الثلاثاء، 30 أغسطس 2011

250أسير قدسي في السجون الإسرائيلية

بقلم محسن هاشم
كشف الأسير السابق والباحث المختص في شؤون الأسرى الفلسطينيين، عبد الناصر فروانة، عن وجود أسرى مقدسيين يقترب عددهم من 250 أسيرًا، يقبعون داخل السجون الإسرائيلية منذ ما قبل اتفاقية أوسلو عام 1993م وقيام السلطة الفلسطينية 1994م.
جاء ذلك في بيان له اليوم بمناسبة اليوم العالمي للقدس، حيث أكد أن من بين الأسرى المقدسيين يوجد 24 أسيرًا ضمن قائمة "عمداء الأسرى"، وهم الذين مضى على اعتقالهم أكثر من 20 عامًا، فيما يُعدُّ الأسير فؤاد الرازم، المعتقل منذ 30/1/1981م، وأحد "جنرالات الصبر" هو عميد أسرى القدس، وأحد الأسرى الذين مضى على اعتقالهم أكثر من 30 عامًا، فيما تُعدُّ الأسيرة آمنة منى، المعتقلة منذ يناير 2001م، التي تقضي حكمًا بالسجن المؤبد، هي أقدم أسيرة مقدسية.
وأكد البيان على أن الأسرى المقدسيين يتعرضون لإجراءات قمعية متواصلة، وحملات متصاعدة في إطار سياسة ممنهجة، تهدف لعزلهم عن بقية الأسرى، وانسلاخهم عن الحركة الوطنية الأسيرة، وتهميشهم، من خلال معايير وشروط ظالمة، أبقت على قضيتهم رهينةً في قبضة سلطات الاحتلال تتحكم فيها كيفما تشاء
كما أوضح فروانة أن من بين الأسرى المقدسيين يوجد 78 أسيرًا يقضون حكمًا بالسجن المؤبد لمرة واحدة، أو لعدة مرات، ويُعدُّ الأسير وائل قاسم، المعتقل منذ العام 2002، هو صاحب أعلى حكم في تاريخ الأسرى المقدسيين؛ حيث صدر بحقه حكم بالسجن المؤبد 35 مرةً، إضافةً إلى 50 عامًا؛ أي ما مجموعه 3515 عامًا!
وأكد فروانة أن هناك ترابطًا وثيقًا ما بين الأرض والإنسان، وأن سلطات الاحتلال تحاول استبعاد القدس وسكانها وأبنائها الأسرى عن جوهر الصراع العربي الصهيوني، وترسيخها وتعزيزها كعاصمة "إسرائيل" استنادًا لقرار الكنيست الصهيوني الذي أقر في 30 يوليو 1980م بهذا.
وأوضع فروانة أن أسرى القدس وكما كانوا شركاء في النضال ضد الاحتلال قبل الاعتقال في كل مراحله وبكل أشكاله، فإنهم شركاء في النضال ضد السجان بعد الاعتقال، وشاركوا إخوانهم في الحركة الأسيرة نضالهم ضد إدارات السجون وخاضوا معهم عشرات الخطوات الاحتجاجية والإضرابات عن الطعام والتي تعرف بمعارك "الأمعاء الخاوية"، وقدموا من بينهم 17 أسيرًا شهداء خلف القضبان منذ العام 1967م.
وأشار فروانة إلى أن سلطات الاحتلال ومنذ إعلانها عن ضم الجزء الشرقي من القدس رسميًّا لحدود دولة الاحتلال في 28 يونيو 1967م، اعتبرت سكان القدس عمومًا سكانًا مقيمين دائمين لديها، ومنحتهم بطاقات الهويّة الزّرقاء "إقامة دائمة"، فلا هي بذلك اعترفت بانتمائهم للأراضي المحتلة عام 1967م، واعتبارهم فلسطينيين، ولا هي منحتهم المواطنة الصهيونية كبقيّة المواطنين الفلسطينيين في أراضي الـ48، ومنذ ذلك الوقت تتعامل مع قضية أسرى القدس على أنها قضية داخلية، وتعتبر اعتقالهم والأحكام الصادرة بحقهم شأنًا داخليًّا!، هي تعاملهم معاملة الأسرى الفلسطينيين في الزنازين والتعذيب والأحكام الجائرة والظروف الاعتقالية والحياتية، بينما تعتبرهم صهاينة في صفقات التبادل والإفراجات السياسية، ولا تسمح لأي جهة فلسطينية أو عربية الحديث بشأنهم أو المطالبة بتحريرهم، وتصر على استبعادهم من صفقات التبادل، مما أبقى على قضيتهم رهينة بيد الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة.
ولهذا فهي استبعدتهم من صفقات التبادل السابقة، واستثنتهم من "الإفراجات السياسية" في إطار "العملية السلمية" أو ما تُسمى "إفراجات حُسن النية"، وتُصر على استبعادهم من صفقة "شاليط"؛ مما أبقى على قضيتهم رهينةً في قبضتها تتحكَّم بها وفقًا لأهواء قادتها ومعتقداتها وشروط ومعايير حكوماتها المتعاقبة.
وفي هذا الصدد طالب فروانة الفصائل الآسرة للجندي الصهيوني جلعاد شاليط بضرورة التمسك بإطلاق سراح أسرى القدس، لا سيما كل القدامى ضمن أي صفقة يمكن التوصل إليها، على غرار ما جرى في إطار صفقة التبادل عام 1985م، وعدم السماح بتكرار مشاهد استبعادهم واستثنائهم، خاصةً أن العشرات منهم مضى على اعتقالهم عشرات السنين وأن العديد من الأسرى والأسيرات المقدسيين يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد لمرة واحدة أو لعدة مرات، وأن هؤلاء لا فرصة أمامهم للحرية سوى في إطار صفقة "شاليط".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دفتر الزوار