السبت، 3 سبتمبر 2011

عملية إيلات رسمت طريقًا جديدًا للعلاقات المصرية الصهيونية

بقلم محسن هاشم
بعد وقوع ضحايا عملية إيلات النوعية على الحدود المصرية الفلسطينية المحتلة حاليًا صهيونيًا، لم تنتظر دولة الاحتلال الصهيوني كثيرًا لتقوم بالرد الذي بدا منهجيًا، وعلى عجالة من أمرها أقدمت على استهداف الجنود
المصريين في سيناء، فقتلت ضابطًا وجنديين آخرين، وكذلك أخفت، على حد زعم رئيس وزرائها، نتنياهو، الذي خطط لتنفيذ العملية تحت الأرض، في إشارة منه لاغتيال قيادة ألوية الناصر صلاح الدين في رفح، ثم هدأت قليلاً لتلقي بعبء العملية وتداعياتها على السياسة المصرية والقيادة الجديدة، التي بدت، بحسب اتهامها، مقصرة في حماية الحدود أمنيًا.
ولعل دولة الاحتلال أرادت من استهداف المصريين على الحدود أن تلفت الأنظار لقضية الأمن والمسلحين في سيناء، والتي تحدثت عنها مرارًا وتكرارًا خلال الأشهر الماضية، مما يمكنها من استقراء رد القيادة المصرية المؤقتة، إلا أن الأخيرة لم تعقب بشيء، فلم تبد موقفًا مؤيدًا أو معارضًا للعملية، بل اتخذت إجراءات فعلية باستدعاء السفير الصهيوني لديها، ولوحت بسحب السفير المصري، مما جعل قيادات من دولة الاحتلال تسارع بتقديم اعتذار- دون اعتذار رسمي من إسرائيل حتى الآن- لأنها لا تريد تعكير علاقتها مع مصر، فقط تحاول الضغط باتجاه الاستمرار في اتفاقية كامب ديفيد، التي حققت الحماية لدولة الكيان على مدار عهد الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك.
"القدس أون لاين" في سياق التقرير التالي تقرأ بلسان المحللين السياسيين تداعيات عملية "إيلات" المنفذة على الحدود المصرية الفلسطينية، على طبيعة العلاقة المصرية بالكيان الصهيوني، وانعكاس صحة استخدام منفذي العملية لزي الجيش المصري على العلاقة بين مصر وغزة وفلسطين عمومًا، كما ويدرس أبعاد وأهداف الرواية الصهيونية للعملية، تابعوا معنا.
ذريعة تأكيد الاتهام
يؤكد د. هاني العقاد، في تصريح خاص بـ"القدس أون لاين"، أن عملية "إيلات" جاءت في وقت ينتظره العدو الصهيوني، خاصة وأنه طالما تذرع بأن مصر لا تسيطر على سيناء، وتركتها حتى باتت الشوكة التي تهدد دولة الاحتلال، لافتًا أن دولة الاحتلال لم تكن بحاجة للعملية لتزيد من اتهامات الاحتلال لمصر بتقصيرها في حماية الحدود، وأضاف قائلاً: "العملية جاءت مؤكدة للعدو الصهيوني صحة ادعاءاته وروايته"، وعقب د. العقاد بالقول: إن دولة الاحتلال إذا أرادت أن تقوم بأي عملية لحماية حدودها مع مصر، وإلحاق الضرر بسيناء لن تتوجس خيفة، أو تنتظر حدوث عملية فدائية لتكون ذريعة لها، مشيرًا إلى أن العملية كانت بمثابة الترمومتر لقياس درجة سيطرة مصر على حدودها التي طالما كانت منطقة أمنية رخوة.
مصر عمقنا العربي
وشدد د. العقاد على ضرورة ألا تؤثر عملية إيلات على العلاقات المصرية الفلسطينية، قائلاً: "مصر عمقنا العربي، وعمقنا المقاوم"، وأضاف: إن لم تتخذ مصر هذا الموقف وتكون فعليًا العمق العربي لفلسطين، فإن الأمور ستكون صعبة، لافتًا إلى أن الشعب المصري جميعه مع التوجه الفلسطيني، ومع ضرورة المقاومة لاسترداد الأرض، وإعادة الفلسطينيين المهجرين إلى ديارهم، وأضاف أيضًا: إن مصر وفلسطين وقيادات الدول العربية طالما دعت إلى الحل السلمي، والوصول إلى اتفاقيات محترمة مع الاحتلال لإعادة الحقوق لأهلها، مستدركًا أن دولة الاحتلال الصهيوني هي من ترفض الحل السلمي، وعليها أن تجد نتيجة رفضها فعلاً مقاومًا يزلزل أركانها.
