السبت، 15 أغسطس 2009

اسرائيل تشكك في تقرير "هيومن رايتس ووتش" وجيشها يبرر قتل رافعي الرايات البيضاء

اسرائيل تشكك في تقرير "هيومن رايتس ووتش" وجيشها يبرر قتل رافعي الرايات البيضاء
بقلم /محسن هاشم
شكك متحدث باسم الجيش الاسرائيلي امس في الوقائع الواردة في تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش حول قيام الجيش الاسرائيلي بقتل 11 مدنيا فلسطينيا كانوا يلوحون بالعلم الابيض إبان هجومه على قطاع غزة في كانون الاول الماضي.
ودعى الجيش الاسرائيلي ان تقرير هيومان رايتس ووتش يستند "الى شهادات عدد من الفلسطينيين لم تثبت مصداقيتهم". كما زعم المتحدث باسم الجيش ان حماس استخدمت فلسطينيين يلوحون براية بيضاء "لشن هجمات والاحتماء من نيران جنودنا". واضاف "ان مجرد التلويح براية بيضاء لا يضمن الحماية تلقائيا"، مضيفا ان الجنود اجيز لهم "القضاء على اي تهديد" في حال شكل شخص يلوح بعلم ابيض خطرا عليهم.
واضاف ان الجيش فتح تحقيقات حول عدة حوادث لافتا الى ان الوقائع التي جمعت حتى الساعة أكدت "ان الجنود تصرفوا بموجب قوانين الحرب المحددة في القانون الدولي وذلك بالرغم من الطابع المعقد للمعارك" في قطاع غزة.
كما شكك مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بمصداقية التقرير. وقال الناطق باسمه مارك ريغيف ان "الهبات التي تتلقاها هيومن رايتس ووتش من السعودية وحكومتها المتشددة تثير تساؤلات كبرى حول موضوعية التقرير، مهنيته، نزاهته، ومصداقيته".
واكدت هيومن رايتس ووتش في تقرير نشر امس ان الجيش الاسرائيلي قتل 11 مدنيا فلسطينيا كانوا يلوحون بالعلم الابيض، وذلك ابان هجومه على قطاع غزة في كانون الاول الماضي. وبحسب هذا التقرير المؤلف من 63 صفحة والمرتكز على شهادات وفحوص طبية، فان الجنود الاسرائيليين قتلوا في سبعة حوادث منفصلة 11 مدنيا فلسطينيا بينهم خمس نساء واربعة اطفال، وجرحوا ما لا يقل عن ثمانية أشخاص كانوا يرفعون الاعلام البيض لتحييد انفسهم.
واشارت المنظمة الى ان "هؤلاء المدنيين كانوا في مجموعات ولوحوا بقميص او وشاح. ولم يكن اي مقاتل فلسطيني موجودا في المحيط"، ودعت المنظمة الجيش الاسرائيلي الى فتح تحقيق بعمليات القتل هذه. واوضح بيان المنظمة ان المدنيين الـ11 لم يشكلوا درعا بشريا لحماس ولم يكونوا ضحايا تبادل اطلاق نار. واضاف التقرير "في أفضل الاحوال فان الجنود الاسرائيليين لم يتخذوا الاجراءات الواجبة لتمييز المدنيين عن المقاتلين قبل اطلاق النار، وهو ما تفرضه قوانين الحرب".
وتابع "وفي أسوأ الاحوال فانهم (الجنود) هاجموا مدنيين عمدا وهم بالتالي مسؤولون عن جرائم حرب". وقالت المنظمة "هذا العدد يمثل جزءا صغيرا من المدنيين الفلسطينيين الذين أصيبوا وقتلوا...ولكن لهم وضع خاص لانه في كل حالة كان الضحايا يقفون أو يمشون أو داخل سيارات تتحرك ببطء مع مدنيين عزل اخرين وكانوا يحاولون توضيح أنهم من غير المقاتلين من خلال رفع رايات بيضاء".
ومضت تقول "كل الادلة المتاحة تشير الى أن القوات الاسرائيلية كانت تسيطر على المناطق المعنية وانه لم يدر أي قتال هناك في ذلك الوقت وانه لم تكن هناك قوات فلسطينية تختبئ بين المدنيين أو تستخدمهم كدروع بشرية".
كما تحدثت هيومن رايتس ووتش التي قالت انها لم تتلق ردا عن أسئلة تفصيلية أرسلتها للجيش الاسرائيلي عن مزاعم قالت انه في السابع من كانون الثاني قتل جندي طفلتين بالرصاص. وأضافت "كان هناك امرأتان وثلاث بنات... يقفن أمام منزلهن بعد أن أمرهن جندي اسرائيلي بالخروج.. وكان ثلاثة منهن على الاقل يرفعن قطعة قماش بيضاء.. عندما فتح جندي قرب دبابة النار ما أسفر عن مقتل طفلتين عمرهما عامان وسبعة أعوام واصابة الطفلة الثالثة وجدتهن".
وخلصت المنظمة في تقريرها الى ان "الأدلة تشير بقوة الى أن الجنود الاسرائيليين على الاقل لم يتخذوا الاحتياطات اللازمة للتفرقة بين المدنيين والمقاتلين قبل شن الهجوم. وعلى أسوأ تقدير تعمد الجنود اطلاق النار على أشخاص معروف أنهم مدنيون".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دفتر الزوار