السبت، 8 فبراير 2014

غزة سجن كبير ولا أمل إلا بإنهاء الاحتلال /بقلم محسن هاشم

وصف السير توني بولدري - النائب في مجلس العموم البريطاني - الأوضاع في قطاع غزة بأنها سيئة للغاية من نواح كثيرة، مشددًا على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية التي احتلتها في يونيو 1967م. وقال بولدري - من حزب المحافظين - خلال نقاش في اجتماع للجنة السياسة الخارجية في مجلس العموم، إن هناك عائلات غزية كثيرة مقسمة بسبب انعدام حرية الحركة لسكان القطاع، مشيرًا إلى ارتفاع اسعار المواد الغذائية ونقص التيار الكهربائي، وهو ما يؤثر على مستشفيات غزة التي تعاني أيضًا من نقص الأدوية. وأضاف النائب البريطاني - الذي يمثل دائرة بانبري الانتخابية (قرب أوكسفورد)- أن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) تقدم مواد طعام أساسية لنحو 800 ألف نسمة، أي نحو نصف سكان القطاع، مشددًا على أن عدم إعطاء سكان القطاع حرية التنقل إلى خارجه ستبقيه بمثابة سجن كبير. وقال بولدري - ردًا على سؤال من أحد زملائه في اللجنة عما يجب عمله لتحسين الوضع الإنساني في غزة - إن الحاجة تدعو أولًا إلى السماح بتمكين السكان من الحركة للخروج من القطاع، كما أن ثمة حاجة ماسة للوقود لأغراض التدفئة وتشغيل المحركات ومولدات الكهرباء. وأضاف أن قطر وتركيا تبرعتا بإرسال كميات من الوقود إلى القطاع، ولكن لم يمكن حتى الآن إيصال هذه الكميات، مشيرًا إلى ضرورة توفير الغاز الطبيعي للوفاء باحتياجات القطاع من الطاقة. وكان من بين المتحدثين أيضا، جيريمي كوربن – النائب العمالي المعروف بانتقاداته للسياسات الإسرائيلية وعضو مجلس العموم – وياسمين قريشي - عضو مجلس العموم - التي قالت: إن تعبير "سجن كبير" في وصف قطاع غزة لا يعبر عن واقع الحال؛ لأن ثمة سجون كبيرة يحصل السجناء فيها على ماء نظيف وكتب وطعام كاف لكن هذه الأشياء غير متوافرة في غزة. وأشارت قريشي إلى أن يهودًا فقدوا في الماضي منازلهم وأراضيهم في أوروبا جراء الانحياز ضدهم ولكن من الغريب أن بعض هؤلاء يمارسون سياسات مماثلة ضد الفلسطينيين في القدس وغزة والضفة الغربية، وأضافت أن السياسات الإسرائيلية لا تساعد في تحقيق حل الدولتين. وتحدث النائب المحافظ إدوارد لي فقال: "إن لا خلاف على ضرورة عيش إسرائيل في سلام"، ولكن النقاش يدور الآن بشأن الإنسانية وبخصوص معاناة 1,7 مليون نسمة في قطاع غزة من أحوال صحية مزرية، وبالرغم من أفعال حماس فإنه لا يمكنك أن تعاقب الغالبية بسبب أفعال أقلية". ووجه النائب أندرو لاف - سؤالًا إلى زميله لي: هل هناك أمل في الأفق بالنسبة إلى الفلسطينيين؟ فأجاب لي: "نحن كبرلمانيين نبذل قصارى جهدنا لتسليط الضوء على ما يجري، وقد زرت الضفة الغربية أخيرًا لأتفقد مستشفى في بيت لحم تساعده جمعية خيرية عندنا (في بريطانيا)، ولكن كيف يمكن أن يشعر الفلسطينيون هناك بالأمل عندما يرون أن الإسرائيليين يبنون مستوطنة جديدة (على أراضيهم) كل شهر؟ وهل يمكن لصيادي غزة أن يعودوا بصيد وفير وصالح بينما لا يمكنهم الصيد إلا على بعد ستة أميال عن الشاطئ في مياه قذرة؟".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دفتر الزوار