المقاومة مشروعة ولم تورط مصر
إلى ذلك عرج د. العقاد، في حديثه "للقدس أون لاين"، على تأثير العملية على علاقة مصر بفلسطين، وقطاع غزة على وجه التحديد، مؤكدًا أن تداعيات عملية إيلات يجب ألا تؤثر على العلاقات المصرية الفلسطينية بالسلب، وسببه في ذلك حدود المقاومة، ومبادئ اتخاذها سبيلاً للتحرر من عدو لا يحترم قوانين أو شرائع دولية، وأضاف قائلاً: "في عرف مقاومة المحتل لا يوجد موانع أبدًا، وبإمكانها لتحقيق أهدافها أن تفعل ما تريد، وبالشكل الذي ترتئيه مناسبًا لكي توجع العدو"، مشيرًا إلى أن الخيارات أمام المقاومة مفتوحة؛ لترد الوجع والألم الذي أذاقه الاحتلال للفلسطينيين، سواء بتهويد مقدساتهم، أو الاستيلاء على أرضهم وتهجيرهم من بيوتهم، وقتل وأسر أبنائهم وأزواجهم، وبيَّن أن استمرار تطرف العدو، وارتكابه المذابح بحق الفلسطينيين يمنحهم الفرصة لأن يوجعوه ويذيقوه بعضًا مما ذاقوا.
ويرفض د. العقاد الإقرار بالنظرية القائلة: إن المقاومة بتنفيذها عملية إيلات الفدائية، والتي أوجعت دولة الاحتلال بمقتل تسعة جنود صهاينة، وجرحت آخرين، ورطت مصر في علاقتها مع الكيان، مؤكدًا أن المقاومة لن تورط أي عربي في صراع القضية الفلسطينية، قائلاً: "المقاومة مشروعة لكل عربي وفلسطيني"، لافتًا إلى أن المقاومة عاجلاً أم آجلاً ستزداد، وستكثف ضد دولة الاحتلال؛ بسبب تعنتها مع الفلسطينيين والعرب عمومًا، مؤكدًا أن القيادة المصرية ستقف وستقاوم للانتصار للقضية الفلسطينية، مشددًا على أن المقاومة مشروعة من كافة الحدود مع الاحتلال، وأن دولة الاحتلال لن تحظى بحدود آمنة، طالما أنها لا تحترم الحقوق الفلسطينية والعربية، فتقتل وتهود وتنهب الأراضي والمقدسات.
العملية عرت النظام المصري السابق
ويشير الخبير في الشؤون الصهيونية، صالح النعامي، إلى أن تداعيات عملية "إيلات" عكست التحولات التي شهدها العالم العربي بعد ثورات الربيع، التي أطاحت بأنظمة طاغية وظالمة كانت بمثابة حليف استراتيجي وحامي حمى لدولة الاحتلال وسياساتها، وأضاف النعامي، في حديث خاص مع "القدس أون لاين"، أن عملية "إيلات" أبرزت بشكل واضح وجلي أنه لولا تعاون النظام المصري السابق برئاسة المخلوع، محمد حسني مبارك، لما حافظت دولة الاحتلال على أمن حدودها، وأمن المستوطنين، لافتًا إلى أن دولة الاحتلال بعد عملية "إيلات" ستدرك الفراغ الذي تركه الرئيس المخلوع مبارك، مؤكدًا أنهم يعكفون حاليًا على إنجاح محاولات عدم تدهور الأمور أكثر بينهم وبين القيادة المصرية الجديدة، مبينًا أن الاحتلال لم يتجه إلى التصعيد في قطاع غزة بعد قصف بئر السبع؛ نتيجة إدراكهم أن هناك حاجة ماسة وحقيقية لمواصلة العلاقة مع مصر.
وفيما يتعلق بتأثير العملية سلبًا على العلاقة بين مصر وفلسطين عمومًا، أكد النعامي في حديثه لـ"القدس أون لاين"، أن ذلك الافتراض قد يحدث في حال تم الكشف عن هوية منفذي الهجوم، والتأكد من أنهم فلسطينيون خرجوا من القطاع، لافتًا إلى أن لجان المقاومة الشعبية بعد اتهام دولة الاحتلال لها نفت بشكل قطعي أن تكون لها أي علاقة بالعملية، على الرغم من نجاح العملية قائلاً: "إن دولة الاحتلال تحاول استغلال المعلومات غير المؤكدة بأن منفذي العملية خرجوا من قطاع غزة لإحداث الوقيعة بين الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة وحكومة مصر"، وأضاف النعامي: إنه قبل الحديث عن تأثر العلاقات المصرية– الفلسطينية، يجب استيضاح، بل والتأكد من رد دولة الاحتلال بأن منفذي العملية خرجوا من قطاع غزة، لافتًا إلى أن المصريين لا يمكن أن يسلموا أن عملاً ضد دولة الاحتلال ينطلق من أرضهم، في الوقت الحرج الذي يمرون به، مؤكدًا أن ذلك يعني استدعاء الضغوط الدولية على مصر، وشدد النعامي على أن دولة الاحتلال لم تقدم أي دليل على خروج منفذي العملية من القطاع، واستكمل قائلاً: "حتى وإن كانوا اخترقوا أرض الكنانة لتنفيذ هجوم ضد الاحتلال، أو جاءوا من الأردن أو غيرها، فإن ذلك لا يدعو لتأثر العلاقة الفلسطينية المصرية بعد العملية"، ويرى أن معرفة وجهة منفذي العملية سيفضح محاولات التوظيف الصهيوني للعملية، وسيفضح محاولات تل أبيب للإيقاع بين مصر وغزة.
