الخميس، 9 يونيو 2011

وحدة عسكرية إسرائيلية جديدة لحرب الأنفاق

بقلم محسن هاشم
كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أنه تم تشكيل وحدة خاصة من قوات الاحتياط الإسرائيلية مؤخرًا، من أجل التدريب على ما أطلقت عليه اسم "الحرب في منطقة تحت الأرض"، في إشارة إلى أن مهمة هذه الوحدة الجديدة سوف تكون الحرب داخل أنفاق.
وذكرت الصحيفة، في موقعها على شبكة الإنترنت، أن "الحرب تحت الأرض أو حرب الأنفاق لم تعد من ضرب الخيال منذ مدة طويلة".
وتشير الصحيفة إلى الأنفاق التي تربط بين قطاع غزة وبين شبه جزيرة سيناء المصرية، والتي كانت بمثابة شريان الحياة للقطاع خلال السنوات الماضية التي فرضت فيها إسرائيل حصارًا كاملاً على القطاع مع إغلاق الحكومة المصرية السابقة لمعبر رفح، قبل فتحه بشكل دائم قبل حوالي أسبوعين.
كما تشير أيضًا إلى سلسلة الأنفاق التي اكتشفتها قوات الاحتلال خلال حرب الصيف 2006م على لبنان؛ حيث اكتشفت سلسلة من الأنفاق والتجهيزات الموجودة تحت الأرض، كان الحزب يستخدمها في عملياته الاستطلاعية والهجومية على الحدود الجنوبية للبنان مع شمال فلسطين المحتلة عام 1948م.
وذكرت اليديعوت أنه "إذا كانت حرب الجيش الإسرائيلي الأساسية في العقد الأخير في مناطق مأهولة فوق سطح الأرض؛ فإن تجارب الماضي والمعلومات الاستخبارية، وتحليل نشاط العدو في كافة القطاعات يشير إلى أن المواجهات القادمة سوف تحصل بغالبيتها تحت الأرض".
كما قالت الصحيفة: "إن الجيش الإسرائيلي ضاعف في الآونة الأخيرة من حجم قواته المتخصصة في القتال تحت الأرض، وأضافت: "إن كتيبة الاحتياط الأولى التي أقيمت لهذا الغرض، وهي وحدة تدعى "وحدة سمور"، قد أنهت في الأيام الأخيرة تدريباتها وانضمت إلى كتيبة نظامية في القوات البرية الإسرائيلية"
ونقلت الصحيفة عن ضابط كتيبة الأنفاق، والتي ألحقت بسلاح الهندسة في القوات المسلحة الإسرائيلية، أن التجهيزات القتالية تحت الأرض تنتشر في كافة جبهات القتال في قطاع غزة ولبنان وسوريا، مشيرًا إلى أن الحديث ليس عن نفق منعزل؛ وإنما عن شبكة أنفاق تحت الأرض مع مواقع قيادية وأقسام كاملة.
ونقل عن ضابط آخر قوله: "إنه من الواضح أن الأنفاق "ستكون في كل مكان"، وأضاف: "أنفاق تهريب، وأنفاق مفخخة، وأنفاق للقتال، وأنفاق للقيادة وغيرها".
ووفق ما ذكرته المصادر العسكرية الإسرائيلية؛ فإن هذا الوضع "يُلزم وجود قوات أخرى في الجيش تعرف كيف تصل إلى هذه الأنفاق وتعالجها، وبناء عليه فقد ضاعف الجيش الإسرائيلي من قواته في هذا المجال".
كما جاء في التقرير أن وحدة "سمور" قد أقيمت في العام 2005م، وذلك بعد ستة شهور من من قصف مدرعة إسرائيلية بصاروخ في رفح الفلسطينية قبل الانسحاب الإسرائيلي أحادي الجانب من القطاع في سبتمبر من ذلك العام، حيث قتل فيها ضابط الأنفاق في "كتيبة غزة"، أفيف حكاني، وأربعة جنود آخرين.
وأشار التقرير في هذا السياق إلى أن الضابط الذي قتل كان قد كشف عن عشرات الأنفاق في محور فيلادلفيا أو صلاح الدين، وهي المنطقة العازلة بين سيناء والقطاع، وبعد قصف المدرعة قرر الجيش تشكيل كتيبة خاصة مختصة بالبحث عن الأنفاق.
ولفت التقرير إلى أن عملية أسر الجندي الإسرائيلي، جلعاد شاليط، في يونيو 2006م، والمخابئ السرية في الضفة الغربية المحتلة "كانت بداية هذا العالم القتالي الجديد"، وفق تعبير الصحيفة.
وبحسب التقرير، فإن "العدو"- الذي لم تحدده الأحرونوت- "أدرك أن الجيش الإسرائيلي الذي يتفوق في الجو والبر يلزمه القتال عن طريق الصواريخ والقذائف الصاروخية، أو عن طريق نقل العمليات إلى تحت الأرض".
وتابع التقرير العبري: إن الأنفاق انتشرت بسرعة كبيرة، مشيرًا إلى أن الجنود الصهاينة خلال العدوان الأخير على قطاع غزة في شتاء 2008/2009م "تحدثوا عن مدينة تحت الأرض، وأن المقاتلين الفلسطينيين كانوا يخرجون من باطن الأرض".
ونقل عن أحد جنود الوحدة قوله: "إن التدريبات "تتركز في إعداد الجنود للقتال في حيز مركب"، وأوضح بالقول: "أماكن مغلقة ومظلمة، واستخدام وسائل تكنولوجية"، ووفق ما نقلته عنه الصحيفة العبرية، فإنه يتم استخدام الروبوتات من أجل الحصول على صورة لما يحدث في الأنفاق، وتقليص إمكانية الاشتباك قدر الإمكان مع مقاتلي الخصم".
واختتم التقرير بالإشارة إلى أن وحدة "سمور" سوف تساعد الجيش الإسرائيلي في عملياته القتالية على الجبهات المختلفة، وقال ضابط في الكتيبة: "إن نفقًا واحدًا استخدم لأسر شاليط ألغي بشكل كلي جهازًا كاملاً من أجهزة الرصد والتشكيلات العسكرية".
وبحسبه، فإن الجيش يفترض اليوم أن هناك 6 أنفاق على الأقل عابرة للحدود الإسرائيلية، يجري العمل على تحديد مواقعها، ولكنه لم يشر إلى المناطق التي تربط بينها وبين "إسرائيل"، وهل هي في قطاع غزة فقط أم لا؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دفتر الزوار