الثلاثاء، 12 يوليو 2011

إسرائيل" لا ترغب في مفاوضات سلام

بقلم محسن هاشم
أكد 32 دبلوماسيًا ألمانيًا أن سياسة "إسرائيل" في فلسطين المحتلة، واستمرار تنفيذ مخططاتها الاستيطانية أظهرا "نية" إسرائيل الحقيقية، وعدم رغبتها بإجراء مفاوضات سلام جادة.
وحث الدبلوماسيون الألمان في رسالتهم التي وجهوها إلى المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، حكومة بلادهم إلى ضرورة الاعتراف بدولة فلسطين عند التصويت على القرار فى سبتمبر/ أيلول القادم بالأمم المتحدة، ودعم قبولها عضوًا كاملاً بالمنظمة الأممية.
وقال جيرهارد فولدا- السفير الألماني السابق في إندونيسيا، وعضو مجلس رئاسة جمعية العلاقات العربية الألمانية- في تصريحات خاصة لقناة "الجزيرة" صباح اليوم، الثلاثاء 12 يوليو/ تموز 2011: إن عددًا من الدبلوماسيين الألمان وجهوا رسالتهم لحكومة بلدهم للاعتراف بدولة فلسطين، وذلك بعد إغلاق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، كافة الأبواب أمام مفاوضات السلام بإصراره خلال كلمته الأخيرة بالكونجرس الأمريكي على التمسك بمواصلة سياسة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأضاف فولدا: إن الرسالة توضح بصورة قاطعة أنه "لا أحد يمكنه المزايدة على ألمانيا التي تحملت مسؤولية خاصة تجاه الاعتراف بحق "إسرائيل" في الوجود، إلا أن المسؤولية الخاصة لألمانيا تجاه اليهود لا تعني دعم حكومة إسرائيلية تحتل الأراضي الفلسطينية بشكل غير مشروع".
وأشار فولدا إلى أن الرسالة تضمنت كذلك شعور الدبلوماسيين بالألم العميق من احتقار الحكومة "الإسرائيلية" للقواعد الهامة للقيم الغربية، من خلال سياستها تجاه الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن لجوء الفلسطينيين إلى الأمم المتحدة للاعتراف بدولتهم يمثل الإمكانية الوحيدة المتاحة أمامهم حاليًا، والتي من شأنها كسر حالة الجمود الراهنة في الشرق الأوسط.
ولم يستبعد جيرهارد فولدا حدوث تغير في الموقف الألماني الرسمي الرافض للاعتراف بالدولة الفلسطينية، لافتًا إلى أن هذا الاحتمال قائم بعد تغيير برلين لموقفها القوي تجاه الأزمة الليبية، وتخليها عن الطاقة النووية.
وقال فولدا: إن تأكيد المستشارة ميركل لرئيس وزراء "إسرائيل"، بنيامين نتنياهو، خلال زيارته لها ببرلين في شهر إبريل/ نيسان الماضي على رفض حكومتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، جاء دون توافق سياسي داخلي، ومن غير تشاور مع الحلفاء الأوروبيين.
وأشار فولدا إلى أن الدبلوماسيين الألمان السابقين طالبوا في رسالتهم المفتوحة التي وجهوها إلى ميركل وجيدو فيسترفيلا– وزير الخارجية- بالتصويت بنعم لفلسطين خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي، أو الجمعية العامة للأمم المتحدة، باعتبار أن هذا الاعتراف يمثل واجبًا إنسانيًا لإنهاء سياسة الاحتلال الإسرائيلية المهينة.
وعلى صعيد متصل، وصفت وزيرة الدولة السابقة بالخارجية الألمانية وممثلة حزب الخضر بلجنة الشؤون الخارجية فى البوندستاج "البرلمان" الألماني، كريستين مولر، موقف حكومة ميركل الرافض للاعتراف بالدولة الفلسطينية، بـ"المتسرع وغير المبرر".
وسبق لسياسيين ألمان بارزين، من بينهم الرئيس الألماني، ريتشارد فون فايتسكر، ومستشارها السابق، هيلموت شميت، أن وقعوا رسالة مفتوحة طالبت الاتحاد الأوروبي بمواجهة أي خرق إسرائيلي لقرارات أممية بإجراءات مقاطعة.
ودعت الرسالة- التي وقع عليها 24 هم رؤساء حكومة ووزراء خارجية ودبلوماسيون أوروبيون سابقون- لإشراك حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في أي مفاوضات قادمة لتسوية نزاع الشرق الأوسط، والتخلي عن الاعتراف بـ"إسرائيل" كشرط لدمج حماس في هذه المفاوضات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دفتر الزوار