ونفي النعامي أن تكون المقاومة الفلسطينية ورطت مصر بقصد أو بغير قصد في سجال عسكري مع دولة الاحتلال، خاصة في ظل انشغالها بترتيب أوراقها بعد ثورة 25 يناير، وسببه في ذلك عدم الإفصاح عن هوية منفذي العملية، والجهة التي أتوا منها.
تأثير سلبي
وبنظرة تحليلية أعمق في قراءة تداعيات عملية إيلات على العلاقات المصرية بدولة الاحتلال، وعلاقتها بفلسطين عمومًا، وقطاع غزة على وجه التحديد، تحدث ناجي البطة، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الصهيونية، لـ "القدس أون لاين"، قائلاً: "العملية أثرت على العلاقة المصرية الصهيونية بشكل سلبي، حيث أكدت ادعاءات الاحتلال السابقة بأن الحدود باتت غير مؤمنة كأحد نتائج ومخرجات ثورة 25 يناير"، لافتًا إلى أن النظام المصري السابق كان خير مؤمن للحدود المصرية الفلسطينية "الصهيونية حاليًا"، بشكل صارم جدًا، وذلك وفقًا لما تم الاتفاق عليه في كامب ديفيد من توظيف جنود من حرس الحدود المصري لمراقبة ومنع أي تسلل من الحدود المصرية من جهة سيناء إلى حدود صحراء النقب، وخاصة جنوب شرق الحدود في منطقة "أم الرشراش" إيلات، وأضاف: إنه بمجرد وقوع العملية تم اتهام قطاع غزة بأنه من صدر المجموعة الفدائية، على الرغم من أنه لم يتم حتى الآن الكشف عن هوية منفذي العملية الفدائية، أو الجهة التي أرسلتهم، كما لم يتم التعرف على الجهة التي جاءت منها هذه المجموعة، والتي هي تقع في دائرة رأس حدود لفلسطين ومصر والأردن والسعودية، وتحتوي أيضًا على مياه بحرية، خليج العقبة، مؤكدًا أن تلك المؤشرات توضح أن هناك نية مبيتة للقيادة الصهيونية لتوريط مصر في مشاكل تمس الكيان الصهيوني، ووضعها في مكان تدان فيه لتقصيرها في حماية الحدود، كما كانت في عهد النظام السابق برئاسة حليفها الاستراتيجي الرئيس المخلوع، محمد حسني مبارك.
توريط المنطقة لحماية أمن الاحتلال
ويعزو البطة، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، قيام دولة الكيان الصهيوني بتوريط مصر والمنطقة العربية بأكملها في مشاكل تمس الكيان إلى سعي دولة الاحتلال لفرض أجندة صهيونية لحماية حدودها تمامًا كالأجندة المفروضة على الحدود اللبنانية، والتي عمدت من خلالها لبنان إلى حظر دخول فلسطينيين أو لبنانيين في ذكرى النكسة بعد النكبة، لافتًا إلى أنها فعلت صنيعها ذاته مع سوريا والأردن ومصر وقطاع غزة، والذي حددته بالتهدئة الناصة على قيام فصائل المقاومة بشكل عام بالتفاهم فيما بينها، على عدم إطلاق قذائف صاروخية على غلاف دولة الاحتلال الأمني، في إشارة منه إلى تصريحات شاؤول موفاز، التي هدد فيها وتوعد كل من يحاول المس بالصهاينة، وشدد البطة على أن دولة الاحتلال تحاول الضغط على الأنظمة العربية الموجودة على حدودها، بمساعدة أمريكا وأوروبا، وإملاء مواصفات معينة لطبيعة عملهم على الحدود، تتمثل في منع التسلل الذي قد يؤدي إلى حرب في المنطقة، وفقًا لبنود إيجال في حرب الأيام الستة، على حد تعبيره.
