الثلاثاء، 7 يونيو 2011

لن انساكى يا اورشليم

بقلم محسن هاشم
لم يكتف اليهود بالغناء مع شاعرهم "حاييم بيالك": "إن نسيتك يا "أورشليم" تنساني يميني، وإن تنسى يميني ستذكر شمالي". بل أقسم قادة اليهود عشية الاحتفال بعيد تحرير المدينة من أيدي المحتلين العرب، أقسم اليهود
ألا يفرطوا بحبة رمل من ترابها، وأن يحافظوا عليها كي تحافظ عليهم، كما قال رئيس الوزراء "نتنياهو" الذي أضاف: "الحجارة العتيقة في المدينة تكشف عن العلاقة بين الشعب اليهودي وعاصمته المرتبطة فيه لوحدة، والتي لن تقسم أبدًا"، ويضيف "نتانياهو": إن "أورشليم" لم تذكر في القرآن ولا مرة واحدة، بينما ذكرت في كتاب "التناخ" مئات المرات" سنحافظ على "أورشليم"، سنبنيها، سنطورها، سيبارك أحدنا الثاني ببركة "أورشليم" العامرة، وسنتبارك في السنة القادمة "بأورشليم" العامرة أكثر".
أما الحاخام "يعقوب شابيرا" فقد قال: وقف "نتنياهو" أمام كل أمم العالم ببطولة ضد تقسيم "أورشليم"، وقطف المجد لأمة اليهود، لقد تكلم في أمريكا من حنجرة كل بني إسرائيل.
أما "رءوفان رفلين"، رئيس الكنيست الإسرائيلي، فقد قال: أكثر من ألفي سنة ونحن نحلم بالعودة إلى "أورشليم"، اليوم تحقق الحلم، وعدنا، ولن نسمح لقوة على وجه الأرض بالحيلولة بين الشعب اليهودي وحلمه.
وقد صادقت الحكومة الإسرائيلية على تخصيص مئة مليون دولار لدعم مخططات التهويد في "أورشليم"، عقب اجتماع احتفالي عقدته الحكومة في قلب البلدة القديمة في مسجد النبي داود، الذي يسميه اليهود "قلعة داود" بمناسبة "يوم أورشليم"، في ذكرى مرور 44 عامًا على تحريرها وتوحيدها وضمها إلى السيادة الإسرائيلية.
ولجلاء الصورة، فقد ذكرت صحيفة "معاريب" مطلع شهر يونيه الحقائق التالية: "نسبة التلاميذ المتدينين في "أورشليم" ارتفع إلى 64،7% في سنة 2011، بعد أن كان 57،3% عام 2000"، إضافة إلى ذلك، فإن 68% من اليهود يعتقدون بأن تأثير الدين تعزز في السنوات الأخيرة".
ولمزيد من التوضيح، فقد أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد الجغرافية السياسية في إسرائيل، أن 66% من اليهود يرفضون التنازل عن أي جزء من "أورشليم"، ويرفضون تقسيم المدينة حتى ضمن اتفاقية سلام مع العرب الفلسطينيين.
كل هذا التطرف اليهودي تخرج من مدرسة "شمعون بيرس" الفكرية، الرجل الذي يعتبره حكام العرب حمامة سلام، حتى أن السيد عباس لم ينكر لقاءه الأخير معه، واعتبر اللقاء معززًا لفرص السلام، متغافلاً عن كلام "شمعون بيرس"، حين قال: إن "أورشليم" ليست قبلة العرب، "أورشليم" لها أولوية في سياستنا وديننا اليهودي، وستظل "أورشليم" موحدة، وستظل عاصمة (إسرائيل) الأبدية، وخاضعة للسيادة الإسرائيلية، ومن مسؤولياتنا أن نؤمّن الأماكن المقدسة اليهودية والمسيحية والإسلامية!.
مقابل كل ما سبق، ماذا يقول ملوك ورؤساء العرب في يوم "أورشليم" التي هي القدس، واسمها الإسلامي بيت المقدس، وهي أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين؟
يقولون: لن ننجر إلى التطرف الديني الذي يسعى أن يجرنا إليه اليهود المتطرفون، لأن النزاع بيننا وبينهم سياسي، وليس صراعًا دينيًا، وسنظل نحذر من التطرف الديني!.
ويقولون: لن ننجر إلى التصعيد والمواجهة العسكرية مع إسرائيل، لأن ذلك هو هدف المتطرفين اليهود، سنفوت عليهم الفرصة حتى لو اغتصبوا ما تبقى من القدس، وجاسوا خلال الديار، وداسوا حدود فلسطين، واجتازوها، سيظل السلام هو خيارنا الوحيد!.
ويقولون: لن نسمح للشعب بالمقاومة، وإن فكر بعض الفلسطينيين بالانتفاضة، سنمنعهم هذه المرة بالقوة، حتى تتوفر حالة من الأمن المطمئن لليهود، ليواصلوا تنفيذ مخططاتهم؛ لأننا سنتوجه في أيلول إلى الأمم المتحدة، وسنفضح أطماعهم!
ويقولون: كرسي الحكم قبلتنا، حتى ولو كلف الأمر انتهاك كرامة العرب، والتضحية بالشعوب جميعهم، واغتصاب مقدساتهم!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دفتر الزوار