الثلاثاء، 7 أكتوبر 2014

"إسرائيل" تواصل طمس معالم القدس بالقبور الوهمية /بقلم محسن هاشم مترجم اللغة العبرية





حذرت هيئات مقدسية ومواطنون مقدسيون من مواصلة "إسرائيل" سياساتها في طمس المعالم العربية والإسلامية لمدينة القدس المحتلة،
 من خلال مجموعة من الإجراءات، من بينها هدم المقابر الإسلامية في المدينة، وبناء أخرى وهمية عليها شعارات يهودية.
وحذَّرت (الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات)، في بيان حصل "القدس أون لاين.كوم" على نسخة منه، من "مواصلة الاحتلال سياسة تهويد المدينة المقدسة بشتى الأساليب والوسائل".
وأشار البيان في هذا إلى قيام سلطات الاحتلال بوضع نجمة داوود على القبور الوهمية السبعة الموجودة على أرض (الصلودحة) عند السور الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك، مقابل القصور الأُموية؛ فقد قامت سلطات الاحتلال بتثبيت حجارة حديثة وإشارات على الحجارة من اليمين واليسار وعبارة باللغة العبرية "مقبرة يهودية"؛ حيث تزامن ذلك مع هدم 20 قبرًا من مقبرة "الشهداء".
وأشار الأمين العام للهيئة، حنا عيسى - في بيان الهيئة - إلى بطلان الإجراءات الإسرائيلية بتغيير معالم مدينة (القدس الشريف)، مشيرًا إلى أن "قرارات مجلس الأمن الدولي واضحة بهذا الخصوص، على أن مدينة (القدس) واقعة تحت الاحتلال غير المشروع، وبالتالي تنطبق عليها أحكام اتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949، التي تمنع وتجرِّم كل أعمال مصادرة الأراضي، والطرد القسري، والاستيطان، وتغيير التركيبة السكانية.
ودعت الهيئة في بيانها إلى الوقوف بالمرصاد لأكاذيب الاحتلال، وتفنيد مزاعمهم ورواياتهم التلمودية في مدينة (القدس)، مؤكدة أن (القدس) ستبقى جزءًا من الأراضي العربية، وعاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة.
وحذَّرت من استمرار الحفريات الإسرائيلية، وما يرافقها من ادعاءاتٍ وأكاذيبَ، داعيةً إلى حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية ومدينة (القدس) بأكملها من مخطط تهويدي ضخم يستهدف كل ما هو عربي فيها؛ فعمليات التهويد والتدمير طالت البشر والشجر والحجر في (القدس).
وأكد عيسى أن "إسرائيل" تعمل ليلاً نهارًا على جعل (القدس) العاصمة الأبدية لـ"إسرائيل"، يسيطر عليها أغلبية يهودية، وأن كل ما تقدم عليه سلطات الاحتلال مؤخراً من اغتصاب للأراضي الفلسطينية المحتلة ترفضه  كل الأعراف والقوانين والقرارات الدولية، وتعتبره عدوانًا إسرائيليًّا صارخًا لا يمكن قبوله".
وتتذرع سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالمزاعم التي تطلقها بشأن وجود مقابر لليهود في أراضي (الوقف الإسلامي) في القدس المحتلة، من أجل مصادرة تلك الأراضي بعد هدم وتجريف ما عليها، وبلغ الأمر ذروته منذ شهر في أرض (الصلودحة) وبلدة (سلوان).
وفي تقرير لها عن هذه المشكلة؛ قال موقع "الجزيرة.نت": "إنه لا تُعتبر سياسة زرع القبور الوهمية في القدس المحتلة جديدة على الاحتلال الإسرائيلي، لكن الجديد في الأمر أنها تجرى بوتيرة سريعة وغير مسبوقة منذ نحو الشهر، كما هي الحال في أرض (الصلودحة) المحاذية للمسجد الأقصى المبارك، وحي واد الربابة في بلدة (سلوان)؛ فلهما النصيب الأكبر من عمليات زرع مئات القبور الوهمية الجديدة. 
 ويقيم الاحتلال هذه القبور على أراضٍ تتبع (وقفية إسلامية) تبلغ مساحتها مليونًا و680 ألف دونم؛ أي نحو 6.25% من مساحة فلسطين التاريخية.
ونقل التقرير عن رئيس (لجنة رعاية المقابر الإسلامية بالقدس) مصطفى أبي زهرة، قوله: "إن الاعتداء على أراضي (الوقف الإسلامي) "مسلسل مستمر منذ احتلال (القدس)، ويهدف إلى طمس الهُوية العربية الإسلامية للمدينة".
وشدَّد على ضرورة توثيق هذه الانتهاكات من قِبل مؤسسات دولية مثل اليونسكو من أجل معاقبة "إسرائيل" على قيامها بتزوير الحقائق والتاريخ بتحويل أراضي (الوقف) إلى مقابر يهودية لا أصل لها.
وأضاف: "على الحكومة الأردنية التحرك والتدخل لأنها مسؤولة عن (الأوقاف الإسلامية في القدس)، وإذا كانت هناك أراضٍ ومساحاتٌ كبيرةٌ فارغةٌ فمن الأوْلى أن يدفن فيها الموتى الفلسطينيون؛ خاصة في ظل اكتظاظ المقابر الإسلامية والتضييق الشديد عليها من قبل الاحتلال".
وحسب مدير (مؤسسة القدس للوقف والتراث) إبراهيم الفني؛ فإن معظم الأراضي الوقفية تم احتلالها من أجل إكمال إنشاء الهيكل المزعوم؛ خاصة تلك الأراضي المحيطة بالمسجد الأقصى المبارك، والأحياء المحاذية للبلدة القديمة.
وأضاف أن "مساحاتٍ كبيرةً من الأراضي الخضراء تم اقتلاع أشجار الزيتون منها وزرع قبور وهمية مكانها، لتثبيت الزعم بالحق اليهودي في (القدس) بأية وسيلة، ولا يوجد في (القدس) قانون، فكل شيء تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة، وسكان المدينة يخضعون بالقوة لكافة الإجراءات التي تمارس بحقهم في ظل غياب السيادة الفلسطينية".
وتنتشر القبور الوهمية بكثرة في المرتفعات الغربية لمنطقة (سلوان) جنوبي الأقصى المبارك، كما عمل الاحتلال على زرع آلاف القبور اليهودية الوهمية في البلدة القديمة بـ(القدس) على مساحة تمتد من (جبل الزيتون) شرق الأقصى المبارك إلى بلدة (سلوان) و(واد الربابة) جنوب غرب المسجد المبارك.
جديرٌ بالذِّكر؛ أنه منذ عام 1948م، استولى اليهود على معظم أراضي (الأوقاف)؛ بحجة أنها "أملاك غائبين"، وأقاموا عليها المستوطنات والمشاريع الزراعية والصناعية والتجارية، ومنذ سنوات يحاولون طمس وتغيير معالم ما تبقَّى منها بتحويلها إلى مقابر يهودية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دفتر الزوار