رواية العملية صهيونية مشكوك بها
وحول صحة الزعم بأن منفذي العملية ارتدوا زي الجيش المصري في أثناء تنفيذهم الهجوم والاشتباك المسلح مع الجنود الصهاينة في منطقة أم الرشراش "إيلات"، يؤكد البطة أن الرواية التي ذكرت عن العملية صهيونية بحتة، لافتًا إلى أن أي جهة إعلامية محايدة سواء محلية أو عربية أو عالمية أكدت أو نفت أو نقلت جزءًا من هذه الرسالة، الأمر الذي يشكك في صحة المزاعم الصهيونية، وأكد البطة على ضرورة عدم تصديق الرواية الصهيونية، التي تخدم بالدرجة الأولى الهدف الذي تروج لها.
وشكك البطة في إمكانية استخدام منفذي العملية الفدائية في أم الرشراش "إيلات" زي الجيش المصري، وعلته في ذلك عدم التواجد الكثيف لقوات حرس الحدود المصري على طول الحدود، مبيَّنًا أنه كل 250 مترًا يتواجد جندي واحد، وكأقصى حد يكونوا اثنين في عملية تبادل الورديات، لافتًا إلى أن نقاط تجميع الجيش تكون خارج منطقة الحدود، وشدد البطة على أن ادعاء الاحتلال الصهيوني أن المجموعات دخلت بزي الجيش المصري يشوبه الكثير من الشكوك في صحته.
وفيما يتعلق بتأثير ذلك على العلاقات المصرية الفلسطينية، وخاصة مع قطاع غزة، أوضح البطة أنه في حال صدقت الرواية الصهيونية باستخدام منفذي العملية زي الجيش المصري، فإن ذلك لن يضير العلاقات السياسية والدبلوماسية بين الحكومتين المصرية والفلسطينية؛ كون الأمر لا يعبر عن سياسة عامة، بقدر ما يعبر عن سلوك مجموعة صغيرة أرادت- طبقًا لقوله- أن ترد به على الجرائم التي تقترفها دولة الاحتلال بحق الفلسطينيين ومقدساتهم، التي تهود وتنهب وتهدم على مرأى ومسمع العالم، وأضاف البطة: إن ردة الفعل المصرية ربما كانت ستختلف إذا ما كان النظام المصري البائد برئاسة المخلوع، حسني مبارك، هو المسيطر على الحكم، خاصة وأنه كان يجند نفسه لخدمة المصالح الصهيونية، وتابع قائلاً: "النظام السياسي المصري الانتقالي بعد ثورة 25 يناير سيتفهم إن صح القول بأن المجموعات الفدائية خرجت من قطاع غزة، واستخدمت زي الجيش المصري للتمويه، وتنفيذ مهمتها بنجاح- سيتفهم الموقف الفلسطيني بذات القدر الذي تفهم فيه، وامتص غضبه لدخول قوات الاحتلال وطائراته لعمق السيادة المصرية، وقتل ضابط في الجيش وجنديين من حرس الحدود"، وبيَّن أن الصراع المعقد بين الفلسطينيين والاحتلال الصهيوني قد يجعلهم أحيانًا يلجئون إلى استخدام أساليب قد تحرج الدول المجاورة، ولكن يتم احتواء الموضوع، وتفهم المواقف.
مصر لم تشرف على العملية
من الواضح جدًا، وبالرجوع إلى تصريحات قادة دولة الاحتلال الخاصة بترك مصر لحدود سيناء، وعدم سيطرتها الأمنية عليها، أن دولة الاحتلال تعمد إلى توريط مصر وإدانتها أمام العالم العربي والأوروبي، وإظهارها كأنها توافق أو تؤيد العملية؛ لأنها لم تحفظ الاتفاقيات كما حفظها النظام المصري السابق.
وفي هذا السياق يؤكد البطة أن عملية توريط الاحتلال لمصر فاشلة وباطلة، فهي، على حد تعبيره، لم تبد موقفًا من العملية، سواء بالتأييد أو الرفض، مؤكدًا أن وجه إحراج المقاومة لمصر أنها استخدمت أرضًا رخوة أمنيًا، وتجاهلت الاتفاقيات التي فرضتها دولة الاحتلال على مصر "كامب ديفيد"، مشددًا على أن مصر ليس لها شأن في العملية من ناحية التأييد أو التجهيز والتغطية، لافتًا أن ذلك قد يتم في أي دولة في العالم، فقد تقوم مجموعة في أمريكا من خلال الحدود الأمريكية المكسيكية بالهجوم على المكسيك، وذلك لا يعتبر إدانة للحكومة بقدر اعتباره تقصيرًا أمنيًا، وأضاف قائلاً: "إن لم تكن هناك سياسة عامة في الدولة، فإن الأخيرة تكون بمنأى عن الإدانة والمسؤولية".
ودعا البطة الحكومة المصرية إلى الإسراع في إجراء الانتخابات؛ لتتمكن من اتخاذ القرارات السليمة، ومواجهة التحديات التي تواجهها قائلاً: "مصر ستبقى بدون قرار مادامت بدون حكومة منتخبة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دفتر الزوار