الاثنين، 31 أغسطس 2009

كارثة جديدة فى قطاع غزة

الفلسطينيون يحذرون من كارثة بيئية بسبب الاستيطان
بقلم/محسن هاشم
حولت سلسلة من المستوطنات الإسرائيلية شمال الضفة الغربية حياة الفلسطينيين في محافظه سلفيت والقرى التابعة لها الى جحيم نتيجه التلوث البيئي الناتج عن مياهها العادمة ومخلفات المصانع الاسرائيلية الكيميائية.
عند الحديث عن الانتهاكات الإسرائيلية التي لاتعد ولا تحصى يجدر الوقوف عند واحد من اخطر الممارسات الإسرائيلية ذات الأبعاد العنصرية، فعندما ترى قنوات المياه العادمة للمستوطنات في أعالي الجبال تنهال على الفلسطينيين في تجمعاتهم السكنية مدمرة المحاصيل الزراعية مهددة حياتهم بالخطر الناجم عن تلوث المياه الجوفية وتسمم المزروعات تصبح القضية لامجال للجدل فيها او للتدخل العاطفي، فالمسألة في محافظة سلفيت وما يحيط بها من قرى مسألة حياة او موت ، لكن هذه المرة موت ليس بالرصاص والمدفعية الإسرائيلية وانما موت بالتسمم والتلوث البيئي.
تحيط بمحافظة سلفيت 17 مستوطنة اسرائيلية اكبرها مستوطنة ارائيل المختلطة أي التي تضم تجمعات سكنية وأخرى صناعية تسبب مخلفاتها الكيميائية الصلبة والسائلة مخاطر بيئية تتمثل في انتشار الأمراض المعدية كالتهاب الكبد الوبائي والسرطانات والأمراض المعوية الناتجة عن ارتفاع نسبة الامونيا في عصارة النباتات ، ناهيك عن تحويل مساحات شاسعة من الأراضي الخضراء الى مجدبة بسبب ارتفاع نسبة الأملاح نتيجة مياه الصرف الصحي للمستوطنات مما انعكس على معدل انتاج الأرض الذي تراجع بنسبة 80%.
ومما يزيد من الوضع سوءا هو منع السلطات الاسرائيلية الفلسطينيين من اقامة محطات تنقية لمياه الآبار الملوثة وذلك بعد رفضهم لمشروع المحطة المشتركة مع المستوطنة لكي لا يعتبر ذلك اعترافا بشرعية بناء المستوطنات على أراضي الضفة الغربية.
تعاني سلفيت المنكوبة بيئيا من طوق استيطاني وجدار فاصل وممارسات إسرائيلية لا أخلاقية متمثلة في إطلاق المياه العادمة للمستوطنات وأدخنة المصانع ونفاياتها الصلبة على السكان الفلسطينيين لتصب بذلك زيت التلوث البيئي على نار الاستيطان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دفتر الزوار