الخميس، 27 أغسطس 2009

ليبرمان.. طباخ الفتن

ليبرمان.. طباخ الفتن
بقلم/محسن هاشم
«طبّاخ الفتن»، «هذا هو اللقب الجديد الذي منحه معلقان إسرائيليان كبيران لوزير الخارجية زعيم حزب «إسرائيل بيتنا» المتطرف أفيغدور ليبرمان على خلفية تصريحاته السياسية الأخيرة ضد السويد والفلسطينيين وعرب الداخل، فيما رسمه رسام الكاريكاتير في صحيفة «هآرتس» قابعاً في منزله فيما زوجته تطلب من ابنتهما عدم الإزعاج «لأن أباك يهيئ لموضوع الاستفزاز ليوم غد».
وفيما كان توجيه الانتقادات الشديدة للتصريحات السياسية المتطرفة لليبرمان حتى الأسبوع الحالي من اختصاص صحيفة «هآرتس» التي دعت أكثر من مرة إلى تنحيته للاشتباه بضلوعه في قضايا فساد كثيرة، حملت صحيفتا «يديعوت احرونوت» و«معاريف» هذا الأسبوع مقالات لكبار كتاب الأعمدة تناولت ما وصفته «استفزازات ليبرمان». واتفقت هذه المقالات على أن «التصريحات الاستفزازية» التي كتب ايتان هابر في «يديعوت أحرونوت» أنها من اختصاص ليبرمان منذ دخوله الحلبة السياسية، لا تخدم إسرائيل بل تسيء إلى سمعتها، فضلاً عن أن صاحبها يريد منها حرف النظر عن تورطه في مخالفات جنائية ينتظر أن يبت فيها قريباً المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية وسط توقعات بتقديم لوائح اتهام ترغمه على الاستقالة.
وانتقد كبير المعلقين في «يديعوت أحرونوت» ناحوم برنياع وزير الخارجية في شدة على تهجمه المنفلت على السويد في أعقاب نشر تقرير صحافي اتهم جنود الاحتلال بالتجارة بأعضاء بشرية للفلسطينيين. ورأى المعلق أن الحملة التي قادها ليبرمان ضد السويد «متدنية المستوى وسخيفة تؤكد مجدداً أن وزير الخارجية الإسرائيلي يفكر فقط بنفسه وبما يخدم مصالحه هو». وأضاف أن ليبرمان «هو من جعل من تقرير صحافي قذر ومهترئ أزمة ديبلوماسية بين إسرائيل والسويد... ليبرمان بحث عن فضيحة وظفر بها».
من جهته، أشار ايتان هابر إلى أن ذكاء ليبرمان الحاد في اللعب على عواطف غالبية الإسرائيليين واستشراف ما يمكن أن يثير مخاوفها، مثل «لا مواطنة بلا انتماء»، و«تبادل الأراضي والسكان»، أو «بيريز سيقسم القدس»، مضيفاً أن «هذه الغالبية طالما أكلت الطُعم».
وشدد الكاتب على حقيقة أن الولايات المتحدة ودول أوروبا تقاطع وزير الخارجية الإسرائيلي، ولم يتبق أمامه سوى التنقل من ساو باولو إلى ترينداد فغامبيا فزامبيا، «وفي الطريق من البرازيل إلى زامبيا يتوقف ليبرمان في إسرائيل ومثله مثل أي مهووس بإشعال الحرائق، فإنه يشعل عود ثقاب يحولّه الإعلام إلى حريق هائل».
وحذر المعلق في «معاريف» جدعون سامت من أبعاد تصريحات ليبرمان بأن السلام لن يتحقق حتى بعد 16 عاماً أيضاً ومن تصريحات وزير الشؤون الاستراتيجية موشي يعالون المؤيدة للاستيطان. وكتب أنه «عندما يتحدث هذان الوزيران عن احتلال الحكم في المستقبل فإنهم يتنبآن بانتصار السوقية السياسية بأبشع صورها».
وطالب المعلق السياسي في صحيفة «هآرتس» ألوف بن رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو بتنحية وزير خارجيته فوراً، معتبراً الأمر «المهمة الوطنية الأكثر إلحاحاً لرئيس الحكومة مع عودته من جولته الاوروبية». وبرر طلبه بـ«الضرر المتزايد الذي يلحقه ليبرمان بالدولة وبعلاقاتها الخارجية ما يحتم على نتانياهو أن يصحو ويضع حداً لذلك». وأضاف أن تصريحات ليبرمان عن استحالة التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين كأنها تقول إن رئيس الحكومة «أحمق يهدر وقته على عملية سياسية لا طائل منها».

هناك تعليق واحد:

  1. غريبة كيف يتفنن امثالهم بصياغة الاحداث
    وكيف يعود الصراع مجددا

    ولكن هل حقيقة انهم يسعون للسلام حتى يفكروا انه يتحقق خلال عام او حتى 16 عام..

    يتلاعبون بنا ويدبرون المواقف لمصلحتهم ليس إلا
    وكلهم سواسية في نظري


    اشكرك استاذ محسن على هذا الخبر

    ردحذف

دفتر الزوار