الجمعة، 24 يونيو 2011

مخاوف إسرائيلية من ارتفاع وتيرة معاداة السامية بأوروبا

بقلم محسن هاشم
نشرت صحيفة اليديعوت أحرونوت الإسرائيلية، في عددها الصادر اليوم، الخميس 23/6/2011، تقريرًا مصورًا يحمل العديد من المخاوف الإسرائيلية من التحولات القائمة في مواقف الرأي العام داخل أوروبا تجاه إسرائيل
والذي يشير إلى زيادة وتيرة معاداة السامية والمشاعر المناهضة لإسرائيل في النرويج وبلدان الاتحاد الأوروبي.
وقال معد التقرير، مانفريد جيرستنفيلد: إن مشاعر معاداة السامية والمشاعر المعادية لإسرائيل "مزدهرة" حاليًا في النرويج، التي تعتبر نموذجًا للبلدان الأوروبية في هذا الاتجاه، مما جعل الإسرائيليين يتخوفون من التصاعد القائم في هذه المشكلة، وذلك على الرغم من التطمينات الإسرائيلية، والنفي الحكومي.
ويضيف جيرستنفيلد: "إنه في وقت سابق من هذا الشهر، أظهرت دراسة أجرتها بلدية العاصمة النرويجية أوسلو، إن الطلبة اليهود هم الأكثر استهدافًا بالاعتداء من جانب المراهقين الآخرين في مدارس أوسلو، من بين أبناء الطوائف والديانات الأخرى".
ونقلت اليديعوت أحرونوت أن الدراسة أظهرت أن 33% من الطلاب اليهود يتعرضون لمضايقات من المراهقين في المدارس الثانوية في أوسلو، ما بين مرتين إلى ثلاثة مرات على الأقل، مقارنة مع الطلبة البوذيين الذين يتعرض 10% منهم فقط لهذه الاعتداءات، والمسلمين بنسبة 5.3%، بينما لا تزيد نسبة الاعتداءات على أبناء الطوائف الأخرى عن نسبة 7%.ولا تقتصر المسألة على المجتمع النرويجي فحسب؛ حيث قدم التليفزيون النمساوي اعتذارًا رسميًّا لليهود في النمسا عن قيامه ببث فيلم كارتون بعنوان: "الخنازير الثلاثة الصغار"، قال منتقدون من الجالية اليهودية: "إنه يعزز الصورة النمطية التي كانت سائدة عن اليهود والمعادية للصهيونية في عقد الثلاثينيات الماضية، في إشارة إلى حقبة الحكم النازي في ألمانيا والنمسا.
وفي الإطار دعت الجالية اليهودية في أسلو إلى عقد حلقة نقاشية استغرقت يومَيْن لمناقشة هذه المشكلة، حضرها وزير التربية والتعليم، كريستين هالفورسن، ووزير الخارجية، يوناس جار شتوره، وساهمت الحكومة النرويجية في تمويلها كاعتذار منها عن تنامي ظاهرة الاعتداءات العنصرية ضد اليهود في المجتمع النرويجي، بحسب اليديعوت أحرونوت.
وويقول جيرستنفيلد: إن الحكومة النرويجية هدفت من وراء الدعوة لهذه الحلقة إلى تحسين صورتها وموقفها أمام إسرائيل ويهود العالم بعد هذه الحوادث وغيرها مما هو آخذ في التنامي في المجتمع انرويجي.ولم تقتصر محاولات تحسين الصورة تلك على الحكومة النرويجية؛ حيث بدأت مجموعة من الصحفيين النرويجيين في كتابة سلسلة من المقالات في الصحف المحلية تتمحور رسالتها حول كيف أن النرويج هي مكان جيد لليهود.
ومن بينها سلسلة مقالات كتبها الصحفي مارتن بود في صحفية "أفتنبوستن"، وبود ناشط مدني سبق له أن قام بعدد من الأنشطة في العام 2002م، في مواجهة تيارات معاداة السامية التي كانت قد بدأت تظهر في أوروبا بشكل قوي بعد اندلاع انتفاضة الأقصى الثانية، وجرائم إسرائيل في حق الفلسطينيين خلالها.
ولم يقف الأمر عند حدود النرويج؛ حيث شارك عدد من النشطاء الأمريكيون من اليهود وغير اليهود في الحلقة الدراسية المشار إليها، ومن بينهم نشطاء من مركز سيمون فيزنتال الأمريكي اليهودي، والذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية، وينشط أساسًا في مسألة مكافحة معاداة الصهيونية، وتخليد ذكرى ضحايا ما يعرف بالهولوكوست اليهودي على أيدي النازيين خلال الحرب.
وأطلقت إسرائيل قبل فترة حملة وصفت بالفاشلة من جانب المراقبين من أجل تحسين مستوى الصورة العامة لها في الغرب والعالم، والتي تدهورت في أعقاب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في شتاء 2008/2009م، والذي أودى بحياة 1450 شهيدًا، وأكثر من 5250 جريحًا، والجريمة الوحشية على أسطول الحرية الأول التركي الدولي يوم 31 مايو 2010م، والتي سقط فيها تسعة شهداء، منهم أمريكي من أصل تركي، والباقي أتراك الجنسية.
وزاد من مساحة غضب الرأي العام الأوروبي في هذا الاتجاه المواقف المتصلبة التي يبديها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إزاء استحقاقات التسوية مع الفلسطينيين، مع إصرار نتنياهو على الاحتفاظ بالقدس الشرقية وغور الأردن والمستوطنات الكبرى في الضفة الغربية المحتلة، وعدم عودة اللاجئين إلى فلسطين التاريخية المحتلة في العام 1948م.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دفتر الزوار