الجمعة، 23 سبتمبر 2011

مدينة القدس بين مخططات التوسع الاستيطاني وجرائم التطهير العرقي

بقلم محسن هاشم
تشهد القدس المحتلة وتيرة خطوات متسارعة نحو تهويد القدس، على كافة الصعد الديمغرافية والدينية والثقافية بفعل قبضة إسرائيل وخططها الهادفة إلى القضاء على الوجود العربي في المدينة المقدسة، استكمالاً لمخطط التوسع
الاستيطاني والتطهير العرقي، وذلك بإشراف مباشر من أعلى المستويات في الحكومة الإسرائيلية عبر عملها على قدم وساق لجعل عدد السكان العرب فيها 12%، والسكان اليهود يتجاوز 88%، لتحقيق أهدافها العلنية.
تهويد أسماء شوارع القدس
وتتعدد المخططات الإسرائيلية في القدس المحتلة والهدف واحد وهو إلغاء هويتها العربية وطمسها وجعلها يهودية، بمسار تصاعدي يتزايد يومًا بعد يوم، فمؤخرًا شرعت بلدية الاحتلال بتغيير أسماء بعض أزقة وطرقات البلدة القديمة بأسماء جديدة تأخذ طابعًا تلموديًا، وذلك في سعيها المتواصل بتحريف التراث وتزوير التاريخ الإسلامي والمسيحي على حد سواء، فقامت بتسمية ضريح عالم إسلامي بحي الشيخ جراح باسم (قبر الصديق شمعون)، وفي منطقة باب الجديد قامت بتثبيت لافتات على جدران المنازل تفيد بأن اسم الشارع أصبح (دير باسيلوس) رغم أنه معروف باسم باب الجديد رقم 1، وكذلك طمس العديد من الكنائس البيزنطية والرومانية والآثار العربية أثناء عمليات التنقيب والحفريات في المدينة، بدوره الصحفي محمد عبد ربه من مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية وصف هذه العملية بأنها جزء من معركة أوسع نطاقًا لطمس المعالم العربية والإسلامية منذ احتلال القدس عام 67، فتم تغيير أسماء الأبواب والحارات، وأشهرها تسمية باب الأسباط باسم الجنرال الإسرائيلي موردخاي، ويضيف بأن القدس هي مسؤولية حماة التراث العالمي والإنساني لا يتحملها طرف بل كل الأطراف لصد العدوان عنها.
طرد المقدسيين
هموم كثيرة تثقل كاهل المقدسيين بفعل انتهاكات الاحتلال اللامنتهية ضدهم، حيث تسعى جاهدة لتفريغ المدينة من طابعها العربي عبر إصدار سلسة متلاحقة من مخططاتها التي تستهدف البشر بالدرجة الأولى عبر التضييق عليهم في أماكن عملهم ومنازلهم حتى في الطرقات والأسواق، فمؤخرًا تقوم بلدية الاحتلال بجعل حوالي ثلت منازل القدس المحتلة بدون ترخيص، وتتعمد عدم تنظيمها أو إصدار تراخيص لما هو قائم، وكذلك خنق الأحياء والحارات العربية فيها بالمشاريع والبؤر الاستيطانية التي يتم بناؤها في محيط مركزها كحي رأس العامود والصوانة والشيخ جراح ووادي الجوز، بالإضافة إلى إهمالها خدمات الصيانة والتطوير، فالبنية التحتية لا يتم تجديدها أو تطويرها، بعكس ما تقوم به في القدس الغربية المحتلة، فمن يدخل شوارع فرعية في الأحياء العربية يدرك أنه لم يتم تعبيدها منذ عام 1967م فلا تتوقف عند هذا الحد لتتجاوز الملاحقات المتعلقة بالبناء والتوسع والحركة والتعليم والصحة، وفرض ضرائب باهظة على التجار تفوق الخيال لخلق واقع جديد بالحلم التهويدي بتشييد السكك الحديدة والأنفاق.
المواطن رمزي محمود الذي يقطن بلدة سلوان يقول: معظم الأيام لا نستطيع أنا وعائلتي النوم بفعل أصوات الحفريات التي تنخر بباطن المدينة وحول المسجد الأقصى، ويؤكد أن انشغال العالم بالأحداث الملتهبة في الأقطار العربية تستغله إسرائيل على الأرض وكعادتها تسارع دولة الاحتلال، في تنفيذ مشاريعها الاستيطانية واستكمال برنامجها بتهويد المدينة المقدسة وفرض الأمر الواقع فيها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دفتر الزوار