الجمعة، 23 سبتمبر 2011

التعليم في القدس في الباي باي

بقلم محسن هاشم
قبل ايام عقد مدراء المدارس الخاصة في القدس اجتماعا مطولا مع مسوؤلي التعليم في الجانب الاسرئيلي، وذلك لبحث القرارات الأخيرة التي تزيد من سيطرة اسرائيل على المناهج التعليمية في القدس الشرقية، حيث تتولى بلدية القدس طباعة الكتب المدرسية الفلسطينية التي تدرس في المدارس العربية، بعد ان يتم ملائمة
هذه الكتب والرؤية الاسرائيلية.
ووفقا لأقوال بعض المدراء، فان المسؤولين الاسرائيلين بداوا فعلا بحذف بعض الدروس من الكتب الفلسطينية، وهي بالتأكيد ليست النهاية، بل بداية نهاية المسيرة التعليمية العربية في القدس، لانه عاجلا ام أجلا سيتم تدجين هذه المسيرة لتتلاءم والمنهاج الإسرائيلي والتي أصبحت تغزو الكثير من المدارس العربية، بل ان هناك موجة غير مبررة ذات إبعاد بالغة الخطورة وتتمثل بانتشار المدارس الخاصة (التجارية) التي تدرس منهاج التعليم الإسرائيلي (البيغروت) في القدس الشرقية، هذه المدارس تنتشر كانتشار الفطر عقب المطر، وبدون حتى موقف رسمي واحد من المدراس الاخرى ولا حتى من السلطة الفلسطينية التي تخشى ان تدلى بدلوها في هذا المجال خشية إغضاب الجانب الإسرائيلي. فالموضوع في النهاية بحاجة الى قرار سياسي وليس تعليمي- كما قال بعض المسؤولين الفلسطينيين في معرض ردهم على مطلب شعبي لإصدار بيان توضيحي حول هذه الظاهرة التي تهديد أهم أعمدة الصمود العربي في القدس الشرقية او ما تبقى منها ..!
هنا ترحمت على ذلك المربي الذي تشهد له القدس ومدارسها، ذلك المربي وقف لوحده ومن ورائه بقية المدارس بلا استثناء امام عملية الاستيلاء على المنهاج الأردني وفرض المنهاج الإسرائيلي في السبعينات والثمانيات، انه بالتأكيد المربي حسني الأشهب رحمة الله عليه. فرغم انه كان حازما للغاية مع المعلمين، الا انه كان رجلا نادرا ما يوجد مثيلا له يخدم القدس بإخلاص منقطع النظير، حيث تمكن من ان يحيل مدارس الأوقاف الى أهم مدارس القدس ( انظروا ما حصل بهذه المدارس هذه الأيام )، والعنوان الأهم في العملية التعليمة والتربوية برمتها، وان يحافظ على التعليم في القدس لسنوات طويلة. طيلة هذه الفترة لم تفكر الجهات الإسرائيلية حتى الاقتراب من موضوع المنهاج، ولكن بغياب القيادة الكارزماتية، وفك عرى المدارس التي أصبحت كل واحده منها تسير في فلك خاص بها، أصبح من السهل على الاسرائيلين فرض سياستهم ومنهاجهم بسهولة على تلك المدارس التي فضلت الدعم المالي الإسرائيلي على أي شئ له علاقة بالعلاقة بالقدس..!
ما علينا ... المهم، انه في هذا الوقت بالذات يغيب الدور الفلسطيني والشعبي من هذا التطور الخطير، فالسلطة الفلسطينية ان لم تعلنها رسميا، فقد أعلنتها على ارض الواقع: ان القدس ليس على راس سلم أولوياتها.. الأدلة على ذلك يمكن التقاطها في أزقة البلدة القديمة وفي كل مكان من إحياء القدس، إما شعبيا، فانه بغياب قيادة محلية صادقة بمحبة القدس لا تسعى الى تحقيق مصالح شخصية على حساب العامة، فانه لن تقوم للمقدسيين قائمة ..!
وفي وسط هذا الجو الكئيب الذي يثير الإحباط والكآبة في نفس كل مقدسي يشعر بانه عاجز عن عمل أي شئ لتغيير الواقع القوي المفروض عليه، نجد ان هناك بقعة ضوء قد تحمل الأمل الا وهو مشروع ما يسمى "مدرستي"، ذلك المشروع من شانه ان يكون الرد على حملة التجهيل والإقصاء التي تمارس بها إسرائيل، اذا ما تم التعامل معه بطريقه مهنية وبعيدا عن المداهنة، واذا ما تم التوجه مباشرة الى صلب القضية التعليمية وليس تضيع الوقت بالقشور والتي تنفق تستهلك قسما كبير من الميزانية...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دفتر الزوار