بأن هذه البضاعة جيدة، بينما أكد أحد المواطنين بمدينة العريش أنه يراوده الشك فى هذه البضائع، خاصة أن سعرها زهيد مقارنة بسعرها فى إسرائيل نفسها، الأمر يتعدى البضائع الإسرائيلية، فكونها تنتشر وبغزارة فى مدينة العريش، خاصة المواد الغذائية، وفى مثل هذا التوقيت تحديدا أمر مفزع، فقد تكون لإسرائيل أهداف من بيع هذه المنتجات إلى المصريين، وبهذه الأسعار، فنحن نعلم أن لدى إسرائيل مفاعلات نووية، وقد تكون هذه المنتجات محقونة بمثل هذه المواد المشعة، أو أن يكون بها بعض الفيروسات التى تضر بصحة الإنسان مثلما يتردد من أن إسرائيل تحاول أن تنشر العقم بين الرجال فى مصر، خاصة أن هناك تخوفا إسرائيليا شديدا فى مثل هذه الأيام من التحولات السياسية، والتيارات الدينية، فيجب أن تنتبه أجهزة الصحة لمثل هذه المنتجات، وأن تقوم بفحصها فحصا كاملا، وبيان مدى سلامتها للاستهلاك الآدمي.
وفى لقاء مع أحد التجار قال: إن أحد التجار الفلسطينيين يمر علينا يوميا بسيارة نصف نقل ويعطينا جميع احتياجاتنا من هذه البضائع، ومنها الشيكولاتة السائلة المستوردة وتباع بسعر 15 جنيها، فى حين أنها تباع بإسرائيل بأكثر من هذا، والعديد من المواد الغذائية مثل اللانشون، والمجمدات من اللحوم، والكريمة، ومنتجات الألبان، والحمص الجاهز، وجميع المنتجات الغذائية سريعة التحضير.
وفى اتصال هاتفى مع المهندس فتحى أبوحمدة وكيل أول وزارة التموين بشمال سيناء أكد أن عدم الوجود الأمنى أسهم فى انتشار هذه البضائع، حيث إننا عندما نقوم بعمل محضر لهم يتعدى علينا أصحاب المحال، لذا بدأنا بتشكيل لجنة من التموين تقوم بتوعية المواطنين بعدم شراء هذه المنتجات، وأيضا ننصح التجار بعدم بيعها، خاصة أنها مجهولة المصدر، إلا أن العديد من المسئولين رفضوا التعليق على هذه الظاهرة، البعض متخوف، والبعض ثار دونا تعليق.
ومن الغريب أن المنتج الإسرائيلى يصل إلى سيناء ومدون عليه تاريخ الإنتاج بحبر عادي، وغالبا ما يكون تاريخ الإنتاج هو تاريخ يوم الشراء نفسه، مما يجعلنا نطرح التساؤل الآتي: كيف يتم تهريب هذه المنتجات من إسرائيل إلى غزة ثم إلى الأنفاق ثم إلى مدينة العريش فى يوم واحد؟ ومع استحالة توافق هذه التوقيت الزمنى مع ما هو مدون من تاريخ إنتاج على المنتج تثارت العديد من علامات الاستفهام والتعجب، خاصة أن الصحة لم تقم حتى الآن بفحص منتج واحد من هذه المنتجات.
الأمر الآخر هو انخفاض أسعار هذه المنتجات وانتشارها بكثافة داخل الأسواق دون وجود حتى توعية، فالجميع مشغول بالانتخابات، والأغرب أن تباع هذه المنتجات الإسرائيلية الصنع ومدون عليها باللغة العبرية «صنع فى إسرائيل».
وفى النهاية فإن هذه القضية تضعها «الأهرام» أمام المسئولين أملا فى اتخاذ قرار عاجل، وحتى لا يصبح المواطن هدفا سهلا للعدو الإسرائيلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دفتر الزوار